أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سليم سوزه - الشيوعية مأساة المولد .. مأساة النهاية














المزيد.....

الشيوعية مأساة المولد .. مأساة النهاية


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:29
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


اقتبست هذا العنوان من كتاب المفكّر العربي مطاع الصفدي (حزب البعث، مأساة المولد .. مأساة النهاية) مع وضع كلمة الشيوعية بدلاً من البعث، لما للفكرين من تشابه في كثير من الامور واهمها تلك الفلسفة الشمولية المنغلقة على الطبقة السلطوية فقط لتمثل الوجه الثاني للبرجوازية السياسية التي ادّعى كليهما محاربتها.

لا اريد هنا مقارنة البعث بالشيوعية - لانه ليس موضوع المقال - رغم الخط البسيط الذي يفصل الاثنين بعضهما عن بعض والتشابه الكبير بينهما حتى على مستوى مخاطبة الاعضاء المنتمين لها، فالاثنين يستخدمون كلمة (رفيق) المقيتة التي تدل على عضوية الفرد في الحزب، بقدر ما اريد تبيان اسباب انتشار المد الشيوعي، ولا اقول الفكر الشيوعي لانه لا احد في العالم يقنعي بان جاري البسيط (ابو كريّم) قد اقتنع بهذا الفكر او بنظرية فائض القيمة الاقتصادية او حتى بالديالكتيكية المادية الحاكمة على التاريخ. بل كانت شعارات (يا عمّال العالم ...) وغيرها التي تنادي بحقوق الطبقة العمالية الكادحة هي التي اثارت لعاب (ابو كريّم) وهيّجت غرائزه كما بقية الفلاحين والعمال البسطاء تحمساً لهذا الحزب ودعمه داخل المجتمعات الفقيرة والبسيطة.

كل ما اردته هنا هو ان الاخوة الشيوعيين واليساريين بصورة اعم، لم ينفكوا عن تهمة الاسلاميين بانهم غرّروا بالفقراء والمساكين وضحكوا عليهم بالشعارات الدينية البرّاقة دون ان تكون لهم برامج او خطط سياسية لها القدرة على انتشال واقع الامة ممّا هي عليه الآن نحو التقدّم والرفاهية. حيث لم يدّخر اليساريون جهداً الاّ واتهموا فيه الاحزاب الاسلامية بانهم مارسوا خطاباً تضليلياً بغية خداع البسطاء من الناس والقفز على اكتافهم للوصول الى هدفهم السياسي، وحينها سرعان ما يتم فك الارتباط بين القادة اصحاب الشعارات الاسلامية الفضفاضة وبين قاعدتهم المنكوبة والفقيرة. انا هنا لا ادافع عن الاحزاب الاسلامية بقدر ما اريد ان ابيّن بأن ما ذُكر ليس قاصراً فقط على فكر الاسلاميين، بل يمتد ليشمل كل فكر على الاطلاق، وبالأخص الفكر الشيوعي .. حيث لم يركّز الخطاب الشيوعي سوى على الجوانب الشعاراتية بدرجة اكثر بكثير من الجوانب الاخرى، ولم ينتشر بهذه القوة في المجتمعات العالمية بما فيها الشرق الاوسط الاّ عن طريق شعارات مُحاكاة المظلومية التاريخية للطبقة العمّالية، ممّا جعلت الكثير من العمال والكادحين يؤيدون هذا الفكر وينصهرون في مدّه على أمل ان تُلبّى احتياجاتهم، فماذا كانت النتيجة؟

ها قد اتّحد عمال القياصرة في روسيا وكونوا دولتهم الشيوعية اكثر من خمسين عاماً تقريباً، وماذا بعد .. سوى الانهيار المفاجئ للمختبر الشيوعي الحاضن للفكر الماركسي مخلّفاً مجموعة دول تبنّت افكاراً بعيدة عن افكارها الام، وانتقلت منها دول اخرى الى الحضن الرأسمالي كافرةً بيومها السابق.
سيدّعي مؤيّدو اليسار بان نهاية الاتحاد السوفيتي ليست نهاية الشيوعية، والدليل ان هناك دولٌ مازالت تدين بهذا الفكر ولها من السطوة والقوة الاقتصادية ما لغيرها من الدول المتقدّمة. جوابي، بل عفواً، جواب الاسلاميين سيكون كجوابهم ايضاً، وهو انهم يمتلكون ايضاً دولاً ونماذجاً تمثل طرفاً لاعباً ومؤثراً في المعادلة العالمية اليوم .. فهل سيرضخ اليساريون ويقولوا بأن الاسلام نجح في تأسيس دولة؟

لابد من وجود شعارات لكل حزب او تيار، ولابد ان يكون هناك خطاب يُحاكي كل طبقات المجتمع من المثقفين والبسطاء .. فليس من المعقول ان يخاطب القيادي البسطاء كما يخاطب التكنوقراط، حيث لكلٍّ منهما منهجه وطريقته في الفهم والتأثر .. لكن ما هو غريب ان يرى البعض شعارات الاسلام بأنها خرافات ودجل وشعوذة وضحك على عقول البسطاء، في حين شعارات اليسار والتقدّم طاقة وحماسة تشحذ همم الرعيّة!! والصحيح ان الشيوعية لا تختلف عن بقية التوجّهات ومنها الاسلامية من حيث استخدامها للشعارات الحماسية، وجلّ ما حققته من توسّع في فترة الخمسينيات من القرن المنصرم، كان بفضل تلك الشعارات التي دغدغت مشاعر الفقراء والكادحين من اجل نيل حقوقهم المسلوبة .. الاّ ان المشكلة الحقيقية تكمن في فشل الشيوعية في تحقيق جوهر تلك الشعارات التي حملتها .. وان كانت قد حققت شيئاً ممّا يُحسب في عالم النجاح، فكان بفضل هراوتها القاسية وليس بفكرها النرجسي.

انا متأكد من ان هناك مَن سيقول بان الشيوعية كفكر وكفلسفة، بريئة ممّا وقعت من تجارب قاسية ومدمّرة في بعض البلدان التي انتهجت الفكر الماركسي في سياستها .. وان التطبيق لم يُعبّر عن النظرية اطلاقاً .. بالله عليكم ما الفرق في هذا مع ما يقوله الاسلاميون!!!
اَلَيَس الاسلاميون يقولون اذا ما فشلت تجاربهم السياسية، بأن الاسلام بريء من ذلك!! اَوَ لم يقل الاسلاميون بأن التجارب التي طُبّقت في بعض الدول، لم تكن تُعبّر عن الاسلام الحقيقي!! وان الاسلام الحقيقي ليس هو ما نراه اليوم!! فما الفرق اذن بين الفلسفتين بغض النظر عن رأينا فيهما؟ كلاهما يدّعي بأن التطبيق لم يكن سليماً، وان النظرية نقيّة وغير متّهمة، لكنها تعرّضت الى ممارسة قسرية وارهاب منظّم شوّش عليها جملةً وتفصيلاً.

على هذا الاساس، ان مَن يردّد كلام الصفدي حول مأساة ولادة البعث ونهايته او فشل احزاب الاسلام السياسي وافولها، عليه ان يقول بان الشيوعية قد انتهت ايضاً وقبرت نفسها بنفسها من جهة عدم اختلافها مع تلك الافكار من حيث الممارسة .. وممارسة الشيوعية الخاطئة لم تختلف ابداً عن ممارسة البعث في مسألة الابتعاد عن هموم المجتمع وتطلّعاته .. اللهم فقط في الكلام وليس غير ذلك.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار -المُتعفّن- وليس -المُتمدّن-
- ماذا يقولون ادعياء القومية اليوم عن مفاوضات سوريا واسرائيل
- ماذا لو كان هذا القرار في العراق
- حرب الحزب الاسلامي العراقي
- عندما تكون الميليشيا اقوى من السلطة
- هل اصبح البعث الممثل الوحيد لسنّة العراق
- كيف تنهض امتنا .. جواب على تعليق الاخت سلمى المختار
- اغتيال الصحافة
- التجنيد الالزامي .. ماله وماعليه
- المشروع العراقي الجديد في مواجهة ايران
- الاسلام والليبرالية
- -اسلامي الهوى .. ليبرالي الميول- يقبل بالحوار يا عبد العالي ...
- تخرّصات الظواهري
- نعم انهم متمدّنون حقاً
- كللللللللش،التوافق عادت
- الاسلام اللّيبرالي ازعج اليسار التقدّمي
- هل غادر الشيوعيون من متردّم ؟
- لماذا نخاف من وفاء سلطان ؟!
- التاسع من نيسان عيد العراقيين الثالث
- قمّة سوريا والمواجهة العربية الايرانية


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سليم سوزه - الشيوعية مأساة المولد .. مأساة النهاية