أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين علي الحمداني - تصورات العرب حول الديمقراطية















المزيد.....

تصورات العرب حول الديمقراطية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 02:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تلجأ الأنظمة العربية لتخويف الغرب والولايات المتحدة بالتحديد من أن التحول الديمقراطي سيأتي بالإسلاميين إلى السلطة، كما حدث في فلسطين، أو يجعل منهم جبهة المعارضة الرئيسية، كما حدث في مصر.
حيث أن الحركات السياسية الإسلامية أصبحت تشكّـل قوة سياسية لا يُـستهان بها، وأدّى ذلك إلى التساؤل عما إذا كان وصول تلك الحركات إلى السلطة يخْـدم عملية التحوّل الديمقراطي أم لا.؟ وهذا ما جعل الكثير من الأنظمة العربية إلى الإسراع باستخدام ما يمكن تسميته ((بالفزاعة الإسلامية)) لتخويف الغرب واستخدامه مبرّرا لتأجيل اتخاذ خطوات إصلاحية جادّة، ومحاولة الظهور بمظهر القوة الوحيدة القادرة على حماية مصالح الغرب من وصول الإسلاميين إلى السلطة، فيما أدّى إبقاء الوضع غير الديمقراطي على ما هو عليه إلى زيادة قوة الحركات الإسلامية، لأن الشارع العربي بدأ يشعر بأنها البديل الوحيد لنُـظم الحكم الشمولية القائمة.
غير أنه إدماج الإسلاميين في العملية الديمقراطية لا يخلو من المشاكل، لأن الحكّـام المستبدّين في كثير من الدول العربية صوّروا للغرب الموقف على أنه اختيار بين خيارين غير ديمقراطيين، فإما استمرار حكمهم الشمولي وإما السماح للإسلاميين بإقامة نظم حكم إسلامية معادية للغرب. كما أن هناك داخل بعض الحركات الإسلامية عناصر لا تتعاطف مع حقوق الأقليات الدينية الأخرى أو حقوق المرأة أو حرية التعبير أو بعض الحقوق الأساسية الأخرى المعترف بها دوليا.من هنا نجد أن الأنظمة العربية ذات الصبغة الشمولية هي التي رسمت الصورة التي تريدها للإسلام وصورته للغرب وأمريكا على أنه خطر وان أية عملية تحول ديمقراطي في تلك البلدان سيوصل هؤلاء إلى الحكم وبالتالي سيشكلون خطرا" كبيرا يهدد مصالح الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد . وبالتالي تسعى هذه الأنظمة الى ترسيخ فكرة عدم صلاحية الإسلاميين للحكم وإنهم ممكن أن يتحولوا الى نظم شمولية لا ليبرالية كما تقتضي الديمقراطية وهذا يعني فيما يعنية إصدار حكم مسبق وشديد في نفس الوقت.
ويبدو إن هذه الآراء قد خففت من دعم واشنطن لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ، فإن الولايات المتحدة لم تحاول حتى الآن توفير حلّ لمشكلة الضمانات المطلوبة لتتّـخذ الحكومات العربية خطوات إصلاحية جادة والضمانات التي تحُـول دون تحوّل الإسلاميين إلى نظم شمولية غير ليبرالية، إذا تمكّـن الإسلاميون من الوصول إلى السلطة". ونجد إن الضمانات المطلوبة تقسم إلى نوعين: الضمانات الداخلية: ضمان حرية الصحافة واستقلال الإذاعة والتليفزيون عن سلطة الدولة وإقامة دولة مؤسسات قوية يتوفّـر فيها الاستقلال للنظام القضائي والخدمة المدنية ونظام قوي لمؤسسات المجتمع المدني، التي يتعين أن تقوم بدور الحامي للمواطنين من سوء معاملة نظام الحكم.وهذا ماتفتقده الأنظمة العربية المتمرسه في كتمان الحريات , و الضمانات الخارجية: وتتعلّـق بتوفير حوافز كافية للدول الراغبة في التحول الديمقراطي، تضمن تعاون أنظمة الحكم فيها مع عملية التحول، وثبت أن الآليات الإقليمية أكثر فعالية من الضغوط الغربية والأمريكية الخارجية، حيث تشكّـل التجربة الأوروبية أفضل مثال على جدوى الحوافز الإقليمية لدعم حريات وحقوق الإنسان الأساسية من خلال محكمة حقوق الإنسان وآليات مراقبة حقوق الإنسان داخل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
وهنا، تبدو المشكلة أكبر فيما يتعلّـق بالعالم العربي، لأن جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية لم تفعل شيئا لتوفير حوافز للتقيّـد بحقوق الإنسان أو آليات لتطوير ميثاق عربي لحقوق الإنسان يتم من خلاله رصد مدى الالتزام به على المستوى الإقليمي، بل إن الجامعة العربية في الكثير من المواقف تتخلى عن شخصيتها المادية والمعنوية لتمنحها للآخرين كما حصل مؤخرا" في اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين حيث تمثل حضور الجامعة العربية لمجرد الحضور لا التأثير أو إبداء الرأي وبالتالي فأن النظم السياسية العربية تفتقد إلى المنظومة المؤثرة فيها ونجد إن الكثير من الحكومات العربية تحاول سرقة الأضواء على حساب الجامعة العربية عكس الاتحاد الأوربي. وبالتالي فان عدم وجود اتحاد عربي فعال ومؤثر يعتبر تحدي كبير يحول دون التحول الديمقراطي المطلوب ,
أما التحدّي الأكبر الذي يُـواجه عملية التحول نحو الديمقراطية في العالم العربي، هو النظم الشمولية الأوتوقراطية القائمة، التي استخدمت ثلاثة مُـستويات من العوائق للحيلولة دون المُـضي قُـدما فيما يتطلّـع إليه الشعب العربي من اللّـحاق بموكب الدول الديمقراطية الأول هو الاحتكار الواضح من الحزب الحاكم أو النظام بكافة أشكاله لمؤسسات الدولة، بحيث أصبح من الصعب بمكان التمييز بين الحزب الحاكم وبين مؤسسات الدولة، مما أتاح لنظم الحكم الشمولية استخدام، بل استغلال، موارد الدولة في عرقلة أي تحول حقيقي نحو الديمقراطية ولضمان هيمنة الحزب أو النظام الحاكم أو العائلة الحاكمة على كل مقدرات الحياة السياسية، بما في ذلك الانتخابات وقمع المعارضة السياسية وتهميش القوى الاجتماعية، بل والليبرالية التي يراها الحاكم تحدّيا لنظام حكمه. والثانية هي استخدام أجهزة الأمن في ضمان استمرار الحكم الشمولي من خلال قمع المعارضين وفرض القيود على الحريات العامة ومؤسسات المجتمع المدني. والنقطة الثالثة خلق مناخ سياسي يفتقر إلى ثقافة الديمقراطية، نتيجة للخضوع للحكم الاستبدادي الشمولي وهيمنة الأنظمة الأوتوقراطية على كافة مناحي الحياة في المجتمعات العربية، والاعتماد المتبادل بين النخبة الأوتوقراطية ومؤسسات الدولة والدور العدواني القهري لأجهزة الأمن، مما يشيع ثقافة الخوف.
وربما ساهمت الولايات المتحدة والغرب بصورة عامة في بناء النظم الشمولية في المنطقة العربية في فترة الحرب الباردة مابين أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقا وان عملية البناء التراكمية هذه قد خلقت أنظمة شمولية قوية ويصعب تغييرها من الداخل ما لم يكن هنالك تأثيرات خارجية تصل إلى حد التدخل العسكري كما حصل في العراق من أجل الإطاحة بنظام دكتاتوري .
لكن بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكيك الاتحاد السوفيتي وزوال الخطر الشيوعي الذي ظلت الكثير من الحكومات العربية تعزف لأمريكا نغمة (( الخطر الأحمر)) نقول بعد زوال هذا الخطر حاولت أمريكا بناء شرق أوسط جديد قائم على الديمقراطية فوجدت حلفائها القدماء يختلقون خطرا جديد وهذه المرة (( الإسلام)) وخشية سيطرت الإسلاميين على السلطة لهذا وجدنا تراجع أو بطأ أمريكي في نشر ودعم التحولات الديمقراطية مع ترقب وحذر من الأنظمة العربية التي عليها أن تفكر جيدا في أن تسعى هي للتغيير بعيدا عن التدخلات الخارجية وان تحاول تأسيس جامعة عربية جديدة قائمة على ميثاق جديد يحترم الحريات بكافة إشكالها ويؤسس قاعدة قوية لمستقبل أفضل .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية التي يخشاها البعض
- هل تسرع حزب الله
- إدارة الصراع باستخدام العنف
- العراق والعرب قراءة الواقع الحالي
- بين نشيد موطني ووصايا القائد
- الجوار العراقي والدور لمطلوب
- التاسع من نيسان
- عراقيو الخارج
- الرغيف مقابل التصويت
- في ذكرى سقوط عبد الباري عطوان
- أمريكا وإيران من يحتاج الضربة العسكرية؟
- مايبن البصرة والموصل
- الدعم العربي للقمة العربية
- في ذكرى الحرب
- الصحة المدرسية خطوة في طريق التنمية الصحية الشاملة
- من الرياض الى دمشق تتواصل البيانات
- خميس الرصاص في العراق
- الرؤيا الأمريكية في نشر الديمقراطية
- العرب والنت
- الإعلام وأدوات التغيير في العراق الجديد


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين علي الحمداني - تصورات العرب حول الديمقراطية