أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حاج صالح - النظام السوري. اسرائيلياً در














المزيد.....

النظام السوري. اسرائيلياً در


محمد حاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتساءل كثيرون عن السبب الذي حدا بالنظام السوري أن يعلن عن مباحثات "السلام" مع إسرائيل في هذا الوقت بالذات، مضمرين تقييماً واهماً بأن للنظام أجندة مطابقة لخطابه العلني المتمركز على مفهوم الممانعة. والحال أن السوريين يعرفون ويلمسون تماماً، ومنذ زمن بعيد، أن بوناً شاسعاً يفصل بين خطاب النظام العلني وإجراءاته السرية الحاكمة لاستراتيجياته، إلى حد أن النخبة السياسية السورية مقتنعة بأن التقاط أهداف التكتيكات السورية يمكن فقط عبر عكس الصورة. الأمر ليس جديداً فقد قال الشاعر المرحوم ممدوح عدوان وهو ابن نظام البعث بشكل أو آخر، قال في أوائل الثمانينيات إن الدولة تكذب في كل شيء وإنها تكذب حتى في درجات الحرارة.
وعلى ذمة أحد الأصدقاء ممن له صلة بعظام رقبة النظام أن دبلوماسياً سورياً من الفاعلين وليس من الدبلوماسيين الشكليين، أسر له أن محور النشاط الدبلوماسي السوري تجاه الغرب يرتكز على فكرة واحدة مؤلفة من بضع جمل لاأكثر. إما نحن أو الأصوليون؟ أتريدون أن تروا خمينياً آخر على شواطئ المتوسط؟ (على الرغم من التحالف مع نظام الملالي، فالبازار هو البازار). نحن علمانيون فهل تريدون نظاماً سلفياً على حدود أوربا؟ ولذلك أقدم النظام على تسليم الأمريكان قوائم أمنية مطولة بأشخاص إسلاميين، يرجح أن قيمتها الأمنية كانت غير ثمينة بسبب أسلوب النكاية، حيث دس النظام أسماء معارضين له لا يمكن حسبانهم في عداد الإرهابيين.
لا ينطبق ما نقله حسنين هيكل عن رئيس الوزراء الأسبق للاتحاد السوفييتي المرحوم على نظام عربي مثل انطباقه على النظام السوري. ينقل هيكل أنه وفي زيارة للرئيس جمال عبد الناصر لموسكو، أسر له كوسيجن أن القيادة السوفييتة لديها شعور مرير تجاه العديد من البلدان العربية، إذْ أنها (هذه البلدان) تستخدم اللاتحاد السوفييتي كمصعد أو سلّم للصعود إلى أمريكا. والحال أن النظام السوري أتقن هذه اللعبة، أي جمع الأوراق بهدف عرضها على العم سام ليحوز على القبول، لكن من سوء حظ النظام وحسنه معاً أن أمريكا بدأت بالإزورار عن الأنظمة الشمولية ذات الجذر الاشتراكي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وشرعت باستراتيجيات حصار تتلخّص بترك أنظمة كهذه لتتعفن من ذاتها.
إن أي متتبع سيجد أن النظام شاطر في تجميع أوراق الترشيح هذه. والنجاح في جمعها أمد في عمر النظام ولا شك، لكنها في النهاية تحولت إلى عبء ثقيل لن يجد النظام بدّاً من التخلي عنه عندما يدق الكوز بالجرة وتحمر عين غاضبة. فمثال دعم حزب العمال الكردستاني بقيادة أوجلان واللعب في أمن تركيا ارتد وبالاً ليس على النظام وحده وإنما على سورية كبلد، يكفي أن نتذكر الإملاءات المهينة من الجانب التركي على النظام والتي قبل بها جميعاً، وقال "نعماً" ذليلة لكل بنودها، وآخرها لواء الإسكندرونة. ومن المفارقة أن من كان الوسيط في خلاص النظام من التصميم التركي هو الرئيس المصري ذاته والمتهم الآن من قبل النظام بمعية السعودية بقيادة جبهة مضادة. وإذن لا خلاص إلا باللجوء إلى إسرائيل. والمثال الثاني هو محاولة النظام ركوب موجة المقاومة في العراق. حيث تبنى مواربةً مع نظام الملالي دعم المقاومة العراقية التي وبقصور سياسي فظيع غرقت بدماء أفرادها وأفراد الشعب العراقي، وإن أدمت الأمريكان. وكان الهدف الإيراني السوري هنا أن لا يرتاح الأمريكان ليلتفتوا يمنة أو يسرة. ولكن بوادر انكشاف الأدوار بدأت في الظهور، وبات واضحاً أن النظامين، ولينجوا، يريدان حرباً على الأمريكان حتى آخر عراقي، أو إلى الوصول إلى تسوية تضمن لهما يداً عليا في الشرق الأوسط، بعد إسرائيل طبعاً. والتسريبات الواردة من أطراف عدة تظهر أن النظام ساعد على إدخال عرباً من جنسيات معينة إلى العراق عامداً متعمداً للتوريط من ناحية، وللمساومة من ناحية ثانية. إذن لـمَ لا تعاد الكرة مع إيران وحزب الله وحماس؟ ما المانع؟
لا نجد إشارات كثيرة لدى المحللين أن الوضع الاقتصادي لسورية يدفع النظام حتماً نحو الارتماء في حضن طرف ضامن. هذا الطرف الضامن كان بالأمس دول الخليج، واليوم هو إيران، وغداً هو أمريكا والغرب، إن قبلوا. الشعب السوري يعيش الآن وضعاً خانقاً، يتبدى في ارتفاع أسعار جنوني، وتعليم متدن مع مصاريف ثقيلة للدروس الخصوصية والتعليم الخاص، وشبه انعدام للضمان الصحي فالبعض يموت لأنه لايملك مالاً للطبيب أو العمل الجراحي. البنية التحتية مهترئة ومتقادمة، والمشاريع والمصالح في أكثريتها تقاد بعقلية خارج العصر. ومؤسسات الدولة إقطاعات حزبية ومافيوية فات عليها زمن طويل دون تطوير. المؤسسة الوحيدة الفاعلية هي أجهزة المخابرات، وإن كانت فاعليتها بالنسبة لهذا الغصر كفاعلية طاحون حجرية نسبة إلى معامل ذرية، لكنها تعمل وبكفاية في تحطيم أي أمل سياسي للسورييين. أما الفساد والبرطيل ونهب المال العام والتشبيح فقد أمست جزءاً لا يتجزأ من آلية الاقتصاد السوري ومن دورة المال.
النظام دخل بازار المفاوضات مع إسرائيل لأنه ضعيف، ولأنه يتعجل في استخدام أوراقه خوفاً من أن يفقدها كما فقد ورقة عبدالله أوجلان مع تركيا.
محمد حاج صالح
طبيب وروائي سوري يعيش في المهجر



#محمد_حاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تقافز العراقيون كالكنغر
- عادي جداً أن تكذب طالما الهدف هو الدفاع عن اسرائيل
- تحول اللاجئين الأفغان إلى المسيحية
- الأخوان المسلمون
- يوستن غوردر يفجر قنبلة ثقافية وسياسية من العيار الثقيل
- نعم يجب تشريح ونقد إعلان دمشق
- قصيدة لشاعر ومربي نرويجي تتحدث عن ( أحمدين ) عربيين
- القاعدة والبعث العراقي طلاق لزواج لم يتم
- بلاهة أم ضلوع للناطق الرسمي للتجمع الوطني المعارض في سوريا
- كنا في العراق. رحلة إلى بغداد 2002


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حاج صالح - النظام السوري. اسرائيلياً در