أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حاكم كريم عطية - المعاهدة العراقية الأمريكية المرتقبة والوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في العراق















المزيد.....

المعاهدة العراقية الأمريكية المرتقبة والوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في العراق


حاكم كريم عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 02:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في نوفمبر 2007 أعلن عن مذكرة التفاهم بين رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الأمريكي جورج بوش وذلك للشروع في أجراء مباحثات بين الجانب العراقي والجانب الأمريكي للأعداد لأتفاقية عراقية أمريكية تحدد شكل الوجود الأمريكي في العراق عسكريا ودبلوماسيا وقد أتخذ هذا القرار نتيجة قرب أنتهاء المدة المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن المرقم 1790 والصادر في 18/9/2007 لبقاء القوات الأمريكية في العراق .
وقد شكلت لجان للمفاوضات بين الطرفين وفعلا أجتمعت هذه اللجان عدة أجتماعات سادها الغموض وعدم الوضوح عما يجري في أروقة مباحثاتها وما يطرح فيها من مواضيع مهمة وخطيرة تمس مستقبل العراق السياسي والعسكري والأقتصادي وقد طالبت قوى كثيرة في المجتمع العراقي بالوضوح والشفافية مع الشعب العراقي وقواه الوطنية لكي تتحمل مسؤوليتها التأريخية لتحديد موقفها من المباحثات وما يجري فيها خروجا بمعاهدة خطيرة ومهمة كهذه .
ألا أن اللجان ظلت تمارس نفس الأسلوب بعدم الأعلان عما يجري من مناقشات ومباحثات بين الطرفين خلال الفترة المنصرمة مما وفر أرضية مناسبة لطرح الكثير من التكهنات حول نوايا الوفدين على طاولة التفاوض ولماذا هذا الخوف والتستر على ما يطرح حولها من وجهات نظر وما هي وجهتي النظر الأمريكية والعراقية ليتسنى للعراقيين ممثلين بقواهم السياسية للأدلاء بأرائهم ومقترحاتهم والشعور لدى هذه الجهات بأن الحكومة شفافة مع المواطن العراقي وتكن أحتراما لرأيه في أخطر أتفاقية سيعيشها الشعب العراقي وأجياله مستقبلا .
ما أريد أن أبين في مقالي هذا علاقة الأتفاقية المرتقبة بالوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في العراق وهل مهدت الدوائر الأمريكية لوجود عسكري دبلوماسي دائم في العراق متمثلا بوجود أكبر سفارة أمريكية في العالم على أرض العراق وكذلك ما مدى التخطيط والتنفيذ لقواعد أمريكية دائمة في العراق وما هي مساعي أمريكا لأستخدام هذه الأتفاقية لتوفير الغطاء القانوني والشرعي لتواجد هذه القوات. ليس سرا ما أنفق من موارد مالية على بناء أحدى أكبر السفارات في العالم على الأطلاق في العراق وحيث تتميز هذه السفارة بحجمها الكبير حيث تبلغ مساحتها 104 هكتار وتشتمل على 21 بناية تتوفر فيها آخر مقتنيات العصر في توفير الراحة وأجواء العمل المريح والآمن وحيث يتضور العراقيين من ظروف العيش القاسية تتوفر في هذه الجنة الأمريكية كل ما تحلم فيه من وسائل الراحة والعيش الرغيد ففيها ماء وكهرباء على مدى 24 ساعة ووسائل العصر من وسائل أتصال ألى سينما ومسرح ومسابح ومطاعم ولا غرابة أن يصف العراقيين هذه البناية داخل المنطقة الخضراء المحصنة "بالقلعة الصفراء" وهي تعتبر رمزا للخوف والمهانة لدى العراقيين ويقارنها العراقيون بقصور المقبور صدام حسين حيث كانت ترمز للخوف وتزرع الكراهية لدى العراقيين من نظام صدام حسين ويبدوا أن الأمريكان لم يتعظوا من تجربة صدام وقصوره والصور التي تركتها في نفوس العراقيين ليعمدوا ألى تكرار نفس التجربة فالسفارة ترمز للعراقيين لحقيقة واحدة هي هيمنة الأحتلال ومصادرة حرية الشعب العراقي وتذكر العراقيين بقصور الخوف والمهانة الصدامية.
بلغت تكلفة هذه السفارة ما بين 750الف دولار ألى بليون دولار والكلفة في تزايد مستمر نتيجة المتطلبات المتزايدة لهذا المجمع الكبير والمتعدد المهام وهي مركز أدارة المهمات العسكرية والدبلوماسية في العراق وفي الشرق الأوسط مستقبلا حسبما يتوقع المراقبون ويشيرون ألى أن وجود مثل هذه المؤشرات في النشاط الأمريكي ومظاهره يعزز وجهة النظر القائلة بأن الأمريكان يخططون لتواجد طويل الأمد على الأراضي العراقية وهو ما تسعى و ما تبتغيه وتشرع له الولايات المتحدة الأمريكية لتثبيته وشرعنته في الأتفاقية المنتظرة مع العراق .
في الجانب الأخر تسعى الولايات المتحدة تحت ضغوط عديدة داخلية وخارجية للخروج بمنظر المحرر الذي أكمل مهمته على أكمل وجه ويجري أتباع تكتيك تجميع القوات الأمريكية بطريقة ربما توهم البسطاء من العراقيين على أن أمريكا تنوي سحب قواتها من العراق ولكن الحقيقة هي أن الستراتيجية الأمريكية الجديدة هي تجميع هذه القوات في معسكرات قليلة العدد ولكنها كبيرة جدا وبعيدة عن أماكن التجمعات السكانية والمدن الكبيرة ويجري دراسة أمكانية أستعمال المعسكرات القديمة للجيش العراقي وجعلها قواعد يمكن أن تكون قواعد دائمة في المستقبل ويجري العمل على أختصار عدد القواعد البالغ 106 الى 14 قاعدة موزعة على أرجاء متفرقة من العراق تضمن سيطرة هذه القوات وتضمن أمكانية تحركها عند الضرورة وهناك ما يشير ألى أمكانية أختصار هذه القواعد ألى أربعة قواعد كبيرة قاعدة السعد في غرب العراق وقاعدة بلد في الوسط وقاعدة أربيل أو القيارة في الشمال وقاعدة أخرى في جنوب العراق هذا أضافة ألى القواعد الأمريكية في الكويت والتي تعطي القوات الأمريكية أمكانية كبيرة للتحرك ودخول العراق عند الضرورة ويجري العمل على خلق ركائز دائمة في هذه المواقع وتجهيزها بالمعدات والوسائل والبنايات بما لا يقبل الشك بأن أمريكا تنوي البقاء طويلا في العراق .
أن المتتبع لما جاء في الأعلان عن شروع العراق وأمريكا الدخول في مفاوضات للخروج بتوقيع معاهدة طويلة الأمد والمختصر المنشور عن ماهية هذه المعاهدة لا يعكس ما يجري على الأرض من نشاط أمريكي لا يمت بصلة لم أعلن عن هكذا معاهدة ويشير الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين ألى أن أمريكا تبحث عن غطاء قانوني لنشاطها في العراق ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط وأن محاولات الدوائر الأمريكية للتغطية على النوايا الحقيقية للسياسة الأمريكية لم تنفع حيث أن هناك الكثير من الأدلة على نشاط أمريكا بما يخدم المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة وأن الخوف على مستقبل العراق كدولة ديمقراطية فتية تحتاج ألى حماية و مد يد العون الأقتصادي والسياسي هو مشروع دعاية سمجة للديمقراطية الأمريكية وسياستها في العراق وهو لايعكس بأي حال من الأحوال أيمان الساسة الأمريكيين بقدرة الشعب العراقي وقواه الوطنية في بناء العراق وقدرة شعبه وقواه الوطنية على أدارة البلاد والقضاء على المليشيات وفلول القاعدة ووضع الخطط ورصد المبالغ لأعادة بناء البلد وأخراجه من الوضع المزري الذي تكتوي بناره الأوساط الشعبية والفقيرة أن تخطيط الدوائر الأمريكية ينبع من عدم ثقة هذه الدوائر بمستقبل العراق السياسي الذي دعمته أدلة التمزق والأحتراب والأحتكام ألى المصالح الخاصة وغياب البرامج الوطنية لبناء العراق وخوف الدوائر الأمريكية من أنقلاب أحزاب الأسلام السياسي مستقبلا وأنحيازها ألى أيران وبالتالي تعرض المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط لمخاطر كبيرة وأنطلاق الدوائر الأمريكية من الخوف على هذه المصالح لا يمت بصلة لمستقبل الشعب العراقي أنما هو حرب مصالح ومشاريع في المنطقة وخصوصا مع أيران وسوريا وحزب الله في لبنان وستعمل جاهدة للخروج بمعاهدة مع العراق يضمن هذا الأتجاه مستغلة النواقص التي يعاني منها العراق وقواه السياسية والضغوط التي تتعرض لها حكومة المالكي وأستمرار الكتل السياسية في تغذية حالة التمزق والتشرذم والتفكير بالمصالح الذاتية مما يؤدي ألى عراق مفاوض ضعيف يفاوض طرفا قويا محتلا فارضا لشروط تنبع من الضعف العراقي وهي نتيجة مؤلمة لمستقبل العراق وأجياله وستنطبق هذه الحالة على مشروع قانون النفط والكثير الكثير من الأتفاقيات والمشاريع لسبب بسيط هو أننا نفاوض من موقع الضعيف مهما تبجحنا بقوة وهمية لا تستند ألى قاعدة شعبية رصينةكما ويجب على القوى الوطنية العراقية التصدي بحزم لهذا الأهمال المتعمد للمطالبة المستمرة بالوضوح والشفافية من هكذا معاهدة تمس مستقبل العراق السياسي والأقتصادي وترهن مقدرات البلد بالسياسة الأمريكية ومصالحها.



#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ابواب الأنتخابات
- لبنان يذبح والعراق يقطع
- الخدمات الأساسية في العراق تسحق جيش الفقراء
- بشتاشان ...أسئلة ذوي الشهداء
- القضاء العراقي من ينفذ مذكرات الأعتقال ومن يفعل قراراته
- مقومات أعلان النصر على تنظيم القاعدة في العراق
- مناطق نفوذ الصدريين ومعاناةالمواطن العراقي
- شهادة بترايوس وكروكر حول التطورات الأمنية والسياسية في العرا ...
- فقراء العراقيين الخاسر الأكبر في الأزمات المسلحة
- سلاح المليشيات والعملية السياسية
- أكراد سوريا والقمع المتواصل للشعب الكردي
- الهمس مع الأمريكان ثمنه غالي
- قانون النفط والغاز ثمار حان موعد قطافها
- الأنسانية تدعوا الشرفاءلمواصلة البحث عن المناضل شاكر الدجيلي
- الوجود العسكري الأمريكي والأتفاقية العراقية الأمريكية طويلة ...
- المرأة العراقية تحملت وزر المآسي السياسية العراقية
- الخيار السلفادوري تجربة أمريكية هل تنجح في العراق _الحلقة ال ...
- الخيار السلفادوري تجربة أمريكية هل تنجح في العراق
- الحاضرون معنا دائما
- كم تحتاج القاعدة من الدم العراقي لتهزم أمريكا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حاكم كريم عطية - المعاهدة العراقية الأمريكية المرتقبة والوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في العراق