أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جهاد علاونه - تطور الإنسان















المزيد.....

تطور الإنسان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:21
المحور: الطب , والعلوم
    


يبدو أن مظاهر التقدم العلمي والإقتصادي سوف تعمل ليس فقط على تطوير الإنسان ثقافيا بل أيضا بيولوجيا وقد كان الإعتقاد سائدا بأن الإنسان سوف يتوقف عن التقدم البيولوجي ولكن جميع الدلائل والإشارات تدل على أن الإنسان سوف يجره تقدمه الثقافي إلى تقدم وتطور آخر بيولوجي .

والإنسان هو الحيوان إبن الحيوان الوحيد الذي يتطور ثقافيا والشعب الذي يرفض أن يتطور ثقافيا وإجتماعيا يبقى حيوانا غير متقدم أو متطور.
حتى الأخلاق العامة تتطور وتتغير والذي يرفض أن يطور أخلاقه العامة يبقى حيوانا وجامدا ومقرفا في شكل عاداته وتقاليده المتعفنة.

ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا التقدم إيجابيا فكثير من الناس ترى أن التقدم الثقافي لدى بعض الأفراد لا يناسب مع مستوى الأخلاق المحافظة.

فشكل المرأة يبدو أنه سيستمر بصغر حجمه وسوف تتلاشى أثدائهن وتصغر صدورهن نظرا لعزوفهن عن إرضاع المواليد الجديدة .
وسوف يتكاثر الإنسان بناءا على معدلات النمو الإقتصادي لبلدانهم وليس بناءا على متطلبات ورغبات فردية لأن الإنسان لم يعد يشعر كسابق عهده من أنه بحاجة إلى جيش نظامي من الأولاد لكي يساعدونه في أعمال الزراعة والرعي كما كان سابقا وليس بحاجة لهم لكي يقومون بتأمينه في شيخوخته .
لذلك سوف يقتصر الإنسان نسبة المواليد ولسوف تكتفي العائلات بخمسة أفراد بما بهم الأب والأم .
A
إن التقدم المذهل الصناعي والتجاري والتقني عمل على زيادة متوسط عمر الإنسان من 30-35سنه إلى 60-70- سنة وحتى 100سنه بفضل حماية الإنسان من الأمراض المعدية والمستعصية لذلك ومن ناحية أخرى عملت هذه الظاهرة على التقليل من نسبة زيادة المواليد



ولسوف تتقدم العلاقات الزوجية فقط عند مستوى الرغبة بالإنجاب نظرا لأن القوانين أصبحت أكثر تساهلا مع الحريات العامة للإنسان العاقل ولسوف يلتقي الزوجان لقاءا جنسيا هادئا عند رغبتهم بالمواليد أو عند الإشتياق فقط لا غير لأن دعم الحريات العامة سوف تفضي بالرجل والمرأة أن يحصلا على الجنس من خارج غرفة نوم الزوجية ولن يكون هذا عيبا بقدر ما يكون رغبة بإمتلاك السعادة وحرية التصرف بالجسد والروح معا .

وخلال المائة سنة القادمة لن يمارس الإنسان الحب كما كان يمارسه سابقا ولسوف تتراجع المستويات العاطفية في حجم دماغ الرجل والمرأة نظرا لأن حتمية بناء المجتمع العاطفي سوف تبدأ ترتكز على مفاهيم جديدة من أهمها المصلحة وتحقيقها.

وفرصة نجاح العلاقة العاطفية سوف تعتمد على قدرة الأطراف المتحابة على تحقيق المصالح لبعضها البعض .
ولسوف يزداد حجم دماغ المرأة من مقدمته الأمامية فمن الملاحظ اليوم أن حجم مقدمة دماغ المرأة الأمامية هي أصغر من حجمها عند الرجل حيث ان حجم دماغ الرجل العاقل يزيد عن حجم دماغ المرأة العاقلة ب 123غرام.
وذلك نظرا لأن الشعوب القديمة كانت تمنع المرأة من الإنخراط في الحياة الفكرية والإجتماعية إلا ما ندر من النساء والشاذ على القاعدة لا يقاس عليه .
ولسوف يزداد حجم دماغ المرأة من الأمام نظرا لأنها بدأت تعمل وتتعلم وتستعمل مراكز القوى العاقلة في دماغها ومن المعروف أن هذه القوى مركزها في مقدمة رأس الإنسان لذلك سوف تكبر ويزداد حجمها لكثرة إستعمالها .

ونظرا لتقدم الوسائل العلمية التي أراحت الإنسان من الكد والتعب فإن ذلك سوف يعمل على ضمور عضلات الرجال وستصبح بمستوى عضلات المرأة ليونة وطراوة ونعومة في الوجه والأضافر .

لقد كان حرمان المرأة من العمل يعمل على ليونة عضلاتها وعدم حرمان الرجال من العمل عملت هذه الظاهرة على قساوة عضلاتهم وإزديادها شدة ونظرا اليوم لتقدم وسائل الإنتاج فلسوف تتراجع حدة خشونة الرجال إلى مستوى متطابق مع عضلات النساء وإنه من الملاحظ اليوم أن قدرة الشباب العضلية مقاسة بالدينامومتر تراجعت إلى مستوى أقل من قوتها حين كان الإنسان يكد ويتعب ويتسلق الجبال ويرعى الماشية في الصحراء.

ويظهر أن العالم سيصبح كله تحت سلطة دولة واحدة مسلحى وكأنها شرطي يقف في الحارة لذلك سوف تتراجع قدرة الحكومات وخصوصا العربية في التحكم بشعوبها لأن الشركات ذات الذراع الضخم هي التي تتحكم اليوم بأسعار السوق والمنتجات وألغيت وزارات التنمية في كثير من البلدان النامية .

وستنتهي إسطورة اللغات التي لا تقهر وستحل محلها لهجات عامية ولن يكون طالب المدرسة بحاجة لآلة حاسبه هههه لكي يفهم لغات ميتة ليست مستخدمة في الحياة العامة وذلك نظرا لقوة ضغط الإعلام المرئي الذي يتحدث أدبيا وسياسيا ووثائقيا باللهجات العامية البحتة حتى أن إسلوب تدريس الطلاب في المدارس أصبح اليوم باللهجات العامية والمدنية .

ولن يكون الإنسان بحاجة لمنزل من 200 متر مربع بل سيكتفي ب 80 متر مربع لكل وحدة سكنية ولن يكون حجم المطبخ كبيرا نظرا لأن الرجل والمرأة جميعا يعملون ويأكلون في أعمالهم أو في المطاعم التجارية .
إن بعض الذي تحدثت عنه منه ما هو بحاجة ل100 سنة قادمة ومنه ما أصبح حقيقة ممارسة على مستوى الأفراد والجماعات الإثنية .
أما بالنسبة للدين فإن العلمانية هي التي ستنتصر ويبدو اليوم أن تراجع الأديان التي تعتنقها كافة شعوب الأرض بدأت تخرج من حيزها السياسي إلى حيز إجتماعي أضيق وبعد ذلك سوف يتم إخراجها بفعل الإنتخاب الطبيعي للثقافات .

فالثقافات الحديثة تقمع القديمة وإسلوب حياة الناس يتجه للتركيز على العلاقات المدنية .

وبفضل رعاية الحكومات للإنسان المدني وتأمين الشركات التأمينية والضامنة إجتماعيا للإنسان في شيخوخته سوف تتراجع عند الإنسان حاسة الخوف والإستشعار عن بعد .
لقد كان الإنسان أولا يعيش في خوف دائم من المرض والموت المبكر والحيوانات المفترسة وكل تلك الأمور عملت مبدئيا على نمو وتكاثر الغدة الكضرية المسأولة عن إفراز الأدرينالين Adrenaline-والنور أدرينالين - لذلك ما زال الإنسان يستشعر بالخوف عن بعد ولأتفه الأسباب ولكن التقدم وتأمين الإنسان من الحيوانات والكوارث الطبيعية كل تلك الأمور تعمل اليوم على تراجع حاسة الخوف عند الإنسان .

أعتقد ما عدى الدول العربية التي يزداد بها خوف الإنسان ويقل متوسط عمره وعمر المثقف أقل من أعمار المثقفين في الدول الأوروبية الأخرى ..ولست متشائما من التطور ولكنني غير متفائل من مستوى تطور وتقدم الإنسان العربي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان مخلوق جميل
- الخوارج أول جمهورية إسلامية
- الإسلام السياسي واليهودية السياسية لا يستنبط منهما مجتمعات م ...
- عبادة الفرج
- اليهود شعب الله المظلوم
- الثقافة والإعلام في الدول العربية
- ثوري على عصر الذكور
- الثقافة والتطور
- تصحيح التاريخ العربي والعبري 2
- تصحيح التاريخ العربي والعبري1
- قلبي
- من سيحتفل بعيد العمال؟
- ثقافة الخوف
- مسيحية سقراط
- الجمل والصهيونية
- المسيح الإنسان
- العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير
- الإسلام والمسيحية
- الإسلام والمسيحية 3
- هكذا رأيتك في منامي


المزيد.....




- شاهد: ارتفاع قياسي في مستويات المياه تزامنًا مع فيضانات تضرب ...
- ريابكوف: روسيا تعد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لمنع س ...
- كيف أثر التغير المناخي على شدة أمطار الإمارات وعُمان؟ دراسة ...
- الرواد الروس يخرجون بأول مهمة إلى الفضاء المفتوح لهذا العام ...
- انفجار هائل يغطّي مجرّة بأكملها.. تبعد عنا 12 مليون سنة ضوئي ...
- مشاحنات روسية أميركية بمجلس الأمن بشأن تسليح الفضاء
- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...
- بوتين: النجاح في ساحة المعركة يعتمد على السرعة في حل المشكلا ...
- الجزائر.. منتدى تكنولوجيا الإعلام
- ما مشروع -نيمبوس- الذي ضحت غوغل بموظفيها وسمعتها من أجله؟


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جهاد علاونه - تطور الإنسان