أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جاسم الحلوائي - قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (41)















المزيد.....



قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (41)


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:06
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الحزب الشيوعي العراقي يعارض غزو الكويت
ويساهم في انتفاضة آذار 1991
147
"الحزب الشيوعي العراقي يعارض بقوة غزو الكويت" هذا هو عنوان الفصل التاسع عشر من الكتاب الثالث للرفيق عزيز سباهي. فبعد أن يستعرض الكاتب بشكل مرّكز وجيد الظروف والأسئلة الصعبة التي واجهت نظام الحكم بعد انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية، فإنه يؤكد على أهم الأسئلة فيشير إلى أن الحكم في بغداد وجد نفسه بعد الحرب، إزاء مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة. وكان يلح على النظام ورأسه السؤال الخطير التالي: لماذا كل هذا، ولمصلحة من جرى كل هذا الذي جرى؟ وكيف السبيل إلى إشغال الناس، بعد أن توقف القتال الذي دام طويلاً؟ وهل بالإمكان الآن تسريح الأعداد الكبيرة من المجندين، وتوفير ما تتطلبه إعادتهم للحياة المدنية، آخذين بنظر الاعتبار أن الخزينة العامة باتت خاوية ويجري كل ذلك في إطار ظروف دولية غير مؤاتية، تعصف بها رياح المطالبة بالتجديد والديمقراطية وضمان حقوق الانسان؟ (1)

بقدر ما كانت أزمة نظام بغداد الاقتصادية تتفاقم، كان إحساس رأس النظام يزداد للحاجة إلى البحث عن حل، ويسرع في هروبه إلى الأمام. ففي جلسة مغلقة ضمّت الرؤساء والملوك العرب في قمة بغداد التي انعقدت في 28 أيار 1990، أعلن صدام حسين: "أنا أحتاج إلى 30 مليار دولار، إذا لم تعطوني هذا المبلغ، سأذهب لأخذه منكم"!! (طريق الشعب، عدد 2 آب 1990). ولتبرير عزمه على غزو الكويت، خرج صدام حسين على الشعب بادعاء يفيد بأن الدوائر الامبريالية والصهيونية قررت العمل على القضاء على حكمه في العراق، متخذة من الكويت وسياستها البترولية بالذات أداتها في هذا الشأن. وكانت حسابات النظام تقوم على وضع الأطراف المختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وفي العالم، أمام الأمر الواقع. ثم أن ضم الكويت إلى العراق يستجيب، كما يقول صدام إلى منطق الوحدة العربية التي ينادي به حزب البعث، ويستجيب كذلك إلى حقائق التاريخ!(2).

وبينما كانت الأنظار تتابع بقلق ما ستسفر عنه محادثات جدة بين العراق والكويت، اندفعت القوات العراقية ليلة 2 آب 1990 عبر الحدود واحتلت الكويت كلها بساعات قلائل. إلا أن حكام الكويت استطاعوا أن يخرجوا من البلاد ويلجأوا إلى العربية السعودية، ثم توالت الأحداث بعدها بسرعة. ورغم الوساطات العربية والأجنبية، رفض صدام حسين التراجع والانسحاب من الكويت. وقوبل العدوان الصدامي بالشجب عربياً وعالمياً، وتوالت قرارات مجلس الأمن الدولي التي تشجب العدوان وتطالب بالانسحاب الفوري. ففي 6 آب أصدر مجلس الأمن قراره المرقم 661 والقاضي بفرض العقوبات الاقتصادية الكاملة على العراق. وبعد يوم من ذلك توقف جريان النفط العراقي عبر الأنبوب المار بالسعودية. وفشلت مساعي الرؤساء العرب في إيجاد مخرج للأزمة. إذ ظل صدام حسين يرفض كل الوساطات التي تطالبه بالانسحاب الفوري (3).

وفي يوم الغزو، نظم الحزب الشيوعي العراقي حملة استنكار واسعة ضد الهجوم الغادر الذي شنه صدام حسين على الكويت. وطالب المكتب السياسي للحزب، في تصريح أعلن يومذاك، بسحب القوات العراقية المعتدية فوراً، ودعا إلى حل الخلافات بين البلدين بالطرق السلمية. وكرّست صحيفة الحزب المركزية صفحاتها لإدانة العدوان والكشف عن دوافعه السياسية والاقتصادية وسايكولوجية الحكم الدكتاتوري التي تقف وراء العدوان.

وفي أيلول 1990 عقدت اللجنة المركزية للحزب اجتماعاً كرّسته للبحث في الأزمة التي أوجدها احتلال حكم صدام للكويت، وضمها قسراً إلى العراق، ونتائجه السلبية والخطيرة على العالم العربي. وناشد البيان الصادر عن الاجتماع القوى القومية العربية، أن تدرك ما ينطوي عليه "النهج التدميري المغامر للدكتاتورية وأطماعها التوسعية". وذكّرالبيان بتقلب سياسات صدام حسين، وضرب البيان مثلاً على ذلك عند تراجعه عن الأهداف التي اتخذ منها ذريعة لشن الحرب على إيران. فقد عاد النظام والتزم مجددأ باتفاقية الجزائر التي عقدها مع شاه إيران في آذار 1975، بعد أن كان قد أعلن إلغاءها ومزقها وشن الحرب في إثرها.

وتوقف البيان عند ذرائع النظام التي يسوقها بشأن الكويت وعائديتها إلى "ولاية البصرة" قبل قيام الدولة العراقية القائمة، معتبراً أن الحدود قد خططت من جانب الامبرياليين الانكليز. فلو تم القبول بذرائع النظام لهذا الغزو لكان سيؤدي إلى إجراء تغييرات في العديد من الحدود الدولية بما يعني إثارة عشرات النزاعات الحدودية، إن لم يكن بالمئات، في الشرق الأوسط وأفريقيا وغيرها من المناطق التي كانت تحت سيطرة الامبرياليين، الذين خططوا حدودها بمعزل عن إرادة شعوبها. أما القول بأنها عملية وحدة اندماجية بين طرفين عربيين، وهي أبعد من أن تكون كذلك، فأي وحدة تتم عن طريق الاجتياح الغادر الذي يرفضه أبناء الكويت، " إنها جريمة ألحقت أفدح الأضرار بفكرة الوحدة نفسها"، وشوهت مضمونها الديمقراطي الاختياري الطوعي.

وتحدّث البيان عن حصيلة المغامرة، وقال إنها تشكل انتهاكاً لحرمة دولة جارة وشقيقة، وعودة كابوس الحرب من جديد ليجثم على صدر الشعب العراقي، وتمزيق الصف العربي، وتمكين الامبرياليين من احتلال منابع النفط في الخليج. وانتهى البيان إلى أن المخرج الواقعي من الأزمة يكمن في انسحاب القوات العراقية فوراً من الكويت بدون شروط، وضمان استقلالها وسيادتها، وانسحاب القوات الأجنبية كافة من أراضي دول الخليج ومياهه (4).

وظل الحزب الشيوعي العراقي طوال الأشهر التالية يدعو بقوة إلى انسحاب القوات العراقية من الكويت، ويناشد أنصار الحرية والسلم في العالم بإيجاد مخرج سلمي للأزمة وانسحاب القوات العراقية. إلا أن صدام حسين ظل يكابر ويناور، ويرفض الانسحاب.

148

في 29 تشرين الثاني 1990 أصدر مجلس الأمن قراره المرقم 678 تحت البند السابع الذي يُجيز للدول الأعضاء استعمال القوة لإرغام العراق على الانسحاب الكامل، ومُنح العراق مهلة 45 يوماً لتنفيذ القرار. ولكن صدام حسين ظل يناور ويرفض الانسحاب من الكويت، حتى شرعت الولايات المتحدة وحلفاؤها بقصف المواقع العسكرية والبنية التحتية للبلاد في فجر 17 كانون الثاني 1991.

وشعوراً منه بهول الكارثة التي كان الحزب الشيوعي العراقي يتوقعها، فقد أصدر نداءاً في صباح يوم العمليات العسكرية. وذكّر النداء بأن الحزب أدان مغامرة صدام حسين منذ بدئها، لكنه حذر من أخذ الشعب العراقي بجريرة حاكمه المطلق. وطالب المجتمع الدولي بمعالجة الأزمة التي نجمت عن احتلال الكويت، وتجنب إلحاق الأضرار بالعراق ومصالحه، ودفع الأمور بالاتجاه الذي يخرج عن حدود الأزمة ومركزها المتمثل في فرض الانسحاب من الكويت على حكام العراق. وبهذا يكون الحزب الشيوعي قد نبه إلى ما تخطط له الولايات المتحدة مستغلة تعنت صدام حسين.

وقال النداء: " إننا نطالب الولايات المتحدة الامريكية وشركاءها بايقاف العمليات الحربية فوراً منددين باختيارها الخطير الذي تصر على اعتماده، كما نتوجه إلى قواتنا المسلحة بأخذ المبادرة في هذا الظرف العصيب، والانسحاب من الكويت، لسحب أية ذريعة لمواصلة العمليات العسكرية وتدمير البنية التحتية الاقتصادية والعسكرية لبلادنا، وتجنب المزيد من الخراب والدمار الذي لحق بها حتى الآن، وترجيح كفة قوى الرأي العام العربي والدولي التي تسعى لوضع نهاية فورية للحرب، والانتقال إلى معالجة مختلف جوانب الأزمة بالوسائل السلمية".

واختتم الحزب الشيوعي نداءه بالقول: "إن حزبنا إذ يدين الجريمة التي يتعرض لها شعبنا ووطننا الان، ويدرك بواعث مختلف أطرافها، سواء صدام حسين الذي عبّر بنهجه وموقفه عن منتهى الاستهتار بالمصالح الوطنية والقومية العليا، أو الولايات المتحدة وحلفاءها، بشكل خاص اسرائيل، الذين يسعون لتحقيق أهدافهم الأخرى تحت واجهة تحرير الكويت. إن حزبنا إذ يدرك ذلك كله، يتوجه إلى جميع أبناء شعبنا وجيشنا وكل المواطنين الأخيار في مختلف مواقع العمل والمسؤولية في بلادنا، بما في ذلك اولئك الذين يحتلون مواقع مؤثرة، للنهوض بمسؤولياتهم، وإنقاذ شعبنا من هذه المحنة والويلات التي يمكن أن تستمر، إذا ما ظل الدكتاتور في مركز القرار والمسؤولية.."

"إن شعبنا لم يكن طرفا في مغامرة صدام باحتلال الكويت والإضرار بأشقائه الكويتيين... ولهذا فهو ينتظر في هذه الفترة العصيبة من أشقائه وأصدقائه جميعاً الوقوف إلى جانبه، وتقديم الدعم له، للخلاص من الوضع الذي يعاني منه بسبب الحرب التي دُفع إليها، والدكتاتورية تتسلط عليه، وتسلبه إرادته وقدرته على استعادة حريته. فلنعمل معاً لوقف الحرب فوراً"(5) .

"وبدا واضحاً منذ اليوم الأول، أن القصف الجوي الذي امتد لما يقرب الشهر، لم يكن يستهدف الجيش والمواقع العسكرية وحدها، وإنما اتسع ليشمل تدمير أغلب المرافق الأساسية في البلاد حتى قال الامريكيون إنه لم يعد هناك في العراق هدف يستحق القصف! واتضح خطأ الحسابات العسكرية لصدام. فلم تقم القيادة الامريكية [كما توقع صدام] بقصف مرّكز ثم يلحقه مباشرة هجوم يمكن أن تقاومه القوات العسكرية العراقية الكبيرة في الكويت، وتكبد المهاجمين خسائر كبيرة.. وإنما تواصل القصف الجوي لفترة طويلة حتى انهك القوات العراقية المحتشدة في الكويت وعند الحدود وبات انهيار الجبهة وشيكاً، وراح الألوف من الضباط والجنود العراقيين يستسلمون بالجملة. وفي 28 من شباط 1991 توقفت الحرب البرية بعد أن استمرت 100 ساعة فقط! أعلن صدام حسين استسلامه وأذعن للشروط التي أملاها القائد الامريكي شوارزتسكوف في (خيمة صفوان).. وهكذ أسدل الستار على واحدة من الحماقات الكبرى في التاريخ العراقي، وراح الشعب يعيش آثارها المدمرة حتى الآن." (6).

فما عدا الضحايا البشرية، فقد بلغت قيمة ما دُمر من البنية التحتية ومن الموجودات الاقتصادية الأخرى في الحرب، كما قدرّها التقرير الاقتصادي العربي المشترك، 232 مليار دولار. ويقيناً أن كلفة استبدال تلك الموجودات الآن تفوق هذا الرقم بكثير جداً (7).

حقا لقد كانت حماقة كبرى في التاريخ، فلم تكن حرب الخليج الثانية، "حرباً بالمعنى المعهود للكلمة فقد نشر صدام حسين الجيش العراقي في الصحراء لا يستره أي ساتر من وسائل التدمير المعاصرة التي دفنت جنودنا في خنادقهم وهم أحياء. كانت مجزرة بكل معنى الكلمة. وكانت ضحايا العدو بسبب حوادث الطرق أكثر من ضحاياها في القتال الفعلي. لم يشهد التاريخ العسكري قائداً أغبى من صدام حسين ويحق فيه قول الجواهري:

يا اضحوكة السيف المدمى تقاطر من جوانبك الغباء" (8).

149

يتناول سباهي في الفصل العشرين من كتابه الثالث انتفاضة آذار 1991 وموقف الحزب منها، ويستهل ذلك بالإشارة إلى أن انتفاضة آذار دخلت تاريخ العراق الحديث كأروع وأخطر المعارك التي خاضها الشعب العراقي ضد حكم صدام حسين قبل سقوط نظامه الدكتاتوري. ورغم أن محاولات عديدة قد جرت لتشويه طبيعة الانتفاضة، والتقليل من أهميتها من جانب إعلام النظام أو الإعلام العربي والخارجي الموالي له، ورغم ما شابها أيضاً من أخطاء وملابسات فإنها تظل معركة فريدة في نوعها، من حيث شمولها وسعة الجماهير التي شاركت فيها، أو من حيث العنف الذي استخدم في قمعها، والآثار التي أحدثتها، والدروس التي تمّخضت عنها.

كان الترقب والتردد والاستياء، كما يشير سباهي، هو ما يحكم مزاج الجماهير في الأشهر الأولى من غزو الكويت. ومع بدء القصف الجوي الرهيب الذي فاق كل التصورات، باتت الجماهير فريسة الخوف والذعر مما تخبئه لها الأيام القليلة القادمة. ونتيجة لوطأة هذا الإحساس، راحت هذه الجماهير تجتاز الحاجز المعهود من الخوف من بطش السلطة، الذي ظل يغذيه الحكم الدكتاتوري طوال السنوات السابقة بأساليبه الرهيبة والخوف الجديد من الحرب. وبدأت هذه الجماهير تعبّر عن استيائها بألوان مختلفة، كالامتناع عن الالتحاق بالوحدات العسكرية وبأعداد كبيرة، أو الهروب الواسع منها. والجدير بالانتباه هنا ان هذا الهروب قد تجاوز الجنود والمراتب الصغيرة ليشمل الضباط في عدد من الحالات، وهي ظاهرة لم يعرفها الجيش العراقي من قبل. كما انصبّ سخط الناس على جداريات ونصب الدكتاتور التي كانت تنتشر في كل مكان، وقاموا بخط الشعارات على الجدران، وإطلاق النوادر التي تسخر من رموز النظام. وحين بدأت الحرب البرية، واتضح عجز النظام الدكتاتوري، وبدت الهزيمة واضحة للعيان، ارتفعت مستويات التحدي عند الجماهير، في حين ساد الارتباك والخوف صفوف عناصر الحزب الحاكم وأجهزته القمعية.

لقد تجمّعت وتفاقمت كل العوامل التي تدفع الجماهير نحو التحرك: الخوف الرهيب من الحرب مع أمريكا وعواقبها، التطلع نحو السلم والخلاص من الحروب، الخوف من المجاعة التي فاجأت الناس دون استعداد، وأخيراً الرغبة في التخلص من الطغيان، وباختصار لم تعد الجماهير الشعبية على استعداد للعيش على الطريقة القديمة. ولم يعد بإمكان السلطة الاستمرار بواسطة الأساليب القديمة، وبات الاحتقان السياسي ينذر بالانفجار في أية لحظة (9) .

كانت منظمة الحزب الشيوعي في الداخل تتخذ من بغداد مركزاً لها وكانت بقيادة الرفيق عمر علي الشيخ، عضو المكتب السياسي. ومن بين من كان معه وضاح حسن عبد الأمير (سعدون) (*). وكان سعدون يومها أحد قادة العمل الحزبي في الداخل. وبعد أسبوعين من القصف الجوي الامريكي أي في الأول من شباط 1991 أصدرت قيادة الداخل بياناً باسم الحزب الشيوعي "وقد وزع البيان في بغداد، وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان، وفي مدن ومناطق كردستان، ووصل البيان إلى البصرة قبل الانتفاضة بأيام، ولكنه لم يصل إلى أية مدينة في الفرات الأوسط إلا بعد الانتفاضة لأسباب فنية، علماً أن أول مظاهرة في الانتفاضة في الحلة كانت بمبادرة رفاق من تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي" (10)

وسبق انطلاق الانتفاضة العاصف في الآول من آذار، تحركات الركائز الشيوعية في أماكن عديدة في محافظة ذي قار. وأبرز هذه التحركات هجوم مجموعة من الشيوعيين، في هور الحمّار في 27 شباط 1991، على مقر الفرقة الحزبية للحزب الحاكم ومركز الشرطة في الناحية، وقد تواصل تراشق النيران بين الطرفين طوال عصر وعشية ذلك اليوم، واستطاع المهاجمون أن يحتلوا الموقعين في اليوم التالي. وسرعان ما ذاع نبأ ما جري في الحمّار إلى المناطق المجاورة، فاندفعت الجماهير الشعبية وانتزعت السلطة من أيدي البعثيين في نواحي الفهود والجبايش وسيد دخيل والإصلاح والكرماشي والعكيكة. كانت تلك، المعركة الأولى للشعب، معارك بطولية يسودها الوعي والاستعداد والانضباط إلى حد بعيد. وقد شاركت فيها مختلف العشائر المقيمة هناك. كذلك ساهم فيها أبناء الناصرية والمدن الأخرى، وكان يوّحدهم الكره العام للنظام والعزم على إسقاطه (11).

150

كانت تلك بشائر موضعية للعاصفة التي انطلقت في الأول من آذار 1991. وكان الذين أطلقوها هم الجنود والمراتب والضباط الذين استطاعوا أن يفلتوا من جحيم الحرب في الكويت فوصلوا إلى الزبير والبصرة سيراً على الأقدام، وقد أخذ منهم السخط والجوع والجزع كل مأخذ. وحيثما كانت تطأ أقدامهم أرضاً مأهولة في العراق، يبادرون فوراً إلى إعلان غضبهم ويحطمون جداريات الدكتاتور ونصبه. وتتحدث روايات المشاركين ان شرارات الانتفاضة انطلقت في أكثر من مكان، في الزبير والبصرة. والتحمت الحشود من جماهير البصرة الغاضبة مع كتل الجنود في انتفاضة عارمة لم تكن المدينة شهدت مثيلاً لها في كل تاريخها المعاصر، وهي المدينة المعروفة بتاريخها النضالي. وقد اكتسحت الجماهير كل مؤسسات القمع وقوى النظام الحاكم من مخابرات وأمن ومنظمات حزبية ومقرات أجهزة الحكم، ومعسكرات الحرس الجمهوري. وسارعت وحدات الجيش واللواء الآلي 34 في منطقة (التنومة) إلى الالتحاق بالمنتفضين. وهرعت الجماهير الغاضبة إلى السجون لتحطيم أبوابها، وأطلقت سراح المعتقلين الذين كان بعضهم قد اعتقل منذ عام 1978 دون محاكمة. وعثرت الجماهير في الأقبية على أعداد كبيرة من الكويتيين معتقلين وأطلقت سراحهم (12).

وتكررت مشاهد الانطلاقات الجماهيرية الضخمة، كما يشير سباهي، في كل مدن وقصبات العراق الجنوبي والأوسط منطلقة من الجنوب متجهة شمالاً على امتداد الفرات ودجلة. وفي كل مدينة يتكرر مشهد زحف الجموع نحو معاقل النظام وأجهزته القمعية. ولم تستطع قواه المسلحة الصمود طويلاً. وكان الناس في المدن يتولون مقاليد السلطة، ويولي رجال السلطة الأدبار، أو يذعنون وينخرطون في حركة الشعب. في اليومين الأولين من آذار استولى الثوار على الناصرية والعمارة والأقضية التابعة لهما. وفي الثالث من آذار هب الشعب في النجف والشامية والديوانية ودارت معارك حول مقرات الفرقة العسكرية الأولى في الديوانية ومقرات الأجهزة القمعية. وفي الرابع من آذار اندفعت جماهير الحلة لتضرب أجهزة النظام وأتباعه. وفي 7 آذار كانت جماهير كربلاء وقضاء الهندية والقرى المحيطة بهما تخوض معارك عنيفة للإجهاز على مقرات السلطة. وبموازاة ذلك شرعت جماهير كردستان في التحرك، بادئة من رانية وچوار قورنة في الرابع والخامس من آذار. وفي السادس والثامن من آذار هبّت جماهير كويسنجق، وتلتها جماهير السليمانية. وخلال يومي السابع والثامن من آذار التحمت قوى الشعب في السليمانية في معارك ضارية مع قوى السلطة. ولم تستطع قوى السلطة أن تصمد بوجه الشعب الغاضب رغم تفوقها العسكري. وتكرر الأمر نفسه في 10 و11 آذار في أربيل، وتلتها معارك أخرى في أقضية أربيل ونواحيها. وفي العاشر من آذار انتفضت جماهير دهوك والقصبات التابعة لها لتضرب مواقع قوى النظام الحاكم.

كان النظام الديكتاتوري يدرك بأن مقتله سيكون في بغداد، ولذلك حشّد معظم قواه العسكرية والأمنية التي يعتمد عليها في بغداد، مركزاً انتباهه، بشكل خاص، على الأحياء الشعبية، كالثورة والشعلة والحرية وأمثالها. وقد تحركت جماهير مدينة الثورة فعلاً في 5 آذار، وبات الثوار يهيمنون عملياً على 70% منها، وسيطروا على مراكز البوليس ومقرات السلطة وحزبها والأجهزة القمعية فيها. وشرع الثوار يعدون العدة للزحف نحو مركز بغداد. وسارت مظاهرة مسلحة باتجاه وسط مدينة بغداد شارك فيه ما يقرب من 7 آلاف امرأة ورجل. إلا أن المظاهرة لم تتمكن من تجاوز المناطق المحاذية لقناة الجيش، حيث احتشدت قوات كبيرة من الحرس الجمهوري بقيادة وطبان إبراهيم، الأخ غير الشقيق للدكتاتور صدام حسين، وهي على أهبة الاستعداد لإفناء المتظاهرين.

وفي مساء ذلك اليوم وخلال منع التجول، بادرت القوات العسكرية المدججة بالأسلحة الثقيلة إلى اقتحام مدينة الثورة والشعلة حيث يتمركز المعارضون، ولم يستطع هؤلاء الصمود. وعندما اطمأن النظام على وضعه في بغداد، حرّك قوات الحرس الجمهوري بأعداد ضخمة مزودة بالأسلحة الثقيلة والصواريخ، وتساندها الطائرات المروحية التي سمح لها القائد العسكري الامريكي بالطيران خلافاً لاتفاقية خيمة صفوان، وذلك لضرب الجماهير المنتفضة في الجنوب والشمال والقضاء على الانتفاضة بكل ضراوة متحدياً كل القيم الإنسانية والأعراف. ولم يتورع النظام عن ضرب الأضرحة المقدسة في النجف وكربلاء. كما أجبرت أعداد ضخمة من الجماهير الكردية على ترك مدنها وقراها والتوجه نحو تركية وإيران بفعل التهديد بالأسلحة الكيمياوية كما فعل في عامي 1987 و1988 (13).

151

فشلت الانتفاضة في تحقيق هدفها وهو إسقاط النظام الدكتاتوري، لأنها كانت عفوية وتفتقر إلى قيادة وطنية واعية تستند إلى تحالف متين بين القوى صاحبة المصلحة في تحقيق هدف الانتفاضة الرئيسي، قيادة تمتلك خطة تنظيمية مستندة إلى علاقاتها بالجماهير إلى جانب خطتها العسكرية لحسم الصراع وخاصة في العاصمة. وكان على هذه القيادة أن تكون بعيدة عن النزعة الطائفية وأمراضها الملازمة لها كالرغبة في الهيمنة على كل شيء وإقصاء الاخرين وتجهيل الجماهير بشعارات لا علاقة لها بالهدف الأساسي للانتفاضة. كما كان على هذه القيادة أن يكون لديها وضوح ستراتيجي متمثلاً في تحديد هدف الانتفاضة الأساسي وهو إسقاط النظام الدكتاتوري وإقامة حكومة وطنية ديمقراطية ائتلافية، وتحديد القوى الأساسية صاحبة المصلحة في تحقيق هذا الهدف، أي التيارات السياسية الممثلة في "لجنة العمل المشترك"، والتي كانت قائمة عند اندلاع الانتفاضة، وهي التيار القومي والديمقراطي والإسلامي والكردي (**).

وكانت هذه التيارات تعبّر عن مختلف فئات الشعب بكل قومياته وأديانه وطوائفه. ولكن التحالف بينها كان هشاً. وكان على قيادة الانتفاضة تعبئة جميع أنصار هذه التيارات وعدم التفريط بها. ولكن الذي حصل هو أن شعارات الانتفاضة الطائفية لعبت دورها في إبعاد جماهير المحافظات الغربية والموصل ومناطق كثيرة في بغداد عن المساهمة في الانتفاضة، وكان ذلك أحد أسباب فشل الانتفاضة وفي عدم امتدادها إلى سكان العاصمة، حيث اقتصر التحرك في بعض أطرافها.

وبالإضافة إلى ضرورة تحديد القوى الأساسية صاحبة الشأن بانتصار الانتفاضة لتعبئتها، فقد كان من الضروري تحييد القوى المتذبذة على النطاق الداخلي والعربي والدولي. ولكن ما جرى هو العكس. فالشعارات الطائفية ألّبت الفلسطينيين والجاليات العربية ضد الانتفاضة، واستفزت السعودية التي كانت ترغب بسقوط صدام في البدء، ودفعتها إلى الضغط على الولايات المتحدة كي تعطي الفرصة لصدام باستخدام طائراته المروحية والصواريخ لضرب الجماهير الثائرة وخلافاً لاتفاقية (خيمة صفوان). وكان الطلب السعودي يتناغم مع الموقف الامريكي الذي تغيّر من التحريض على الثورة صراحة إلى الخشية من سرقة نتائجها من قبل إيران بعد طغيان الشعارات الطائفية على الانتفاضة.

على أي حال ، زادت، كما يشير سباهي بحق، الانتفاضة والقمع الفظ الذي صبه حكم صدام حسين على الجماهير الثائرة، والاستهتار بمقدسات المجتمع ، من حقد الشعب على الدكتاتور وحكمه. كما وزادت من تنامي الاحتجاجات الشعبية، واستمرار النشاطات المسلحة في بعض المواقع ذات البيئة الجغرافية المناسبة كالاهوار والجبال الوعرة وأدت إلى تحرير كردستان من هيمنة السلطة. كما انعكس إيجابياً على النشاطات التي صارت تبديها بعض القوى في الجيش، والتي اتخذت أحياناً صورة محاولات انقلابية قمعت بقسوة رافقها حملات التصفية لبعض قادة الجيش وضباطه.

إن انتفاضة آذار تشّكل صفحة مجيدة في تاريخ العراق الحديث ، سّطر فيها الشعب العراقي آيات البطولة والشجاعة. وكانت أروع وأخطر المعارك التي خاضها العراقيون ضد أعتى نظام دكتاتوري في المنطقة. "ورغم ما شاب الانتفاضة من أخطاء وملابسات فإنها تظل معركة فريدة في نوعها، من حيث شمولها وسعة الجماهير التي شاركت فيها، والعنف الذي استخدم في قمعها، والآثار التي أحدثتها، والدروس التي تمخضت عنها، كما أشرنا إلى ذلك في بداية الموضوع" (14).
________________________________________
(1) راجع سباهي، مصدر سابق، ص 259.
(2) راجع سباهي، مصدر سابق، ص 262 والهامش رقم 267.
(3) راجع سباهي، مصدر سابق، ص 263.
(4) جريدة "طريق الشعب" العدد 4، السنة 65 ، أوائل تشرين الأول 1990. راجع سباهي، مصدر سابق، ص 265 وما يليها والهامش رقم 270.
(5) جريدة "طريق الشعب"، العدد 9، السنة 56، أواخر كانون الثاني 1991. راجع سباهي، مصدر سابق، ص 267 وما يليها والهامش رقم 271.
(6) سباهي، مصدر سابق، ص 263.
(7) وثائق المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العراقي (تموز 1997)، ص 16.
(8) زكي خيري، "صدى السنين في كتابات شيوعي مخضرم" إعداد سعاد خيري، ص 416.
(9) راجع سباهي. مصدر سابق، ص 269 ـ 271. راجع كذلك جربدة "طريق الشعب"، العدد 13، أواخر آذار 1991. تقرير تحت عنوان "أيام العز العراقية".
(*) لقد اغتيل الرفيق سعدون، في 13/11/ 2004 ( وليس في كانون الثاني 2005 كما جاء في الصفحة 273 من كتاب سباهي الثالث) على أيدي عناصر التخريب والإجرام في طريق بغداد ـ كركوك، وهو في طريقه إلى أربيل للقاء عائلته بمناسبة عيد الأضحى ،وكان يومها عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وسكرتيراً للجنة التنظيم المركزية. (جاسم)
(10) عمر علي الشيخ.، مجلة "الثقافة الجديدة" العدد 295 التاريخ أيلول ـ تشرين الأول 2000، ص 62.
(11) راجع سباهي، مصدر سابق، ص 273 وما يليها.
(12) جريدة "طريق الشعب"، العدد 1، أوائل آب 1961. أنظر سباهي، مصدر سابق، ص 274.
(13) راجع سباهي، مصدر سابق، ص 274 ـ 476.
(**) حول "لجنة العمل المشترك" راجع توما توماس. مصدر سابق الحلقة 38. يورد توما توماس المعلومات التالية عن اللجنة المذكورة: كان للجنة مكتب يضم ممثلي أربعة تيارات، تتخذ قراراتها بالاجماع، اي هناك حق الفيتو لكل ممثل. وهذه التيارات هي:
1ـ التيار القومي وله مقعد واحد ويمثله حزب البعث ـ قيادة قطر العراق.
2ـ التيار الديمقراطي ويمثله الحزب الشيوعي العراقي.
3ـ التيار الاسلامي وله مقعدان ويمثله المجلس الاسلامي الأعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة.
4ـ التيار الكردي وله مقعد ويمثله (حدك) و(أوك) ـ الجبهة الكردستانية.
وكان من باكورة نشاطات "لجنة العمل المشترك"، كما يذكر توماس، عقد المؤتمر الوطني للمعارضة العراقية. الذي عقد في 12 ـ 14 آذار 1991 في بيروت، وحضرته جميع فصائل المعارضة بالإضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة، وقد تجاوز عدد الحضور ﺍﻠ 300 شحصاً. وانبثقت من المؤتمر لجان عديدة منها السياسية والحقوقية والإعلامية والعسكرية والمالية...الخ. واتخذ المؤتمر جملة قرارات جيدة، إلا أنها ركنت على الرف لتحفظ في الأرشيف. لقد حضر كاتب هذه السطور المؤتمر المذكور ويؤكد صحة معلومات توما توماس عنه. (جاسم)
(14) راجع سباهي. مصدر سابق، ص 269 ـ 277 وما يليه.

يتبع



#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب - عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوع ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جاسم الحلوائي - قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (41)