أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - مصطفى محمد غريب - مواقع الانترنيت الالكترونية وتشويه وعي المتلقين















المزيد.....

مواقع الانترنيت الالكترونية وتشويه وعي المتلقين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:24
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


الدخول والبحث في هذا العالم الطلسمي بعض الأحيان مغامرة قد تكون نتائجها غير حميدة بالنسبة للذين يستخدمونها ويتعلمون منها السلب بكل جوانبه الأخلاقية والاجتماعية والسياسية فهي إلى جانبها الايجابي في عدم حكر حرية النشر وفتح صدرها وتقديمها الخبر السريع وثرائها الفكري والثقافي إلا أنها تحمل مخاطر حقيقية إذا ما استغلت بطريقة تجعلها أداة فتنة وتفرقة وتشويه وفق آليات منظمة وجهات مموهة تدفع في الخفاء لخدمة أغراض أكثر شريرة مما نتصور وهذا الجنب المخيف الذي يتبنى الموبقة وهنا نتحدث عن الموبقة بجميع أشكالها وليس كما هو محدد وفي هذا الصدد يقال إذا لم تستحي فافعل ما تشاء وهو مبدأ يسير عليه البعض في هذا العالم الرحيب أما الذي يستحي لا يأتي الموبقة، والموبقة الموثقة تختلف في الشكل أحياناً لكنها في واقع الحال تتوحد في المضمون ولا يعتري أحداً منكم الظنون المقولة صحيحة 100% " أن تقرا للأعداء حتى تعرف موقع قدميك" لان الأعداء لن يرحموك وبخاصة أعداء الفكر فهم أشرس الأعداء وأكثرهم حقداً وأتعسهم موبقات ولهذا عندما تجد محاكمة لقضية عادلة ووفق " كلمة حق يراد منها الباطل " فسوف تُقلب الأمر على جوانبه وتركز في كلمة " الحق" التي أصبحت شعاراً يرفعه حتى التابعين للباطل، في الماضي غير البعيد كانت الجرائد والمجلات محدودة الطبع والتوزيع وكان المبدع الكاتب والشاعر والسياسي وحده يلجها ويكتب فيها ويقبل ككاتب أو مثقف أو شاعر وحتى سياسي وكان من الصعب بمكان أن يخترقها من كل هب ودب لوجود آليات وضوابط ويكون وفق معايير ثقافية وأدبية وسياسية مرهون بالكلمة حتى وان اختلف مع الآخرين وقد يظلم مبدعين وكتاب وشعراء لأسباب عديدة في مقدمتها العلاقة المعرفية والشخصية لكن أن تكون مساحة هذه الجرائد والمجلات عموماً ساحة اللمز والقذف والتزوير وتزيف الارادات والشتم وترويج الباطل فذلك صعب لكنه في الوقت نفسه ليس بمستحيل، وان تجمع هذه المساحة المئات الذين لا يلمون بالاصول المعرفية ولا الثقافة والأدب ولا حتى اللغة فذلك شبه مستحيل بسبب الترويج والادعاء المفضوحين ثم ضعف القدرة المعرفية في تقديم النص المبدع، ولقد تغير الحال بعدما بدأت المواقع الالكترونية بالانتشار وهذا شيء ليس بالسلبي المطلق لكن القضية بهذا الشكل وبهذه الطريقة ( أي شخص يستطيع أن ينشأ موقع ويقول عنه مستقل وليس مسؤولاً عما تنشر من آراء.. الخ من الشعارات ) فقد جلبت أكثرية هذه المواقع إلى ساحتها العجيب والأعاجيب وراح كل من يريد أن يشتم أو يسب ، يخدع ويكذب ويغش أو يفلسف ما يريد أن يفلسفه يستطيع الدخول إلى هذه المواقع بدون حسيب أو رقيب فقط المهم أن يجلس على الحاسوب ويضع أمامه لوحة الكتابة ولا باس أن يسرق من هنا كلمة أو من هناك جملة فإذا به فطحول زمانه مرحبٌ به وقد يلقب بالحكيم المنظر والأستاذ ويوضع في مراتب المبدعين ويصبح مشهوراً على الانترنيت بدون التدقيق في ماضيه وإمكانياته وانتاجاته أو باسمه الصحيح والمزور والحامل الألقاب فيما يكتب إذا كان سياسياً أو ثقافياً أو شعراً المهم كسب رضا البعض ممن يجلسون وراء هذه المواقع أو الممولين الحقيقيين والأهم قَلْبُ الحقائق وممارسة تجارة الكذب والتلفيق ومعرفة من أين يأكل لحم الكتف، فهو ديني وطائفي متطرف، ويساري قح وماركسي يجاهر بشيوعيته لكنه يسب الماركسيين والشيوعيين وديمقراطي لا يستطيع أن يضاهيه احد فيكتب مضاداً كل الديمقراطيين ولو دنى منه أحداً وحاول مناقشته ومحاورته اتهمه بشتى التهم وفي مقدمتها بعدم احترام الرأي الآخر ولا ديمقراطية الحوار ولكي لا نتجنى ونخلط الجميع فإن العديد من هذه المواقع الالكترونية تعيش على أجساد الآخرين وتقتات بالتشويه والتفرقة وحجب الحقائق، والحديث عن المثالب والسلبيات التي رافقت انتشار المواقع الالكترونية لا يمكن أن يكون إلا مدخلاً لرؤية الحقيقة المرة من خلال معايشتها والتطلع فيما ترمي إليه ومتابعة ما يجري فيها والإطلاع على الأسماء التي تبدو أكثرها أسماء وهمية أو مجيرة بالألقاب وأسماء عشائر وسادة من الذين يحق لهم أخذ الخمس!! فيتفاخرون بالأنساب والأفخاذ وبنضالاتهم الدنكوشوتية وكنا وكان في ذلك الزمان.. وباعتقادي إن أكثرية أصحاب المواقع أو المسؤولين عنها يعرفون مصادرهم من الأسماء ويعرفون الصحيح من المزور لكنهم يتباهون بالكمية متجاوزين مهنة الصحافة الشريفة وبالمعنى الشريفة التي تركز على نشر المفاهيم الأخلاقية والتربوية وتهتم بتطوير الثقافة المعرفية من اجل رفع مستوى الوعي عند المتلقين من القراء إلا أن ما يضحك ويبكي في الوقت نفسه أن هؤلاء المدعين بالمعرفة والثقافة يخبرونك منذ البداية أنهم ليسوا معنيين بالثقافة ولم يكونوا يوماً ما لا صحافيين ولا كتاب ولا شعراء لكنك تراهم في كل عزاء يلطمون فهم يكتبون الشعر ويرجمون العروض ويعتبرونها من مخلفات الماضي ويكتبون القصص البهلوانية والذكريات الأسطورية ويحللون الأوضاع السياسية على طريقتهم البهلوانية ووفق رغباتهم دون الرجوع للتاريخ وقوانينه وينتقدون الأحزاب ويشوهون صور الأشخاص لأنهم على حد تعبيرهم " المخلصون الوطنيون " الذين تهمهم قضايا البلاد والعباد أما الادعاءات الثقافية على الرغم من تواضعهم الذي اشرنا له فلهم باع لا يضاهيهم أحداً .
إن الكثير مع شديد الأسف من مواقع الانترنيت الالكترونية ومساحتها أصبحت في بؤس أخلاقي شديد وبخاصة تلك التي تعتمد على التشهير والقذف، تعتمد النزعة المعادية لكل ما هو جميل ومفيد بلا هزة ضمير صغيرة ومن هنا نستطيع القول أنها لم تستطع أن تقدم الشيء الكثير للملتقين من القراء بل العكس فقد شوهت وعيهم وأزاحت الحقائق من أمامهم وهزت قناعتهم وبهذا نجحت في تحقيق رسالة التخريب الفكري إلى حد ما ومن باب الحرص نستثنى العديد من المواقع الجيدة التي أخذت تساهم في المعركة الدائرة بين التقدم والتخلف ووضعت شروطاً لا نعتبرها دكتاتورية أو بالضد من حرية النقد أو حرية الصحافة بل بالعكس هي تخدم هذا الاتجاه وتعري بالوقت نفسه أولئك المدعين الكذبة!! مشددة على المعايير الحقيقية التي يجب اتخاذها والتقييد بها من اجل حرية الكلمة وحرية الرأي وحرية النقد الموضوعي البعيد عن الدسيسة وإشاعة الفرقة وبهذا استطاعت أن تحتل مكاناً متميزاً لدى الأواسط الثقافية والملتقين من القراء وهي تساهم أيضاً في تحرير العقل من الترهات والتخلف والرجعية والظلامية الذي رابَطَةْ سنين طويلة في العقول.
قد يفهم بأننا ضد انتشار مواقع الانترنيت الالكترونية ونطالب بحجبها أو وضع رقابة سلطوية عليها بل العكس فإننا من دعاة التوسع الإعلامي وتوصيل الثقافة الوطنية والصحيحة لكل الملتقين وفق المعايير الإنسانية والإخاء الإنساني المبني على الاعتراف غير المنقوص بحقوق جميع التجمعات البشرية من أعراق وقوميات واديان وطوائف وحقهم في المساواة والحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية والخلاص من آفات الحروب والتدخل في شؤون الآخرين، إننا مع آليات التقدم الحديث لإيصال المعلومة والخبر والمقال وكل ما يتعلق بقضايا المعرفة الفكرية من ثقافة وسياسة وأدب لكننا لسنا مع مواقع أقيمت من أجل الرذيلة ونشر الموبقات الفكرية والثقافة الرجعية والسياسة التسلطية إننا مع تلك المواقع الالكترونية التي قدمت وما زالت تقدم المعرفة والرؤيا التقدمية ومناصرة الحق ضد الموبقة الفكرية وباطلها المشحون بالرجعية الفكرية وبالحقد والنميمة والعداء لكل ما هو إنساني رائع ...



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات النيابية القادمة مركز انتخابي واحد لا عدة مراكز
- من الضرورة إنهاء مرحلة التحالفات الطائفية المستوردة
- مشكلة حل المليشيات المسلحة السرطانية
- أولا الكلبة تُبَع
- البطالة والفقر والآفات الاجتماعية قديماً وحديثاً أساس البلاء
- أول أيار عيداً أممياً لشغيلة اليد والفكر
- الحديث عن أي وحدة لليسار العراقي ووفق أي عينات؟؟
- الهاجس الأمني وراء السعي للحصول على السلاح النووي
- خرق حقوق الإنسان لطالبي اللجوء في السويد والنرويج
- نشأت الدولة ووظائفها ليس بالخدعة او من خلال اصطدام سيارتين
- الصراع الإقليمي والدولي وتصفية الحسابات على الساحة العراقية
- الكرد الفيليون بين المواطنة والحقوق المغتصبة
- مواقف التحالف المتناقضة
- القمة العربية الاعتيادية العشرون وماذا بعد؟
- جزر الإمارات العربية تطابق بين موقفين
- حزب شيوعي عراقي طائفي بعد 74 عام
- كركوك وتفجير العراق
- هل إسقاط النظام والاحتلال جاء نتيجة حرب تحرير شعبية؟
- نوروز يغني لعيون الورد
- القوى الوطنية الديمقراطية وعنق الزجاجة


المزيد.....




- ثعبان على متن قطار سريع يتسبب في تأخير نادر باليابان
- استمرت 613 يوما .. أطول عدوى بـ-كوفيد-19- تثير المخاوف من مت ...
- “شوف الطبيعة وانت في بيتك”.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك ال ...
- بسبب احتجاجهم على عقد مع إسرائيل.. غوغل تفصل 28 موظفا
- عايز تخس 3 كيلو في 7 أيام.. افطر كويس وتناول -سناكس- صحى
- 5 أطعمة لوجبة الفطور تُخلّصك من انتفاخ البطن المزعج
- خايف تتخن.. نصائح بسيطة لتجنب زيادة وزنك أثناء ساعات العمل ا ...
- أعراض الاكتئاب الصباحي وطرق تساعد فى العلاج
- مادة غذائية تؤخر الشيخوخة وتحارب السرطان
- “لولو الشطورة مافي مني”تردد قناة وناسة بيبي كيدز الجديد 2024 ...


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - مصطفى محمد غريب - مواقع الانترنيت الالكترونية وتشويه وعي المتلقين