أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير دعيم - موقفٌ رجوليٌّ














المزيد.....

موقفٌ رجوليٌّ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:05
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


" ابنكم يوسف يسيل الدم من جبينه ، لقد ضَرَبَه المعلم فؤاد فارتطم رأسه بالمقعد".
هذا ما قاله جميل ابن العاشرة وزميل يوسف في الصفّ ، قاله وهو يلهث . ولم يكن في البيت آنذاك إلا الأمّ .
اضطربت ام يوسف كثيرًا ، فماذا عساها أن تفعل وزوجها في العمل ، والاتصال به في مثل هذه الظروف ليس مرغوبًا فيه!!فيوسف ابنهما الوحيد وقد مَنَّ الله به عليهما بعد عشر سنوات من الانتظار.
انه يحبّه كثيرًا ويخاف عليه حتّى من نفسه !.
ماذا أفعل يا الهي ، قالتها ام يوسف والدموع تترقرق في عينيها ...ثمّ ماذا فعل يوسف حتى يلقى هذا العقاب من معلّم معروف ٍأصلاً بالصبر وطول الأناة.
صحيح ان ولدها شقيٌّ بعض الشيء ، وصحيح أنها قد سألت أكثر من مرة الأخصائية النفسيّة في موضوع شيطنته ، فكان الجواب دائمًا : "اتّه الدلال الزائد والحيوية الزائدة " .
لم يطل تفكير الأم وإذا بصغيرها يعود مع آذن المدرسة معصوب الجبين ، فتهبّ لعناقه...." ولدي حبيبي ، سلامتك ، ألف سلامة ".
فيبتسم يوسف ويطمئن امّه قائلاً انّ الجرح بسيط ولا يستحقّ حتى العِصابة ، وان المعلم ما كان ليقصد .
ولم تطمئن الام ، فزوجها عصبيّ المزاج ويحبّ وحيده محبة فائقة.
ولمّا عاد الزوج من العمل ورأى العصابة تلفّ جبين ولده ، انفجر غاضبًا ، وأخذ يشتم المدرسة والمعلمين ويُهدّد ويتوعّد بأنّ هذا المعلم سيلقى جزاءه اليوم قبل الغد..
ورغم ان الزوجة حاولت جاهدةً إن تهدئ من روعه وغضبه ورغم أن يوسف اعترف بانه هو هو المخطئ ، وان الأمر حدث من دون قصد من المعلم ، الا أن الأب أصرّ على مرافقة ابنه الى مركز الشرطة ليقدّم شكوى.
هذه المرّة الأولى التي يجلس فيها يوسف أمام شرطي ، فقد أحسّ بالهيبة تدبّ في أوصاله ، ولكنه رغم كل هذا أجاب على أسئلته بوضوح وفصاحة .
ولم يُصدِّق الوالد ولا الشرطيّ ما يسمعانه ، بأنّ المعلم لم يضربه أبدًا ، وأن هذا الجرح الذي في جبينه ، جاء نتيجة ارتطام رأسه بالمعقد خطأً.
ضحك الشرطي وربتّ على كتفه وكأنه يقول له " عافاك لقد أحسنتَ صُنعًا ".
ولم يجد الوالد بُدًّا من الرجوع بسيارته مع ولده الى البيت ، وهو في حيْرةٍ كبيرة ، أيضحك أم يغضب ؟!! أيضحك ويشمخ وقد أصبح ولده رجلاً يُقدِّر ا لرجال والمواقف والظروف ، أم يغضب على هذا الولد العاقّ ، الذي جعله صغيرًا في عينيّ الشرطي ، وان كان الامر عن غير قصد .
.....عادا الى البيت والصمت يلُفّهما .
عادا وإذا البيت يمتلئ بالناس ، فهذا المدير والمعلمون ومن بينهم المعلم فؤاد ، الذي أسرع وصافح يوسف وأباه ، الذي راح يحكي ضاحكًا حكايته مع الشرطيّ وهذا الشقيّ الصغير.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف
- هل رأيتم حبيبي ؟
- راكعة
- راكعةٌ
- الأصدقاء الثلاثة -قصة للأطفال
- سائلي طيفي
- الله المحبّة ...أيْنَ أجدهُ ؟
- عُرسٌ في الارض وخمرةٌ من السّماء
- بُستان الجثسيماني والزيتونة العتيقة
- دم أخيك يصرخ اليَّ
- حان الوقت لتغيير السُّلّم !
- الحقل الأغلى
- جارة القَمَر مرّة اخرى
- لغةُ الحياة ،لا لغة التكلُّلف
- القلبُ الجديد
- كم من الرجال مثلك يا اسواني؟!
- فصحُ السّماء
- عيد الأمّ
- نهرٌ وصليب
- صداقة - قصّة للأطفال


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير دعيم - موقفٌ رجوليٌّ