أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - تاثيث الذاكرة عند زيد الشهيد














المزيد.....

تاثيث الذاكرة عند زيد الشهيد


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 04:36
المحور: الادب والفن
    


الذاكرة ونثيالاتها وهوا مات الذات تأسيس لخطاب عام عاشته/ الأنا الجمعية طويلا حتى بات يسكن التخوم البعيدة المنسابة حيث الوجع الجمعي الذي طالما جعل الأنا الجمعية تحاول إخفاءه لما له اثر موجع تفرغه شعرا ونثرا .
وكما يقول بول "ريكور" انه بدون نظرة تراجعية ( تذكرية ) تحرم الثقافة من ذاكرتها ومن دون نظرتها التطلعية تحرم من أحلامها.

هذا ما يظهر هنا إذ الشاعر والقاص يحاول تلمس المسكوت عنه عبر الرمز والرؤية والعلامة خلف انساق من التورية . توزع هذا عبر خطابين خطاب الداخل الذي يحاول التستر والخطاب الخارج الذي يعتمد البوح والتصريح حد افقد النص أحيانا رغم جرأته جماليات التعبير والاخفار والتورية التي هيمنت على نصوص الداخل حقيقتا أو ادعاءا؟

إلا انه اليوم توارى خلف شكل آخر من الخوف المجهول ؟حيث احل حال أخر من التألم مما جعل الذات الجمعية تنسى الحديث عن الماضي إمام مجانية القتل اليومي ونثار الجسد العراقي الذي كتب عليه أن يبقى معلقا طويلا كما علق زيد الشهيد في الكوفة.........
اليوم نحن إزاء عودة لتأثيث الوجع للذكرة الجمعية يتم تذكر حقبة أخرى من الوجع السرمدي وكأن كل عراقي يرفع حياته كما رفع سيزيت الصخرة، بمعنى إنا خلقنا لنعاني منذ فشل جدنا جلجامش على الخلود ونحن نعاني الموت الساكن في الضلوع وهات ترتفع إلى الأعلى ..........
هذا مايظهر في تلك القصائد التي تفيض سردا للصور التي عاشتها الأنا الجمعية كانت الأم / السراويل والشرق والجنون عنوان المجتمع الذي نحاول هنا نقف عند جهدها في تأثيث الذاكرة ، أكثر من مناقشتها كشتراطا جماليا . وبهذا تكون الصورة من خلال دلالتها النفسية هي إعادة إنتاج عقلية ذكرى تجربة عاطفية أو إدراكية غابرة ، ليست بالضرورة بصرية لان الصورة فعالية عقلية معرفية ويمكن القول إنها قصديه لأنها ترمي إلى إحياء ذكريات قديمة وتحويلها إلى تراث مشترك يحقق وحدة الذات من خلال خلق وحدة التراث فهي اجتماعية من حيث الفاعلية المقصودة وهي معرفية من خلال الأدوات المعتمدة.
حدثت أمي جارة لها ، قالت:
كنت مولعة بالسراويل ، لكنني
فردة ألا ألبس سروالاً
تضامنا مع اللائي لامتلكن
ثمن شرائها.13/
الجملة ترد حدثا شعريا وتؤثث ما لاستساغ عرفا إلا أنها تبرر هذا بنثيالات أخلاقية تعلي من تماسك الأنا الجمعية عبر ذوبان الذات فيها توجعا ومشاركة.
ذا هنا يتناول المرأة / الأنا الجمعية من خلال طقوس الحرمان والجوع الهوام المؤسس لدى الكاتب المتوجع جوعا للوجود ولانغماس في كينونته .....
في الأحلام
لا تبحث أمي عن قلائد
ولا فصوص عقيق ..... ولا طاقية للتخفي
لهذا جمدت الرجاءات واكتفت بالدعاء
وإذا أجبرت على حلم بمثابة أمنية
تغمض أمي عينيها ، وتحلم بوطن
جميع نسائه يلبسن
السراويل 15/

أنه هوام جمعي يحاول الكاتب أن يوثث له داخل النص عبر رمز الأم تلك المعانات يتسامى في أن يعيشها مع الآخرين في صور سردية مباشرة في طرح موضوعة هي من العمق تغدو أعمق من أي رمز مما يتشضى معها الجسد والمكان .
وفي موضوعة أو قناع أخر يعتمده الكاتب هو الجنون / الحرب يتناول من خلالها توصيف لحال أخيه المجنون المفترض شعريا وهو يقارب من دونكشوت.
وفي كل معركة يجمع بساطيل
الجنود الميتين ،
أو الهاربين.
أو الذين نسوا أن لهم وطنا
صار مسخرة بفعل البيانات
الخرافية ليصنع جبلا .16/
هذه الصورة الجنونية ذكية وهي تصف العلة عبر إدراك معلول . أثرها البسطال الذي هو معلول للجندي الذي اسماهم فتسقط المسميات عنهم فوصفهم / الميتون.
وهي محاولة لسرد ذاكرت الحرب عبر التخيل أو الاستعادة فالخيال يستطيع بقدرته الخاصة التأليف بين الأشياء ، والألوان والأحاسيس فيبدع الصورة مستفيداً من التعاقب والحركية في الزمان ومن التشكيلية في المكان.وهذا ما يفعله الشاعر ألا انه لا يتخلص من الهوام السياسي المؤسس في نصوصه إلى حد بعيد بل يكاد يهيمن على كل ما حوله .
في كل معركة يبدأ أخي
بالضحك
متكئا على سفح البساطيل
يتأمل
كم من الساعات يحتاج لبناء
جبل أخر؟
الصوّر أو الحوادث المصورة التي يعيشها أو يستعيدها الشخص تكون مصبوغة مشوهة بأغراض الدفاعية الباطنية وتعّبر لا شعوريا عن إنجاز رغبة مكبوتة.تلك الهوام الذي يدفعه إلى اسطره معاناته عبر إعطائها بعدا متخيلا مفارقا رغم بساطة الموقف
فالتخيل رواية مرئية حتى لو كان مقتفياً جداً والمتخيل نفسه متخيل ، أي انه حاضر في التخيل مشاهداً أو مساهماً حتى في التخيلات الأولية.هذا في اللحظة النفسية ألا واعية أما أمام هذا النص الذي يضع تلك الصور المستعادة طابعا تخيليا يعلي من الحادثة .أي أن النص يحاول كما يسميه هيدجر "نزع الألفة" "عبر مثله فان غوخ نجد أنه يغربه متيحا لحذائيته الموثوقة العميقة أن تألق وتسطع".
أن نزع الألفة يجعلنا نلمس تلك الحياة الغريبة التي نعيش ونحن اسري ارتهان غريب عنا رغم الفتها القاتلة .
وهذا يجعلني من ناحية ثانية أتوقف عند مقولة "اودنيس" القوا نظرة على خريطة العالم الإسلامي : سوف ترون أن ما يتراجع هو الحياة ، وأن ما يهجم هو الموت .
هذا الجمع بين الموت والحياة بحثا عبر التغريب الذي يجعلها مألوفة
كانت أختي ترسم على خدر
ذاكرتها الطرية:
ويسرد هذه الأماني التي تسرب من بين شفاه الشاعر حرمان جمعي توقف فعل الحرب فعالية باطنية فردية لكن لديها ما هو داخلي ممثل بالحاجات والرغبات ما هو خارجي يرد إلى الداخل ويمارس السيطرة على تلك الحاجات فتظهر بسبب التفاعل بين تلك الرغبات والقيم الخارجية التي ترد إلى الداخل صور من الحرمان وموت للحياة التي يحاول استعادتها عبر التغريب لما هو أليف من اجل المزيد من الكشف .
جاءت الحرب: فركلت القلب
وكسرت الشمس
وسرقت النهر
ولوثت السماء



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب السياسي في العراقِ القديمِ
- الحداثة العربية الناقصة
- حفريا المعرفة في الحدث الحضاري العراقي
- الأسطورة والأدب
- انطولوجيا الموت والحياة في العراق القديم
- قراءة في ديوان (ايماءات بعيدة)
- شعرية السرد
- قراءات في المتن الابداعي الحلي
- نقد النقد ام نقد تهافتي؟
- أخلاق الطاعة في ظل مهيمنة الدولة
- المخيال السياسي في الآداب السلطانية
- الموت في الفكر المصري القديم
- قراءة في رسالة شفرة دافنش
- حوار مع ثلاثة فنانين
- الموت غدا رائجا
- الوجودية في الفكر الفلسفي المعاصر
- النص الرشدي في القراءة الفلسفية العربية المعاصرة
- القراءة الابستمولوجيه لتراث ابن رشدعند محمد عابد الجابري
- المثقف بين خانقي التخوين والتهميش
- ظاهرة القراءه ورهانا الوعي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - تاثيث الذاكرة عند زيد الشهيد