أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - ماذا بقي من الديمقراطية؟














المزيد.....

ماذا بقي من الديمقراطية؟


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 10:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إنتهت الأزمة وحصل ما حصل: إنتخاب رئيس للجمهورية "توافقي"، حكومة وحدة وطنية "توافقية"، إنتخابات نيابية "توافقية"، إزالة إعتصام حزب الله في وسط العاصمة.. لقد إنتهت وإرتاح الناس، وإرتسمت البسمة على وجوههم، فها هو مطلبهم: العيش في أقل قدر ممكن من الهدوء والراحة والسلام. لذا بعد تحقق هذه الشروط الحياتية الضرورية في شكل نسبي أصبح بإمكاننا أن نسأل، سؤلاً هامشياً نسبةً لمجريات الأحداث، لكنه متن الأزمة الحقيقية: ماذا بقي من الجمهورية الديمقراطية البرلمانية اللبنانية؟
لا أنفي خوفنا على الجمهورية بمعناها الجغرافي منذ بداية الأزمة، إرتعبنا لمجرد التفكير بإمكانية إنتفاءها أو تلاشيها وتفتتها. كل المجريات كانت تشير إلى ذلك، كل الحروب الصغيرة المتنقلة بين الشوارع والتجمعات كانت تزلزلنا مغمضين عيوننا كي تمر. لكن الآن، قيل أن ضمانة عربية ما، ستؤمن لنا بقاء الجغرافيا كحد الأدنى في المدى المنظور. فإرتاح بالنا، وأصبح بمقدورنا أن نسأل عن الديمقراطية.. ودور البرلمان.. ومعنى الحرية في هذا البلد!
التوافق ليس نقيضاً للديمقراطية، لكن التوافق اللبناني مختلف، إذ أنه يحل محل الديمقراطية المخولة وحدها تدوير الأزمة وحلها. ما يميز الأنظمة الديمقراطية، والتي من المفترض أن تكون متحضرة، أن أزماتها تحل وحدها، عن طريق اللجوء إلى اللعبة الديمقراطية، المتمثلة في الإنتخابات النيابية ومن ثم حكم الأكثرية ومعارضة الأقلية (والمعارضة في لبنان ليست مثلاً يحتذى به أو مثالاً يطرح للتدليل). في لبنان لا وجود لهذا كله، التوافق يحل محل كل شيء، وتصبح الإنتخابات كالزينة، لا قيمة لها غير المظهر، سوى تصوير هذا البلد على أنه ديمقراطي، أي أنه الوحيد في وسط هذه الصحراء القاحلة الذي يشرب من ماء الحرية.
ما أقوله واضح للجميع، فكيف نفسر مثلاً بجاحة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني في قطر، خلال تداولهم موضوع التقسيمات الإنتخابية للمناطق! الجلي في هذه العملية أن كل منهم سعى إلى تأمين مقاعده النيابية قبل حصول الإنتخابات، لا نزاهتها وعدالتها وتمثيلها الصحيح، مستخدماً إحصاءات حول مدى شعبيته ومؤيديه في كل منطقة. ربما هذا الأمر يشبه "المحدلة"، التي يركبها المرشحون فيصلون جميعاً إلى المجلس. هذه ليست ديمقراطية إنها هرطقة. فالمجلس بمعنى من المعاني أصبح معروف الهوية، مع وجود بعض الإشكاليات على عدد قليل من المقاعد.
الديمقراطية اللبنانية مرتبطة في شكل وثيق بالبرلمان. ولكننا نلحظ فعلاً تحول إلى عادة، بعيد الأزمات المتتالية، ألا وهو اللجوء المستمر إلى طاولات الحوار وتهميش أو تغيب دور المجلس النيابي. وهذا أمر خطير وهو بمثابة إعدام للديمقراطية اللبنانية، المترهلة أصلاً. نستطيع أن نحل كل مشاكلنا في البرلمان، لا أريد أن يحدثنا أحد عن الصيغة اللبنانية الفريدة العجيبة، يجب أن نكون كالبشر جميعاً في التعامل مع مشاكلنا. نحن بلد ديمقراطي وأي أزمة: سياسية، إدارية، إجتماعية، عسكرية، من المفترض أن تحل داخل البرلمان، وعبر التصويت أو الإجماع. لأنه لا يعقل كل أزمة تحصل في هذا البلد نقيم لها وعلى شرفها حواراً خاصاً، تالياً: أخذ و رد ومماطلة وتضيع الوقت. فيما من خلال المجلس النيابي نطرح الموضوع، أي موضوع، على النقاش ومن ثم يحال إلى التصويت، والأكثرية -وهي متغيرة- تحقق رأيها. هذه هي الديمقراطية، وأي نمط أخر هو منافٍ لها.
لا تستطيع هذه التركيبة، التي نتغنى بها، أن تنهي حياتنا ومسيرتنا، وتوقف تحديث مجتمعنا. هذه التركيبة، أكثر من كذبة، وأقل من حقيقة، ونحن قادرين حقاً على الخروج من سجنها، حين نقتنع تماماً أن الديمقراطية هي الحل الأمثل لكل الصعوبات التي تواجه كياننا. في المقابل هناك من يشدنا إلى الخلف، لأن مصلحته تقتضي أن نظل إلى الأبد خاضعين للتوازن الطائفي الذي تفرضه غصباً تلك التركيبة الزائفة، الحجة الواهية.
زد على ذلك الطائفية، المعيقة الأساس للعملية الديمقراطية وتطورها، والعامل المضطهد لأي شكل من أشكال الحرية، وبيروت خير شاهد...



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطئ سعد الحريري
- وأيضاً سمير قصير؟
- لا تنسى
- نماذج علمانية تخريبية
- سقطوا
- فضائل النقد والمجتمعات الغيبية المقدسة
- كابوس
- الكذبة الحقيقية
- في شؤون -المحادل- والديمقراطية
- ساقطة.. ساقطة.. ساقطة
- شهداء مجانين
- بل بحبل مشنقة
- -الحسبة- والمواطن السعودي
- الله إلكترونياً: تسعيرات واضحة!
- تضامناً مع وفاء سلطان:ماذا عن الرأي الآخر؟
- هي لحظة
- ماذا عن ميشال سورا؟
- لا أريد أن أموت
- الزواج المدني: الخطوة الأولى
- بيروت،أدب وفن


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - ماذا بقي من الديمقراطية؟