أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الطيب طهوري - المنتظمات الديكتاتورية أفقدتنا تذوق طعم الحياة















المزيد.....

المنتظمات الديكتاتورية أفقدتنا تذوق طعم الحياة


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 10:26
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار أجرته معي سهام عباوي

حينما تتكاثف في الذهن معطيات المختلف يكون طعم الشّعرمالحا ونكهة القص فضفاضة وهذا ما يلامسنا بكل سطو عندما نقرأ للشاعر والقاص الطيب طهوري المسيلي الجزائري.. هناك يجب عليك أن تتزود برؤى موغلة في الحلمية بل واثقة من كونها كذلك وإلا فإنك ستقول ما الذي يهذي به هذا الغبار اللذيذ.. وبين الجاحظية واتحاد الكتاب و"شجر العاصفة" وعاصمة الثقافة العربية ومداخلات إنترناتية مميزة تنبثق هسهسات القصة الشعرية والشعر القصة لدى الطيب طهوري مشحونة بعبء الحداثة ومزاج التحررالموجوع .. ومن كل ذاك النزف تدلى هذا البوح.. وكانت البداية ترتدي قناعا مالحا أيضا..

- كلمة أخيرة..
كل الأفعال تبدأ من نهايتها ، وكل الأزمنة أيضا، وكل الناس كذلك..
هكذا تبدو أمور الحياة، وتبدو الحياة ذاتها في واقعنا العربي..
لا نتذكر أبطالنا إلا بعد أن يفارقونا، ولا نعترف بمثقفينا إلا بعد أن يرحلواعنا، ولا نتعلق بالشيء إلا بعد أن نفقده أو نفتقده.. هكذا هي علاقتنا بطفولتنا مثلا..
لكن ذلك كله لا يهم.. ما يهم حقيقة هو أن آخرنا لم يعد إلا تحسرا على ما كنا نأمل تحقيقه فيما مضى..
كان أملنا أن نبني مجتمعا عادلا وإنسانيا وديمقراطيا بعد ذلك ـ أعني نحن العرب ـ فإذا بالفساد يعم وجودنا ، والتفاوت الطبقي يزداد خنقا لنا ، ليفقدنا ماهيتنا في هذا الوجود الذي لا يحترم إلا الذي يفرض الاحترام لذاته بنفسه ، فردا كان أو جماعة ، مجتمعا أو أمة ..
نعم ..هكذا حاصرتنا الهزائم من كل جهة، من فوق ومن تحت، ولم نعد نرى الانتصارات إلا في أقدامنا التي تعودت الجري من كثرة هروبنا من هذا العالم الذي نعيش خوفا مرضيا مزمنا منه، بعد أن صارت رؤوسنا كروية ، خاوية، يُتلاعب بها في كل مكان..وإلا ما معنى أن تخرج الجماهير البائسة ـ وفي كل أقطارنا العربية ـ حاملة رايات الوطن ، وهاتفة بأسماء لاعبي كرة القدم، صفوفا، صفوفا، في الأزقة والشوارع والطرقات ،وكأن انتصار فرقها هو استقلالها الحقيقي ، بعد أن فقدت ذلك الانتصار فعلا نتيجة سيطرة المنتظمات الديكتاتورية عليها .. لتتحول تلك الكرة إلى أفيون حقيقي لشعوبنا ..؟
ما معنى أن يتنافس الآلاف على المناصب في البرلمانات العربية لينفصلوا عن واقعهم الحقيقي ، واقع الناس المهمشين ، وينسوا بذلك الانفصال عالمهم ذاك بشكل نهائي، ويَقبلوا بالامتيازات الإغرائية التي لا حدود لها ، والتي من أبرزها الحصول على تقاعد تصل نسبته إلى المئة في المئة بعد عهدة نيابية واحدة ، في الوقت الذي يقال فيه للعمال المساكين المطالبين ببعض الزيادة البسيطة في أجورهم، من اجل تحسين أوضاعهم المعيشية التي صارت في الحضيض بأن زيادة قرش أو دينار واحد تخل بتوازن الخزائن المالية في عالمنا العربي..و..و..؟
ما معنى أن يرى الناس تبليط الأرصفة السنة الماضية وإعادة تبليطها هذه السنة ، وتعبيد الطرق في الأحياء الراقية اليوم وإعادة تعبيدها بعد شهور أو سنوات قليلة ، وهي ما تزال جيدة ، وبكيفية مستمرة ، دون أن يتحركوا ( أعني الناس) في الوقت الذي تهمش فيه الأحياء الشعبية لتعيش في الغبار ( مع اعتذاري للغبار طبعا) ورائحة نتانة الصرف الصحي الذي لا قنوات له، ودون أن يتحرك أي نائب أو أي حزب من أحزابنا العربية التي تتشدق صباحا مساء بالوطنية ومحاربة الفساد، لترفض ذلك..؟؟؟
ما معنى ؟.. وما معنى..؟ وما معنى..؟؟؟
وكان أملنا أن نجعل من التعليم أولى اهتماماتنا ، لأنه لا أمل في إحداث أي تقدم إلا بإصلاح أحواله وأحوال رجاله .. لكننا انتهينا إلى أن جعل مسؤولونا من ممارسي التعليم مهزلة نكات المجتمع التي لا تنتهي، وجعلوا ـ بذلك ـ المعلم في آخر ذيل المجتمع .. نعم.. ذيل المجتمع.. بل حرموه حتى من الاعتراف بالنقابات التي أسسها ليطالب من خلالها بحقوقه ، وهم الذين كانوا قد طالبوه بتنظيم نفسه قبل المطالبة بحقوقه التي اعتبروها مشروعة ، ليتعمدوا بعد ذلك هضمها وقمع قياديي نقاباته المطالبة بها..
وإذا اضطروا ـ بفعل ضغط المنظمات الدولية ونقابات العالم الحرـ إلى الاعتراف بها وإعطائها الاعتماد، لجأوا ـ قبل كل شيء ـ إلى العمل على تيئيس المنخرطين فيها وتخريبها من الداخل عن طريق شراء ذمم بعض قادتها فيما يسمى بالحركات التصحيحية التي يدرك العمال أنها ليست إلا حركات تخريبية .. و.. و..
وكان أملنا أن نحمي أرواح الناس ، فإذا بالزلازل تفضح ادعاء أولئك المسؤولين وتميت عشرات المئات من المواطنين الأبرياء ، لتتشكل لجان التحقيق في مواقع تلك الزلازل فقط ، وكأن الغش في البناء لا يوجد إلا فيها ، مع أن العام والخاص يعرف أنه ظاهرة عامة في مختلف مناطق بلداننا ..
وكان..وكان...... لكننا انتهينا إلى اليأس المطبق واللامبالاة المطلقة ، ليبقى المتنفذون سياسيا وماليا وعسكريا في أوطاننا العربية وحدهم يصولون ويجولون ويفعلون ما يخطر ببالهم وببال حاميهم من الأنظمة الرأسمالية المتوحشة ، وذلك على حساب شعوبنا ..و..
... هكذا أفقدتنا المنتظمات الديكتاتورية تذوق طعم الحياة، وجعلت منا "بُواطنين" (حسب تعبير الأديب كمال قرور) لا "مواطنين"، نعيش خارج العصر بفوضانا وأنانياتنا المفرطة ، لا يشعر الواحد منا بأية مسؤولية تجاه الآخرين من أمثاله، ولا يخجل إطلاقا من سلوكاته السلبية التي صارت جزءا أساسيا من حياتنا اليومية المتكررة في تشابهها ، والمراكمة لليأس العميق في نفوسنا...
- عندما تواجه المرآة كل يوم.. ما الصورة التي تنطبع فيها؟.. ما التضاريس التي ترسمها المرآة فيك؟.. ما هو أنت؟
ماذا يمكن أن يكون أمامي غير هذا الشيب الذي غزاني بشكل مذهل، والذي جعل أصدقائي والذين يعرفونني يسألونني باستمرار: لماذا كل هذا الشيب؟.. وجعلني أجيبهم باستمرار أيضا: يجب أن توجهوا هذا السؤال لكل من لم يبيض شعره في هذا الزمن العربي المترهل ، لا إليّ..؟
ذلك أن ماجاء في الكلمة الأخيرة/ البداية لا يمكن أن يؤدي ـ وهو المفترض ـ إلا إلى ذلك.. لكن ماذا يمكن أن يكون في واقع عربي حوّلت أنظمته المستبدة الشعوب فيه إلى شبه قطعان لا هم لها سوى البحث عن لقمة العيش اليومية ، ولا طموح لأفرادها إلا البحث عن كيفية التسلق في المناصب بأية وسيلة كانت، حيث صارت الانتهازية والوساطة والرشوة ..و..و.. هي المهيمنة على سلوك الناس فيه ، لتتيه الكفاءات الحقيقية في دامس الظلام الذي يبدو أنه سيستمر لفترة طويلة أخرى..؟..
أما ماهو أنا..؟ فإنه وكما يبدو من صيغة السؤال ، حيث استعملت ما بدل من ـ وهو الأصح فعلا في واقعنا العربي ـ حيث شيّئ الإنسان أيضا ، لا يمكن أن أكون إلا شيئا تتحدد قيمتي بمدى وصوليتي أو عدمها ، وهذا ما يحدث عمليا ، حيث أعاني من التهميش فعلا لا لشيئ ،سوى أن التسيير الثقافي في بلادنا العربية عموما يخضع لمقولة ـ حتى لا أقول مبدأـ اخدمني وأخدمك..
- أعلم أن لك قصة ساخرة مع الطبشورة ، وأن السبورة قفص صدري مفتوح على البوح .. فهل من ردع لغبار طلاسة تعابث مئزر الشاعر فيك..؟
صديقي الغبار.. هكذا عبرت في إحدى قصائدي منذ سنوات بعيدة، ذلك أن الغبار يذكرني بطفولتي التي قضيتها في الحضنة ، حيث يتعانق الربيع والغبار فيها ، وحيث يرتفع التبن إلى أعلى ظهور الأحمرة ووجوه الرجال والنساء أثناء درس ما يتم حصده من قمح وشعير.. وهي الطفولة التي ما أزال أحن إليها باستمرار ، وأراها بعين الذكرى في كل حين.. وإذن فأنا أفتح صدري على مصراعيه لغبار الطبشورة الذي تحضنه الطلاسة ، تماما كما تحضن رأسي وجوه الذين أدرسهم ..
أما السبورة فهي وجود آخر تماما .. تفرحني أحيانا وتحزنني أحيانا أخرى..تفرحني عندما أحس بأن تلامذتي قد تجاوبوا مع ما كتبته على صفحتها ، وما قلته أمامها، وتحزنني عندما أدرك أنني لم أحقق مرادي ..
ولا عجب بعد ذلك إن قلت بأن السبورة والطبشورة كثيرا ما دفعتاني إلى كتابة علاقتي بهما ، والبوح بما أحمله لهما من حب أحيانا ، وتعب أحيانا أخرى..
ومع ذلك ،ورغمه، أقول بأن ما مر من ممارستي مهنة التعليم في السنوات الأولى هو أفضل بكثير من هذه السنوات الأخيرة ، وهو ـ لا شك ـ أمر منطقي ، ذلك أن مستوى التعليم يزداد تدهورا باستمرار ، تماما كما يزداد تدهور كل القطاعات الأخرى ، سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو أخلاقية أو اقتصادية..
- عندما تشتهي أن تتورط فكريا وجماليا ، فلمن تلجأ حتى يقاسمك فرح التورط ذاك..؟
لا أعتقد إطلاقا أن الارتباط بالفكر والجمال شوقا إليهما وممارسة للحياة فيهما هو تورط بالمعنى الحرفي لكلمة التورط التي تحيل – غالبا – إلى السلبية ، ذلك أن الارتباط بهما هو في الأصل فرح - كما جاء في سؤالك - ولا شك أن الفرح يفتح شهية الاندماج أكثر بالآخر وجودا وأناسا..
ولا غرابة إذن أن أكون أكثر سعادة وأكثر محبة للآخرين وارتباطا بهم عندما أكون في حالة عشق لفكرة ما أفكر فيها وأناقش سيرها ومآلها ، أو في حالة هيام بصورة شعرية ما أو وجه مشرق يشد نظراتي إليه..
ولا غرابة أيضا أن يزداد - في هذه الحالة - حبي للقراءة واحتضاني لعالم الطبيعة أكثر..
- هذا يحيلنا على ضفاف مترامية الأبعاد.. وعلى مفاهيم لمصطلحات في سلة فوضى.. لو نتحدث قليلا عن التجربة الشعرية الجزائرية بهذا النسق الحداثي .. ألست معي إذا قلنا إننا تحت كاريزما غربية نغرد، وإن النمط العربي يعاني من جبته الفضفاضة؟
الفكر والأدب ( بما هو تعبير جمالي ) تعبير عن تجربة في الحياة ، ومن ثمة فإنهما يمتلئان بالعمق ويتساميان أكثر كلما كانت تلك التجربة أكثر عمقا وسموا .. فهل يوجد في واقعنا العربي من التجارب ما يعمق فكرنا وأدبنا ويرفع من مستوى تأثيرهما الإيجابي أكثر..؟
والإجابة تحتم أن نقر بأن واقعنا العربي مليئ بزخم التجارب تاريخيا وراهنيا ، لكن المشكلة أننا مجتمعات شُلت عقول أفرادها وتراكم الإحساس بالخوف من المغامرة فيها ، نتيجة تراكم فعل الاستبداد الطويل ، الطويل جدا .. ومن هنا كان اليأس العام الذي انعكس سلبا على مفكرينا وأدبائنا ، وقد تعمق ذلك الانعكاس أكثر بفعل انتشار الأصولية في عالمنا العربي هذا كنتيجة حتمية لذلك اليأس وتلك الديكتاتوريات المسطحة لعقول شعوبها .. ومن هنا كانت تلك الفوضى في كل مظاهر حياتنا ، وبالضرورة كانت في المصطلحات أيضا..
والتجربة الشعرية الجزائرية لا تختلف كثيرا – كما أعتقد – عن التجربة الشعرية في مختلف أقطار عالمنا العربي ، وأتحدث هنا عن العام لا الخاص النادر ، حيث يلاحظ أنها تتوزع بين المتأثرة بفكر وشعر الغرب وأدبه عموما، من جانب، والمحافظة على ماورثته من أنماط تعبيرية تقليدية ،من جانب آخر، خاصة في السنوات الأخيرة حيث الانتكاسة الكبرى لمشاريع حركات التحرر الوطنية.. وأنا لا أعتقد أن ذلك يشكل في حد ذاته مشكلة ما ، ذلك أن الحياة بطبيعتها هكذا.. ومجتمعنا العربي عموما تتجاذبه قوى المحافظة وقوى الحداثة، لأنه – ببساطة – ما يزال يدور في حلقة مغلقة فرضتها منتظماته الاستبدادية بتسطيحها لعقوله وتجفيفها لمشاعره ، مما جعل القوى الاجتماعية التي كان من المفترض أن تكون هي القوى الممثلة للتطلع نحو التغيير الإيجابي لواقعها والعاملة على إحداثه هي القوى المعيقة له والمحاربة لممثليه من دعاة الحداثة - الذين هم قلة بالحتمية التي فرضها واقع الاستبداد وثقافة الاستهلاك المغرية المخربة للعقول - بما تعنيه تلك الحداثة من أنماط تنظيم اجتماعية وسياسية وثقافية وأخلاقية ، وبما تعنيه من دفع للمجتمع نحو تحمل مسؤوليته في تسيير أمور حياته ، بدل سيطرة نزعة الاتكالية على ذهنيته ، واللجوء في البحث عن حلول مشاكله إلى الإكثار من الدعاء والرقية التي صارت ظاهرة مثيرة للانتباه فعلا..
هذا يقول لي خفية عنك أنك تشق عصا الفراهيدي ، وأنك وأمثالك من شعراء المعاصرة تودون ضربه بنعاله القديمة المهترئة ، لأنه قيد الجمال ضمن قوالب صدئة..
الفراهيدي قنن لما كان موجودا من شعر ، ولا شك أنه قد بذل جهدا كبيرا في ذلك.. لكنني لا أعتقد أبدا أنه وهو يستنبط البحور الشعرية من شعر مرحلته ومراحل ما قبلها كان يهدف إلى جعل تلك البحور طوقا يقيد الشعراء بعده ، وإذا كان من توظيف لتلك البحور في خنق محاولات الخروج عنها فإنه – بالتأكيد – لا يعود إليه، وإنما إلى المناخ الاجتماعي والثقافي والسياسي العام الذي فرضته الديكتاتوريات العربية الإسلامية عبر التاريخ، والتي هي منتظمات تميل - بالضرورة – إلى الارتكاز على المحافظة ومحاربة كل جديد ، وقد لعب رجال الدين خادمو تلك المنتظمات الدور الأكبر في ذلك..
ومن هذا المنطلق فإنني – وربما الكثير من أمثالي – لا نكن إلا الاحترام للفراهيدي ، ولكننا في نفس الوقت لا نريد البقاء في جبته ، ذلك أن مناخات واقعنا تختلف كثيرا عن مناخات واقعه، ومن ثمة تختلف - حتما- ملابسنا الشعرية عن ملابس شعر واقعه..
- اتحاد الكتاب ـ مفدي زكرياء ـ الجاحظية ـ مجلات ثقافية عربية ـ الحوار المتمدن ـ أصوات الشمال ـ ابن رشيق ـ الطيب طهوري..؟
ـ اتحاد الكتاب : للأسف الشديد تحول منذ سنوات بعيدة إلى اتحاد كُذّاب .. فهل نأمل في إخراجه من سلوك العشيرة والعصبية القبلية التي أساءت كثيرا للمثقفين الجزائريين والثقافة الجزائرية عموما..؟
ـ مفدي زكرياء: وُظف وما يزال يوظف بكيفية مفضوحة من قبل المتبجحين بالوطنية ، والذين يمارسون نقيضها ، حيث يحتكرونها ، ويدعون تمثيلها ومن ثمة يصرون على البقاء متحكمين في مراكز قرار تسيير أمورنا منذ بداية الاستقلال حتى الآن .. وربما إلى ماشاءوا..
ـ الجاحظية: مع قلة من مثيلاتها تحاول إظهار الوجه الثقافي لبلادنا ..
ـ مجلات عربية ثقافية: لا وجود لها في مكتباتنا التي تمتلئ رفوفها بكتب الطبخ والكتب الدينية التجميعية التي يصر جامعوها - وما أكثرهم- على ربطنا بمناخات اجتماعية وثقافية ، كان من المفترض أن تمضي بعيدا.. بعيدا..
ـ الحوار المتمدن: لم أتعرف عليه وأتجول في حدائقه المزهرة إلا منذ ما يتجاوز السنة بقليل ..وقد وجدت فيه ما كنت أبحث عنه..
يمكن القول بأنه الوزارة الثقافية العربية الحقيقية والوحيدة، حيث إنه يتجاوز بما يقدمه من فكر وإبداع ، وفي شتى محاور الحياة ما تقدمه كل وزارات الثقافة في عالمنا العربي.. فتحية خالصة للمشرفين على تسييره والذين ينشرون كتاباتهم على صفحاته الإلكترونية..
ـ أصوات الشمال: موقع مميز، لم أتعرف عليه إلا منذ شهور قليلة.. تعرفت من خلاله على الكثير من الأدباء الجزائريين المميزين أيضا .. ورأيت فيه الموقع الذي يجمع شتاتنا جميعا.. فقط تنقصه بعض الحرية ..
تحية حارة لكل المشرفين على تسييره ..
ـ ابن رشيق: هو من حافظ على العلاقة الحميمية المميزة التي تربطني بصديقي الأول الشاعر والإنسان عبد الحميد شبيح المسيلي أيضا..
ـ الطيب طهوري : حملته منذ سنوات ، أعرفه أحيانا ، وأحيانا يبدو غريبا عني كثيرا .. كثيرا..
كيف نما شجر العاصفة في عاصمة الثقافة العربية ؟ حدثنا عن العاصفة قبل الشجر رجاء..
شجر العاصفة مجموعة شعرية صدرت لي عن الجاحظية منذ سنوات بعيدة .. وكان من المنتظر أن تنمو فعلا وبكيفية أكثر تناسقا وإمتاعا وتأ ثيرا .. لكن الواقع قضى على أحلامي التي ملأتها بها ، لتبقى تنمو في الظل باستمرار ، حيث قدمت من بعض هذا الذي نما في الظل مجموعتين شعريتين ومجموعة قصصية للطبع في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية .. وأنا في الانتظار..
يمكن القول عموما بأن تلك المجموعة اليتيمة – حتى الآن – قد ارتبطت بمرحلة عواصف فعلا هي سنة 1988 وما قبلها وما بعدها بقليل ، حيث كشفت الأحداث آنذاك الكثير مما كان مغطى من عيوب ، أدت بالضرورة إلى ماحدث بعد ذلك ، وحيث دخلنا دوامة سنوات الدم والدمار التي ما تزال آثارها تحاصرنا حتى الآن ، مُحاوِلَةًَ اقتلاع ما غرسه ويغرسه الطيبون في بلادنا من أشجار نضال تهدف إلى الوصول بمجتمعنا نحو الحرية والعدالة والإنسانية ، وهم – للأسف الشديد ـ قلة قليلة جدا في واقع يفرض فيه المسيرون ثقافة التهريج والتهييج ، ويحاربون ثقافة بناء الوعي والإنسان المسؤول ، ولعل ما رأيناه مما قدم في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية – ومن بعيد – لدليل كاف على كل ذلك، حيث صرفت ملايير الدينارات على ثقافة لا تخرج عن حدود الجزائر العاصمة كنشاطات ثقافية وكتب صادرة ، ولا نعرف نحن المتواجدين في عمق الجزائر عنها سوى ما تقدمه نشرات الأخبار في( تلفزتنا ) التي تخصصت – للأسف الأشد – في جعل جل وقتها نقلا وعرضا لثقافة مباريات كرة القدم وجعلها الثقافة الأكثر اهتماما بها من قبل شعبنا..
- من أين تبدأ هذه النهاية..؟
من حيث بدأنا، آملين استعادة الإنسان في بلادنا العربية اعتباره ، حتى يصير فاعلا في توجيه مساره ، وتحديد مصيره ومصير وطنه.



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكواخ وولائم
- عبيد وجوارٍ
- مقابر عربية
- غيم لأعشاب الجفاف
- لماذا لا يهدي الله المسلمين الطريق المستقيم؟
- متى تصير القراءة ركنا إسلاميا..؟
- نفس الطريق أيضا ..؟
- تمرّين ..وهذا دمي
- أغان لتراب الطفولة
- العمدة
- أوتار للفرح الصعب
- أحزان المربي الذي..كان سعيدا
- لقاء مع الشاعر والقاص الجزائري الطيب طهوري
- الأصوليات الإسلامية وادعاءها تقليدنا الغرب
- !أيها الغرب، أنقذنا من تقليدك
- الموتى.. يهاجرون أيضا
- رحيق الأفعى
- الأصولية،الاستبداد والغرب الرأسمالي
- الطريق
- نهايات طللية


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الطيب طهوري - المنتظمات الديكتاتورية أفقدتنا تذوق طعم الحياة