أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى التامك - الثابت والمتغير في سياسة النظام الملكي بالصحراء الغربية.(الجزء الثاني)















المزيد.....

الثابت والمتغير في سياسة النظام الملكي بالصحراء الغربية.(الجزء الثاني)


مصطفى التامك

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 04:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تتمة للجزء الأول الذي تمت الإشارة فيه إلى بعض من تلك السياسات المنتهجة من طرف النظام الملكي بالصحراء الغربية بهدف تركيع واذلال أبناء الشعب الصحراوي، ندرج فيما يلي جزء أخر من تلك الاستراتيجية:
3. إفراغ المنطقة:
في محاولة لفرض الأمر الواقع بالمنطقة، والاستمرار في الجمود وإسكات كل الأصوات الحرة المطالبة والمدافعة على حق الشعب في تقرير المصير، والتي تعمل على تعرية الواقع المعيش وفضحه بكل الوسائل، نهج النظام المغربي سياسة جديدة قديمة ضد كل الفعاليات المحلية، من خلال الإقدام على تهجير بعض المدافعين عن حقوق الإنسان وتشتيتهم في أقصى مدن شمال المغرب وطرد بعضا منهم فيما يعرف بقطع الأرزاق، أو منعهم من دخول المنطقة كحالة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان المنفي قسرا والذي طرد إلى موريتانيا وجرد من وثائقه "المامي أعمر سالم"، كما تستغل الدولة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الميؤوس منها للشباب، وازدياد الاحتقان الداخلي لنتتهج سياسة إرغام الشباب الصحراوي على ركوب "قوارب الموت" بتقديم التسهيلات الكاملة ووعدهم "بالجنة الموعودة" في الضفة الأخرى، مع تسهيل مأمورية التهجير، ليصبحوا طعاما صائغا للحيتان، ومخرجا سهلا لوأد الشباب الصحراوي، وقد سبق للسلطات المغربية أن تورطت علنيا في هذا الملف. وفي سياق ذي صلة، ونتيجة للضغط والاحتجاج الجماهيري الواسع على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، عمدت السلطات المغربية إلى توظيف جزء يسير من حملة الشواهد العليا وإدماجهم في "الوظيفة العمومية"، لكن الغريب في الأمر أنه يتم تعيينهم في أقصى مدن المغرب وهو شكل من أشكال التهجير القسري، وبالمقابل تلجأ إلى تعيين المواطنين المغاربة في المنطقة بالرغم من إدراكها لأزمة فقدان التواصل خاصة أن بعض المستوطنين المغاربة يتعاملون بشوفينية زائدة وعدائية يغذيها النظام المغربي، تحت توجيه أن كل صحراوي خطير ولا يؤتمن جانبه، مما يتسبب في مشاكل جمة للساكنة الصحراوية، وهنا نستشهد بقطاع التعليم ـ دون الدخول في التفاصيل ـ الذي يمتاز بضعف مردوديته وبنتائجه الهزيلة بالمنطقة. كل ذلك يؤكد أن النظام المغربي يعمد إلى إفراغ المنطقة وتهجير نخبتها الواعية بمصالح الساكنة الصحراوية وكل الفعاليات والشباب الصحراوي، مع اغراق المداشر بالمستوطنين المغاربة لتغيير الوضع الديموغرافي للمنطقة.
4. الكرنفالات والمهرجانات:
يلاحظ منذ مدة غير قصيرة التجاء السلطات المغربية إلى سياسة الكرنفالات والمهرجانات الفلكلورية بالمنطقة، إذ لا يمر تقريبا شهر حتى تسمع عن "مهرجان فني" وسهرات للبهرجة بإحدى المدن الصحراوية، تضخ لها أموالا طائلة وتستنزف فيها الثروات، وما يرافق ذلك من تغييب للموروث الثقافي المحلي واستحضار ثقافة غريبة وهجينة عن المجتمع الصحراوي، فالمتتبع لابد وان يلاحظ أن كل المدن الصحراوية أصبحت تشهد تنظيم مهرجانات وكرنفالات تستمر أياما لتنتقل لبلدة أخرى كما هو الحال بالعيون والسمارة والداخلة وبوجدور، وكذا مدن جنوب المغرب طنطان، كليميم، آسا، وقريبا الزاك. لكن المثير للاستغراب أن تلك الأشكال الممنهجة لا تستهدف الاهتمام بالموروث الثقافي أو تجاوزا الترفيه والترويح عن النفس، بقدر ما تستهدف بها المجتمع الصحراوي لزعزعة مبادئه وثقافته وامتصاص غضبه، وتغييبه عن الشأن السياسي، وإلهاء الشباب عن الهم الحقيقي والقضية الأم، وهنا يمكن العودة إلى علماء الاجتماع حيث يبررون تلك السياسة بالقول بأن السلطات عندما تتأكد من تواجد احتقان اجتماعي أو سياسي، فهاته الأخيرة عادة ما تلجأ إلى سياسة الترفيه والبهرجة بغية تنفيس وامتصاص الغضب الجماهيري...
5. دوريات لكرة القدم ورحلات:
امتازت الأشكال الاحتجاجية والمظاهرات المندلعة بالصحراء الغربية وجنوب المغرب بانخراط واسع لفئة التلاميذ "أطر الغد"، بل أحيانا يتم تنظيم أنشطة و مظاهرات ذات أبعاد سياسية محضة من قبل هاته الفئة النشيطة من المجتمع الصحراوي وبمشاركة مكثفة، الأمر الذي دفع بالنظام المغربي إلى التفكير في مخطط يستهدف إبعادها عن الهم السياسي، فوجدت وسيلة الترفيه شكلا، تعتبره حسب قراءتها، مناسب لذر الرماد في عيون أبناء الشعب الصحراوي وتحقيق مبتغاها. وتوضيحا لتلك السياسة نجد أن السلطات المغربية عمدت إلى ضخ ميزانيات كبرى لدعم التلاميذ في تنظيم الرحلات التي أصبحت تقريبا على مدار نهاية كل أسبوع، إضافة إلى تنظيم مخيمات عقب نهاية كل طور دراسي، كما عمدت إلى تنظيم دوريات لكرة القدم على مستوى الأحياء والمدن، ووفرت لها الدعم المادي والفني، استقطبت على إثرها عددا كبيرا من التلاميذ، والمعروفين بنشاطهم وحركيتهم داخل صفوف هذه الفئة، للمشاركة في تلك الدوريات دون إدراك منهم لمغزى ذلك، وأرغمتهم على الالتزام بأوقات التداريب التي تأتي بالأساس في أوقات خارج الدراسة في الزوال وكذا في المساء وذلك وفق جدول حصص غاص يوميا لا يترك أي وقت للتلميذ، فيبقى همه الشاغل هو الترفيه، ولا يجد متنفسا من الوقت لإدراج اهتمامه أو ينشغل بالاحتجاج والتظاهر، كما هو الشأن حاليا بالعيون مثلا. مما يؤكد أن النظام المغربي يعمل جاهدا على استهداف هاته الفئة ومحاولة عزلها عن محيطها وجعلها تصب الاهتمام فقط على مجال الترفيه، الذي لا يمكن أن نرفضه أو نسجل موقفا ضده بقدر ما نطمح أن يكون في الوقت الثالث دون أن يخطف الأهم ويسرق الأنظار عن قضية شعب لازال متنكرا لحقه في الوجود تحت الشمس...
وفي الأخير يبقى القول بأن العدو الجار مهما تفنن وخطط وبرمج وغير سياسته بغية تحقيق هدف مغربة الصحراويين، فذلك لن يؤثر في عزيمة هؤلاء وصمودهم وبسالتهم وعزمهم في نيل حقوقهم الوطنية والتاريخية المتمثلة في الاستقلال وبناء الدولة الصحراوية المستقلة.
وبالتأكيد فتلك النقاط المدرجة أعلاه لا تشكل تشخيصا وتفصيلا وتحديدا كاملا لكل السياسات المنتهجة من قبل النظام المغربي ـ إذ تم تناولها في عمومياتها ـ، بقدر ما تعد غيضا من فيض، تترك المجال مفتوحا للنقاش أمام الجميع، لرسم خطاطة تفصيلية تمكن من إثارة انتباه الرأي العام الوطني والدولي إلى معاناة الصحراويين في ظل الجمود والركود الذي تعرفه القضية الصحراوية في بعض المستويات من أجل التحرك العاجل لإنهاء هاته المأساة والضغط على الدولة المغربية للالتزام بالقرارات الأممية ومواثيق حقوق الإنسان... ولنا عودة.






#مصطفى_التامك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثابت والمتغير في سياسة النظام الملكي بالصحراء الغربية.(الج ...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى التامك - الثابت والمتغير في سياسة النظام الملكي بالصحراء الغربية.(الجزء الثاني)