أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - علي سيريني - نيتشيروان بارزاني: الأكراد كسالى 2-2















المزيد.....

نيتشيروان بارزاني: الأكراد كسالى 2-2


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 10:50
المحور: القضية الكردية
    


سلطة إقليم كُردستان، بدأت تشعر بخوف شديد، بسبب إقتراب مخاطر إهمالها للشعب الكُردي، وغيّها وإستغراقها وإنحلالها في شهواتها وجرائمها.
سلطة الحزب الديموقراطي والإتحاد الوطني (الكُردستانيين)، تشعر أن شعب كُردستان ممتلئ اليوم بغضب طفح به الكيل.
هل من المعقول أن لا تقدر سلطة، يديرها من يعتبرون أنفسهم أبناء كُردستان، من إنجاز ما قدّمه النظام السابق البائد، الذي أعتبر عدو الأكراد القومي؟!

نعم طفح الكيل. وكيل الشعب يسكب عاجلاً أو آجلاً إنفجار الناس فوق رأس سلطة منحطة، تجاوزت كلّ مقاييس الإنحطاط!
ومن هنا فبما أن الشعب منذ مدة، بدأ يتململ، ويدرك أن عليه إطلاق لسانه وإستعمال يده، وهذا ما تقوم له اليوم الصحافة والمنظمات والشخصيات المستقلة التي لم يمسها الفساد، يأتي تصريح السيد نيتشيروان بارزاني ليقول لنا ضمناً، أن شكوى الأكراد ولومهم نابعان من (كسل)!

اي أن الأكراد لم، ولا يقدرون على إعالة أنفسهم، وبناء حياة سعيدة لهم، لذلك يتهمون الحكومة بالتقصير!
والحال فإن إعتقاد السيد نيتشيروان بارزاني المبطّن، وإعتقاد مسئولي إقليم كُردستان هو أن الحكومة والسلطة وثمارهما وثرواتهما، حقّ وملك شرعي لأحزابهم، وعليه فإن الشعب مسئول عن نفسه وعيشه!

مادامت الطبابة والصحة مضمونتان للمسئولين، في أرقى مراكز الإستشفاء العالمية في بلاد الغرب، فلا حاجة للإهتمام بصحة أبناء كُردستان، وتطوير مستشفياتهم ( هل رأيتم مسئولاً كُردياً يتعالج في كُردستان؟)!
وما دامت سياحة المسئولين في بلاد الغرب والشرق، ما عدا كُردستان نفسها، فليس من داعٍ للإهتمام بالإقليم، سوى تلك البقع التي تنتصب فوقها قصور ومزارع هؤلاء!

ولأن حسابات المسئولين ممتلئة بالأموال، فليس من حاجة للتفكير ببناء المعامل والمصانع في كُردستان، ليسترزق منها الشعب.
لذلك وعلى سبيل المثال، فليس غريباً أن يستورد المسئولون (عبر شركاتهم التجارية) مياه القناني الخليجية والتركية والسورية، في وقت تتمتع كُردستان بأعذب مصادر المياه في المناطق الجبلية. واستدرك سياسيّ كُردي (حَمَي حاجي محمود)، بسخريّة معبرة: " الأكراد يشربون ماءً خليجياً، وهم يصطافون فوق بحيرة دوكان بالسليمانية"!

إتهام السيد نيتشيروان بارزاني للأكراد بالكسل، ليس معزولاً عن ذهنية القيادة الكُردية وتصوراتها، إزاء شعبٍ أدار به الزمان في رحى المآسي والعذابات.

قبل أسابيع، وفي معرض سؤال موجه إلى رئيس جمهورية العراق، السيد جلال طالباني، حول تكاثر النقد واللوم للقيادة الكُردية، ردّ سيادته: "هؤلاء الذين ينقدونني مَثلُهم كمثل الكلاب التي تنبح إزاء القمر بدراً"!
قبل ذلك بفترة، صرّح مسئول حزبي في أربيل، أن القرويين الأكراد عديموا الشهامة، وأنهم كالكلاب التي تنتظر كسرة العظم حتى تستكين!

أهالي القرى كانوا ظهر البيشمركه، ومأواهم ومائدة طعامهم، وهكذا يُجازون اليوم!
وكنت سمعت بنفسي عن مسئول بديوان رئاسة الإقليم، أن الشعب الكُردي ليس بذلك المستوى حتى تقدّم له الخدمات. أي أن الشعب (بهائم!)، كما ألمح هو في شرحه لعدم قيام السلطة بواجباتها!
إذن فإن الفصام والإنسلاخ بين الشعب وهؤلاء المستحكِمين بالسلطة، واقعٌ بحدة كاملة.
الشعب الكُردي ليس كسولاً، لكنه تعبٌ جدّاً!

تعبٌ من الكذب والدجل والخراب والقتل والفساد والنهب، الذي قامت به سلطة إقليم كُردستان.
والفرق بين الكسل والتعب شاسعٌ جداً، ولكن قادة ومسئولي الأكراد، بسبب جهلهم وإستغراقهم في الشهوات، قد لا يفرّقون بين المعنيَين!
يجب أن نعرف جميعاً، أن هذه السلطة القائمة في كُردستان، كما قلت أكثر من مرّة، ليست سلطة شرعية. وكذلك فإن الأحزاب القابضة على السلطة، ليس لها إرث نضالي كما تدعي، لتمنّ على الشعب بمكتسبات وهمية!
هذه الأحزاب فتحت جداول الدم والخراب في كُردستان عبر قتالٍ دموي في ما بينها، منذ الستينيات من القرن الماضي، وحتى نهاية القرن العشرين. وفوق ذلك لم تقم إنتخابات في كُردستان منذ عام 1992.

ومنذ عام 1991، يتصرف المسئولون تصرفاً فاحشاً وفاسداً بثروة شعب كُردستان، لصالح أنفسهم وعوائلهم.
وبالطبع فقد ارتكبوا جرائم منظمة، محرّمة دولياً، ويُعاقب فاعلها بقوانين دولية.
هناك دلائل وشهود من أطراف محايدة، مثل منظمة هيومان رايتس ووتش، منظمة الأمم المتحدة، وزارة خارجية أميركا، منظمة الصليب الأحمر ومنظمات ودول أوروبية.

إذن ما يقوله الكتّاب والنقاد، إنما نقلٌ أمين لما يجري على أرض الواقع، وليس مقروناً بالحقد كما يشيع البعض لذلك.
بعض الأمثلة السريعة تدعم شهادتنا، وتذكّر المهتمين بهذا الشأن، تدقيقاً وإستبيانا.

قادة الأكراد يمتلكون قصوراً وفنادق ومتاجر، داخل الأراضي الإيرانية والتركية والسورية والأوروبية والأميركية.
هذه الأملاك لم تأت من تعب ومشقة في كسب وتجارة طويلين. فقادة الأكراد يعتبرون أنفسهم مناضلين. ومعلومٌ أن المناضل لا يملك وقتاً كافياً للتفرغ لجمع المال!

إذن من أين تحولوا إلى أصحاب الملايين والمليارات من الدولارات؟!
لنضرب مثالاً بسيطاً آخر. كانت هناك فتاة تعمل كمذيعة في قناة تلفزيونية حزبية في كُردستان، أصيبت برصاصات في قدمها، من قبل شقيقها، لأسباب إجتماعية وخاصة!

الفتاة نُقلت إلى أوروبا، واعترفت في مقابلة لها مع جريدة حزبية في أكتوبر عام 2006، أنه أجري لها عدد كبير من العمليات الجراحية في مستشفيات أوروبا، على حساب ميزانية كُردستان!!
رجال السلطة قاموا بإرضاء شقيقها بإعطائه سيارة، ومنزلاً، ومبلغاً من المال!!
الحادث المذكور مشهور جداً، ولكن هناك الآلاف من الحوادث المختلفة في مضامين شبيهة، أهدرت فيها أموال وثروات الشعب الكُردي!
إذن من هو الكسول؟!
بل من هو الفاسد والمجرم والجاهل؟!
إذا كانت شرعية تحكّم فئة السلطة بالثروة وتبديدها، أنهم مناضلون، وقضوا سنوات طوال (من أجل شعب كُردستان)، فعلينا توضيح نقطتين:
الأولى: إذا كان مسئولوا الأكراد من الحزبين الحاكمين ناضلوا من أجل الشعب الكُردي، فما بالهم لا يناضلون اليوم، بل وتحولوا إلى مجرمين وفاسدين، وهم يحكمون كُردستان منذ عام 1991؟!

الثانية: إذا كان الإستحواذ على المال والرفاه مقروناً برصيد النضال، فلا أظن أن قادة الإقليم لهم رصيد نضالي يوازي رصيد من قضوا نحبهم في سبيل الشعب، مثل (مامه ريشه) وأمثاله داخل الحزبين. إذن لماذا تعيش أرملة مامه ريشه وعوائل المناضلين الحقيقيين والشهداء، المأساة والفقر والمشقة؟!

ولماذا حصل ويحصل من لا علاقة لهم بالنضال في سبيل كُردستان، على الثروات والأموال الطائلة، بينما عوائل الشهداء واليتامى تئن تحت أثقال المهالك؟!
في الواقع القضية هنا ليست قضية نضال أو ما شابه!
فهؤلاء لم يكونوا مناضلين، وشرحنا ذلك سابقا. هؤلاء كانوا يقودون أحزاباً تدير حرباً داخلية في ما بينها، وتجرّ جيش وحرس إيران إلى داخل كُردستان في عملية سمسرة سياسية، جرّت الويلات على الشعب الكُردي المظلوم.

وفي التسعينيات، قامت الأحزاب بجرّ جيوش تركيا والعراق أيضا.
وعلى طول تلك الفترة وإلى اليوم، لم تقدم هذه الأحزاب أي مشروع للنهضة بالأكراد، ودفعهم نحو مساحات التطور والسعادة!
وفي الحقيقة فإن البعل اعتبروا الأكراد شعباً همجياً، وشبهوه بالبهائم، لا يستحق الخدمات!!

وهذا ما حصل فعلاً لمدة سبعة عشر عاماً متواصلة. أما شغلهم الشاغل إلى جانب حروبهم وتخريبهم في كُردستان، فقد انحصر في تحويل اموال كُردستان إلى بنوك الغرب، عبر حسابات سريّة، بناء القصور والفنادق للمتعة الشخصية، بناء شبكة واسعة لإستقطاب المغنيات والفتيات بِسْمِ الإعلام والفن، لغايات معروفة!!

حتى وصل الأمر بقيادات عليا في الإقليم، إلى جذب البنات الكُرديات الباكرات، مقابل عدة آلاف من الدولارات! وتتولى (قابلة) عبر عملية جراحية إعادة غشاء البكارة إلى تلك الفتيات، وكذلك أطباء متخصصون، وقد كُشف أمر أحدهم وهو مدير مستشفى كبير في كُردستان، وينتمي إلى أحد حزبي السلطة. وفي جريدة (روداو: الحادث) قبل اسابيع، إعترفت قابلة تتدعى (فوزية) أنها أعادت غشاء بكارة أكثر من عشرة آلاف فتاة كرديّة، أكثرهن بعن أجسادهن لمسئولين كبار في الإقليم، مقابل الحصول على المال لتوفير ضرورات المعيشة لعوائلهن!!!
وفوق هذا كلّه، أتهم شعب كُردستان بالكسل، ووصِف بالهمجية، وشبّه بالكلاب!!!
الدلائل موجودة على أقوال وشهادات المسئولين بحق الشعب الكُردي، الذي قدّم الغالي والنفيس في مأساة مستمرة!
الشعب الكُردي ليس كسولاً، وليس كلباً، وليس همجيّاً. ومواجهته مع هذه السلطة المنحطة، أصبحت مفتوحة!
من منطلق الكرامة الإنسانية، ومبدأ حق حياة كريمة لهذا الشعب، ولإثبات أن الشعب الكُردي ليس كسولاً في الوقوف بوجه الظالمين، نرفض هذا التجريح كلّه بحق شعبٍ أعزل، ونسجله كإنعكاس لجوهر سلطة غاشمة، تعامل شعب كُردستان بوحشية لا متناهية!
ومن هنا نودّ أن نعلن (منظمة الدستور والقانون في كُردستان)، التي يكون من مهامها، العمل من أجل إقامة محاكمة عالمية للمجرمين والفاسدين داخل إقليم كُردستان. نرجوا من الخييرين دعمها ومساندتها.




#علي_سيريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيتشيروان بارزاني: الأكراد كُسالى! 1-2


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - علي سيريني - نيتشيروان بارزاني: الأكراد كسالى 2-2