أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر - حول استقالة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رسالة موجهة الى الرئيس محمود عباس :















المزيد.....

حول استقالة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رسالة موجهة الى الرئيس محمود عباس :


خالد عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحية فلسطينية :
الاخ الرئيس , يصعب علينا نحن الفلسطينيون التخاطب فيما بيننا بالفاظ التشريفات المعهودة لدى بعض المجتمعات الاخرى , فقد الغت الحالة الاحتلالية الجسم الرئيس للامتيازات الطبقية حين اصبحت القومية الفلسطينية جميعا تحت سيادة قومية غريبة في داخل وخارج وطننا الحبيب , دون ان يفقد من مجتمعنا استمرارية حالة الاحترام المتبادلة فيه , وكان من انجازات انطلاقة الثورة الفلسطينية واستمرارية الكفاح الفلسطيني من اجل التحرر ان عوضنا بمفردات تخاطب احترامية وولائية وانسانية تفوق قيمتها قيمة المفردات الطبقية المتضمنة الخنوع والتذلل والنفاق والاشعار بالتفوق والسيادة , فكانت مفردات اخ رفيق …الخ . فلك منها ماشئت فانت تستحقها .

وكفلسطيني احالته الاحتلالية الى متسوق يومي لحاجة اسرته المعيشية , ربما لم يكن من الواجب علي ان ( اهدر ) هذا الوقت في مخاطبتكم اعلاميا , حول خبر نيتكم الاستقالة اذا فشلت مفاوضات التسوية الراهنة مع الجانب الاسرائيلي حول قضايا الوضع النهائي , فلا اخفيك ان حاجة الاسرة في ظل هذا الغلاء الفاحش للاسعار الذي يطال الضروريات بصورة ملحوظة عن ما يطال الكماليات , كانت تجعلني اتردد في هدر هذا الوقت , نحو هذا الهدف الذي لا يؤمن لاسرتي قوت يومها , لكنني ادراكا ووعيا لخطورة الخبر , ولانني اعلم ان تحت سطح وضع غلاء الاسعار المجنون هذا يجري هضم عدواني للمنجزات السابقة للنضال الفلسطيني من مثل تخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي الفلسطيني امام القوميات الاخرى …..الخ , وجدت انه من اللابئس به ان يضاف الى معاناة اسرتي يوم جوع اخر , والمقتضى هنا هو اولوية اهمية الخبر على اهمية الجوع ,

هل يحق لك الاستقالة ؟
ربما لاسباب شخصية يحق لك هذا. لكن ان تكون ممارسة ونتائج الحركة السياسية غير المرتهنة لارادتك هي السبب , فلا , فكيف ذلك ؟
ان متابعة الية الحركة السياسية في المنطقة , التي تجمتع عند القضية الفلسطينية , وتنتهي الى الارتباط بها حركة الصراع الاقليمية_ العالمية , تؤشر الى رؤية حركة الصراع في المنطقة بين البرنامج الامريكي لتغيير التركيبة الجيوسياسية في المنطقة وحالة دفاع اطراف تقسيم فلسطين عام 1948 عن مكتسباتهم من التركيبة الجيوسياسية البريطانية , وان واقع اختلال ميزان القوى بين الطرفين يشير الى احتمالية تفوق البرنامج الامريكي وقدرته على تحقيق الصيغة الامريكية , وعلى وجه الخصوص بعد ان طعنت الولايات المتحدة سلسلة التركيبة الجيوسياسية البريطانية بالقلب عبر تدخلها المباشر بالعراق واستغنائها الملحوظ عن الادوات الاقليمية لخدمة المخططات الاستعمارية ( اجبار اسرائيل على عدم التدخل في الحرب وحرمان دول المنطقة من اعادة تقسيم العراق بما يعطيهم المزيد من المكتسبات ) واخذها على عاتقها مباشرة مهمة امن تنفيذ الصيغة الامريكية , وهو الامر الذي اطلق جنون الاطراف الاقليمية ( بمساعدة اوروبا ) في مسعى عرقلة المخطط الامريكي , لذلك ومن هنا يمكن تلمس هذا الجهد المحموم من قبل اطراف المنطقة لجعل العراق مستنقعا فيتناميا جديدا للولايات المتحدة . دون ان نهمل ملاحظة ان هذه الاطراف التي تلعب لعبتها في حضن العملاق الامريكي تحاول ان لا تستثيره حتى النهاية العنيفة , غير ان مجرى الية الصراع اذا بقي بنفس الملاوعة الراهنة لا بد وان ينتهي اليها .
ان الخطر الذي تتحسسه الاطراف الاقليمية لا يقف فقط عند حد تحسس خطر المباشرة الامريكية بل يتعداها الى تحسس خطر المناداة الامريكية بالدولة المستقلة لكل من كردستان وفلسطين والذي يحرم هذه الاطراف المكتسبات القديمة ويمنع الاتجاه الصهيوني من التحول الى مركز استعماري عالمي جديد وهو ايضا خطر ذو حدين يراهن على توظيفه كلا الطرفين
فالولايات المتحدة تدرك تخوف الاطراف من طموحات التوسع الصهيونية لذلك نراها تتشدد في الحفاظ على اسرائيل قوية قادرة , والاطراف في المنطقة تدرك قدرة الخطر الصهيوني وطموحه التوسعي لذلك تحاول الابقاء على الدعم الامريكي لاسرائيل في حده ومستواه الادنى ما امكن . واسرائيل تدرك التاكتيكين الامريكي والاقليمي لذلك تحاول الافادة منها في اجهاض التسوية مع الفلسطينيين والاحتفاظ بهضبة الجولان كثمن لمهادنة مرحلية مع التحرك الامريكي في المنطقة , في حين تلعب الاطراف الاقليمية الاخرى عبر توظيف الدم الفلسطيني واللبناني لصالح حالة دفاعها الخاص .
الاخ الرئيس : في مقابل هذه الحركة النشطة التي تنتهي عمليا الى الارتهان لحركة القضية الفلسطينية بشقيها ( المعاناة والنضال الفلسطيني والكينونة والعدوانية الصهيونية ) نجد ان الجهد الارادي الفلسطيني ليس على مستوى اهمية ما يجري في المنطقة ومتخلفا عن القدرة الفلسطينية خلال حصار الراحل المرحوم ياسر عرفات , الذي استطاع رغم حصاره الخانق ان يجمد حركة اطراف المنطقة طويلا الى اللحظة التي اتخذت بها ( الاطراف الاقليمية جميعا ) قرار التخلص منه كمعيق لاطلاق حركة التسوية والصراع في المنطقة , وبالطبع لقد استجدت امور وامور في المنطقة كانت في ظل تدني مستوى المبادرة الفلسطينية و تتقدم الاطراف الاقليمية معها ويتدنى في المقابل مستوى الاهتمام بالقضية الفلسطينية ’ حيث امنت حركة ( ال سرسق الحمساوية ) الى اعلى المستويات رهن الوضع الفلسطيني لصالح اطراف التقسيم ومعارضة الصيغة الامريكية وانتهت بالقضية الفلسطينية الى مستوى حالة التذلل في المطالبة بالتهدئة , وفتحت الباب على مصراعيه لاوروبا من اجل اعادة تقوية وضع الصيغة الاوروبية الجيوسياسية القديمة . ( فتح الباب لحماس من قبل الاطراف الاقليمية واوروبا)
الاخ الرئيس : انا لا ارى ان ضعف القدرة الفلسطينية على الانخراط الوطني الايجابي في حركة الصراع في المنطقة , يعود الى ضعف القدرات الفلسطينية , بل اراه يعود الى ضعف الامساك الوطني بمقولة الخصوصية الفلسطينية بدلا من الارتقاء بها وهي مفجر النضال الفلسطيني الى درجة تجذير هذه المقولة نظريا وسياسيا وعمليا نحو الاعتراف بمقولة القومية الفلسطينية اساسا للوعي الوطني , فلا ننسى ايها الاخ الرئيس ان الهزيمة الفلسطينية المستمرة منذ 1948 انما تقف رجليها على حالة الانقسام الفلسطيني الداخلية بين مقولتي نحن جزءا من قومية عربية واحدة او نحن مجتمعا فلسطينيا مستقلا , والشعارات التي نظمت هذا الصراع حتى اللحظة هي شعارات الحرية والوحدة في مقابل شعار الحرية والدولة المستقلة , ولو استعدت بذاكرتك الوطنية المنحى المستمر في تاريخ الانقسام الداخلي الفلسطيني لوجدت ان تجاذب هاتين المقولتين للتعبئة القومية الفلسطينية هو سبب الانقسام ومحدد طبيعة التكتل الداخلي , وحتى اللحظة انتصر خط مقولة ( جزءا من قومية عربية واحدة ) ليس بسبب قوته الذاتية وانما بسبب ضعف النضال السياسي النظري ضده من قبل خط مقولة الخصوصية الفلسطينية , الى الدرجة التي انتقلت معها حالة الالتفاف الجماهيري في الانتخابات الفلسطينية الىجانب مقولة الخط العربي الديني الحمساوي , في حملة من التعبئة الاخلاقية اللاسياسية غير المبدأية وصلت مستوى وقاحة الخيانة ووقاحة التشجيع والتدخل الاقليمي ,
الاخ الرئيس : ربما يكون خبر استقالتك المحتملة هو من شأن الحصار الاعلامي المفروض على الايجابية الفلسطينية والهادف الى تكريس الاحباط في البنية الاجتماعية للقومية الفلسطينية وهي حملة تعرض القضية الفلسطينية باعتبارها حالة تسول واتقاء وتكرار فشل ينتهي الى وصول اليأس الى المستوى القيادي الرئيسي في قوميتنا . وربما يكون الخبر تسريبا فلسطينيا يستهدف لفت الانتباه الامريكي الى المخاطر المحتملة جراء فشل المفاوضات والاجهاض الاقليمي لها , ….الخ . إلا انه ايها الاخ الرئيس وفي ظل الاستعراض السابق يشكل في حالة صحة الخبر ضربة اليمة لنهج مقولة الخصوصية الفلسطينية وتحققه في الواقع الفلسطيني وهو بهذا خطوة في الاتجاه المعاكس لاتجاه الحفاظ على المستوى الراهن للمصالح الفلسطينية وخدمة للاتجاه المعادي لها , فهو محرم اذن وهو من الخطوط الفلسطينية الحمراء , إلا اذا كان في سياق عملية ديموقراطية فلسطينية جديدة تستهدف حسم خيار التوجه الفلسطيني اليومي , إما باتجاه توظيف النضال الفلسطيني في خدمة مصالح اطراف اقتسام فلسطين , او مصلحة التحرر الفلسطينية وتعزز خط الخصوصية الفلسطينية , هذا الخط الذي هزم سابقا الحالة الانقسامية التي قادها بعد عام 1982 النظام السوري , تحت ترشيد شعار الحفاظ على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني , أن اكذوبة المقاومة المحسوبة لن تستمر طويلا فالقومية الفلسطينية تدرك وضع توظيف هذه المقاومة التحريكية كما الصفة الرئيسية للسلوك الساداتي في حرب اكتوبر 1973 لصالح اطراف الحالة الاحتلالية للقومية الفلسطينية والصراع البرامجي الاقليمي ضدالبرامجي الامريكي
لذلك وبصورة محسوبة يفتح لها باب الحصار صمام امان ومؤقت انعاش من قبل اطراف تقسيم فلسطين
فلا تخشى العملية الديموقراطية الفلسطينية ولكن يجب مسبقا تعزيز فاعلية مقولة الخصوصية الفلسطينية واستعادة الدور الايجابي لمنظمة التحرير الفلسطينية في حياة مجتمعنا
اعود في نهاية رسالتي هذه فاوجه لكم مرة اخرى التحية الفلسطينية الخالصة , متمنيا لكم الى جانب الصحة والعافية تسديد خطاكم نحو تعزيز وتجذير النهج القيادي الفلسطيني ونضاله ( الشامل ) في مختلف المجالات من اجل انتصارقوميتنا الفلسطينية
ولكم التحية



#خالد_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية البرجوازية الفلسطينية افلاس من الوطنية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر - حول استقالة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رسالة موجهة الى الرئيس محمود عباس :