أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل الفقر














المزيد.....

العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل الفقر


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 10:14
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


لم يكن رعد (12 عام) الطفل الوحيد ممن يبيع بضاعته من الأنسجة الغليظة للسواق عند الإشارات المرورية في مدينة كربلاء، بل أن أعداداً من الأولاد والبنات في عمره يقفون قرب هذه الإشارات على مستوى العراق لممارسة مهنة البائع المتجول.
وحالما يُشير شرطي المرور إلى وقف خط سير العربات، يندفع رعد لعرض بضاعته على السواق والركاب. "مات والدي في حادث تفجير، وكنت مضطراً الخروج للعمل لتوفير معيشة عائلتي المكونة من خمسة أشخاص،" قالها رعد لوكالة أصوات العراق VOI. وأضاف بمرارة: "أنطلق يومياً في الصباح الباكر، ولن يكون بمقدوري العودة إلى البيت قبل أن أحصل على نقود كافية تضمن استمرار حياتنا." وذكر رعد أن "ظروف العمل" وتحمل مسئولية العائلة أجبرته على ترك المدرسة لحاجتها إلى مصاريف مثل الملابس، الكتب، القرطاسية، وغيرها. لكن الأولاد الصغار ليسوا الوحيدين في معاناتهم، بل تشاركهم البنات الصغيرات المأساة نفسها.
في الجهة الأخرى لنقطة التقاطع، حيث مكان وقوف رعد، كانت فتاة صغيرة تبيع المناديل الورقية للسواق والمارة. وبالعلاقة مع الأعراف والعادات، الفتيات أكثر خجلاً من الأولاد. فأينما رأت هذه الفتاة أحداً تشك بأنه صحفي، عندئذ تعمد إلى ترك المكان والاتجاه نحو الشوارع الخلفية. بينما يفضل أطفالاُ آخرون الحركة والتجول ببضاعتهم في الأسواق الرئيسة والأماكن المزدحمة لعلها تمنحهم بعض السلوى التي يفتقدونها.
يتوقع قاسم (14 عام) الحصول على 5000 دينار عراقي (3.5 دولار) يومياً من بيع بضاعته. "أصيب والدي في حادث انفجار وأصبح مشلولاً، عليه وجدت نفسي مجبراً على ترك المدرسة لتوفير معيشة العائلة." ويستمر بقوله "صرتُ مضطراً أن أنسى حلمي لأتخرج مهندساً، دون أن يكون لي خيار آخر." بعض الناس يشترون حلويات قاسم، كما يعترف هو بنفسه، لا بسبب حاجتهم إليها، بل لشعورهم بالعطف تجاهه.
تٌمارس أعداد من الأطفال، بخاصة البنات العمل في البيت. أمينة فتاة صغيرة، أخبرت الوكالة بقولها "بعد موت أبي قبل سنتين، قررنا أن نعيش بكرامتنا طالما جميعنا إناث، وغير راغبين في قبول الصدقات. اتفقت أمي مع مصنع صغير لتمويلنا في المنزل بشيء من بضاعته، ونحن جميعاً نساعدها على تصريفها."
هناك فتيات صغيرات بدأن العمل في سن مبكرة، وأصبحن متمرسات. ذكرت نادية: "تعلمت الخياطة منذ سنتين حينما كنت فقط في التاسعة من عمري.. أصبحت الآن محل طلب غالبية نساء حارتنا لخياطة ملابسهن. أحصل على نقود كافية لتوفير مصاريف عائلتي."
يظهر أن العمل المبكر دفع بهذه المخلوقات الصغيرة نحو الرشد المبكر.. مسألة ربما تعكس ظاهرة فقدان حياة الطفولة تحت مظلة الفقر. "العمل في المنزل علّمني القدرة على التحمل endurance، الاعتماد على النفس self-dependency، والادخار saving، حسب نادية.
تشغيل الأطفال تحت سن معينة يتقرر عادة وفق القانون والعرف. تُعتبر هذه الظاهرة، من وجهة النظر القانونية للدول المتحضرة والمنظمات الدولية المعنية، تصرفاً استغلالياً exploitive. وحسب المعلمة نهلة عبدالواحد أن تشغيل الأطفال لا يقتصر على كربلاء- العراق، فحسب، بل ظاهرة عالمية تفرضها الظروف القائمة، (ويُعاني منها الأطفال من الجنسين في الدول الأكثر فقراً). وتقول نهلة "أن احتمال مساعدة الأطفال للعائلة مسألة ممكنة ولكن بشرط الاستمرار في مدارسهم."
ولغايته، لم يُنففّذ مسح ميداني رسمي بشأن ظاهرة اشتغال الأطفال في سوق العمل على مستوى المحافظات العراقية. لكن آخر تقرير صدر العام 2004، أظهر أن حوالي 1.3 مليون طفل (يشكلون 6.1% من سكان العراق) وتترواح أعمارهم بين 8 (و) 16 سنة يُمارسون العمل في السوق.
وحسب التقرير، تنحصر أسباب اشتغال الأطفال في: "موت، عجز، أو بطالة مسئول الأسرة، وقادت إلى تحول هؤلاء الأطفال إلى كسبة متجولين لتوفير معيشة عائلاتهم."
ترى نهلة- وهي أيضاً ناشطة في مجال حقوق الإنسان- أن على المدرسة أن تكون أكثر نشاطاً لتفعيل حقوق الإنسان، ودعوة منظمات المجتمع المدني استثمار العطلة الصيفية لتعليم البنات والأولاد سلسلة من الأعمال الحرفية والتجارية التي قد تساعدهم في الحصول على وسيلة معيشتهم. "تعليم الأطفال مهارات مثل الحياكة، الخياطة، التطريز، الأزهار الصناعية، النجارة، والحدادة وهي مفيدة لهم بدرجة مقبولة."
من جهة أخرى، يرى الدكتور عبدالعزيز الغانمي- طبيب نفساني- physician: "إن اشتغال الأطفال في سن مبكرة يعرضهم إلى عدوى الإصابة بمختلف الأمراض، بخاصة في أيام الشتاء، بينما يكونون في الصيف معرضين لضربة الشمس، التيفوئيد وأمراضاً أخرى."" ويستمر الغانمي بقوله: "للطفولة مزايا يُحرم منها الطفل العامل.. الأطفال المشتغلون الذين سيُحرمون من اللعب، التسلية والحركة، سوف يُعانون بالتأكيد من مشاكل نفسية وتتعاظم رغبتهم للتعويض عن هذا الحرمان ولو بعد نضوجهم."
ويرى مدير إدارة الرفاهية في وزارة الشئون الاجتماعية- عدنان العامري- فرض قوانين تمنع اشتغال الأطفال. ويُشير إلى أن "القانون العراقي في مجال حقوق الطفل، يستند إلى القانون العالمي، ويُحرم استخدام الأطفال دون سن ألـ 15 في سوق العمل. وأضاف "غالبية العائلات التي تدفع أطفالها للعمل هي عائلات فقيرة. عليه، تتطلب هذه الحالة دعم العائلات الفقيرة من خلال إدارة الرفاهية الاجتماعية لمساعدتها في حل مشكلة اشتغال الأطفال في العراق."
مممممممممممممممممممممممممـ
IRAQ: Child labor, a forgotten childhood under poverty,Voices of Iraq,uruknet.info, Karbala, May 14, (VOI).



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: أزمة الغذاء تضرب الفلوجة
- الشرق الأوسط وأزمة الطاقة/ الغذاء العالمية
- حان الوقت للأمريكان مراعاة حقوق الآخرين
- العراق: الفساد يلتهم الحصص الغذائية الشهرية
- مسح ميداني يكشف عدم رغبة العراقيين في سوريا العودة إلى العرا ...
- العراق: الفقر يصيب الناجين (اللاجئين)
- مبعوث اللأمم المتحدة: أطفال العراق ضحايا صامتون للعنف المتوا ...
- المسيحيون العراقيون: استهدافنا من قبل المتطرفين يرتقي للإباد ...
- بوش، بتريوس، والحرب المستمرة
- البلد المُدَمَّر
- معارك الأيام السبعة في البصرة
- قاوم قطع الحصص الغذائية الشهرية عن شعب العراق
- حرب العراق تسحق الاقتصاد الأمريكي
- كيف تُدمّر بلداً دون أن تتحمل المسئولية!؟
- منطق أكلة لحوم البشر
- المزيد من الفساد في العراق
- العراق- معاهدة دائمية
- المقاطعة بسبب حرب العراق عامل تراجع للاقتصاد الأمريكي
- نحتفل أولاً.. ثم نقصف!
- لماذا تحتاج فرنسا إلى قاعدة عسكرية في الخليج؟


المزيد.....




- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل الفقر