أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - يوم جديد حلم جديد














المزيد.....

يوم جديد حلم جديد


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2293 - 2008 / 5 / 26 - 10:21
المحور: الادب والفن
    



كل يوم أصحو على حلم ميت.
أنفض النوم عن السرير والأغطية. أفرك عيوني بأصابعي العشرة,وأعدّ.
.
.
كنت في الدوام النهاري,وأصل متأخرا دوما.
_ما المشكلة أستاذ حسين,طبعا يخاطبونني بالأستاذ,كوني أحمل شهادة الهندسة الكهربائية وأنا مع جميع رؤسائي في العمل,بنفس الدرجة الوظيفيّة_تضحكني هذه, طبقة المهندسين,بالطبع أنا أفقرهم وأجحشهم وأكثرهم سذاجة.
...توجد عشرات الطرق للاستيقاظ, هذه مشكلة قابلة للحلّ.
_أنا استيقظ مثل باقي الناس,وليست مشكلة,أردّ بحسم وانهي الجدل.
بدهشة تنهال عليّ الأسئلة,لماذا...كيف, ماذا....
.
.
على مهلكم رجاء.
_أحتاج إلى ساعة لأتذكّر من أنا.
_أحتاج إلى ساعة ثانية لأتذكّر أين أعمل.
_أحتاج لأكثر من ساعة ثالثة,لأتأكّد أنني ذلك الشخص,وكيف سأقفل الباب واصعد تلّة بسنادا....وأصل غالبا قرب الظهيرة,حتى دون أن اغسل وجهي وأمّشط شعري, لاهثا أصل بين دهشتهم واستنكارهم.
.
.
بعدها صرت من فئة الموظّفين الليليين,....وأنا لا في العير ولا في النفير.
بالمناسبات نلتقي فريدة السعيدة وأنا. تنام باكرا قبل عودتي,وتصحو باكرا قبل يقظتي. مملكتي ليل وكأس وسيجارة لا تنطفئ.
ثم جاء الأنترنيت وقلب عالمي,تغيّر كلّ شيء.
ظننت لوهلة أنني شخص عليه القيمة والوزن,....دخلت في مغامرات الليبراليين,وفي جدالات شفاهية ومكتوبة,وأطلقت"نحن لا نتبادل الكلام"عبر الشبكة السحرية.
وأفرحني الاهتمام الذي لقيته.
ظننت لفرط خفّتي.....أنني سأجد الحبّ والاحترام,ورأسي الفارغ امتلأ بالأوهام.
.
.
التلفزيون معطّل. التلفون الثابت مقطوع. الموبايل فارغ من الوحدات.
ثم يدعوني جاري يحي....ويريحني من حفلة التعذيب الذاتي.
*
انطلقنا صباحا إلى شير البهلولية,عند علي عبدالله سعيد وسهير.
البيت الجميل على البحيرة.
عماد ومصعب وغسان,وياسر يصل لاحقا.
مروان دريباتي الموسيقي الشفاف,تشبكنا كؤوس وأحلام متعثّرة.
إلى أين ستوصلني الثرثرة من الداخل!
"سهولة الاعتداء عليّ" ليست عبارة للاستهلاك المحلّي فقط.
.
.
أفكّر جديّا في التوقّف_مبدأ الواقع_ بصلابته وخشونته يضغط أعصابي وعظامي.
الثرثرة لأجلي,لأجل حسين الحزين والمتعب.
.
.
لا تورّثني أحلامك يا أبي
"كلّ اللذين أحبهم.....ذهبوا وراحوا......"
ليس بالدم
بالحبر كتبت
وطني حطّمني.
في بيت ياشوط أم في الشير,في بلاطة غربية أم في جبلة,يوجد دوما ما يشقي.
.
.
قبل أن يبتدئ الكلام,يسمونني الثرثار.....
يطلقون الأحكام,يضعوا النهايات والحدود,والشرط المسبق والمعلن بصراحة: أن يصمت حسين. نعم هكذا.
ثرثرة قهرية!
ما أن يبدأ أحدهم الكلام,لا يريد ولا يعرف....كيف يتوقّف,ويصغي
يريدونني أن أقف على الصليب وابتسم,.
يريدونني الشاهد الأخرس.
.
.
في هذه الغرفة السحرية,أعود لأكمل الحكاية.
لا أكثر ولا أقلّ.
*
أحبّ هذه الجدران أكثر من سهرات الأصدقاء.
أحبّ هذه الحالة,أكثر من مشروع عشق,ظننته السقف المفتوح.
هذه مملكتي,بيتي,أحلامي,مخاوفي,....
هل توجد امرأة في سوريا_شاعرة أم راعية غنم_ تريد الفضاء لا الصندوق!
أعرف أن عظام قفصي الصدري ملتوية وليّنة,أعرف أنني خسرت قبل وصولي.
أعرف الكثير,هذا حقيقي ومؤلم ويدعو إلى اليأس.
ليس الشعر,كبسولة تلتهم قبل النوم.
.
.
أعرف!
نعم أعرف الكثير,
خلافا لما يظنّ أصدقائي,في اللاذقية,...وعلى سبيل الحصر.
*
لا تفرّط
بآهتك لأحد
لا تقترب
لا تبتعد
دع المسافة على حالها
وفي هذه اللحظة
لا تكن أنت.
*
نيسان انتهى.
أيار يهرول في الطرقات.
بعد قليل,لا صوت ولا حركة,تنام بسنادا واللاذقية....وبقية أطراف سوريا المرتبكة.
ليناموا ويهدؤوا....لينعموا بالراحة والسلوان.
.
.
الشفقة يا حسين.
تعمل الشفقة ضدّ التطور,تحاول الإبقاء على ما هو على وشك الدمار.
.
.
الجميلة بين الجميلات
صاحبة التاج والهالة,مع الصولجان
الملكة تعبر الجسور والمنعطفات
البهيّة,في كلامها وفي صمتها
حبيبتي
لا تضحك ولا تبكي
تبتسم وتحزن,تعرف
أن هذا التمثال
قشّ مرفوع.....وحطام
خلفه ندم
وأمامه حيرة
.
.
ذراعاك
أغنية الكون المدوّرة.
*
ابتدأ يوم جديد.
في التقويم الشمسي أو القمري,هو يوم جديد
في الشعور,الذي يسري تحت الجلد
هو يوم جديد أيضا,
في الملامة والفخر
في الانتظار الفارغ
في دعة الاسم, وعلى طريق الدودة
هو يوم جديد
قد استحقّه!
ربما,ولكن,وقد
...................من يعرف؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل والمرأة_ثرثرة
- كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد -ثرثره
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة _ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة_ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة
- كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - يوم جديد حلم جديد