أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - غبار الأمكنة ..














المزيد.....

غبار الأمكنة ..


نجوى شمعون

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 10:03
المحور: الادب والفن
    



في وقت الحصار..أفتش عما تبقى من القلب جهة المكان،أفتش عن ارتجافة ضاعت وقت الحصار،أركن القلب ناحية الغبار ها هنا في الشارع الضيق من مرورنا،ها هنا رصيف المحبين نبحث عن الحب في أماكن الغياب لتقتحم قلوبنا التي ضاع منها الحب، لم يبقى سوى غبار الأمكنة ودخان الرصاص على جثة بالطريق..بلا ضجيج يسقط دمي،ودمع المكان تراب /مر العابرين جماعات ولم يركنوا لتينة الروح/مر العابرين فرادي ولم يسكنوا جنتي /على صبرها تنزف الأرض وتمضي/تستفيق لتودع أولادها اللاجئين إلى منفاهم الجديد /أوقظ الريح في العابرين /في أي اتجاه وقع قمرنا
ووقع ظلنا ها هنا منذ ليلتين وصقيع/آه من هذا الحزن الطويل /من شرفة الغياب تمتد النكبة في كل مكان ترتشف دمي ..على مهل تركض فيّ والحناء تصهل/تمتد أغنيات تمرغت بدماء /تمتد على طول الوقت النازف والشريد / تمتد وتمتد حتى الرمق الأخير/وحتى صباحاتنا النازفة تمتد/ملء الفارغ /ملء الصراخ/ ملء الفجيعة
نكبة ممتدة من أصغر طفل إلى أعلى الشجرة/نكبة لا تتوارى عن عيوننا/ تكتسحنا بنومنا وصحونا وتبقى بضجيجها تسحق البشر وتمتد لحصارنا حصار قوافل/دون بئر ماء يرطب رؤيتنا في غبار الأمكنة.

أوجاع الندى
الفراشة الشاعرة " ندى مهري" أربكتها مشاهد غزة المخيفة فماذا تقول وسط الضجيج المتصاعد فينا.. وكشاعرة ماذا تبقى للشعر فينا وفيها ولمحاصر مثلي ومثلك.. ماذا تبقى من الكلام..
قالت في مساحة الندى للندى..
غزة هذا الوطن المطوي في قبضة الوجع..
الحديث عن غزة كالحديث عن فقيد عزيز صعب أن تشفي الكلمات هذا الغليل وهذا الغل أمام الصمت والتحركات الكرنفالية، إلى متى نظل نمارس هذه الألعاب والمهدئات الكلامية،إلى متى يستمر الحديث غير المجدي أمام الخيبات وأمام ضحايا هذه الخيبات،غزة هزائمها اليومية لا حصر لها.

عزلة الأحد
حصار في الظل /هنا في بوابة مغلقة ،أطياف" نحن ..
هنا وسط الخراب المعمد فينا ووسط جلبة السلاح أجدني أنتظر هنا على قارعة الطريق بقايا قلبي،وسط الرمال والشمس الحارقة أحاول الكتابة ..
هنا ليس للجسد من شاطئ كي يرتاح أو يصطاف على يد البحر،ليس من صديق وفي ولا حتى كلب وفي ترشده للبئر القريب منك
وليس من وجه مشرق ليشع نورا في وجهك ويدلك حين يدلك على طريق القلب ..
ليس من نور في غزة، فقط عيون تترصد هيئتك حينما تمشي وحين تقف مشدوهاً بالغرابة وبفتنة الرصاص،ماذا سيفعل لنا المهرولون في لوننا وفي حصارنا ماذا سيكتبون نيابة عنا.. ؟
هى غزة فتنة الوقت المستباح ووقفة النهار غريبا يبحث عن غريبته،ليست غزة كما كانت ولسنا نحن كعادتنا نحن مقهورين وممسوسين متوجسين حتى لحظة رذاذ فرح يتساقط علينا،هنا في بوابة مغلقة لا أحد..هذا الأبد /الحياة تأخذنا في ممراتها اللولبية تقتلنا وتعيدنا أحياء إلى أمهاتنا .

المرأة الكاتبة وحصار الأفق
الإبداع أن تكون حراً وصادقاً ومحايداً في بقعة متوترة تسقط رويداً رويداً،تفلت من أيدينا،والإبداع لا يعرف الضعف ولا المهادنة هو قوة أن تخوض حربا شرسة وليس لديك سوى قلم ولا احد بجانبك،أنت فقط وقلمك وسياج المرحلة ،إذن علينا أن نؤمن بأنفسنا لنستمر وأن نملك القوة لنبقى،الحسم العسكري أثر على المشهد الثقافي وعلى كل المشاهد لم يترك منطقة إلا وحطم فيها وتفرد،المرأة المبدعة محاصرة ومحصورة بمجتمع لا يراها فكيف إذا انتكس المجتمع في ظل حصار وحسم عسكري ومتغيرات متعددة وأيضا في واقع مرير تعيشه المرأة وتحاول أن تخلق لنفسها مكانا وإن كان غير مستقر كحال غزة الآن..
انحسار المشهد الثقافي لمصلحة من..!!؟
كل متغير هو عبارة عن حجر يسقط في ماء البئر الراكد وطبيعيا أن تتراجع ثقافتنا وتنحصر عن تخلف وهمجية وضياع لنا ولهويتنا،لا أنكر في هذا الوقت بالذات أن الكتابة أصبحت مرهونة ومتزامنة مع الخوف من الاعتقال أو الاختطاف وبالتالي لا قيمة للإنسان في بلد تحتكمه التوترات والتجاذبات السياسية التي تؤثر بالمشهد ككل.الحسم العسكري أسقط المرأة عن صهوتها وأصبحت بفعله مهددة دائما بالقتل وبالتالي أعداد النساء اللواتي قتلن في تزايد ولأسباب عديدة أو بدون سبب حتى لو وجد السبب فكيف تقتل النساء وكأنهن خراف في مسلخ ،المرأة إنسان وليس من حق أي كائن أن يسلبها حياتها ولأي سبب كان ،الخاسر الأكبر في معركتنا الخاسرة هى المرأة الأم والزوجة والابنة.نحن الآن في مرحلة تسييس الأدب والمؤسسات وكل شيء حسب الوضع الراهن وهذا خطأ فادح نقع فيه جميعا فليس للون أن يلغي باقي الألوان والأطياف الأخرى وليس له أن يحول الأدب والثقافة حسب رؤيته،غابت الديمقراطية والعدل وحرية الصحافة وبالتالي انحسر الإنسان خصوصا المرأة المبدعة التي سقط قلمها في دماء الوطن والتي تحاول مجددا أن تسترجعه رغم وجعها لتكتب من جديد.. حصار خانق و مجتمع مغلق فكريا.. نحن عالقين في مساحات شاسعة من دمنا وفي غبار الأمكنة.

*شاعرة وإعلامية



#نجوى_شمعون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى شمعون - غبار الأمكنة ..