أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - إدارة الصراع باستخدام العنف














المزيد.....

إدارة الصراع باستخدام العنف


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا زال مفهوم العنف يأخذ منحنيات تفسيرية متفاوتة يصعب معه الإرساء على قاعدة تعريفية محددة، حيث يرى الكثير من الباحثين والفلاسفة أن العنف ظاهرة إنسانية طبيعية حيث وجد مع الإنسان في كل التاريخ البشري فقد اعتبر هوبز هذه الحالة حرب الجميع ضد الجميع ويؤيده فرويد حيث يعتبر الإنسان كائناً تنطوي مكنوناته الغريزية على قدر لا يستهان به من العدوانية ويرى أن الحضارة مهددة باستمرار لأنه الأهواء الغريزية أقوى من الاهتمامات العقلية فيما يربط (جور) بين الإحباط (Frustration) والعدوان (Aggression) حيث يؤكد أن الحرمان النسبي يؤدي إلى التوتر الذي ينشأ عن التعارض بين ما ينبغي أن يكون وبين ما هو كائن بالفعل فيما يتعلق بإشباع القيم الجماعية، الأمر الذي يدفع الأفراد إلى العنف .
لكن ماركس يخالف ما ذهب إليه الآخرون حيث يعتبر العنف ظاهرة غير طبيعية بل سمة للحالة الاجتماعية التي أفسدها الاستئثار بوسائل الإنتاج، فهو صراع طبقات وليس صراع الجميع كما يقول هوبز.
إذن هو صراع طبقات وهذا الاستنتاج يمكننا ان نوصف به ما حصل في العراق قبل عمليات فرض القانون منذ أكثر من عام حيث أن النظام الدكتاتوري في العراق استطاع ان ينشأ طبقات اجتماعية داخل المجتمع الواحد وبسقوط هذا النظام سقطت امتيازات هذه الطبقة أو تلك فتحولت الى العنف لتحقيق غاياتها وفي مقدمتها جر البلاد الى موجات عنف متعددة وخسائر بشرية ومادية وتعطيل الحياة قدر الإمكان؟ وما دفع تلك الجماعات إلى اتباع العنف كطريق هو الشعور بالتهميش أولا ومن ثم محاولة إشعار الآخرين بالقوة ان النظام في السابق أفضل بكثير من حيث الأمن والأمان وربما وجدنا الكثير من أبناء العراق يردد هذه المقولة وهي مقارنة خاطئة وظالمة في نفس الوقت اذا ما اعتبرنا ان الذي يعبث بالأمن والنظام هم من كانوا مسؤولين عنه في السابق.
والذي يلاحظ أمراء تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق والذين يتم إلقاء القبض عليهم بين الحين والآخر او من الأحاديث التي تدور في الكثير من المدن العراقية نجد انهم في زمن حكم الطاغية من حاشيته وبطانته سواء في اجهزته الأمنية او المخابراتية او كوادر الحزب او واجهة تجارية تختبىء خلفها رموز النظام وهؤلاء بين ليلة وضحاها أصدروا حكم فردي على المجتمع بالردة والكفر وعندما نقول المجتمع لا نبالغ بهذا فهؤلاء اعتبروا كل الشيعة كفرة والسنة مرتدين والأكراد متصهينين!!! ويا للعجب من هكذا حكم . فمن هم إن لم يكونوا من تلك المسميات؟
وما حصل في العراق كان يجب أن يكون متوقعا من قبل الحكومات العراقية التي تعاقبت بعد التاسع من نيسان لو اتيحت لها فرصة استقراء منظومة الحكم العربي القائمة على العنف والقوة حتى من قبل الأنظمة الحاكمة نفسها التي كانت ولا زال بعضها يسيطر على الشعب بالقوة والإرهاب وأغلب الأنظمة العربية تمارس الإرهاب أي إرهاب الدولة في سبيل تحقيق سيطرة شاملة على شعوبها ومن الضروري ان نضرب أمثلة على ذلك في استخدام الأسلحة الكيمياوية في حلبجة وقمع الانتفاضة في ربيع 1991 والشواهد كثيرة في المدن العربية الاخرى, ودائما ما كان يستخدم الجيش أو الحرس الخاص لتنفيذ هذه العمليات.
نقول كان يجب ملاحظة ذلك من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط الطاغية لتلافي ما يمكن تلافيه من خسائر خاصة وان العقلية السياسية الحاكمة في العراق هي جزء من منظومة الحكم العربية القائمة أصلا على العنف والاستبداد وقانون ((القرية)) وتلك ملاحظة مهمة حيث نجد إن أكثر المناطق الساخنة في العراق تحاذيها قرى شكل عدد من سكان هذه القرى رقم كبير في الأجهزة الأمنية والمخابراتية والحزبية أبان حكم الطاغية وبالتالي فأن هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا نفوذ اجتماعي وموارد مالية انتقلوا من مرحلة اداء الفرائض الدينية الى مرحلة اصدار الفتاوي وتطويل اللحى وتقصير الثياب وبدؤا مرحلة تكفير الجميع وتفخيخ الجميع وتهجيرهم .
السؤال المطروح الآن هل الذي حصل هو عنف أم إرهاب؟
العنف من العناصر الأساسية للفعل الإرهابي حيث يعرف الإرهاب بأنه عمل رمزي فهو لا يستهدف الضحية في ذاتها وحسب ولكن النظام أو الجماعة أو الدولة التي تنتمي إليها، بلغة أخرى يمكن القول أن الفعل الإرهابي يعد رسالة موجهة إلى الآخرين والهدف الأساسي منه إحداث أثر نفسي سلبي يتمثل في حالة من الخوف والقلق والرعب والتوتر لدى المستهدفين حيث يمكن في إطارها التأثير على توجهاتهم وسياساتهم. ويقوم الإرهاب السياسي على الاستخدام المنظم للعنف أو التهديد باستخدامه وهو ما حصل في العرق حيث الخوف والقلق والرعب الذي لازم الكثير من المدن العراقية في فترة ما قبل عمليات فرض القانون في بغداد وعمليات ديالى والبصرة وأخيرا في الموصل . والمتابع اللبيب يجد ان بانهيار الإرهاب بكل إشكاله انهار معه أيضا الخطاب السياسي للكثير من القوى السياسية في العراق وشعر المواطن العراقي بتغيير كبير في الخطاب السياسي وهذا متأتي من ان البعض كان يستخدم العنف كإحدى آلياته في إدارة الصراع وحسمه وتتوقف شدة الصراع على كم وكيف العنف المستخدم فيه، من هنا فإن السلوك الصراع من الممكن أن يكون عنيفاً أو غير عنيف , وهذا الصراع كان واضحا بين الحكومة ذات الاغليية وبعض الساسة الذين لم يحظوا بقوة برلمانية كافية تؤهلهم للإمساك بزمام الأمور فعمدوا الى استخدام العنف وتفعليه كورقة ضغط لنيل بعض المكاسب وهذا بحد ذاته مرفوض, نقول ان إجراءات الحكومة وجرأتها وحسمها للكثير من القضايا وعملياتها العسكرية والأمنية وضربها بقوة للإرهاب أسقطت ما يمكن أن نسميه (( الجناح العسكري )) للعنف والإرهاب وبالتالي فان (( الجناح السياسي)) من الضروري جدا ان ينتهج أسلوب جديد وآلية جديدة قد تكون إيجابية هذه المرة وهذا ما نتمناه.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والعرب قراءة الواقع الحالي
- بين نشيد موطني ووصايا القائد
- الجوار العراقي والدور لمطلوب
- التاسع من نيسان
- عراقيو الخارج
- الرغيف مقابل التصويت
- في ذكرى سقوط عبد الباري عطوان
- أمريكا وإيران من يحتاج الضربة العسكرية؟
- مايبن البصرة والموصل
- الدعم العربي للقمة العربية
- في ذكرى الحرب
- الصحة المدرسية خطوة في طريق التنمية الصحية الشاملة
- من الرياض الى دمشق تتواصل البيانات
- خميس الرصاص في العراق
- الرؤيا الأمريكية في نشر الديمقراطية
- العرب والنت
- الإعلام وأدوات التغيير في العراق الجديد
- انظروا لإيران من الجانب الآخر
- العراقي والستلايت
- بناء العقلية العراقية الجديدة


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - إدارة الصراع باستخدام العنف