أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عمر سعيد حسين - المحلة الكبرى: حركة مقاومة مصرية جديدة














المزيد.....

المحلة الكبرى: حركة مقاومة مصرية جديدة


عمر سعيد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 11:04
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


حقيقة الأحداث

حقا، إنها بروفة الانتفاضة القادمة؛ أحداث 6 و7 نيسان بالمحلة تلخّص بوضوح قوة وتأثير كل الأطراف. فقبل الأحداث بحوالي شهرين دعا عمال المحلة إلى بدء إضراب بالشركة يوم 6 نيسان، وذلك للمطالبة برفع الحد الأدنى لأجور الطبقة العاملة المصرية إلى 1200 جنيه شهرياً بدلاً من ما هو معمول به الآن (37 جنيه)، وهي خطوة تمثل نقلة نوعية للأمام في وعي حركة عمال المحلة الممتدة من 6 كانون الأول 2006، حيث كان إضرابهم الأول بعد آخر إضراب في عام 1986.

جاءت هذه الدعوة في ظل انكشاف ضعف ونخبوية الحركة السياسية المصرية، والتي وجد بعض عناصرها دعوة إضراب المحلة فرصة جيدة لامتطائها فيعود البريق لبعضهم – السياسيين -، ومن جهة أخرى تفاعلت العناصر المخلصة بالحركة السياسية مع الحدث دون فهم دقيق لطبيعة الحركة العمالية المصرية. من ثم انهالت الدعوات من الطرفين - الانتهازي والمخلص - ليكون يوم 6 نيسان يوم إضراب عام في مصر.

وبالطبع جاء صباح اليوم المنتظر في ظل حالة حصار أمني شديدة طوقت العديد من المدن والأحياء المصرية الكبيرة وقامت عدد قليل من التظاهرات الضعيفة بالقاهرة والإسكندرية وخابت كل دعوات السياسيين.

ومن جانب آخر، نجحت محاولات قوات الأمن في منع عمال شركة غزل المحلة من خلال عدة إجراءات كان من أهمها الاستدعاء الأمني لعدد كبير من العمال وتهديدهم مباشرة بالاعتقال وإغلاق أبواب الشركة الرئيسية، وانتشار عناصر الأمن السرية داخل حرم الشركة وتفريق أي عاملَين يتحدثان مع بعضهما.

في هذا الوقت، كان وضع مدينة المحلّة كلها ينم عن شيء ما غير مفهوم. فبعد بدء عمل الوردية الأولي – التي كان من المفترض أن تبدأ الإضراب - كان الأهالي خارج أسوار الشركة ينتظرون شيء ما. فخلال ساعة واحدة، وفي أحداث عفوية كحادثة سير أو مسيرة إحدى الجنازات، كان يتجمع الأهالي حول الزحام ويتبادلون النظرات وكأنما ترى في أعينهم "من سيبدأ بالهتاف؟"

الصمت ممنوع

وفي حوالي الساعة الثالثة والنصف من ظهر ذات اليوم، وفي المحلة التي فاق عدد جنود الأمن بها الأعداد التي حاصرت كل المدن الأخرى مجتمعة، بدأ 500 شاب وقفة صامتة في الميدان الرئيسي بالمدينة (ميدان الشون) ولم يرفعوا فيها حتى اللافتات الاحتجاجية، فلقوا قمعاً أمنياً وحشياً وحاولوا تفرقهم بالضرب بالعصي والهراوات.

لكنْ، سرعان ما تضاعف عدد المتظاهرين عدة مرات فوصل لعدة آلاف مرددين هتافات "يا مبارك قول الحق انت حرامي ولا لأ" و "يا جمال قول لأبوك أهل المحلة بيكرهوك" و "غلوا السكر غلوا الزيت بكرة نبيع عفش البيت". وهنا واجهتهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والحي و تم اعتقال العاملين "كمال الفيومي" و"طارق أمين" من الشركة، وبعدها اعتقل المئات وأصيب العشرات، وتم تقييد المصابين بالمستشفيات علي أسرتهم.

كان رد المتظاهرين متمثلاً في قطع الطرق والشوارع الرئيسية، وبعدها فوجئوا بإحراق قطار وسيارة ومدرستين وقتل شابين برصاص الشرطة وإلقاء القنابل الحارقة على المنازل وتكسير عدد من المحال التجارية. ونفس الأمر تكرر في اليوم التالي بعد أن أكد المواطنون الذين أطلقوا تظاهرة وصل عددها إلى 50 ألف متظاهر ومتظاهرة جابت مسافة وصلت إلى 6 كم دون حادثة عنف واحدة سوى تكسير اللافتات التي تحمل صور مبارك حتى فوجئوا بسيارات محمّلة بالبلطجية قادمة من مدن مجاورة للمدينة. وكانت قوات الأمن تسمح لهذه السيارات وحدها بالدخول إلى المدينة ، وهم الذين كانوا يقومون بأعمال التخريب للمرافق العامة وإحراق الأشجار وتكسير واجهات المحلات الصغيرة .

وفى 9 نيسان، تم توجيه التهم بالتخريب وإثارة الشغب لحوالي 270 مواطن، وأخلت المحكمة سبيلهم لعدم وجود أي مبررات لاتهامهم وعدم وجود أي شهود إثبات أو مضبوطات. غير أن الدولة لم تهن أمام العدالة فقامت بإصدار أوامر اعتقال لستة مواطنين بينهم عمال بشركة الغزل، وهم القيادي طارق أمين وكمال الفيومي الذي رفض التوقيع على تعهد مع حسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات مصر بالوقوف ضد الإضراب قبل اعتقالهم بأيام قليلة وكريم البحيري المختص بنقل الصور الحية لكافة احتجاجات المحلة.

جبهة الدفاع

لعبت جبهة الدفاع أدواراً كبيرة ساعدت أهالي المحلة في مواجهة الاعتقالات. كان دور جبهة الدفاع يتنوع ما بين الإعلامي والحقوقي والإعاشي، حيث بلغ عدد المحامين المشاركين في الدفاع عن المعتقلين أكثر من 200 محام، وهم الذين وقفوا ضد قرار النيابة بحبس المتهمين 15 يوما وعرضوا القضية أما القضاء الذي أفرج عنهم، كما قاموا بتقديم بلاغات ضد وزارة الداخلية والتي قام رجالها بقتل شابين واعتقال الأحداث والنساء وإلقاء 2000 قنبلة حارقة على متظاهرين سلمياً.

كما قامت اللجنة بإطلاق حملة إعلامية من خلال الجرائد والشبكة الإلكترونية والقنوات الفضائية لفضح ممارسات النظام القمعية وهو الأمر الذي كان له أهمية بالغة في تنشيط حملة التضامن الدولي التي جمعت عشرات التنظيمات عبر العالم والمئات من النشطاء والشخصيات العامة، كما قامت اللجنة بمحاولات إعاشة للمعتقلين وذويهم خارج أسوار السجن.

حركة مقاومة اجتماعية

في النهاية، لا يسعنا سوى أن نؤكد أن ما حدث في مدينة المحلة هو بزوغ حركة مقاومة اجتماعية شعبية، لها بعدها ووعيها الطبقي الظاهر، التي ربطت بين الممارسات القمعية للنظام وسياسته الاقتصادية الخربة، وقامت بالهجوم علي الرموز المحلية للرأسمالية المصرية.

كما قامت بفرز حقيقي لكافة القوى. النظام المصري المترنح والذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويحاول باستماتة يائسة صد أي محاولة للانقضاض عليه؛ وقوى سياسية معزولة عن الواقع ولا تملك حتى رؤية واضحة للتحرك الجماهيري، وجماعة الأخوان المسلمين التي تستشري الوسطية فيها، وتسعي في كل مأزق لإزالة الحكومة؛ وأخيراً حركة جماهيرية قوية عفوية تحتاج فقط للتنظيم الثوري الذي يلعب أدوارة أثناء اندلاع الحركات العفوية في اتجاه التغيير نحو واقع أفضل.




#عمر_سعيد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات ناصعة من تاريخ الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- اعدام الضمير المحاسبي
- هذة هي الثقافه
- الحكومة والعمل الجماهيري
- اقتصاديات إسلامية
- دعوة - عاش كفاح الشيوعيين
- حكومة و رئيس أفضل من الشعب كله


المزيد.....




- كتّاب ينسحبون من جوائز القلم الأميركي احتجاجا على -الفشل في ...
- مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في مزيد من الجامعات الأميركية
- “كيفاش نجددها” شروط وخطوات تجديد منحة البطالة الجزائر عبر ww ...
- تحذير من إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية ...
- إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية تستعد غد ...
- مطالب بالحفاظ على صفة موظف عمومي و بالزيادة العامة في الأجور ...
- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عمر سعيد حسين - المحلة الكبرى: حركة مقاومة مصرية جديدة