أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - حين تكون في الشمال لن يكون هناك اتجاه نحو الشمال !














المزيد.....

حين تكون في الشمال لن يكون هناك اتجاه نحو الشمال !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 709 - 2004 / 1 / 10 - 04:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من أيام وأنا منشغل بقراءة كتاب جغرافي  صادر في 1957 ، كتبه في اربعينات القرن الماضي،  الكاتب والرحالة والفنان الأمريكي " ارمسترونج سبيري " ، متنقلا معه بين ثلوج القطبين الشمالي والجنوبي ، ومتابعا أحاسيسه وهو يسجل انطباعاته عن غرائب المتاهات المكسوة بالجليد التي تفوق اغرب القصص والأساطير القديمة ، ومتفحصا رسومه التي وضعها للكتاب بنفسه عن طبيعة الحياة وللطيور والحيوانات التي صادفها ودرس حياتها ، وغير ذلك الكثير مما هو مدهش ومغري بالمتابعة ، ولم أتوقع ان اجد في الكتاب ما له علاقة ، وبشكل ما ، بالشأن العراقي والتطورات الحاصلة فيه. وحصل ان اتصل بي أحد الأصدقاء مستفسرا ، عن سبب كوني لم اكتب شيئا بعد عن قضية الساعة ، التي استأثرت باهتمام الأوساط السياسية والإعلامية وما يجري من أحاديث ونقاشات حولها ، وكوني اكتفي من هذا باعادة توزيع ، وعبر البريد الإليكتروني ، مقالات وبيانات مهمة حول القضية تصلني من من هنا وهناك . حقا فأنك أينما استدرت بوجهك هذه الأيام تجد ثمة متحدث عن القضية سواء كان مع أو ضد. واعترف بأن الصديق العزيز نجح في استفزازي وجعلني أفكر بكتابة شئ ما ، ولكن هل ترك لي الكتاب زاوية لم يناقشوها بعد من الموضوع ؟ وحتى لا يكون الأمر ــ عند القارئ الكريم ــ مثل حزورة ، فالحديث يتعلق بالفيدرالية ، التي اختارها الشعب الكردي ، كشكل ملموس للتمتع بحقوقه القومية في إطار العراق الموحد ، ولكن لو أردت الإدلاء بدلوي ، وأنا المؤمن بأن عراق ديمقراطي فيدرالي كفيل بضمان حقوق كل القوميات والاقليات ، وضمان وحدة العراق ، هل سأعيد القول لمن يعتبر الفيدرالية تقسيما للعراق ، ان أقول له عليه ان يدرك بأن الفيدرالية  ما هي إلا نظام لتقسيم السلطات في بلد موحد ؟ وهل سأقول له ، وانطلاقا من أيماني بحق الشعوب في تقرير مصيرها ، بان الفيدرالية ستضمن التأخي القومي بين كل مكونات الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان والكلدوآشوريين وغيرهم ؟ واقول له ان الفيدرالية تؤدي الى تقوية أواصر الاخوة بين القوميات وتعزيز الوحدة الوطنية وانها الضمان الأكيد للوقوف بوجه النزعات الانفصالية ؟؟ كل ما تقدم يعرفه المؤمنون بالفيدرالية والمناضلون لاجلها ، ويمكن القول ان هذا يعرفه " أعداء " الفيدرالية واعداء المستقبل الزاهر للشعب العراقي ، ولكنهم يغالطون انفسهم تحت حجج واهية يستهدفون بها وقف عجلة التقدم في العراق الجديد. ان عجلة الزمن لا يمكن ان تتراجع الى الوراء ، وهذا أمر يمكن ان يحصل في الأحلام وأفلام الخيال العلمي ، والواقع المعاش يشير الى ان الشعب العراقي يدرك ويوما بعد الاخر ان ما جلبه النظام الديكتاتوري المقبور من ويلات كان من نصيب كل مكونات شعبنا السياسية والقومية والدينية ، وان الشعب الكردي نال حصته من كوابيس الموت في حملات الأنفال الشوفينية ومجزرة حلبجة البشعة والمقابر الجماعية ، وان الوقت لان ينال كل مظلوم حقوقه المشروعة . والشعب الكردي الذي ناضل طويلا لنيل حقوقه القومية لا يمكن له ان يرضى بأقل من الفيدرالية التي هي في حقيقتها اقل من حقه الأساسي في تقرير مصيره بما في ذلك حقه في التمتع بدولة مستقلة. وفي عودة الى الاقتباسات التي سجلتها لنفسي من الكتاب الجغرافي ، الذي أشرت اليه في مقدمة هذه السطور، وجدت اني اقتبست شيئا سجله مؤلف الكتاب ، الرحالة ارمسترونج سبيري عن معاناة الطيارين أثناء تحليقهم فوق شمال العالم ، فالبوصلة  تصبح عندهم غير موثوق بها ، إذ تبدا بالدوران حول محورها دون ان تحدد اتجاها محددا ، والسبب كما يسجل الكتاب ، هو لانك حين تكون فوق القطب الشمالي مباشرة فلن يكون هناك اتجاه نحو الشمال !!
وهكذا اجدني أستطيع القول إذا كان طياري القطب استبدلوا البوصلة بجهاز جيروسكوبي لالتزام الاتجاه المطلوب ليتخلصوا من دوار الطريق القطبي ، فان بوصلة العراق الجديد ، ما بعد مرحلة الديكتاتورية البائدة ، وعند الحديث عن حقوق الشعب الكردي والاقليات الاخرى، لا يمكن ان تشير إلا الى الديمقراطية والفيدرالية من اجل تحقيق مطامح هذا الشعب وحل قضيته عموماً وضمان حياة افضل لاطفالنا واجيالنا القادمة في عراق جديد موحد ، فلا اتجاه غيرها ، ولا ينفع استبدالها بأي شكل اخر سيكون عاملا  للتشويش اكثر من الدلالة.

 سماوة القطب
8 كانون الثاني 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حافة الشعر
- هل أتاك نبأ المحلل السياسي الجديد ؟!
- حقا ... من هو - الآخر - ؟
- من يقف خلف الدعوة المشبوهة للحوار مع فلول النظام المقبور؟
- رسالة مفتوحة إلى الأستاذ زهير كاظم عبود
- من اجل سمو الكلمة المسؤولة و إعلاء شأنها
- يا أهلنا ... عيدكم مبارك !
- عن الخيانة والشماتة ، وما حول ذلك !
- تحويل العرس إلى مآتم ، وما بعده !
- أفكار في العمل السياسي في العراق
- على هامش بدء العام الدراسي الجديد أليس بالإمكان ان يكون لنا ...
- الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا
- إلى الشهيدة رضية السعداوي
- صفحة الطريق أربع أعوام مجيدة من العمل المثابر
- كريم كطافة في ليالي ابن زوال
- أفلام وثائقية للفنلندي ميكو فالتاساري عن العراق
- كتاب الانهيار للفنان احمد النعمان : مساهمة في البحث عن عالم ...
- في فنلندا تظاهرة في هلسنكي تضامنا مع شعب كردستان
- " تسو ـ تفو " يا أستاذ عوعو !
- حروف ونقاط … كرة القدم !


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - حين تكون في الشمال لن يكون هناك اتجاه نحو الشمال !