أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باقر الفضلي - فلسطين في الذكرى الستين للنكبة..!*














المزيد.....

فلسطين في الذكرى الستين للنكبة..!*


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


خاطرة

مفارقتان وحقيقتان: تمر اليوم ستون عاماً على بلد كان يدعى فلسطين، بلد يحتضن بين جناحيه شعب واحد موحد، من أجناس وأديان ؛ تجمعهم وحدة الوطن قبل ان يفرقهم الإختلاف في الدين والعرق أو الطائفة، متحابين متكاتفين، أغلبيتهم لا تشعر بالإستكبار، وأقليتهم لا تستشعر الإضطهاد..

كان ذلك قبل ستين عاماً وقبل ذلك بكثير؛ كان ذلك في الذاكرة، لم يعه أبناء اليوم ، او ربما قرأوا عنه في الكتب أو حدثهم عنه الأجداد والجدات..

الذي يبصروه اليوم هو شيء آخر؛ الصورة تختلف؛ الأرض التي يسلكونها، ممزقة تقطع بين ثناياها جدران الإسمنت المانعة للعبور.. بساتين الزيتون محروثة أرضُها بحفر سوداء، والطرقات تخنقها مفارز التفتيش..العبور بين الضياع محظور، وثمة جدار أمنع من سور الصين، الذي شاهدوه في الصور وقرؤا عنه في الكتب وسمعوا عنه في الأقاصيص والخرافات؛ جدار ما أَلِفَ الناس مثله من قبل؛ يخيم على الرؤوس كالغمامة السوداء، فتنقطع أنفاس الناس وتصيب أعينهم بغشاوة.. جدار رمادي يحيط بهم كالكابوس، منصوبة فوقه عيون فولاذية تقذف سجيلاً من نار؛ لهيبها قاتل، وصوتها مفزع، وأزيزها يأخذ بالألباب؛ سجن وليس كأي السجون..!!؟

وماذا خلف الجدار..؟

يتسائل الأبناء وقد أخذ منهم عناء التفتيش عن الجواب، نفس ما أخذ من آبائهم وأجدادهم منذ ستين عام.. الصورة تتكرر ، والأمل تغلفه غمامة رمادية، وبريق الأحداق ينطفيء في بريق الأحداق، وتمر الكتل البشرية.. يرنو عليها الصمت فلا تلوي على الكلام..

تحترق الدماء في عروق الشباب كالهشيم في النار.. فالصمت لا يطاق، والقمع لا يطاق..تتفجر العروق حقداً وإنتقاماً مشروع.. وأقتحام الجدار لدى الشباب أمر مشروع .. الموت تحت القصف، نفسه الموت فوق الجدار.. والموت بقاذفات المدافع والصواريخ نفسه الموت خلف الجدار.. ويدفع الحنق الى أستشهاد المزيد والمزيد من الشباب.. ويسقط المزيد والمزيد من الأبرياء، وتهدم البيوت ويعم الخراب بفعل صولات الإنتقام..!؟

وتدور عقارب الساعة لتستكمل مسيرة الستين عام، والصورة تتكرر وأهل الدار كالحمام في الأقفاص، وسدنة الجدار يباركون بعضهم بعضا، وكبير السدنة يأتي مسرعاً على جناح الطير، قاطعاً آلاف الأميال ليبارك ذلك اليوم، ويؤدي صلاة الشكر للرب الرحيم، الذي أشبعهم من جوع وآمنهم من خوف.. والعالم يحيي بطل السلام "ذي الدولتين"، ليبارك له "سعيه المشكور"، لما قدمته قداسته للشعب الفلسطيني من "ثمار الخير"، وهو القديس الذي لم يضع إصبعه يوماً على زناد النار..!!؟

وتظل عيون الأطفال داخل الجدار؛ مسمرة في السماء؛ العصافير إختفت.. الصقور الفولاذية تحوم فوق الرؤوس.. الأمهات يعتصرن الأطفال في الأحضان.. المفاوضات تبحث عن مكان...
قصة: كان ما كان.. كان يوماً في الزمان...!؟
_____________________________________________
* مرت في الخامس عشر من مايس/2008 الذكرى الستون ليوم(النكبة)



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان
- لبنان: منطق العقل أم منطق القتل..؟!
- يا بصرة الطيب...!*
- خمس عجاف وأمل زعاف..!!؟
- العراق: -صولة الفرسان- وقراءة الفنجان..!(*)
- للذاكرة والذكرى..!
- العراق: بين الإحتلال والتحرير..!
- العملية السياسية و-العراق الجديد-..!؟
- رمزية يوم المرأة العالمي..!
- لماذا غزة أيضا..؟!
- أحمدي نجاد على مشارف بغداد..!!؟
- شهاب التميمي- الكلمة الحرة..!
- فلسطين أم غزة..؟! غزة أم فلسطين..؟!
- كل شيء هاديء في الجبهة..!!؟
- سيناريو التوغل التركي..!؟
- أوقفوا توغلكم أيها المعتدون..!!!
- آفاق زيارة الرئيس الأيراني الى العراق..؟*
- العراق:الصراع السياسي و-العرس البرلماني-..!
- الجمعة الحزينة...!؟
- الدولة المدنية الديمقراطية بين الطموح والواقع..!


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باقر الفضلي - فلسطين في الذكرى الستين للنكبة..!*