أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - من الضرورة إنهاء مرحلة التحالفات الطائفية المستوردة















المزيد.....

من الضرورة إنهاء مرحلة التحالفات الطائفية المستوردة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التحالفات عبارة عن اتفاقيات بين قوى سياسية تقترب في البرنامج المرحلي الحاضر وجزء من المستقبل أحياناً والمستقبلي أو جزء منه أحياناً أخرى وتأخذ التحالفات صيغاً مختلفة مثلما حصل في العراق الانتخابات عام 1954 وجبهة الاتحاد الوطني 1957 وجبهة 1973 وجبهات لسنا بصددها واستمرت هذه التحالفات بعد سقوط النظام لكن ظاهرة التحالفات الجديدة بعد السقوط غيرت شكل ومفهوم التحالفات السياسية السابقة إلى تحالفات وائتلافات طائفية وقومية ضيقة أي أن القوى المتحالفة وبخاصة الائتلاف العراقي الموحد وجبهة التوافق عبارة عن واجهات طائفية على الرغم من إنكار ذلك من كلا الطرفين والمحاولات الرامية لطمس الحقيقة ولو تفحصنا القوى في الائتلاف العراقي الموحد لما وجدنا إلا أحزاباً وتنظيمات تخص طائفة دون غيرها وكذلك جبهة التوافق التي ركزت قضاياها الطائفية على شكل استقطاب ديني وادعاء البعض بالعلمانية أما التحالفات الأخرى، التحالف الكردستاني على الرغم من شكله القومي العام فقد ضم العديد من الأحزاب غير القومية والماركسية ويتعرف المرء من خلال خطابها السياسي على نوعية التوجهات السياسية غير الدينية والطائفية، وخضع تحالف القائمة العراقية المشكلة من اجل خوض الانتخابات البرلمانية الثانية من العديد من الأحزاب والقوميات والطوائف والشخصيات ووفق برنامج انتخابي يعتبر القائمة العراقية بالضد من الطائفية والقومية الضيقة ومن اجل عراق ديمقراطي تعددي موحد.. الخ وظاهرة التحالفات الطائفية مستوردة إلى العراق حيث لم يحفل التاريخ العراقي السياسي المعاصر مثل هكذا تحالفات هدفها المبطن طائفي والشكل بصبغة وطنية عراقية وهذا الاستيراد دفع البلاد إلى مخاطر جملة منها الأخطار المحدقة بالوحدة الوطنية تجاه المخططات التي تحيط بالبلاد وفي مقدمتها التدخل في شؤونه واستمرار تواجد الجيوش الأجنبية والأخرى الانزلاق نحو هاوية الحرب الأهلية المرفوضة من أكثرية العراقيين وعلى اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والقومية وغيرها، بعد مرور خمس سنوات من الدماء والدمار ظهرت للعلن بعدما كانت في السر الخلافات والصراعات بين القوى التي شكلت كيانات طائفية وراح بعضها يعلنُ عن عدم التزامه بما اتفق عليه مع اتهامات بخرق الاتفاقيات المبرمة من الشركاء وجنى المكاسب للمصالح الحزبية المعينة، في مقدمة هذه الاختلافات ظاهرة خلافات حزب الفضيلة ومواقفه المتميزة وخروج التيار الصدري من الائتلاف العراقي والتمرد على قراراته وقرارات الحكومة ثم عصفت الاختلافات بجبهة التوافق وعدم الاتفاق فيما بينها بخصوص العديد من القضايا منها حصص ونوعية وتوزيع الحقائب الوزارية وأكد ذلك عدنان الدليمي " لا يوجد أي توافق في جبهة التوافق والجبهة أصيبت بالشلل " وهي مسالة طبيعية بسبب هذا التقسيم الطائفي والحزبي الضيق الذي لا يخدم المصلحة الوطنية إضافة إلى اختلافات في الرؤى والأهداف والتوجهات لبناء دولة القانون والنظام وهذه الظاهرة من الاختلاف لا بد أن تؤدي حتماً لإعادة الاصطفافات مجدداً ولكن يجب أن تكون على أسس وطنية غير طائفية بعد فشلها وفشل خطابها السياسي الطائفي وقد أصاب هذا الداء القائمة العراقية بعد خرق البرنامج الانتخابي من قبل رئيس القائمة حسبما أشارت له بعض الأطراف في القائمة وخروج بعض الشخصيات والحزب الشيوعي العراقي منه وحسبما جاء في تصريحات حميد موسى سكرتير الحزب أن هناك خرقاً لما اتفق عليه في البرنامج من قبل رئيس القائمة علاوي ونحن لا نستطيع الاستمرار على الرغم من تقديم الكثير من الملاحظات التي لم يستمع لها.
إن ما نريد الوصول إليه هو أن أكثرية هذه التحالفات وبخاصة الطائفية التي قامت وفق حوارات وبرامج انتخابية وغير انتخابية أصبحت بعد فترة لا تستطيع الاستمرار على الطريقة القديمة ولا بد أن تنتقل إلى طريقة جديدة لكي تستمر في الحياة السياسية ووصل ببعض القوى المتحالفة إلى استعمال العنف والعنف المضاد مثل الأحداث التي وقعت في البصرة ومحافظات الجنوب ومناطق في العاصمة وما زالت مستمرة على الرغم من الاتفاق على التهدئة وهذا الطريق العنفي لن يجدي نفعاً ولن يكون ذو فعل ايجابي بدلاً من الاحتكام إلى طاولة الحوار والنقاش وتقبل الرأي الآخر وهذه الخلافات ( على الأقل غير العنفية المسلحة بسبب المليشيات ) تعد أمراً لا بد منه لوجود التناقضات العديدة بين هذه القوى وبخاصة التي تستعمل الخطاب الطائفي الديني والمختلفة طبقياً واجتماعياً.

مرحلة جديدة من الاصطفافات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا كانت مرحلة الخمس سنوات المنصرمة قد أفرزت الكثير من المستجدات السياسية والحقوقية والمطلبية فإنها في الوقت نفسه كشفت الصورة الحقيقية للتحالفات الطائفية المغلوطة التي خلقت ظروفاً أكثر تعقيداً مما كان البعض يتصور فلو كان التوجه منذ البداية لعقد تحالفات على أساس وطني ووفق المصالح الطبقية والاجتماعية لتغيرت الصورة بشكل ايجابي وقصرت المدة الزمنية التي تحقق السلم الاجتماعي والاستقلال الوطني، وبالتالي أكدت الضرورة على أهمية نبذ مثل هذه التحالفات والتوجه إذا كان ذلك ضرورياً للقوى السياسية نحو إقامة تحالفات على أساس وطني ديمقراطي يساوي في المواطنة جميع العراقيين بدون الاستئثار والمراوغة لخداع وعي الجماهير كما فرضت هذه المستجدات والوقائع وتفاقم الأزمات حالة صحية تؤكد لا بد من التغيير بعد التراكمات التي حدثت وعدم استيعاب المرحلة القديمة والمراوحة في المكان فقد استجدت ظروف وتطورت مفاهيم وتجذرت قوى وأصبحت لكل منها أهداف وطرق لا تنسجم ولا تتفق مع تلك الاتفاقيات والتحالفات السابقة وفي هذا المضمار بدأت مرحلة جديدة من التحالفات والتكتلات حيث ظهرت ليس داخل التحالفات الحالية مشاكل واختلافات فحسب بل حتى داخل بعض الأحزاب المتحالفة وقد تظهر قوائم مستقلة منفردة أو الاشتراك مع أخريات ولكن على ما نعتقد ليس كما كان بعد هذا التراجع في تنفيذ الوعود الانتخابية وصراع النفوذ اللامبدئي والعنفي أحياناً، ولكن إذا أريد لها مثلما تدعي أكثرية القوى السياسية الدينية والعلمانية " وطنية غير طائفية " عليها نبذ التحالفات الطائفية واعتماد التحالفات السياسية وحسب المصالح المشتركة .
إن التحالفات التي على قامت على أساس طائفي لابد أن تنهي هذا التوجه المضر بصحة الوطن إذا كانت مخلصة فعلاً للقضية الوطنية وتنتقل إذا ابتغت إلى تحالفات غير طائفية تشترك فيها قوى الشعب من مختلف القوميات والأديان أو على الأقل لا تمثل وجهة طائفة معينة وعليها أن تتخلص من الخطاب الطائفي التحريضي واستخدام المرجعيات الدينية كواجهة لها من اجل المكاسب الذاتية الضيقة فالاعتماد على الخطاب الوطني يوقيها من أخطاء ومغالطات جمة في مقدمتها استمرار العنف والعنف المضاد وعدم استكمال بناء الدولة المدنية ذات البعد القانوني والأخلاقي والمنسجمة مع المجتمع المدني وإطالة مدة بقاء القوات الأجنبية على ارض العراق.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة حل المليشيات المسلحة السرطانية
- أولا الكلبة تُبَع
- البطالة والفقر والآفات الاجتماعية قديماً وحديثاً أساس البلاء
- أول أيار عيداً أممياً لشغيلة اليد والفكر
- الحديث عن أي وحدة لليسار العراقي ووفق أي عينات؟؟
- الهاجس الأمني وراء السعي للحصول على السلاح النووي
- خرق حقوق الإنسان لطالبي اللجوء في السويد والنرويج
- نشأت الدولة ووظائفها ليس بالخدعة او من خلال اصطدام سيارتين
- الصراع الإقليمي والدولي وتصفية الحسابات على الساحة العراقية
- الكرد الفيليون بين المواطنة والحقوق المغتصبة
- مواقف التحالف المتناقضة
- القمة العربية الاعتيادية العشرون وماذا بعد؟
- جزر الإمارات العربية تطابق بين موقفين
- حزب شيوعي عراقي طائفي بعد 74 عام
- كركوك وتفجير العراق
- هل إسقاط النظام والاحتلال جاء نتيجة حرب تحرير شعبية؟
- نوروز يغني لعيون الورد
- القوى الوطنية الديمقراطية وعنق الزجاجة
- شعار التخلف : نحذر المرأة العراقية من التبرج والسفور
- وبقى السؤال يحاوره الجواب


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - من الضرورة إنهاء مرحلة التحالفات الطائفية المستوردة