أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - راغب الركابي - رؤية مغايرة للكتاب المجيد















المزيد.....

رؤية مغايرة للكتاب المجيد


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 03:21
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


هذه رؤية مغايرة للكتاب المجيد هي ليست عنواناً لمقال وحسب ، بل هي مجموعة مفاهيم نطرحها من أجل تقييم ظاهرة الكتاب المجيد من حيث :

أولاً : تسمية السور ونعني بذلك القيمة العلمية والتاريخية والبعد المعرفي لها .

وثانياً : الخطاب الذكوري في لغة الكتاب المجيد وأثر ذلك على بنيته وتشكله .

وثالثاً : حجم وكمية المعلومات التي دخلت أو تسللت للكتاب من خلال هيمنة عقل الصحراء على مفاهيمه العامة وأحكامه .

ورابعاً : ظاهرة التكرار في نصوص الكتاب في موضوعة واحدة ، والتي عدها البعض حشواً وحسبها البعض تحريفاً .

نجد تلك الظاهرة بينةً في صيغ الوضع في نسق موضوعات الكتاب ،

[ فنحن نعتبر إن قضية أسماء سور الكتاب المجيد ، هي من اللواحق ونعني بذلك كونها خارجة عن المرحلة التاريخية لحياة النبي محمد وهذا يعني نفي ان يكون النبي هو من أطلق على السور أسمائها الموجودة الآن في الكتاب المجيد ] ، وهذا القول من الناحية التحليلية يرتبط موضوعياً بمقولة المضمون التاريخي أو لنقل الوعي التاريخي لزمن التدوين ككل وأرتباط ذلك بما نسميه أوامر النبي أو أوامر الرسول ، وهذه كما نعلم محلها في السُنة النبوية والتي هي عندنا في المطلق محل شك وترديد وقد فصلنا البحث فيها عندما تحدثنا عن نظرية تأسيس أصول فقه جديد هذا من جانب ، ومن جانب أخر فإننا نكاد نجزم على غياب الدليل النقلي الذي يمكن الوثوق به في هذا المجال .

والزمن التاريخي كما هو معلوم - لحياة النبي محمد هو مجرد ظنون لاغير ، أو قل هو كلام في مجمله مرسل لايمكننا تداوله علمياً أو الإعتماد عليه علمياً ، فنحن حينما نطلق على السورة الثانية في الكتاب المجيد أسم البقرة لاندري لماذا غلبت هذه التسمية على غيرها من مطلق العناوين والأسماء فيها مع أهميتها ؟ والأهمية تظهر في تكرار بعض النصوص فيها لفظاً و معنى !! .

ربما يقال إن غلبت أسم البقرة هاهنا جاء من طبيعة الإستخدام أو لغلبت توظيف الأسم بأعتباره كان فعلاً مقابلاً لفعل ودعوة الأنبياء ! ولكن في هذا السياق تأتي جملة ألفاظ تحمل جملة معاني ذات دلالة أقوى في التعبير عن المُراد ،

فإذا قيل : إن الأمر توقيفي أعني إن الله هو من سمى هذه السور ، فهذا القول بحد ذاته يحتاج لدليل من أجل أثبته والتحقق منه ، ويعني ذلك من خلال الذي بين أيدينا لا على إن الله قد أوحى لنبيه ذلك ، فهذا القول كما أسلفنا على إطلاقه لا دليل عليه هذا أولاً .

وثانياً : إننا لا نمتلك بالفعل وثيقة واحدة معتبرة يمكننا الركون إليها والرجوع والتحاجج فيها في هذا المجال .

وثالثاً : إن الأمر بما هو هو لا يخضع للتعبد بحيث يمكن قياسه أو مساواته بقضايا العبادة من صلاة وصوم وغيرها .

ورابعاً : إن الإجماع في هذا المجال غير وارد ولادليل عليه بشقيه المحصل والمنقول لفقدان المستند ووجود المانع .

كما إن غلبت الظن هي الأصل هنا ، وقد ورد إن الظن في مثل هكذا أمور لا يغني من الحق شيئا ، ومادام الأمر كذلك :

فالسؤال الذي يمكننا طرحه هو الآتي : من أين جاءت هذه التسمية ؟ ومن الذي قام بها ؟ وهل جاءت من أصحاب النبي أو ممن جاء بعده ؟.

الأمر برمته كما يظهر مقلق من الناحية العلمية والتحقيق البحثي الخالص ، وهذا بحد ذاته مشكل معرفي ليس بأستطاعتنا غض النظر أوالقفز عليه ، بل إنه يدعونا للتحرك فعلياً لمحاصرة هذا الموضوع والتعرف على طبيعته المعرفية والتاريخية التي أنتجته .

ربما نقول ربما يكون قد جاءنا من الآخر الذي يدعي إنه هو صاحب مشروع الرسالة والوحي!! الأخر الذي يزعم إن كل الذي بين أيدينا هو عبارة عن نقل منه ، وماهو إلاّ نسبة لا حقة لمحمد في إجراء لا يخلوا من الغمز والكيدية والمسخ المعرفي ، لأن هذا القول هو دعوة لادليل عليها وضعفها البنيوي بنفس قوة ضعف القول التاريخي أو المادة التاريخية التي تدعي القول بالتوقيف أوالنسبة لمحمد !!!

وأما من حيث لغة الخطاب الذكوري فهي طاغية فيه ، وهذا الوضع يحتاج من الباحثين إلى معالجة تحليلية منطقية واقعية لا تفسيراً طوباوياً مغرقاً في المثالية كما هو دأب الجميع في مواجهتهم لمثل هكذا قضايا نقول هذا في زمننا على الأقل ، والمعالجة التي نقصدها يجب ان تتحرك في داخل النص لا خارجه ، فنحن إنما نتحدث هنا عن نص إلهي وليس نصاً بشرياً أو شعراً عربياً ، حتى يمكننا الإدعاء والقول بانه إنما ينطلق من أرضيته المعرفية وبيئته الخاصة ، كما إنه لا يجوز النظر إليه من حيث بعده الزماني أو بعده المكاني ، كما لا يجوز ربطه بالمؤثر اللحظي في لفظه ومعناه ، طبعاً الخطاب الذكوري في الكتاب المجيد فيه تغييب للحضور النسوي بشكل مثير ، وإن حضر فسيكون حضوره تابع أو هامشي في ظل هيمنة وسطوة ذكورية بيّنة ، ومبدأ التأويل الذي يذهب إليه البعض في إيجاد المخارج والحلول لا يستقيم مع الظاهر ولا مع التبادر اللفظي الذي هو حجة معمول به ، في الأحكام والحدود عند الجمهور .

وتبدو ظاهرة عقل الصحراء في جزء منه جلية واضحة ، نقرئها في التعاطي مع شهادة الرجل الذكر في مقابل شهادتين من النساء !! أو في مجال الخدمة العامة فبعض النصوص وجدت طريقها في الكتاب موظفة من عقل الصحراء كما هي في مسألة القوامة التي ربما يذهب البعض من المعاصرين ليجعل حكمها مرتبط بتبدل وسائل وغايات الإنتاج ، وهو كما ترى تبرير لا طائل منه سوى التقليل من الصدمة في ذهن المرأة أو في ذهن دُعاة حقوق المرأة في العالم المتمدن العالم الحُر ، القضية كما أفهمها لا تخضع للتبرير المفهومي أو الإصطلاحي بل تتعدآه للنظر في الطبيعة التي أشرفت في توظيف ما عندها من قيم ضيقة لتعممها داخل النصوص ، لكن كيف تم هذا ومتى ؟ المسألة تحتاج إلى بحث مغاير .

وهناك التكرار في الكتاب لنصوص بعينها ولمرات عديدة ، وهذا يربك البنية اللغوية وحكمتها ، فالتكرار في اللفظ والمعنى لموضوع واحد خلاف البلاغة وخلاف البيان ، ونعني بذلك إن الله حينما يتحدث عن مسألة ما فهو يبين لنا ماهيتها وطبيعتها والحكم الواجب إزائها ، وهذا الأمر إن تكرر حول موضوع واحد قد جرى تعريفه وتبيانه يكون التكرار مخل ببلاغة اللسان ويكون القول فيه بمثابة الإعادة الغير محمودة ، نجد هذا التكرار في سورة البقرة وآل عمران وغيرهما ، ولكن الكثافة في هاتين السورتين بادية للعيان ، وإذا أردنا الدقة البيانية فالقول بالتكرار هو توكيد لما يقال عن التحريف في الكتاب وهذا الأمر يمكن ملاحظته علمياً وأحصائياً ، ولا يجوز القفز عليه بحجة إجماع أصحابنا أو طائفتنا أو مذهبنا فهذا لا يحُل المشكلة بل يزيدها قلقاً وأضطراباً ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء من أجل الحياة
- إسلامنا بحاجة إلى إعادة نظر
- السماء لا تمطر ذهباً
- أين الكتاب العربي ؟
- تأسيس علم أصول جديد – ح4
- تأسيس علم أصول جديد – ح3-
- تأسيس علم أصول جديد – ح2 -
- تأسيس علم أصول جديد
- ( لازلتُ أبحثُ عن الإسلام )
- الليبرالية حوار بين الله والإنسان
- الرسوم المسيئة للرسول محمد
- شاء الله ان يراك قتيلا .. !!
- الجزء الرابع : من كتاب إشكالية الخطاب في القراءة التاريخية ل ...


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - راغب الركابي - رؤية مغايرة للكتاب المجيد