أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى لمودن - هل فعلا طويت صفحة انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب؟














المزيد.....

هل فعلا طويت صفحة انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب؟


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:31
المحور: حقوق الانسان
    


كان لعامل الصدفة دوره في العثور على عدد من المقابر الجماعية في المغرب، حيث أن عمليات حفر من أجل تشييد بنايات أو ترميمها أو فتح طريق... أزاح ستار الأتربة عن جرائم ارتكبت في حق الإنسانية في تواريخ متقاربة من زمن المغرب الحديث.
سمعنا وقرأنا عن "طي صفحة الماضي الأليم"، وفتح أخرى للمصالحة، ونسيان الماضي بمآسيه والشروع في عهد جديد تُحترم فيه حقوق الإنسان "كما هي متعارف عليها عالميا"، قيل كذلك أن محاكمة المسؤولين عن تلك الفضائع غير ممكن، صدقنا على مضض، مادام المبرر هو أن "العدالة الانتقالية" تطمح إلى الصفح والتسامح، وليس الانتقام.
آخر ما اكتشف من مقابر حدث يوم الثلاثاء 13 ماي 2008 بمدينة الجديدة، إذ عثر على ثماني جماجم مدفونة في أرض تعود لملكية عائلة مسؤول أمني، لتنضاف إلى ما تم الوصول إليه صدفة منذ أسابيع بثكنة للوقاية المدنية بالناظور وقد حُصر عدد الهياكل البشرية في ستة عشر، وفي خضم السنة المنصرمة وقع نفس الشيء بإحدى الحدائق بفاس... وبذلك فتح سجل من قائمة لعدد من المقابر المماثلة انطلق منذ 2003 بثكنة للوقاية المدنية بالدار البيضاء.
أمام هول هذه الاكتشافات يحق التساؤل عن مصداقية الأقوال التي تتحدث عن "المصالحة"، إذا كانت فعلا قد وقعت مصالحة فلماذا التستر على هذه الحقائق؟ كيف لضحايا وعائلاتهم قد "غفروا" وسكنت نفوسهم، ومنهم من أعلن جهارا وعلانية عن عفوه وتسامحه، فلماذا لم تفعل نفس الشيء الأطراف الأخرى؟ أي التي تعلم على الأقل "الحقيقة"، حقيقة المقابر الجماعية.
هذه الاكتشافات المتتالية بفعل عامل الصدفة تثير أكثر من علامة استفهام عن المقابر الأخرى التي ربما ما تزال تنتظر مكتشفا، أو التي سيطويها الزمن والنسيان، وهو العامل الذي عول عليه المنتهكون لحقوق الإنسان.
ألم يحضر أحد أثناء الدفن؟ أو بالأحرى ردم الضحايا؟ من حمل جثتا آدمية (...) بدون اعتبار لإنسانيتهم في شاحنات أو حاويات، وآتى بآلات الحفر محاولا إسدال صفحة مظلمة على ذاكرة لن تموت أبدا، من قام بكل هذا إذن؟ ويمكن أن تتداعى أسئلة أخرى محيرة دون أن تجد جوابا، من قبيل لماذا مات هؤلاء أصلا؟ كيف يطلق الرصاص على من احتج من أجل الكرامة والخبز؟ ألم يبق إلى الآن واحد حي من هؤلاء اعتقد فعلا بمقولات "المصالحة" ونزل من برجه أو من "مخزنه"، أو أنعتق من دماغه المريض، وهو يرتعد من حقائق وجرائم ارتكبت لن يغفرها التاريخ وإن غفرها الضحايا، من يركب الصواب ويقول "الحقيقة" كل الحقيقة؟ يريح الجميع ويريح ضميره؟ ويعرف الرأي العام والتاريخ كل المقابر حتى تحصى، ويعاد دفن المتوفين من جديد بعد إخبار عائلاتهم، في مقابر حقيقية، وتطوى الصفحة فعلا. من يستطيع فعل ذلك وهو قابع وراء نافذته أو نظارته السوداء أو خياله المريض ويستهزئ بأمة بكاملها صدقت ومن الضروري أن تصدق "المصالحة" حتى تتحول إلى مرحلة أخرى تكون فيها حقوق الإنسان مقدسة.
بعد كل هذا يحق إذا لحقوقي مثل محمد الصبار رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف أن يطالب بحفر أرضية جميع ثكنات الوقاية المدنية في المغرب، من يدري قد تكون ببعضها مقابر جماعية، ولكنه لم يضف إليها حفر كل الحدائق والغابات والدهاليز... لماذا لا تتوفر الشجاعة الأدبية لدى بعض المسؤولين كي يُصفُّون بدورهم ذاكرتهم ويفصحوا عما تبقى من " الحقيقة"، رفعا لكل لبس أو شك من حق الجميع الآن أن يتشبث به.
كان من اللازم بعد الإعلان عن "طي صفحة" الماضي وإصدار تقرير "هيئة الإنصاف والمصالحة" أن نبدأ فعلا صفحة جديدة، تُحترم فيها حقوق الإنسان كاملة، ويجرم كل فعل مفاده التستر على "حقيقة" من مثل المقابر الجماعية.
إن مسؤولية الحكومة ستظل قائمة لطي هذا الملف فعلا، لكن بعد معرفة كل الانتهاكات الجسيمة، وضمان عدم تكرار ما جرى، وحفظ الذاكرة الجماعية الخاصة بهذا الموضوع، أما المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان فقد بدأت بعض الأصابع تشير إليه بعدم الاطمئنان كهيئة الإنصاف والمصالحة منذ تولية أحمد حرزني مسؤولية رئاسته بعد وفاة المرحوم إدريس بن زكري، لكن رغم ذلك فمسؤولية المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان تبقى قائمة على الأقل على المستوى المعنوي. إذا لم تكن له صلاحيات واسعة في الدفاع عن حقوق الإنسان.



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة: لماذا تلوّح فقط؟
- في عيد العمال الطبقة العاملة في المغرب تقدم شهاداءها
- تعيين مساعد المدير بالفرعيات المدرسية بالمغرب
- ضعف آليات حماية المستهلك في المغرب
- الإغلاق المرتقب لمصفاة النفط بسيدي قاسم(المغرب)
- لكل لعبة قانون(قصة للأطفال)
- فلسطين تحتاجنا جميعا
- أي أفق ينتظر تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية ...
- المستخلصات غير المستحقة للمنتخبين الجماعيين(المغرب)
- قصة للأطفال: لو أن الحمار يدافع عن نفسه
- مدن صغيرة ومتوسطة أشبه بقرى كبيرة (المغرب)
- مراجعة أوضاع المراكز الفلاحية (المغرب)
- قرية بن اصميم تحتج من جديد على قرار تفويت الماء (المغرب)
- من قصده إهانة وزير سابق؟ (المغرب)
- من يؤكد سلامة لعب الأطفال في المغرب ؟
- يتهيأ المدونون المغاربة لتأسيس إطار تنظيمي خاص بهم
- عين على مهزلة
- قصة قصيرة: الحيرة
- قصة: تاء التأنيث المتحركة
- تأسيس جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب (أكمي المغرب) خطورة ...


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى لمودن - هل فعلا طويت صفحة انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب؟