أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هوشنك بروكا - كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(الأخيرة)















المزيد.....


كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(الأخيرة)


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:21
المحور: المجتمع المدني
    


. الكل يسأل، والكل مسؤولٌ عن الكل

جواباً على سؤالٍ كهذا "من هو المسؤول المباشر عن كل ما يتعرض له الإيزيديون، من غيابٍ أو تغييبٍ لحقوقهم؟"، تعدد الجواب وكثر وانتشر بين أكثر من رأيٍّ واتجاه. فمنهم من حمّل الإيزيديين أنفسهم، لا سيما كوادرهم "المتسيّسة"، و"المتحزبة" و"المتثقفة"، ومراكزهم الثقافية والإجتماعية التي آلت إلى "دكاكين تحت الطلب"، المسؤولية الأساسية عن تدهور الراهن الإيزيدي، على أكثر من مستوىً. أخرون ذهبوا إلى تحميل المؤسسة الدينية، أو ما يسمى ب"المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى" بعضاً كبيراً من المسؤولية، عن "جمود" الإيزيدية وتعطيلها ديناً ودنيا، فوصفوه بالمجلس "الميت"، و"الكابح"، أو "المفرمل"، و"المعطل".
بعضٌ آخر(غير قليل) "اتهم" الأحزاب الكردية الحاكمة، مباشرةً، وحمّلها المسؤولية الكاملة(الغير منقوصة) عن غياب الحقوق الإيزيدية وتغييبها، عن "سابق إصرارٍ وتعمد". في حين أنّ آخرين، ذهبوا مذهباً وسطياً معتدلاً، ووزعوا المسؤولية عن ذاك الغياب والتغييب للإيزيديين في كردستان، على الكل.
هؤلاء الأخيرين، حمّلوا الكل مسؤولية كل الغياب والتغييب الحاصلين للإيزيديين، فكلٌّ حسب موقعه(بحسب أصحاب هذا الرأي) شارك أو "أُشرك" في "تهميش وإقصاء وبيع" الحقوق الإيزيدية، حتى وصل الراهن الإيزيدي إلى ما هو عليه الآن، من "موتٍ للحقوق" يقوم ويقعد يومياً، في زمان ومكان الإيزيديين "المدشّرين".

من هنا يرى الباحث زهير كاظم عبود بأن "مسؤولية كل ما آلت اليه النتائج تقع على الجميع دون استثناء ، فلم نزل جميعنا بحاجة ماسة لموقف نقدي جريء، بقصد تشخيص الداء ، لم نزل بأمس الحاجة الى الأعتراف بأننا ساهمنا سوية بالتكافل في ما يحصل لهذه الناس البسيطة والمتخمة بالطيب والتي وضعت ثقتها بنا على أمل التطور وتشخيص الخلل وتحقيق الحقوق والأرتقاء بالواقع بما تستحقه هذه المجموعة البشرية". بعد تشخيصه ل"الكل"، بإعتباره مسؤولاً عن كل الألم الإيزيدي، يختزل الباحث والقاضي السابق زهير كاظم عبود كل تألمه وحسرته على الحقوق الإيزيدية الضائعة والمضيّعة، في السؤال المفتوح التالي: "فهل كنا أهلاً لتلك الثقة؟"

الوزير السابق جميل خدر عبدال يرى من جهته، ويعتقد بأن الكل في كل العراق وكل كردستان، معرّضٌ ل"التهميش والإقصاء والغياب والتغييب"، كحالة معاشة سائدة. فهذه ليست حالة تشمل الإيزيديين وحدهم، بقدر ما هي حالة عامة يعيشها كل العراق، بكل مكوناته، إذ يقول: "في الوقت الذي نرى بان الايزديين لم يحصلوا على مستحقاتهم، لنسأل انفسنا و في ظل الظروف الراهنة في العراق و كردستان: هل حصلت باقي المكونات العراقية، كالتركمان، و الشبك، والكاكائية و الشيعية، في مناطق السنة، وكذا السنة في مناطق الشيعة على مستحقاتهم؟
فالكل يشتكي للكلّ، هذا هو وضع العراق اليوم، لا سيما أن إدارة دولة العراق المستقبلي، لا تزال غير واضحة المعالم".

أما الحقوقية الكاتبة عالية بايزيد، فرغم تأكيدها على مسؤولية "الكوادر السياسية الإيزيدية"، عن "الإيزيديين المغيّبين"، و"لافعاليتهم" في تقديم ما يمكن تقديمه، إلا أنها تحمّل مسؤولية الواقع الحاصل إيزيدياً، على الكل المسؤول(لا سيما النظام المسؤول) والمعني، أو المفترض أن يكون معنياً بالشأن الإيزيدي وأحواله، فهي ترى بأن "الكل يتحمل جزء من المسؤولية، سواء من المؤسسة الدينية، أم من المراكز الثقافية، أم من الكوادر اليزيدية المتنفذة، والجزء الأكبر تتحمله الكوادر السياسية، سواء في المركز أو في الإقليم. إن التحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ترتبط دائما بالأنظمة السياسية. بمعنى لايمكن أن تتحقق أياً من التحولات السابقة، ما لم يكن هناك تحول سياسي يسبقه، لان الأنظمة الحاكمة هي التي بيدها القرار، والقادرة على إجراء التغييرات الشاملة سواء نحو الأحسن أو أن تجعلها في مهب الريح".

في حين أنّ الكاتب والصحفي كفاح محمود يحمل القسط الأكبر من مسؤولية ذاك الغياب والتغييب، إلى الحكومة الفدرالية بالدرجة الأولى، دون أن يستثني الأطراف الأخرى(من دون تحديدها) من تلك المسؤولية، فيعتقد ب"أنّ الكل مسؤول حسب حجمه وتأثيره وربما الحصة الأكبر في المسؤولية تقع على الحكومة الفيدرالية التي تتباطأ في ربط هذه المناطق بالإقليم وتخصيص ميزانية مهمة لأعمارها وتعويضها عن الإهمال والتغييب لعشرات السنين".
إذن، "يتحمل الجميع مسؤولية الوضع الايزيدي الراهن، وكل حسب موقعه الاجتماعي الديني والسياسي"(حسو هورمي).

لذا، وبحسب الصحفي خضر دوملي "بات من الصعب تحديد جهة معينة لتحمل المسؤولية، فكل واحدة من هذه الجهات تتحمل جزء من المسؤولية بينما الشخصيات الايزيدية في هذه المواقع تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية وستبقى لفترة طويلة مع المؤسسات الثقافية ( مركز لالش او رابطة التضامن او مكتب شؤون الايزيدية ) تتحمل هذه المسؤولية لأنهم بعيدون عن الواقع العملي (على الارض) للايزيدية (وعندما يفكر المثقف والمسؤول بعيداً عن واقعه يحدث الانقطاع)، واي انقطاع من هذا القبيل يعني ضياع حقوق وعدم تحقيق مكاسب بارزة وظاهرة .لذلك كل جهة من هذه الجهات تتحمل جزء من المسؤولية لأن الوعود كثيرة وتطبيقها ليس بمستواها".

د. ميرزا دنايي حمّل بدوره مسؤولية "نعم" الإيزيديين(كل الإيزيديين) "السلبية" للراهن الإيزيدي على الكل بدون إستثناء، ما أدى إلى "خلق حالة إيزيدية شاذة من الذل والهوان"، ف"الكل الإيزيدي، حسب د. دنايي "وبكل صراحة وبدون استثناء شارك في خلق هذه الحالة الشاذة من الذل والهوان في قوله لكلمة (نعم) قبل ان يفرض شروطه ويعرف مستقبله، فآلت الحال الى ماهي عليه الان".
من هذا المنطلق، وبحكم هذا "الخطأ الكلي" الذي شارك الكل في صياغته وصناعته، لا يمكن(بحسب د. دنايي) للراهن الإيزيدي "الخطأ"، أن "يتصحح" ويخرج من "شذوذه" أو "نشازيته" أو "خطأيته"، دون "مشاركة الكل وتعاون الكل، في صياغة "لا" إيجابية تسهم بشكل فاعل، في إعادة المياه الإيزيدية إلى مجراها الطبيعي.
إذن، "المهم اليوم(والكلام ل د. دنايي)، هو ان مسؤولية الجميع هي في أن يشتركوا معا من اجل صياغة هذه ال(لا) بوجه هذا الغبن الاجتماعي والسياسي والديني، وبوجه هذه المواطنة من الدرجة الثالثة. واقصد ب"جميعاً"، كافة الاطياف الايزيدية بدءاً بالهيئات الاستشارية والمجلس الروحاني والجمعيات والمؤسسات والشخصيات العشائرية والثقافية والدينية وقبلهم جميعا الشارع الايزيدي المغلوب على أمره. (...)
فلكل مكان ظروفه ورجالاته. وحتى بوجود ايه عراقيل ذاتية او موضوعية، فإن هناك الكثيرين من هذا الجميع من يؤمنون تماماً بأن (الايزيديين يستطيعون ان يقولوا "لا")، سواء كانوا في المهجر او في الوطن".
عليه، وبحسب رأي د. دنايي، فإن "البديل الايزيدي بات حتمياً وهذا البديل لا يأتي الا من خلال الاجماع والاتفاق. ولهذا ومن اجل ان لاتتكرر حوادث مثل الشيخان وكرعزير ومن اجل ان لايستمر الذل والهوان المواطنة من الدرجة الثالثة، علينا أن نكرر هذه الدعوة اليوم، ونقول دعونا جميعا نتفق على كلمة (لا) بصياغة جديدة وبزي جديد، او نتفق على كلمة (نعم) بشروط تضمن بقاءنا لاتهجيرنا ولافنائنا... ولنترك لمن يريد التحليل... حرية التأويل!!!"

والحال، فإنّ المستنتَح من غالبية الآراء المطروحة في هذا الحوار، هو أنّ الكل هو قدر الكل، وكل الإيزيديين هم القدر الكلي لكل كردستان وكل أكرادها.
وبإستعارة تعبير فوكوياما في كتابه الأشهر "نهاية التاريخ"، حين قال بأن "الرأسمالية هي خاتم البشرية"، يمكنني القول أن "كردستان هي خاتم الإيزيديين". ولكن السؤال الذي يبقى هو،
هل سيسعى الكل في كردستان "خاتماً" للإيزيديين، كما لكل أكرادها ولا أكرادها، إلى الكل؟
هل سيستمع الكل إلى الكل؟
هل سينفتح الكل على الكل؟
هل سيأخذ ويعطي ويتحاور الكل مع الكل؟
هل سيتصارح ويتصالح الكل مع الكل؟
هل سيتحرر الكل من الكل؟
هل سيدافع الكل عن الكل؟
هل ستتحقق كردستان حقوقاً وواجبات، من الكل إلى الكل، ولأجل الكل؟
أم سيبقى الكل يشكو ويبكي من الكلّ وإلى الكل؟

إيزيديون على "كف أكثر من عفريت"
واقع الحال الإيزيدي(هنا مثالاً للتحت الكردي المهمّش) في "كردستان الداخل"("كردستان هولير" عملياً)، بحسب الشهادات، والآراء المستطلعة، على اختلاف جهاتها، وجبهاتها، وأحزابها، ومرجعياتها، هو واقع يتحرك، كما يبدو، على "كف أكثر من عفريت"، على حد قول المثل، ويمكن اختصار قراءة مشهده، راهناً، في الإستنتاجات الممكنة، التالية:
أولاً: كردستان، هو الوطن "النهائي" للإيزيديين، ك"أكرادٍ نهائيين". فبقدر ما تكون كردستان "وطناً قدراً" لإيزيدييها، كذا يكون هؤلاء الأخيرين، "بعضاً كردياً قدراً" لها.

ثانياً: الفوق الكردي المسؤول والممثل ل"كردستان الرسمية"، هو فوقٌ إما "يجهل" أو "يتجاهل" "الحقيقة الإيزيدية الغائبة أو المغيّبة"(والمصطلح في بعضه هو لصاحب "الحقيقة الغائبة" الكاتب العلماني المصري فرج فودة الذي اغتيل بالقاهرة على يد المتطرفين الإسلاميين في 08.06.1992). والدليل هو غياب وعدم تبلور أية استراتيجية كردية(أو حتى بعضها)، في أجندة هذا الفوق، للتعامل بها أو عبرها مع الإيزيديين ك"مواطنين كردستانيين نهائيين"، سيشكلون(فيما لو تم استيعابهم) رقماً حقيقياً لايمكن الإستهانة به، في معادلات كردستان الصعبة، والتي هي في طريقها، إلى الوطن الأصعب، وربما الأشكل والأخطر.
على هذا الفوق الحاكم، كما تقول غالبية الآراء المستطلعة، أن يراجع نفسه، وسياساته "الخاطئة" تجاه أقلياته(الكردية منها كالإيزيديين والفيليين والشبك واللاكردية). على القيادات الكردية أن تدرك بأنّ "ورقة الأقليات"(دينيةً أو إثنيةً أو لغويةً...إلخ)، هي ورقة لا يمكن تغاضي الطرف عنها أو الإستهانة بها، لأجل ضمان "كردستان القادمة".
نعم، هناك على امتداد التاريخ بطوله وعرضه، في كل القضايا، الصغيرة والكبيرة على حدٍّ سواء، مؤجرون ومأجورون ومستأجرون، وهناك في كل الزمان وكل المكان "تجار قضايا" و"ثوار قضايا" و"قرابين قضايا"، وكذا الأمر يمكن أن يكون في قضية الإيزيديين. ولكن ليس من الصحيح ومن المعقولية والمنطق، أن تدشر "كردستان الرسمية"(بإعتبارها "وطناً نهائياً" لكل أكرادها) إيزيدييها، في هذا الزمان العراقي الصعب، لعراق الدم الأصعب، والقتل الأصعب، والتكفير الأصعب، والوطن الأصعب؟

ثالثاً: الفوق الإيزيدي المسؤول، والشغال ضمن أجندة الأحزاب الكردية، والذي من المفترض أن يكون "فوقاً ممثلاً" لإيزيدييه، هو في واقع الحال وبشهادة الكثيرين، "فوقٌ معطّل"، أو "فوق مفعولٌ به"، بدل من أن يكون "فاعلاً". وهو بالنتيجة، لا يمثل سوى نفسه، أو جيبه، أو بعض نفرٍ ضمن دائرته العائلية الضيقة، في أحسن الأحوال.
في كردستان الرسمية، يُقال أنّ للإيزيديين، كما لكل مكوّن كردستاني آخر، ممثلوه في الحكومة والبرلمان وسائر مؤسسات الدولة الأخرى، أما الإيزيديون فلا يعترفون بهكذا "تمثيلٍ كيفي"، أو "تعيينٍ فوقيٍّ"، لفوقٍ عليهم، هو لا يمثل في الواقع الفعلي لكردستان الفعلية، سوى حزبه الفعلي الذي يصنعه أو ينتجه أو يفرّخه، وثم يوظفه ويستهلكه، كما يشاء أو تشاء السياسة وأحوالها.

رابعاً: المراكز والروابط المسماة ب"الثقافية والإجتماعية"، والتي تعمل تحت "اليافطة الإيزيدية"، كلها(بحسب آراء الكثيرين) من أكبرها إلى أصغرها، من أغناها إلى أفقرها، ومن كردستان الداخل إلى كردستان الخارج("كردستان ألمانيا" تحديداً، حيث الثقل الكبير للجالية الإيزيدية، في هذا الخارج الكردستاني، من جهة، وكذا النفوذ الخارج على العادة، لبعض "خبراء" صناعة المراكز الإيزيدية "الهوائية"، المختصة بصناعة "الرفاق المناضلين"، الإيزيديين "الأوروبيين"، لدعم "التجربة الكردستانية" هوائياً، لا سيما وأن هؤلاء الخبراء مقيمون بين تجربتين أو خبرتين: خبرة هواء كردستان وجناتها وتعييناتها و"عشائريتها الفوق ديمقراطية"، وخبرة هواء أوروبا وباسبورتاتها السخية الكريمة، ومؤسساتها وديمقراطياتها الحريرية)، هي كلها(إلا نادراً جداً)، لا تتعدى كونها أكثر من "دكاكين سياسية"، ترتكب الدين وتركبه، تماما مثلما يرتكب القائمون عليها السياسة، في أسوأ صورها، ويركبونها بالمقلوب.
هذه المراكز(بحسب تلك الآراء)، تخرّب الدين بدعوى السياسة، وتخرّب هذه الأخيرة ومؤسساتها، بحجة صناعة "الدين المطيع"، ورجاله "الفوق روحانيين"، الطيّعين المطواعين، ل"خدمة الكردياتي" المطواعة، أو ربما تحقيقاً للشعار السحري، المطلوب في كردستان الفساد الراهن: "شبيك لبيك، أكرادك الإيزيديين عبيد وخدم بين إيديك".

خامساً: المجلس الروحاني الإيزيدي المسمى ب"الأعلى"، هو، فعلياً، مجلس "أكثر من معطّل"، "سقط" من العلو، ومن "الفعل" ومشتقاته، لأنه(كما يقول البعض) داخلٌ من يوم يومه، في طور "اللافعل"، على مستوى الصالح الإيزيدي العام، أو الإنفعال، عبر فاعلين آخرين.
المجلس، شاخَ، ودخل "سن اليأس" منذ زمانٍ كثيرٍ مضى، حيث كلّ شيءٍ بات يدل الماحول إلى يأسه: الإجتماع اليأس، الدين اليأس، والإختلاف اليأس، واللاقرار اليأس، واللاإصلاح اليأس، والبقاء اليأس، واللاحراك اليأس، والقديم اليأس، والحاضر اليأس، والمسقبل اليأس...إلخ.

سادساً: البعض الإيزيدي السياسي(او المسيّس) الآخر(وأقصد البعض الإيزيدي الطارئ، الذي يدعو إلى الإيزيدية، بإعتبارها "قوميةً طارئة")، الذي حاول السباحة، في عراق القبائل والأحزاب والطوائف الراهنة، بعكس التيار، إيزيدياً، زاد من طين الإيزيديين وقضيتهم بلةً. فبدلاً من أن يمارس هذا البعض السياسة، بإعتبارها "فناً للممكن"، سقط فيها، بكونها "فضاءً للمستحيل" أو "فناً من المستحيل إلى المستحيل". فهذا "البعض الطارئ"(بحسب بعض الآراء) على العراق "الجديد" ومعادلاته السياسية الجديدة، لم يركب السياسة باعتبارها أداةً أو وسيلةً أو طريقاً، كلاعبين من الإيزيديين وإليهم، بقدر ما أنه ارتكب السياسة، في كونها "هدفاً أو مقصداً أو مبتغىً، كملعوبين بهم، خارج كل الإيزيدية وإيزيدييها. فهذا "البعض الطارئ"، لم يخاطر بحاضر الإيزديين وحقوقهم الراهنة العاجلة فحسب، وإنما خاطر ولايزال بمستقبلهم في العراقَين القادمين(كردياً وعربياً)، وحقوقهم القادمة المؤجلة أيضاً.

سابعاً: المثقف الإيزيدي، كجزء من الحالة الكردية العامة، فضلاً عن "خصوصيته الإشكالية"، هو في العموم، مثقفٌ داخلٌ في كل شيء، خلا الثقافة(بالمعنى الخصوصي للكلمة)، التي هو خارجٌ أو طارئٌ عليها.
فهو يرى بنصف عين، أو لا يرى، ويسمع بنصف أذنٍ أو لا يسمع، ويتكلم بنصف لسانٍ أو لا يتكلم، ويؤسس لنصف الكتاب أو لا يكتب، ويحاكم بنصف عقلٍ أو لا يحاكم، ويحب بنصف قلب أو لا يحب، ويحضر بنصف وجودٍ أو يغيب كاملاً دون أن يحضر، وهو يعيش بنصف حياةٍ او لا يعيش...إلخ.
فهو، محكومٌ، إذن، بنصفه، ولا يسعى إلا لنصفه(أو دونه)، وينقسم أو ينقلب على نصفه، وينحاز لبعض نصفه ضد بعض نصفه...إلخ.
هو، طارئ على الثقافة وأحوالها، وطارئٌ على ذاته، بمثل طارئيته على الآخر.

ثامناً: في سياق الحديث عن الإيزيدية ك"دينٍ لله"(كما أيّ دينٍ آخر)، يمكن القول أن عادات "شيوخ الله" طغت، راهناً، على عادات الله نفسه، لدرجة بات الإيزيدي يعتقد في كلام "شيخه المتكلّم"، لكأنه كلامٌ سقط للتو من فم الله، وهو الأمر الذي أدى إلى احتكار البعض الإيزيدي(الروحاني)، لله، كشماعةٍ تحت الطلب لإحتكار الإيزيديين ودنياهم، ومكانهم(لالش مثالاً) وزمانهم، متى وكيفما يشاء.
لذا يُعتقد، انه من الصعوبة بمكان، البحث في موضوعة "غياب أو تغييب" الإيزيديين في كردستان، أو "غياب وتغييب" هذه الأخيرة فيهم وبهم، وبالتالي الحديث عن "فساد" عادات "كردستان الدولة"، و"كردستان الحزب"، و"كردستان العشيرة"، دون الحديث عن فسادٍ موازٍ، في "كردستان الإيزيديين" أنفسهم، سواء على مستوى عادات "كردستان دينهم"، أي عادات "الدين الماضي"، و "الله الماضي"، و "القول الماضي"، و"المخيال الماضي"، أو على مستوى عادات "كردستان دنياهم"، أي عادات "الشيخ الماضي"، و"القبيلة الماضية"، و"الفعل الماضي"، و"العقل الماضي"، والتي آلت في حقيقتها إلى عاداتٍ في التاريخ وللتاريخ وإلى التاريخ.

تاسعاً: على صعيد تحديد الأسباب الأساسية(الممكنة والمحتملة)، المؤدية إلى "كردستان الخاضرة الغائبة أو المغيّبة، إيزيدياً"، وتشخيص الأولويات، اختلفت الآراء وتعددت، إلى حد "التناقض الكبير" أحياناً.
رهطٌ ممَن خبر قبائله الحزبية، يرى أن العلة الأساس لا تكمن في القيادات الكردية، الحاكمة لكردستان، بقدر ما تكمن في "ضعف" الفوق الإيزيدي، وعدم قابليته، لقيادة "السفينة الإيزيدية"، إلى برّ "كردستان الأمان"، و"كردستان الحقوق"، و"كردستان المواطنة والعدالة الإجتماعية".
هذا البعض يستشهد بمقولات "تقريظية" لقادة كردستانيين من الحزبين(خصوصاً رئيس العراق الحالي، المام جلال طلَباني، ورئيس إقليم كردستان الكاك مسعود بارزاني)، جلّها أو كلها توصي ب"ضرورة حماية حقوق الإيزيديين، والإهتمام الإستثنائي بوضعهم، كأقدم أقلية دينية كردية أصيلة، عانت الكثير من الإضطهاد".

بعضٌ إيزيديٌّ، آخرٌ، مقرّبٌ، من الديمقراطي الكردستاني، يلقي باللوم وكرته في ملعب الإيزيديين أنفسهم. فالإيزيديون، حسب رأي هذا البعض، منقسمون على أنفسهم. كما إنّ غياب خطاب إيزيدي موّحد، يمثل أبناء الديانة الإيزيدية، ويتحدث ويأخذ ويعطي بإسمهم، أمام الجهات المسؤولة في "كردستان الرسمية"، يشكّل حجر العثرة الأساس، الذي يقف حائلاً، دون نيلهم ك"مواطنين" كردستانيين، لحقوقهم المشروعة، كسائر أبناء كردستان، لا سيما وأن صورة الواقع الإيزيدي المعاش، تُنقل عبر البعض الإيزيدي "المستفرد" بالمشورة، كردياً، مقلوبةً إلى الفوق الكردي الحاكم والمسؤول. فالصورة المنقولة إيزيدياً، عبر "همزات الوصل الإيزيدية" إلى القيادات الكردية، هي صورة "وردية"، "مغلوطة"، و"معكوسة"، و"مقلوبة"، لا تعبر بأي حالٍ من الأحوال، عن "الصورة الحقيقية" للإجتماع واالسياسة والثقافة وحتى الدين، إيزيدياً.

على العكس من هذا البعض، فأنّ آخرين يرون، بأنّ اللوحة المنقولة عن راهن الإيزيديين وأحوالهم، دينياً ودنيوياً، معيشياً، وإجتماعياً، وحقوقياً، وسياسياً، وثقافياً، هي لوحة كاملة بكل ألوانها وجزئياتها وتفاصيلها. لأنّ القيادات الكردية، تحصل على معلوماتها عن حيثيات الراهن الإيزيدي، من منابع ومصادر وأجهزة متعددة. هي، إذن(بحسب أصحاب هذا الرأي)، لا ترى إلى الإيزيديين ولوحتهم، بعيون جهةٍ واحدةٍ، أو مصدرٍ واحد، أو "شيخ قرارٍ" واحد. فهي، بالتالي، مطلعة على جزئيات الحالة الإيزيدية، وعليمة بكل شاردةٍ وواردة، تخص الشأن الإيزيدي.

أما آخرون، فلا يستثنون أحداً، من الفوق الكردي، "المتورط"، في تغييب الحقوق الإيزيدية، لدرجة، أصبح الإيزيدي(حسب رأي هؤلاء) يشعر في كردستان، ك"مواطن مغيّب"، في دركها الأسفل، خارجاً عن كل الحقوق وقواميسه.

سؤال كثير برسم الجواب
الأرجح في "كردستان الفساد السرطان"، راهناً، هو أنّ زمن المبادئ والشعارات الكبيرة قد ولّى.
زمان كردستان الآن، هو زمان "أين هي حصتي في الكعكة؟".
هو زمان "أقبض ولا تعترض"؛ وزمان "أحزاب تدفع للناس وتشتريهم"، لا زمان "أحزاب يموت أو يستشهد ناسه في سبيل مبادئهم".
الزمان الكردي الجميل(زمان يان كردستان يان نمان/ إما كردستان أو الفناء)، هو زمانٌ، مضى وبات، على ما يبدو، زماناً مفترضاً، لا يصلح إلا زماناً لسرد الروايات والقصص، النائمة في الزوادات الحمراء، للمقاتلين الحمر، المتصادقين والجبال الحمر، التي كانت تموت واقفةً، في كردستان الواقفة، الشاهقة أبداً، أيام الزمن الأحمر، الشاهق، الجميل، الكثير، للملا الأحمر الأجمل الشاهق، البارزاني الأكبر مصطفى.

أننا، والحال هذه، كردياً(تحتاً وفوقاً)، أمام سؤالٍ كثيرٍ يبحث عن جوابٍ مفقود، على أكثر من مستوىً وصعيد.
فالسؤال الكبير الكثير، الذي يبقى، في هذا "المعمعان الإيزيدي" بإمتياز، ويصرخ على أكثر من مستوى، ويقفز في وجه الإيزيديين وكردستانهم المفترضة، هو:
تُرى، من المسؤول عن غياب الحقوق الإيزيدية، في "كردستانهم الحاضرة الغائبة"، في الوقت الذي هي "خاتمهم الأوحد"، وجهتهم الوحيدة، وليس لهم إلاها، كي يديروا وجههم إلى "شمسها"، ديناً ودنيا؟
هل الحزبان الكرديان الرئيسيان الحاكمان(بحكم ثقلهما بين الإيزيديين)، فعلاً، بريئان، من قضية "غياب وتغييب" الإيزيديين، أم أنهما فاعلان حقيقيان، متورطان، فيها؟
عدا المتطحلبين والمستفيدين المباشرين، من "الفساد المؤسساتي"، إيزيدياً، فإن الكلّ الإيزيدي، في الداخل والخارج(بمن فيهم شخصيات إيزيدية متنفذة، محسوبة، على الحزبين الحاكمين)، يكاد يشكو من سوء إدارة القائمين على شئونهم، والذين وصفتهم في كتاباتٍ سابقة، ب"همزات الوصل التي لا تصل ولاتوصل". إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه بنفسه، مجدداً، ههنا، هو ،
هل آل الحكم في "كردستان الحرير"، مخدوعون بالفعل بالمشهد "الوردي" للإيزيديين، الذي يُنقل إليهم، عبر القنوات الخاصة ل"همزات الوصل" تلك، وفقاً لكليشيهة التطمين الأكيد "كل شيء تمام سيدي"، أم ان القائمين على فوق كردستان، يسمعون "العياط والصراخ والرجاء والإلتماس" المرفوع إيزيدياً، وما حواليه من "نرفزات" ودعوات و"نشازات"، ويطنشونها، وفقاً لقاعدة الشرق الحاكم الأشهر "اسمع وطنش"؟
تُرى من يغيّب من؟
مَن يخاتل مَن؟
هل "همزات الوصل" الإيزيدية" تخاتل القائمين على شئون الفوق الكردي الحاكم، والمسؤولين المباشرين عن ملفات الإيزيديين، من حكامهم الكردستانين، كما يذهب البعض، أم أن هؤلاء الأخيرين الجالسين في فوق كردستان، يدارون "همزات"هم الخارجة على الوصل(إلا معهم)، لمخاتلة الإيزيديين وقضاياهم؟

هو سؤالٌ كبيرٌ، كثيرٌ، أزعم أنه يحتاج إلى أكثر من جواب، وربما إلى أكثر من كردستانٍ راهنة، تضيع حقوق أكرادها(كل أكرادها) التحتيين(إيزيديين، ولا إيزيديين)، بين فوقَين كرديين، وعاصمتين، ل"قبيلتين حزبيتين".
هو سؤالٌ كثير، أتركه، مفتوحاً، على أكثر من فضاء، لمن يهمه الأمر، أو لايهمه، من الجهات المسؤولة، من كردستان إلى كردستان، وما بينهما، من جهاتٍ "مستعارة"، و"مستشارَة"، و"همزات وصلٍ" أو "فصلٍ"، و"أسماءٍ موصولةٍ" أو "مفصولة"، وأسماءٍ لأكثر من "إشارةٍ" أو "إدارةٍ" أو "إثارة"، وأسماءٍ "فاعلةٍ" أو "مفعولةٍ" أو "مستفعلةٍ"، وأسماءٍ "مشبهةٍ بالفعل" أو ب"أخوانه" أو ب"أخواته"، وأفعالٍ "ناقصة" أو"كاملة"، "طويلةٍ" أو "قصيرةٍ"، "بسيطةٍ" أو "معقدةٍ"، "حرةٍ" أو "عبيدةٍ"، "دينيةٍ مؤمنةٍ" أو "لادينيةٍ كافرةٍ"، "مشائخيةٍ" أو "مريديةٍ"، "عشائريةٍ" أو " فوق عشائريةٍ، "حزبيةٍ" أو "مستقلةٍ"، "مستغِلةٍ" أو "مستغَلةٍ"، "ظالمةٍ" أو "مظلومةٍ"، "سيدةٍ" أو "مسودةٍ"، "حاكمةٍ أو محكومةٍ"، و"كرديةٍ" أو "مستكردةٍ".


إشارة: بهذا السؤال الكبير الكثير، الذي ارتأيته أن يبقى، هكذا مفتوحاً، على جوابٍ أكبر وأكثر، نكون قد وصلنا أنا و"أهل الكتاب"، قراءً وكتّاباً، متابعين ومهتمين وباحثين، إلى خاتمة هذا المجهود الذي كان وسيبقى حواراً مفتوحاً على الرأي والرأي الآخر.
في القادم من الأيام ستُنشر كل الآراء المشاركة في الحوار، كاملةً، كملحق لهذه الدراسة، وذلك عبر توزيعها على عنوانين رئيسيين: "وكتب شاهدٌ في أهل لالش" & "وشهد شاهدٌ من أهل لالش".



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(9)
- -فتوى- عبدالله خلف ومأساة الإيزيدية
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(8)
- مثقفون عشائريون
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(6)
- البعث يقتل قامشلو مرةً أخرى
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(5)
- في مطبخ القادم من الكابينة الكردية
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(4)
- كردستان الحاضرة الغائبة إيزيدياً(3)
- الحرب بين -شمسَين-: مَن يطفئ مَن؟(2/2)
- الحرب بين شمسَين: مَن يطفئ مَن؟ (1)
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً (2)
- كردستان الحاضرة العائبة إيزيدياً 1
- جمهورية سعدالله خليل
- كردستان في مهّب الفساد
- شعب الله الشفوي
- القذافي ديكتاتوراً -نبيلاً-
- شنكَال، ظلاً للسيدة الأولى كركوك
- هل الإيزيدية دينٌ اسمه رجل ؟!


المزيد.....




- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هوشنك بروكا - كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(الأخيرة)