أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع القاص محمود سيف الدين الإيراني















المزيد.....

حوار التناظر مع القاص محمود سيف الدين الإيراني


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 11:07
المحور: الادب والفن
    


مدرسة الحوار المتجدد
عكست قصة محمود سيف الدين الإيراني ثقافة خاصة لطبقة الإقطاع ، وعشاق الباشاوية ، والارستقراطية بكافة تفاصليها الثقافية، والنفسية، والاجتماعية ..حتى في إطار تفاعلها الاجتماعي الطبقي ،تجلت بشكل واضح المفاهيم من خلال قصته نفايات ...
نفايات ...
ترى في القصة كم سيطرت وحشة النفس وفجاجتها ، تتملكها ثقافة خاصة ، طبقة مفرغة من قيمة الإيثار ومصمتة بقيم الاستعلاء والتكبر ، مبنية على تفاعلات اجتماعية طبقية . المصالح الخاصة المادية النفعية المجردة من القيم الإنسانية ، ترى الشر وقد طال حتى على العلاقات الحميمة ، على صلة القرابة والرحم .. كم هي مذهلة أزمة الثراء في رحيل الأخلاق ..
تخاطب في مخزون العقل والوجدان ما هو مثير للدهشة والاستغراب ، ماذا تنتظر من رجل بسيط الحال ، كل ما يملكه من ضعف وفقر ، وقد صورتم في نفايات بيوتكم كنوزا تنبشها أصابع الفقراء!!
ذاك الرجل العامل في النظافة يجمع نفايات الحي .. بيوتكم ، من على أبواب منازلكم ، وأنت تنظر إليه بمنزلة الوضاعة ، وتحمل في ثناياك له البغض ، والاحتقار. تناسيت انه لو ترك بيوتكم على حالها ، لالتهمتم حشرات الأرض وجرذانها .. !! أتصور ، وتصور معي ان هذا الرجل اثر العمل في مهنة يقتات من مشقتها العيشة بشرف وأمانه ، أو ليست ألف خير من يصبح لصا يكسر الأبواب ويتسلق الجدران .. و يروعكم في بيوتكم ؟؟
كنت تنتظر منه ان ينحني لك بإجلال كلما خرجت عليه في كل صباح ، يقدم لك التقديس .. ينحني بإجلال لصاحب المقام الرفيع العالي ...صاحب طبقة الأشراف !!
تقول يدق الباب طرقاً ؛ وليس نقرا .. وجدت فيه أحمق اخرق لا يحسن التصرف كطبقة النبلاء ... وماذا تنتظر من رجل كل رأس ماله سلة القمامة التي يجمعها من على الأبواب .. لم لم تخاطبه بإحسان .. لم تحاوره .. لم تشور عليه كيف يطرق الباب بدلاً من تشخيصه بأردأ الألقاب ؟!!
جسدت صورته بكل معاني التحقير والتدنيس .. كمن وصل به الحد لان يصبح ذبابة تتطاير وتلتهم ما في صفائح نفاياتكم !! ماذا كنت تتوقع من سلوك لإنسان لا يملك من الوعي والثقافة إلا هذا المستوى ؟! وهو من أهل الحظ المتعثر والبائس ؟ أنت تجمع كنوز الدنيا بأوسع رحابة وتجنى كنوز الدنيا من خلال أعمالك الثرية .. وهو يجنى ما يقتات منه بشقاء حياته .. ما تقع عليه أصابعه في نفاياتكم فهل ستغدق نفاياتكم ثراء !!!
عمل في صنعة قد كنت ستمارسها أنت لو جرتك أحوال الدنيا وأهوالها عليها .. فهل ستقبل ان يخاطبك الناس في موضع خطابك لهم ؟
ترى لو إن هذا الرجل الذي شخصته في وضاعة وأسقطت عليه عبارات التحقير لقاء عجزة عن التبجيل لسموك .. لو أصابه مكروه أو توفاه الله .. كيف ستصبح أحوالك وكل يوم تراكمت صفيحة قمامتك يوما على يوم .. هل ستعلم كم كان عظيما ذاك الوضيع؟!
ترى الجمال في معشر الأثرياء .. الارستقراطية المحنطة بالمصالح الطبقية والمادية المنزوعة من عدمية الإنسانية ..تعاشر النبلاء ومجالسهم .. فالتاجر الذي ذكرت ذات يوم حين ارتديت ملابسك والساعة تجاوزت التاسعة في ذاك الصباح .. كطباع الأثرياء الذين يستيقظون كإقطاع في ذاك الزمان .. خلافا للوضيع الذي تؤرق مضاجعه وتوجع أضلاعه شقاء نفاياتكم ..
أخذت تتفحص الطرقات وحجارتها المبعثرة .. تقمصت سلوك الضعفاء والفقراء .. تبحث عن قروش سقطت من شخص ما .. أو عابر طريق !!! إلا انك فشلت ولم يحالفك الحظ في سلوك لا يقع إلا من حاسد ، حسد الفقير على فقره !!
ذكرك كل هذا بالحاوي الذي يخرج الأفعى من شقوق الجدار وجحور الأرض من تحت الحجارة في الطرقات ..
ما هو مثير للدهشة حين تقمصت سلوك الوضيع واحتقرت ملبسه !
تعلم أن الأثرياء يكنسون قوت الفقراء ويكدسون من ثرائهم .. لتكتنز الطبقية وتزداد فجواتكم بين الفقير والثري .. وقيم الدين غيبتموها عن أحوالكم .. حتى في مماتكم تمارسون الشعائر بطبقية وتكلف .. هالة من استعلاء مرضية!!
حين وصفت مجالسك مع أصدقاء معشرك .. "أبو محمد" ,. قدمت مقارنة كانت في غير موضعها .. مفارقة إن تقارن عامل النظافة بسلوكه بصديقك التاجر الثري .. فالفقير عامل النظافة شخصته بجمل الوضاعة والاحتقار والثري في مكانة الأشراف متربعا على جمال المعشر . أدهشك جمال بيته ومظهر التاجر .. وكم أسعدك إغداق سجائره عليك ؟!!! وهذا مدعاة للاستغراب والاستفهام .. ولمً لم يكن منك بادرة إغداق ؟!
وجدت من عامل النظافة حين يلتقط بأصابعه ما قذفت به نفاياتكم سرقة انتزعها منكم .. يكدس الثروات من نفاياتكم جمعها بطريق الحرام .. أو ليس انك أسقطت ما بسريرتك حين وصفت مشهد أصدقاءك الأثرياء ؟ رسمت من أداء صديقك التاجر وهو يخط فاتورة الحساب والطلبيات لزبائنة كرهبان .. كمن يخط بقلمه الذهبي تاريخ ناصع براق من ذهب .. يجسد الأدب والثقافة للأجيال !! كمن رسم خطط إنقاذ الوطن .. كمن رسم المصانع .. كمن سيقضى على الفقر في ربوع الوطن !!
أما مشهد صديقك الأخر "أبو إياس" الكومسيونجي .. وصفت بأنه يملك القلم والورق وآلة الطباعة ويتقن اللغات .. يخاطب العالم برسائله .. يرسل طلبيات تلو الطلبيات .. وليس في هذا أمرا جديدا ولا متحفظاً .. فجميع التجار يمارسون أداء أعمالهم بتلقائية كصديقك "أبو إياس". ولكن حفيظة النفس لديك شخصت .. أحصيت ما تكدس في مخازن صديقك .. حتى صديقك لم ينجو من نظراتك .. من مراقبة أمواله!!
قدمت صديقك الثرى في برج العفة .. والمهارة في جني الثروات .. إعجاب منقطع النظير وتماهي مع قيم المال .. بل التماهي بالمادية والطمع الذي أسقطته في بعض السلوكيات وفضحتها العبارات ..
كم كنت مولعا بشريحة الأثرياء وزهدهم في المال ..ولم يجول بخاطرك تشخيص حال الفقراء .. الأدباء والمثقفين .. كان واضحا انك في غيبة عنهم في زحمة ما تجلبه تجارة البحار والقطارات !!...
كم أبهرتك حديقة صديقك الثري ومقاعدها الايطالية الفاخرة .. وصفت نافورة المياه وتغزلت بها ومرمر الحمام ..كم داعب المشهد بجماله خيالك وأحلامك .. كم تمنيت ان تكون وريث الصديق لو انك في موضع التشريع .. كما ورثت ابن أخاك اليتيم بكمبيالة استدرجته فيها بمكر وخبث !
وصفت كم كان كريما حين أحرجته بإهدائك ربطة عنق .. كل هذا وترى في الفقراء لا مكانة لهم ..
ابن الأخ يتيما وعاق ..
في زحمة النفس ولؤمها .. في زحمة الطمع والاستغوال .. في غزوة الأشراف لجيوب الضعفاء والفقراء ... أرشدك
.صديقك الوفي كيف تنهش ابن أخاك اليتيم الذي توفاه الله .. فقدمت لمدة عامين بعض الإحسان بلا نخوة لابن أخيك 41
لتستدرجه أن يسلمك توكيلا عاما في كل ما يملك .. وفعلاً جعلت منه في مهب الريح يتقلب بلا ثروة وأموال .. فورثت اليتيم يشرع لم يشرع به الله !! كانت نصائح بعض من سحرك منطقهم .. قدمت من بعدها المال على الشهامة والإيثار .. وسلخت من جلدك أخر قيمة للإنسانية .. فغدرت باليتم .. ابن الأخ .. وجعلته يطوف المحاكم كي يعيد حقوقه المسلوبة ، وجعلت منه فقيرا وضيعا .. وكانت كلها خطى عبثية ولم تعيد حقوق الضعفاء في غفلة لفهم القانون الوضعي ، وأعجبتك حذاقة الدنيا ودست على رصيد الآخرة .. وفي ختام المقام جمعت قيمة ابن الأخ وعامل النظافة في قارب الطمع .. والانتهازية والاستغلال .. وقلبت الحقائق وجعلتهم جاحدين وهم ليس أكثر من ضحايا نواياك المفجعة ..ترى لو كل مقشات الدنيا وحمامات المياه فيها .. ولربما لن يجدوا مادة تنظف ما ارتكبته من مكيدة وآثام .. فهي متغلغلة في عظامك .. في نسيج خلاياك .. في دمك !!وعبرت كم يقتلون الناس ويسيرون في جنائزهم !! إن هذه النفس قد عبرت عن موطن الشر وصراعها مع أهل الخير ومع الضعفاء. لا أبيح سرا لو قلت لك في موضع أخر .. يتيم تربى في حضانة أمه ورد لها حقوق طاعتها بإجحاف وجحد فخرج من طاعة إلى معصية. فلم يرحم تعبها وإغداقها عليه برعايتها وكد تعبها .. ولم يقدم لامه إلا بعد ان هرسه قاض محكمة في أخر سنة من عمرها فرحلت وهي غاضبة عليه في الدنيا وهو لم يكلف نفسه حضور تشييع جنازتها .. ورد لها الجميل بإجحاف وحاله من المالي في موضع يسير فأغدق على زوجته وأهلها .. وتنصل من أمه وأهله الذين أحسنوا إليه في ضعفه .. ترى ان المشهد يتكرر بمكنون الشر ولكن مرة العم صوب اليتيم ابن أخيه والآخر اليتيم صوب الأم التي رعته !!! ...
ترى لو ان الحوار قد فصل جوانب القصة فهي تحمل خللاً لبناء القيم بين الخير والشر، نقيضان لا يلتقيان .. ومجتمع لو عمت جوانبه أمثال هؤلاء لضاع المعروف بين الناس .. علاقات اجتماعية مريضة حين تسود ثقافة الغاب ، ويصبح الدين والأخلاق في ذهاب سفر بلا عودة وإياب ..
أرى انك تموضعت مكان الضحية وأنت قلبك وفكرك يحمل مكنوز من القسوة والمكر .. من التجبر والبغي .. أمطت اللثام عن شرور الفاسقين في موضع الضحية وأنت طاغوت وجلاد ..



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبا ...
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الكبير عمر حمّ ...
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الكبير عمر حمّ ...
- مدرسة الحوار المتجدد-في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع ...
- في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديب الكبير جبرا إب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو
- في ربوع الأدب السياسي - مشهد عزف منفرد على قماش الخيمة !!
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص زكي الع ...
- حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب الشاعر سميح ا ...
- في ربوع الادب السياسي -حوار التناظر مع الأديب الشاعر محمود د ...
- في ربوع الادب السياسي - حوار التناظر مع القاص عمر حمش
- المنطار كائن في المكان ... هل غادر المكان
- ظلام دامس في وجدان وفاء سلطان فاض إدراكها
- حوار التناظر
- هل يستيقظ الفلسطيني أخيراً؟
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع القاص محمود سيف الدين الإيراني