أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في ....دمشق...!














المزيد.....

بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في ....دمشق...!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 10:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ عدة أيام ، حدّثني أحد المعلمين قائلاً:إنني لمتألم جداً، على أحد تلاميذي المتفوقين ،فقد اضطرّ منذ أيام –فحسب- والعام الدراسي يكاد ينتهي ،أن يهجر مقاعد الدراسة ،ليذهب مع أسرته إلى إحدى المدن الكبيرة ، من أجل تأمين لقمة العيش ، وراح يصف بعض دقائق نبوغ هذا التلميذ ومدى تأثر زملائه به، وهم يودعونه.......!
أمام مثل هذا الموقف الأليم، دوماً أطلب من متحدثيّ – راجياً – ألا يتوغلوا المزيد في التفاصيل، لأنّني –حقاً أحسّ بكل سكاكين العالم ، تجتمع كي تقطع جسدي، إرباُ ..... إرباً، بيد إنني وإن فعلت ذلك ، إلا إنني لم أفلح – قطّ - في لجم مخيّلتي,التي التصقت بها صورة ذلك التلميذ النّشيط,مستطرداً في التفكير بدرجة ألم أبويه وهما يقدمان على هذا القرار الخطير,لترك بيتهم,وربّما ليترك أبناء وبنات آخرون وأخريات لهم ، أو لغيرهم ، متفوقون ومتفوقات ، مقاعد الدراسة,كي يبقى كلّ ذلك محفوراً في بالي حتّى هذه اللّحظة التي أسكب فيها الحبر دمعات ساخنة على هذا القرطاس.
حقيقة ، ثمّة جوع حقيقي من حولنا,ولعلّ أبلغ صورة عنه,هو ما رواه لي أمس صديق شاعر,يمارس الرياضة,في الصباح الباكر,فرأى بأمّ عينيه كيف أنّ مواطناً ينبش في برميل القمامة ، يفرز بضاعته إلى أقسام، ليضعها في ذلك الصباح الباكر ، و قبل استيقاظ نوّم المدينة وكسالاها ، في أكياس مختلفة ، لأغراض يجيد ها تماماً ، ف :الخضار لغنمته- أو بقرته – إن وجدتا والفتات وما حوله له ، واللدائن والورق المقوّى وسوا هما للبيع ، بل الأمرّ من ذلك هو أن كلباً كان على مقربة أمتار من تلك الحاوية ينتظر دوره.......!
-لم لم تصوّر تلك اللّقطة ، إذاً ؟ سألت صاحبي -يقيناً خشيت من ردّة فعل ذلك المواطن المغلوب على أمره . هذه الصّورة كذلك ، لمّا تزل ترنّ في أذنيّ ، والمشهد لا يزال أكثر التصاقاً بالرّوح ، بيد أن الأمثلة ، أكثر من أن تحصى، و ربّّما بتنا نتحاشى ذكر الأكثر إيلاماً منها,ولا سيّما إذا كان هناك طفل رضيع بلا حليب,أو أسرة لم يدخل إلى منزلها الرّغيف منذ أيام,أو مريض على حافة القبر ، دون دواء....!
مئات القرى في منطقة الجزيرة,باتت تفرغ-تدريجياً-من ساكنيها,الذين يتوجّهون إلى المدن الكبيرة,كي يسكنوا هناك،في أريافها أو ضواحيها ، في مخيمات,ربّما مستأجرة,دون أيّة خدمات,يعمل ساكنوها –وهم أبناء أغنى منطقة ليس في سوريا، بل في العالم العربي، و ربّما العالم كله ، زراعةً، ونفطاً ، ويداً عاملةً ، وطبيعة ً- هكذا مجتمعة ، مقابل تأمين الرّغيف اليوميّ,فحسب ...!
وإذا كنا نتحدّث عن الهجرة الدّاخلية ، فهل يجهل أحد منا أن هناك هجرة خارجية ، حيث آلاف شبابنا يهاجرون إلى الخارج ، كي يكونوا بذلك لقمة سائغة، لسماسرة مختصين ، يعملون أمام عيون الجميع ، ولهم شركاؤهم ممّن يسهلون لهم عملية الهجرة ، فيقع هؤلاء الشباب المغتربون في وطنهم ، ضحايا لمن يقلهم أو يقتلهم لا فرق – رسمياً – من المطارات ، أو عن طريق زوارق الصيد غير الصالحة للعمل ، مما يجعلنا نسمع أولا نسمع أنباءً عن غرقى جدد في كلّ مرّة ، أنباء لا تسرّ الخاطر عن كوكبة من شبابنا الذين تضيق بهم بلادهم ، بحثاً عن الدفء ، والرّغيف ، والهواء، والاستقرار ، في ظلّ افتقاد كلّ ذلك ، كي يصبح اسم "محافظة الحسكة" على جواز السفر، بمثابة "تهمة" لمن يحمل هذا الجواز ، وهو ما عرّضني شخصياً ولأكثر مرة للمعاملة الاستثنائية الصعبة ، ككثيرين غيري ، بالتأكيد ، من أبناء هذه المحافظة ،في أكثر من مطار ، وهو معروف لكل ذي شأن.......!.
ولئلا أمضي مع الأمثلة الأكثر مرارةً ،فإنّ ثمّة طرفةً رواها لي أحد أصدقائي الظرفاء ، وهي أن محافظ مدينة دمشق ، اتصل مؤخراً بمحافظ الحسكة ،سائلاً إياه أين أنت ؟، ليجيبه محافظ الحسكة : أنا في الحسكة، طبعاً، و على رأس عملي ، فردّ عليه محافظ دمشق : تعال ،يا أخي، إلى دمشق ، فكلّ محافظتك .......هنا..........!
وللحقيقة ، فإنه إزاء مثل هذا الواقع الأليم ، لابدّ من تضافر جهود نا جميعاً ،وبجديّة من أجل تسليط الضوء على حقيقة الواقع دون مواربة ، وقد يكون في مقدم كلّ ذلك:
- تحقيق شعار" وظيفة لكلّ عاطل عن العمل" - تأمين الضمان الاجتماعي لعامة المواطنين - فتح المعامل والمصانع في محافظة الحسكة، وإطلاق السوق الحرّة التي أوعد أحد المحافظين بها ، قبل أكثر من أربعة أعوام، على هامش اجتماع المحافظين بالسيّد الرئيس د. بشار الأسد، وبناء على توجيهاته –- كما قال حرفياً-في حوار معه من قبل التلفزيون السوري - وارشيف التلفزيون على كل ّ ما أقول شهيد - كي يستفيد منها- كما قال - أربعة آلاف مواطن ، إلا أن قيادة فرع حزب البعث في الحسكة- آنذاك-وقفت ضدّ هذا القرار ،لأسباب سياسية ، للأسف ، وكنت قد خصصت لذلك أكثر من مقال ، نشر في جريدة قاسيون والمواقع الألكترونية - إطلاق الحريات العامة ، وقانوني الأحزاب والجمعيات ، والاعتراف بالكرد السوريين كثاني مكوّن رئيس في سوريا، وتأمين كافة حقوقهم .
طبعاً ، إنّ ماسبق ، وسواه ، من المطالب في ما لو تحققت ، فإنه سوف يضع حدّاً لوباء الهجرة الأليمة التي تتمّ ، كي يكون بلدنا قوياً بقوة ببنيه، يفوّت كل مؤامرة عليه، أياً كان نوعها ، وما أحوجنا إلى كلّ ذلك..........!!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان قامشلي الشعري دون شعراء قامشلي
- المازوت أوّلاً.....!
- بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في .... دمشق...!
- المازوت أولاً
- مرثاة الدم الأخضر
- إطمئنوا ....وطمئنونا عنكم*......!
- طلب انتساب إلى إعلان دمشق...!
- هذا القائد هذا الموقف
- هذا الاجتياح الهمجيّ هذا الإجماع الكردي...!
- سامية السلوم في كتابها الجديد - صراع الآلهة -
- على هامش كتابها الثالث-صراع الآلهة- سامية السلوم: لا آلهة عل ...
- رسالة عاجلة إلى د. عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء ل ...
- -أكمة- سنجار....؟!
- من قتل صديقي الصحفي عبد الرزاق سليم ؟
- إبراهيم اليوسف
- في الوداع الأخير للشاعر كلش
- حين يرثي النّثر
- رسالة مفتوحة إلى د. نجاح العطارنائب رئيس الجمهورية للشؤون ال ...
- دواعي الاستقواء كردياً:-تهديدات الاجتياح التركيّ لحرمة كردست ...
- سعيد دوكو.. حقا إني بكيتك


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في ....دمشق...!