أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!














المزيد.....

إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 11:11
المحور: كتابات ساخرة
    


ولو مرَّة واحدة فقط..

لو مرَّة واحدة فقط، رأيْنا الدول العربية، أو دولاً عربية، تُرْسِل "قوة عسكرية مشترَكة" إلى حيث يجب أن تُرْسِل، أي إلى حيث يَقَع إرسالها موقعاً حسناً من نفوس العرب من الشعوب، لَقُلْنا، ولو على مضض، لكل "قوة عسكرية عربية مشترَكة" تُرْسِل، بعد ذلك، إلى حيث نَسْتَكْرِه إرسالها، "أهلاً وسهلاً"!

مرَّة واحدة فقط كانت كافية لتخرسنا إلى الأبد، ولتَجْعلنا نُحْسِن الظن كل مرَّة، ولو ذهبنا ضحية حُسْن ظنِّنا.

عودوا إلى تاريخ "القوى العسكرية العربية المشترَكة المُرْسَلة"، أو إلى الحروب الخارجية (أي الحروب في خارج حدود الوطن) التي شاركت فيها قوى عسكرية عربية، واسألوا "متى"، و"أين"، حتى تقفوا على الحقيقة، وترونها عاريةً من كل لبوس مُجمِّلٍ لها.

حتى مجيء الجيش السوري إلى لبنان بعيد اندلاع الحرب الأهلية فيه، ومجيء "قوة الردع العربية"، من ثمَّ، لم يشذا عن تلك القاعدة (غير العربية) في إرسال القوى العسكرية العربية إلى خارج حدود الوطن، الذي ما أن يتحدَّاه مُعْتَدٍ (إسرائيلي أو من غير الجنس العربي) على أن يدافع عن نقسه حتى يَظْهَر على حقيقته التي تسرُّ العدى وتغيظنا نحن!

في "النكبة التي بدأت سنة 1948 ولم تنتهِ فصولاً بعد"، والتي اليوم يحيي بعض حُكامنا ذكراها بإرسال برقيات التهنئة لإسرائيل، حدث الآتي: نشبت الحرب الأولى بين العرب وإسرائيل، وجاء "جيش الإنقاذ العربي" ليقول للفلسطينيين: جئناكم لنقضي على الصهاينة ودولتهم، فاتركوا بيوتكم وقراكم، ولسوف تعودون إليها، بعد أيام، آمنين.. اتركوها حتى نؤدي مهمتنا على خير وجه، وحتى لا يصيبنَّكم مكروه. وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين ومعهم المفاتيح، فنصرة الدول العربية لهم كانت الوهم الكبير الذي لم يصدِّقوا أنه وهماً إلا بعد فوات الأوان. وقاتل العرب وكأنهم يقاتلون من أجل صنع "نكبة فلسطين"، فالهُدَن والأوامر العسكرية لم تأتِ إلاَّ لإنقاذ "الصهاينة" من هزيمة عسكرية مرجَّحة أو مؤكَّدة.

واليوم، نَنْظُرُ إلى "البوَّابة العربية" للسجن الإسرائيلي الكبير في قطاع غزة، أي إلى "معبر رفح"، فنقرأ فيها "إنْ لم تستحِ فافعل ما شئت"!

مليون ونصف المليون سجين فلسطيني، يحاصرهم، من كل حدب وصوب، الموت والدمار والجوع.. و"الوسطاء" العرب، لا يطمعون إلاَّ في شيء واحد هو الدواء والعلاج و"فُتات الموائد العربية".. موائد الحُكَّام، والوزراء، وأثرياء العرب الذين يجوبون بلاد الغرب طولاً وعرضاً لعلَّهم يعثرون على كلب، أو قِطٍّ، يرفقون به، فإسرائيل لا تردع "إنسانيتهم" هناك؛ أمَّا الجياع والمرضى من أطفال غزة فلَهُم "دواوين الشِعْر (الركيك)" الصادرة عن القِمَم العربية!

طُلاَّب وتلاميذ غزة يطلبون العلم ولو في غزة. إنَّهم يوقدون ما بقي لديهم من شموع من أجل الدراسة والامتحانات. لا يرون حروف الكتاب؛ ولكنَّهم يرون، بفضل ضوء الشموع، بحيرات النفط العربية في جوارهم؛ ويرون بعضاً من هذا "الأسود" على هيئة خزائن قارونية (نسبةً إلى قارون لعنه الله)" ممتلئةً من "الورقة الخضراء"، وبعضاً منه على هيئة ترسانة، فيها من السلاح والذخيرة ما يكفي لـ "فتح" ألف أندلسٍ.

ليس من أُمَّةٍ على وجه الأرض، وعبر التاريخ، أعَدَّت ما استطاعت من قوَّة أكثر من أُمَّتنا؛ ومع ذلك فإنَّ أحداً من أعداء الله وأعدائنا لم يُرْهب بهذه القوَّة، وكأنَّها ليست لنا، وليست ضدهم، ولو ظهرت على أنَّها في أيدينا!

كل هذا الوقود، وكل هذا "الأخضر" من القطع النادر، وكل هذا السلاح، لم تُسْبَغ نعمته على غزة؛ ولكنَّهم يريدون إسباغها على لبنان.. ليس على "لبنان المقاومة"، وإنَّما على "سويسرا العرب"، سياحياً، وسياسياً لجهة علاقته بإسرائيل، وكأنَّ لبنان الذي تنفطر قلوبهم حزناً عليه هو لبنان المَصْيف، والمصرف، الذي يُدِر لإسرائيل خدَّه الأيسر عندما تصفعه على خدِّه الأيمن، ويضيق بالمقاومين لها ذرعاً فاتحاً ذراعيه لاحتضان موسادها، ويُتوِّج جعجع، جزَّار صبرا وشاتيلا، ملكاً عليه!

لبنان هذا، هو لبنان الذي يَنْصرون، والذي يستحقُّ أن يرسلوا له قوَّة عسكرية عربية مشترَكة للدفاع عنه؛ لقد سُقِطَ في أيديهم، فقرَّروا منع "سقوطه" في أيدي مَنْ أسْقَط الجيش الإسرائيلي في الهاوية.

اليوم، واليوم فقط، أصبح لبنان جزءاً لا يتجزأ من الوطن القومي العربي الكبير، ومن الأمن القومي العربي العظيم، يمكن أن تحتله إسرائيل غير مرَّة؛ ولكن لا يمكن أبداً قبول أن تحتله إيران، عبر "حزب الله"، فالاحتلال الإسرائيلي ينزل برداً وسلاماً على الأمن القومي العربي، وكذلك احتلال الولايات المتحدة للعراق. أمَّا "الاحتلال" الإيراني فكلاَّ، وألف كلاَّ!
ولكن، لِمَ نسوا، أو تناسوا، الاحتلال الإيراني لـ "الجُزُر الثلاث" في الخليج؟!

لِمَ لا يَنْظرون إلى هذا الاحتلال على أنَّه تهديد للأمن القومي العربي، ويُجرِّدون، بالتالي، حملة عسكرية عربية مشترَكة لتحرير تلك الجُزُر؟!

لقد دعوا إلى إرسال قوة عسكرية مشترَكة وكأنَّ الجيش اللبناني لا يقوم بالمهمة نفسها على خير وجه، إذا ما صدَّقنا أنَّ المهمة هي نفسها حقَّاً. على أنَّهم لم يقترحوا ذلك إلاَّ لِيُرْفَض اقتراحهم، فإذا رُفِض، وقد رُفِض، استطاعوا أن يقولوا، بعد ذلك، "اللَّهم فاشْهَد إنَّا قد بلَّغنا.. حاولْنا التعريب تلافياً للتدويل، فإذا بهم يمنعوننا من التعريب، ولا يبقون لدينا من خيار إلاَّ خيار الامتناع عن معارضة التدويل"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!
- من بروكسل جاء الجواب!
- طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!
- الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!