أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد المساوي - هل سينجو لبنان من مخالب غول التفكيك وتحطيم الامة اللبنانية؟؟؟















المزيد.....

هل سينجو لبنان من مخالب غول التفكيك وتحطيم الامة اللبنانية؟؟؟


محمد المساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 06:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عندما صاغ لينين اواسط سنة 1916 نظريته حول الامبريالية ووسمها بأنها أعلى مراحل الرأسمالية ,وأضاف," انها رجعية على طول الخط",لم تكن هذه المواقف نابعة عن أحكام قيمة او انطباعات شخصية بل كانت مستندة الى واقع مادي موضوعي هو واقع الرأسمالية التي دخلت مرحلة الاحتكارية ومما يعنيه ذلك من انفلات عقال هذا النظام الذي سيحاول تمديد عمره ولو على حساب الزحف على المكتسبات التي قدمها للإنسانية عندما كانت الرأسمالية في مرحلة صعودها تقدمية.لكن رغم هذه النظرية السديدة التى صاغها القائد العمالي الفذ الا انها لم تلق اي اهتمام ممن يفترض فيهم حاملي مشروع لينين بل ذهب اغلبهم الى حد تخطئته ورميه بقصور النظر ,وخصوصا بعد انهيار تجربة الاشتراكية البيروقراطية وصعود نجم العولمة,فكثر المشعوذون والأنبياء الجدد الذين ادعوا انقاذ لينين من الخطأ في التقدير الذي وقع فيه,فهناك من راح يتحدث عن طور جديد دخله نظام الملكية الخاص لوسائل الإنتاج(ارنست ماندل),وهناك من تحدث عن ان العولمة هي اعلى مراحل الرأسمالية,كما قال صادق جلال العظم ان محمد عابد الجابري انقذ لينين عندما قال ان العولمة اعلى مراحل الرأسمالية؟؟؟
لكن في حقيقة الامر لم يحاول هؤلاء إنقاذ إلا أنفسهم ومصالحهم وذلك بمحاولة ابعاد الجماهير عن اي إمكانية لمساس بصرح هذا النظام المتعفن,اذ ان الواقع مازال يؤكد صدقيه وعلمية الاطروحة اللينينية,فقد دخلت فعلا الرأسمالية مرحلة تعفنها مع بداية القرن العشرين بعد استكمال بناء الأسواق ,فكان لزاما عليها ان تدخل مرحلة الاحتكار لضمن الربح كجوهر مؤسس لهذا النظام,فادى الامر الى توقف قوى الانتاج عن النمو ,والهرولة نحو الاستثمار خارج مجال الانتاج مما ساهم في هجرة الرأسمال من مجال الانتاج الى المجالات الطفيلية,وهكذا دواليك, بدا هذا النظام في كل مرة يلتجأ الى جرعات تقيه رجة الانهيار,لكن بقدر ما تستنفذ هذه الجرعات الا وكان في حاجة الى جرعة اخرى, هكذا اصبحت البورجوازية تقود نفسها وتقود معها الانسانية قاطبة الى الاندحار مغمضة العينين كما قال تروتسكي في البرنامج الانتقالي.
والان بتنا في الوضعية الراهنة نرى ان الامبريالية باتت تتصرف مثل فيل داخل محل للخزف الصيني, ولنتصور حالة فيل ضخم داخل محل للخزف السريع الكسر,انها وضعية الرعب بدون نهاية,مرحلة الاندحار نحو البربرية,حيث بعد استنفاذ كل الجرعات التي ساعدت هذا النظام سنوات القرن العشرين,لم يبق لها الان من أنبوب أوكسجين تتنفس منه الا العودة على مكتسبات الطبقة العاملة ومحاولة استخلاص الارباح بعد انحصار السوق من خلال الهجوم على قوة العمل ومحاولة تجريدها حتى من تلك الفضلات التي تمنح لها على سبيل تجديد الطاقة الانسانية,ولتامين الطريق نحو الهجوم على قوة العمل دون مقاومة لابد من تحطيم مؤسسات الديموقراطية السياسية بما هي الاطار التي انتزعت فيه الطبقة العاملة مكتسباتها ,اذ لاسبيل الى تحطيم قوة الطبقة العاملة الا عبر تحطيم النقابات وتفكيكها عبر محاولة جرها الى مستنقعات المنتديات الاجتماعية وتلقيحها بمصل الديمقراطية التشاركية لمحو الهوية الطبقية وطمس الصراع الطبقي ,وكذلك تدمير الامم والشعوب عبر زرع الحروب وتغذية النعرات الطائفية والقبلية,اذ ليس من الصدفة بمكان ان نجد اغلب الشعوب والامم حاليا مهددة بالتفكيك والتدمير,فالرصاص الذي يعوي في جنوب السودان,وفي غزة والضفة,اليمن مع جماعة الحوثي,وفي الجزائر تارة باسم السلفين وتارة باسم حقوق الامازيغ,...هو هو نفسه رصاص التفكيك والتدمير.فهذه النماذج يتكلم فيها الرصاص لهجة محلية لكنها متشحة برداء خدمة مشروع الامبريالية لغاية التدمير وتحطيم اطار الامم,كما ان هناك مناطق اخرى فقد تكلفت الامبريالية بنفسها لانجاح مشروعها عبر التدخل العسكري المباشر كما هو حال العراق,افغانستان,الصومال...
وما يقع الان في لبنان لا يخرج عن هذا الإطار,بالإضافة الى ان لبنان له مكانة مميزة اخرى وخصوصا بعد حرب تموز/يوليز 2006,اذا انها قاعدة متقدمة لمقاومة المشروع الامبريالي,لذلك فتحطيم الامة اللبنانية يساعد الامبريالية على كسب رهانت عدة ,اولها ان تحطيم لبنان هو مدخل ضروري لتصفية القضية الفلسطنية بعد ان فشلت كل المؤتمرات من اوسلو الى الان,وهو الامر الذي كان قد بدأه الجيش الاسرائلي صيف 2006 الاانه فشل في ذلك,وقرار وقف الحرب انذاك لم يكن الا خوف من الانهيار نتيجة التحام الشعب البنانية بغض النظر عن تعدد طوائفه في حين ان الامبريالية كانت تراهن على عزل حزب الله عن باقي الامة اللبنانية للاستفراد به,وكل الضغوطات التي تعرضت لها الامة اللبنانية من بعد ذلك ماهي الا استمرارا لحرب صيف 2006 لكن بطرق اخرى.
فبعد انتهاء حرب تموز 2006 راحت جماعة 14 اذار تعبئ وتستنفر قواها لتحميل مسؤلية خراب لبنان الى المقاومة من اجل نزع الاحتضان الشعبي الذي تتمتع به,اذ شاهدنا كيف استضافت بعض الاسر المسيحية مثلا اخوانها من اهل الجنوب الشيعة في جو يغلبه التسامح والتضامن الى حد توفير شروط اقامة الشعائر الدينية الخاصة بهم,وهنا جن جنون الاسياد الامبرياليين واذنابهم ففي الوقت الذي كانوا يراهنون على زرع الحقد والضغائن بين ابناء الامة الواحدة هاهم يجنون التحام الامة واحتضان بعضها البعض.فكان لابد من الضغط المتزايد, فالتجأوا الى مختلف المناورات بدءا بمسألة التحقيق في اغتيال الحريري,ودعم حكومة السنيورة رغم افتقادها لعنصر الوفاق الوطني,نظرا لانسحاب طائفة ذات وزن كبير هي الطائفة الشيعية الشيء الذي يقوض ميثاق العيش المشترك الذي يقضي بوجوب تمثيل جميع الطوائف,كل هذا وسط تصريحات مستفزة لوليد جنبلاط وسمير جعجع في حق المقاومة والتشيكيك في مشروعيتها والتهديد بين الفينة والاخرى بالانفصال وتاسيس دولة في الجبل خاصة من طرف جنبلاط.هكذا سارت الامور منذ حرب تموز 2006 في كل محطة تجد الامة اللبنانية نفسها تحت رحمة الضغوطات القوية,فكان اخرها المخطط الذي كشفت عنه بعض الصحف الاسرائلية والبريطانية حول العملية الكبيرة التي كان يجري التحضير لها اواخر ابريل الماضي,تلك العملية التي كانت تستهدف كبار قيادات حزب الله الشيء الذي لو كان تحقق لكان قد ادخل لبنان نقطة اللاعودة,لكن تم احباط العملية في اخر لحظة نتيجة يقضة شبكة الاتصالات لحزب الله,ونتيجة لهذا الفشل الذريع كلف جنبلاط بالتصويب على هذا السلاح (سلاح شبكة الاتصلات),فمباشرة بعد الاعلان عن فشل العملية انبرى جنبلاط لاتهام حزب الله بنصب شبكة الاتصالات بغرض اغتيال قيادات الموالات(كذا),ومن يراجع تصريحات جنبلاط قبيل ذلك بايام سيصاب بالحيرة وخاصة قبيل 28 ابريل موعد العملية حيث بدا هادئا في تصريحاته ووصل الى حد التفاهم مع نبيه بري لاستئناف الحوار لانتخاب الرئيس,لكن مباشرة بعد 28 ابريل سينقلب 180 درجة وسيصعد من لهجته ويضع المقاومة هدفا لنار تصريحاته ودفع الحكومة بايعاز من ادارة بوش وال سعود الى تبني قرار نزع شبكة اتصالات حزب الله عقابا على احباطها لعملية اغتيال نصر الله ومساعديه وهنا وضعت المقاومة امام مسألة حساسة تستهدف امنها وبالتالي وجودها,فنزع شبكة الاتصالات يعني الكشف الواضح لقواعد المقاومة ووضعها تحت رحمة العدو,اذن فالمسألة مسألة وجود أوعدم وجود,فكان لزاما على المقاومة من خطوات لصون وحفظ مقوماتها في حين كان الطرف الاخر قد استكمل العدة للدخول في مثل هذه المرحلة اذ كانت المليشيات التابعة لسعد الحريري قد انهت عملية تدريبها علي يد الاردن بمساعدة مصر والسعودية,لكن مرة اخرى كانت المقاومة اقوى من كل الرهانات ولم تنجر لحد الان الى اقتتال طائفي كما اريد لها رغم كل المناوشات التي اقدم عليها انصار السلطة,ورغم كل الضغوطات التي تمارسها ادارة بوش عبر الطلب من السنيورة عدم الاستقالة اي اطالة امد الاقتتال والتناحر وارسال المدمرة كول الي مياه البحر الابيض المتوسط لزرع نوع من الدعم المعنوي للسنيورة في افق التدخل المباشرة ريثما تسمح الظروف بذالك.
اذن فلبنان الان يتأرجح بين منطقين منطق التفكيك والتدمير وتحطيم سيادة الامة ومنطق المقاومة وحفظ وحدة الامة.وسيظل هذا الامر هو المتحكم فيما يستقبل من الايام ,فالمساعي الحميدة التي ستقوم بها الجامعة العربية هي محاولة اطالة امد هذا الوضع عبرالشعار السيء الصيت لا غالب ولا مغلوب اي رهن مستقبل الامة اللبنانية لمزيد من الضغوط .فهل ستستطيع الامة البنانية كسب الرهان؟تلك هي مسؤولية كل عمال وشعوب العالم من اجل الدفاع عن وحدة الامة اللبنانية وسيادتها.ولربح الرهان لابد من سياسة طبقية مستقلة اي لابد من حزب عمالي على ارضية الاستقلالية الطبقية يجمع عمال لبنان على قاعدة الانتماء الطبقي وليس الانتماء الطائفي والديني,تكون من بين مهماته الاساسية تحقيق السيادة الوطنية وضرب الاسس المادية لتفكيك الامة وتحطيمها,انها مهمة الطبقة العاملة في مرحلة تعفن نظام الملكية الخاصة لوسائل الانتاج اذ اصبحت قضية الاستقلال الوطني قضية محض عمالية بعد افلاس ما سمي "بالبورجوازية الوطنية",لذلك فصمود حزب الله وحلفائه هو صمود مؤقت لتوفر شروط موضوعية معينة(دعم ايران وسوريا) لانه صمود غير مبني على استقلالية طبقية واضحة يغلفه ردء طبقي مائع يمحي التمايزات الطبقية الشيء الذي يهدد بانفجاره داخليا نتيجة احتدام الصراع.



#محمد_المساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكفي ان تكون قلوبنا مع عائلات عمال ضحايا محرقة الدار البي ...
- في الحاجة الى الاضراب العام؟ حول انسحاب CDT من مجلس المستشار ...
- ملاحظات على هامش وقفة طنجة ضد الغلاء
- الستالينية في المتن الروائي العربي,اسأل الشرطة ماذا تريد نمو ...
- السيد شاكر النابلسي,دونكيشوت الليبراليين الجدد
- الليبراليون الجدد واستراتيجية الامبريالية الامريكية لفرض حما ...
- جريدة المساء المغربية بين يوم الارض الفلسطيني و نتنياهو الدي ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد المساوي - هل سينجو لبنان من مخالب غول التفكيك وتحطيم الامة اللبنانية؟؟؟