أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعد هجرس - هوامش على دفتر النكبة














المزيد.....

هوامش على دفتر النكبة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 11:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذا يوم كئيب.. ليس فقط لأنه يصادف الذكرى الستين لاقامة إسرائيل، وإنما أيضاً لأن ذكرى النكبة تأتى هذا العام فى سياق ملابسات مفجعة.
فعلى الجانب الفلسطينى "تحتفل" إسرائيل بذكرى اغتصابها لفلسطين بينما النخبة الفلسطينية تمسك بتلابيب بعضها البعض، وترفع البنادق الفلسطينية ليس ضد الإسرائيليين وإنما ضد الفلسطينيين؟
وعشنا وشفنا أن فلسطينياً يمكن أن يقابل رئيس وزراء إسرائيل بسهولة بينما يرفض بإباء وشمم أى فرصة للحوار مع أشقائه الفلسطينيين حتى أصبح الطريق بين بعض الفلسطينيين إلى تل أبيب أسهل مليون مرة من الطريق إلى غزة.
وعشنا وشفنا بعض الفلسطينيين أقاموا الأفراح والليالى الملاح بمناسبة "تحرير غزة" ليس من الإسرائيليين وإنما من الفلسطينيين "العلمانيين" والعياذ بالله!
عشنا وشفنا إقامة إمارة إسلامية فى غزة شهدت انتهاكات فظة لحقوق الإنسان "الفلسطينى" الذى تسول له نفسه التمرد على أفكار حركة "حماس"، وهى انتهاكات لا تقل فظاظة عن الانتهاكات الإسرائيلية مما أعطى الانطباع للعالم الخارجى أن الفلسطينى أكثر قسوة على أخيه الفلسطينى من المحتل الإسرائيلى.
عشنا وشفنا هؤلاء عندما ضيقت عليهم إسرائيل الحصار لم يجدوا طريقة للرد على العدوان الإسرائيلى أفضل من اجتياح الحدود المصرية وليس الاسرائيلية!
هذا الوضع التعيس، الذى لم يسبق له مثيل على الساحة الفلسطينية التى طالما رفعت شعار أن "الدم الفلسطينى خط أحمر" والتى طالما احترمت هذا الشعار، يعنى من الناحية العملية أن القضية الفلسطينية تتعرض لـ "التصفية" الفعلية، وليس شيئاً أقل من ذلك. وهذه هى النكبة الأخطر من نكبة 1948، على الأقل لأن النكبة الجديدة من صنع أيدينا نحن وليست من صنع أعدائنا!
***
وعلى الجانب العربى تستطيع إسرائيل أن تقول بالفم الملآن أنها حققت انتصاراً كاسحاً. فعندما وقعت النكبة منذ ستين عاماً كانت النخبة العربية ترفض الاعتراف بإسرائيل وتقسم على المصحف والإنجيل أنها لن تعترف بها مهما حدث.
وحتى عندما وقعت "نكسة" بعد "النكبة" كان رد فعل النظام العربى الرسمى هو: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض.. أو ما عرف باسم اللاءات الثلاثة الصادرة عن مؤتمر قمة الخرطوم عام 1967 .
الآن انقلبت الآية.. حيث النظام العربى الرسمى يمد يده بأغصان الزيتون ويتسول الصلح مع الدولة اليهودية بينما تل أبيب تتمنع وتتدلل وتضع ساقاً على أخرى قائلة بغطرسة: "التطبيع أولا.. دون قيد أو شرط" .
وأمام هذا "الافتراء" الاسرائيلى لا يستطيع النظام العربى الرسمى أن يحرك ساكنا أو يهش أو ينش.
والأخطر من ذلك أن هذا النظام العربى الرسمى المتهالك لم يعد عاجزاً فقط عن مواجهة إسرائيل، بل انه أصبح "ممكنا" أن تقف بعض عناصره إلى جانب إسرائيل فى مواجهات محتملة إن عاجلاً أو آجلاً.
هذا تحول استراتيجي سلبى أخر أصبح ممكنا بعد أن تحول الصراع فى المنطقة، وعليها، إلى صراع بين محور أمريكي- اسرائيلى من جانب وبين محور إيرانى- سورى من الجانب الأخر، بينما العرب "مفعول بهم" ومجرد ساحة للصراع. وإذا ما حدثت مواجهة ساخنة بين المحورين فانه لم يعد مستبعداً أن نجد أطرافا عربية تقف مع إسرائيل فى خندق واحد، علماً بان المحور الأخر لن يكون إيرانياً صرفاً وإنما ستكون له بالضرورة تحالفات "عربية" هنا وهناك، فى سوريا ولبنان وحتى فى النسيج السكانى لدول الخليج.
وهذه هى النكبة الأخطر من نكبة 1948، حيث لم نعد فقط عاجزين عن مواجهة الغطرسة الإسرائيلية وانما أصبح بعضنا "مضطراً" للتورط فى مخططاتها الإقليمية .
النكبة الأخطر من نكبة 1948 أن نخبة ما بعد الاستقلال فى العالم العربى قد فقدت مبرر وجودها وأصبحت عاجزة عن الفعل والمبادرة بعد ان تكلست وأصبحت فاقدة للرؤية والدور والاتجاه .
وهذه هى النكبة الأكبر من نكبة 1948.
لذلك.. فانه ربما يكون من الأنسب فى ذكرى النكبة الا نكتفى بالبكائيات، بل أن نبحث عن بدائل لهذه الأوضاع الفلسطينية والعربية البائسة التى أوصلتنا إلى نكبة أكبر من تلك التى ابتلينا بها منذ ستين عاماً.
وهذه البدائل ليست فى الأفكار والسياسات فقط، وإنما هى أيضاً على مستوى النخب.. لأن فاقد الشئ لا يعطيه، والنخب العتيقة التى قادت البلدان العربية إلى نكبة أخطر من نكبة 1948 هى جزء من المشكلة وبالتالى ليس متوقعاً أن تكون جزءاً من الحل.
وللحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضى -الهدامة-
- علاوة الأسعار (2)
- علاوة الاسعار !
- من جزارين إلي رشيد نقطة نظام
- هذا السونامى القادم .. يا حفيظ (2)
- ديموقراطية جديدة لمجتمع المعلومات (1)
- هذا السونامى القادم ... يا حفيظ!
- سيناء: ثنائية التحرير والتعمير
- محافظ دمياط... تعظيم سلام!
- لماذا يطالب الناس بالتغيير .. ثم يتحسرون على الماضى؟!
- -طالبان- مصريون فى 4 شارع عبدالخالق ثروت!
- مسئولية المجتمع (1)
- نقابات عثمانلية!
- إذا كانت أغلبية الصحفيين مع التمييز الدينى لا أريد عضوية هذه ...
- إضراب.. وحريق.. وبينهما خيط رفيع
- والله العظيم ...تحسين الأحوال المعيشية للناس..ممكن
- هل نرفع الراية البيضاء أمام مافيا أراضى الدولة؟ (1)
- حيرة الحكومة بين -التعطيش- و-التسقيع-
- نداء عاجل إلى من يهمه الأمر
- التدحرج من -القمة- إلى - القاع- (1)


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعد هجرس - هوامش على دفتر النكبة