أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - احمد فايق دلول - صفقات السلاح الأمريكي . . . الواقع و الأهداف !















المزيد.....

صفقات السلاح الأمريكي . . . الواقع و الأهداف !


احمد فايق دلول

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 04:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إنها أمريكا ، التي تسعي إلي إثارة المخاوف و الانقسامات داخل الصف العربي أو الصف الإسلامي ، و ذلك بإعلانها عن صفقات ضخمة من السلاح الأمريكي المباع لدول عربية ، و كذلك محاولة إلحاق الضرر و الانقسام في العلاقات العربية العربية ، خاصة بين إيران و دول الخليج ، فهذه هي السياسة الأمريكية كما وصفها نيكولاس بيرنز ، و هذه أمريكا التي تريد ضرب إيران ، و لكن بالأموال و السلاح العربي ، فأمريكا التي تكبدت خسائر طائلة من حربها علي العراق لا تريد إعادة الكرّة ، فهي تحاول جاهدة بيع السلاح الأمريكي للدول العربية و تحذرهم من خطر الامتداد الإيراني علي المنطقة .

فقد أعلنت أمريكا التي تريد دعم مصر بصفقة سلاح قيمتها (13) مليار دولار أمريكي و ذلك لتحقيق أهدافها الإستراتيجية علي حد زعم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ، في إطار مواجهة التطرف و الإرهاب و إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط و خاصة في لبنان ، و في إعلان صريح لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا قالت : ( أن الهدف من وراء صفقات السلاح الأميركي الهائلة مع السعودية وإسرائيل ومصر هو محاربة إيران وسوريا وحزب الله ) ، و تقدم أمريكا مساعدات عسكرية إلي إسرائيل بقيمة تبلغ بقيمة (30) مليار دولار خلال عشر سنوات ، و تبلغ صفقات الدعم العسكري الأمريكي إلي الدول الخليجية (20) مليار دولار أمريكي في صفقة أبرمتها السعودية .

أقول بأن الجيوش العربية هي عبارة عن صناديق سوداء مقفلة و يصعب فهم ما يدور في داخلها بدقة و خاصة فيما يتصل بإستراتيجيتها العسكرية أو سياساتها التسلحية ، و من سؤال يطرح نفسه ، لماذا تلك الصفقات طالما أن أمن الدول العربية و خاصة الخليج تحول إلى مسألة دولية؟ و كما يبدو لي إن أمريكا تريد أن تلجا إلي الخيار العسكري في حربها علي إيران ، فقد تسربت معلومات أمريكية حول ضرب إيران بالسلاح النووي الأمريكي من اجل اختراق المفاعل الإيراني ، و هذا الأمر سيؤدي إلي كارثة بيئية لم يسبق لها مثيل .

و لو نظرنا إلي نقاط الالتقاء ما بين أمريكا و إسرائيل و إيران ، فإننا نجد أن كل دولة منهم تمتلك مفاعل نووي كبير ، و من ناحية أخري نري إن المطامع الإيرانية و الأمريكية و الإسرائيلية مشتركة تجاه دول الخليج ، فالكل منهم ينظر إلي البترول و النفط الخليجي ، و الكل منهم يخطط للسيطرة عليه .
و كمال قال احد المسئولين الإيرانيين في مقال له (إن الأنظمة الخليجية فاسدة و من الضروري إزالتها ، و بالنسبة للأسلحة فمصرها الوقوع في أيدي المسلمين ، و بعد أن يقوم المسلمون بإسقاط تلك الأنظمة سيوجهون هذه الأسلحة نحو إسرائيل ) ، و كما يبدو أن هذا الرأي من واقع التجربة كما حدث بعد الحسم العسكري في قطاع غزة ، و في نفس الوقت اتخذت أمريكا هذا المقال كذريعة من اجل بيع سلاحا و التحذير من الخطر الإيراني علي المنطقة .
و بطبيعة الحال فإن صفقة السلاح الأمريكية و المساعدات الأمريكية السنوية إلي مصر تعتبر اكبر ورقة ضغط فعّالة علي مصر ، و هذا سيؤدي إلي استجابة مصرية لأي مطالب أو ضغوط أمريكية مثل القبول بحكومة العراق الحالية ، و محاربة الإرهاب في مصر .

أهداف بيع الأسلحة الأمريكية إلي الدول العربية
لا احد يشك بأن صفقات السلاح الأمريكي المصدر إلي دول الشرق الأوسط ترمي إلي عدة أهداف ، لا بد و أن يعلمها الجميع ، و هي كالآتي :
1. الهدف المعلن من قبل واشنطن هو إيجاد التوازن العسكري بين إيران و دول الخليج ، و كذلك طمأنة دول الخليج في التغلب علي الخطر الإيراني .
2. الحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية ،و ممارسة سياسية فعّالة علي سوريا ، أو علي بعض المنظمات التي تعتبرها أمريكا منظمات إرهابية مثل حزب الله في لبنان و باقي الفصائل في فلسطينيو بعض الدول العربية .
3. ربط دول عربية رئيسية في النظام الإقليمي العربي بالإستراتيجية الأمريكية و التي تهدف مرحليا إلي احتواء إيران قبل التفكير في توجيه ضربة إليها .
4. وقف سياسة التحالفات و التي تناوئ المصلحة الأمريكية في المنطقة سواء التحالف الإيراني السوري ، أو إعادة إحياء الدفاع العربي المشترك ، أو إعادة تعزيز موقف الاقتصاد الأمريكي .
5. تعزيز موقف الاقتصاد الأمريكي خاصة و أن أمريكا أصبحت اكبر دولة مدينة في العالم خلال حكم بوش الصغير ، حيث أصبحت ديونا ما زيد عن (6) تريليون دولار أمريكي ، و في اعتقادي أن هذا الهدف ليس أساسي ، لان عائد السلاح الذي تجنيه أمريكا لا يغطي جزء بسيط جدا من حجم المديونية الأمريكية .
6. السيطرة الكاملة استراتيجيا علي المنطقة العربية ، و ما يؤيد ذلك هو مطالبة أمريكية من بلاد المغرب العربي بتشكيل قوة الأفريكوم ، أي القوة المكونة من الأمريكان و الإفريقيين ، و كذلك من خلال مواجهة رفض السعودية و مصر منحها مناطق لتسهيل مهامها في المنطقة
7. هدف رئيسي و هو أن روسيا اليوم تتحرك تجاه منطقة الشرق الأوسط و تحاول أن تجد مكانا بين دوله ، و تقيم علاقات عسكرية جديدة و خاصة الصفقات الجديدة مع سوريا و مع بعض دول الخليج ، فالولايات المتحدة تحاول جاهدة إيقاف الامتداد الروسي علي المنطقة .
8. و أضيف هدفا أخير، وهو أن السلاح الأمريكي لمحاربة الجماعات الاسلامية في الدول نفسها ، فالسلاح الأمريكي ليس حبّا في سواد عيون مصر خاصة و أنها تحتوي علي العديد من الجماعات الاسلامية مثل حركة الإخوان المسلمين ، و كذلك دعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية من اجل القضاء علي الحركات المقاومة في الضفة المحتلة.

قد يُقال هنا أن حملة التسليح المكثف من حول إيران هو محاولة جادة لجرها إلى سباق تسلح محموم مرهق في ظل حرب باردة إقليمية يُرهق ميزانياتها على حساب نفقاتها الجارية وعلى حساب برنامجها النووي وعلى حساب معيشة السكان خاصة و أنها ليست خلواً من الأزمات الاجتماعية الداخلية كأزمة الوقود ومشارفة احتياطيها من النفط على النفاذ بالإضافة إلى انعكاسات العقوبات الدولية ، علّ ذلك يكرر حالة انهيار الاتحاد السوفييتي ليسفر في النهاية عن انهيار الدولة الإيرانية وبرامجها ، و لكن أقول أن إيران تمتلك أسلحة كبيرة و تمتلك مصانع لهذا الأسلحة ، علي عكس الدول العربية الفقيرة.

وفي ختام المقال أري أن هناك سؤالا يطرح نفسه ، و هو هل الدول العربية تعي حقا ما يدور حولها ؟ و هل إيران حقا تهدد الدول العربية ؟



#احمد_فايق_دلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحقق وحدتنا الوطنية ؟
- قطاع غزة بعد زيارة بوش
- أحمد أسعد الشقيري
- أحدث طريقة لرفع الحصار
- الدولار الأمريكي في هبوط . . . إلي أين ؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - احمد فايق دلول - صفقات السلاح الأمريكي . . . الواقع و الأهداف !