أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - المنظمة الحمراء لميخائيل باكونين















المزيد.....

المنظمة الحمراء لميخائيل باكونين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 10:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ميخائيل باكونين
المنظمة الحمراء ( 1870 )
إن الحرية السياسية من دون مساواة اقتصادية هي مجرد زعم , احتيال , كذبة , و العمال لا يريدون الأكاذيب .
يسعى العمال بالضرورة إلى التحويل الجذري للمجتمع , الذي يجب أن تكون نتيجته إلغاء الطبقات , سواء في الاقتصاد أو في السياسة , سعيا وراء نظام مجتمعي سيدخل فيه كل البشر إلى هذا العالم تحت ظروف خاصة , أي سيكونوا قادرين على كشف حقيقتهم و تطوير أنفسهم , أن يعملوا و يستمتعوا بالأشياء الجيدة في الحياة . هذه هي ضرورات العدالة .
لكن كيف يمكننا انطلاقا من جحيم الجهل و البؤس و العبودية التي يغرق فيها عمال المزارع و المدن , أن نبلغ تلك الجنة , و نحقق العدالة و الطبيعة الإنسانية ؟ لإنجاز هذا لدى العمال وسيلة واحدة : اتحاد المجالس .
يقوي العمال أنفسهم من خلال هذا الاتحاد , يعززون بعضهم بعضا بشكل متبادل , و عبر جهودهم الخاصة , و يضعون حدا لذلك الجهل الخطر الذي هو الدعامة الأولى لعبوديتهم . من خلال هذا الاتحاد , فإنهم يتعلمون كيف يساعدوا و يدعموا بعضهم البعض بشكل متبادل . و هكذا سيحصلوا أخيرا على قوة ستثبت أنها أكثر جبروتا من كل رأس المال البرجوازي المتحد و السلطات السياسية بمجموعها .
يجب أن يكون المجلس ذلك الاتحاد في إدراك كل عامل . يجب أن يصبح كلمة السر لكل تنظيم سياسي و احتجاجي للعمال , كلمة السر لكل مجموعة , في كل صناعة و في كل مزرعة . من دون شك فإن هذا المجلس هو الرمز الأكثر وزنا و الأكثر وعدا بتحقيق الآمال للنضال البروليتاري كنذير مؤكد النجاح للانعتاق الكامل القادم للعمال . أثبتت التجربة أن الاتحادات المعزولة ليست أكثر قوة من العمال المعزولين . حتى اتحاد كل جمعيات العمال في بلد واحد لن يكون قويا بما فيه الكفاية ليصمد في نزاع ضد التجمع الدولي لكل الرأسمال العالمي المشغول بخلق الأرباح . يثبت علم الاقتصاد حقيقة أن انعتاق العمال ليس قضية وطنية . لا يوجد أي بلد , مهما كان غنيا قويا أو معتمدا على نفسه , يمكنه أن يقوم بتغيير جوهري في علاقة رأس المال و العمل – من دون تدمير نفسه و تسليم مواطنيه للبؤس - , إذا ما لم يتم إنجاز هذا التغيير , في نفس الوقت , على الأقل , في الجزء الأكبر من البلاد الصناعية في العالم . بالنتيجة فإن مسألة انعتاق العمال من نير رأس المال و ممثليه , الرأسماليون البرجوازيون , هو فوق كل شيء قضية عالمية . فالحل ممكن فقط إذا من خلال حركة أممية .
هل هذه الحركة العالمية فكرة سرية , مؤامرة ؟ على الإطلاق . إن هذه الحركة الأممية , اتحاد المجالس , لا تفرض من أعلى أو تخطط سرا . إنها تقوم بالتوحيد من أسفل من آلاف المناطق . إنها تنطق بلسان كل مجموعة من العمال و تعتنق القرار المشترك لكل الفصائل . إن المجلس هو ديمقراطية حية : في كل مرة يضع فيها الاتحاد الخطط , فإنه يفعل ذلك علنا , و يتحدث إلى جميع من سيستمع إليه . إن كلمته هو صوت العمل الذي يسخر كل طاقاته للإطاحة بالاضطهاد الرأسمالي .
ما هو رأي المجلس ؟ ما هو الشيء الذي يطالب به كل اتحاد من هؤلاء الذين يكدحون و يفكرون , في كل مصنع , في كل مزرعة ؟ ما الذي يدعون إليه ؟ العدالة ! أقصى عدالة ممكنة و أوسع حقوق الإنسان : حقوق الرجال و النساء و الأطفال , بصرف النظر عن كل الفروق في الولادة , العرق , أو العقيدة . إنه حق الحياة و توفير العمل لصون ذلك الحق . مساعدة كل فرد للجميع و الجميع لكل فرد . إذا بدت هذه الفكرة مخيفة و هائلة للمجتمع البرجوازي القائم , فإن هذا يسوء هذا المجتمع فقط . هل مجلس العمل هو مشروع ثوري ؟ نعم و لا .
إن مجلس العمل هو ثوري بمعنى أنه سوف يستبدل مجتمعا يقوم على الظلم , الاستغلال , الامتيازات , الكسل , و السلطة , بمجتمع يقوم على العدالة و الحرية لكل البشرية . بكلمة , إنه يريد تنظيما اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا سيجد فيه كل إنسان , من دون تمييز وفقا لخصائصه الطبيعية و الفردية , أنه من الممكن بشكل متساوي مع البقية أن يطور نفسه , أن يتعلم , أن يفكر , أن يعمل , أن يكون فعالا , أن يستمتع بالحياة بشكل جدير بالإنسان . نعم , هذا ما يريده , و نعيد مرة أخرى , إذا كان هذا يتناقض مع النظام الحالي للمجتمع , فإن هذا يسوء هذا المجتمع وحده .
هل مجلس العمل هو ثوري بمعنى المتاريس و الانتفاضة العنيفة أو التظاهر ؟ لا , إن المجلس يشغل نفسه قليلا فقط بها النوع من السياسة أو بالأحرى يجب على المرء أن يقول أن المجلس لا يشارك فيه أبدا . إن الثوار البرجوازيين , القلقين من تغيير ما في السلطة , و عملاء البوليس يجدون وظيفة في وضع متفجرات صوتية و محاولة إثارة الهياج , منزعجون جدا من مجلس العمل بسبب عدم اكتراث المجلس لنشاطاتهم و مؤامراتهم للتحريض .
مجلس العمل , المنظمة الحمراء لأولئك الذين يريدون و يكدحون , الذين استوعبوا منذ زمن طويل أن كل سياسي برجوازي – لا يهم كم يبدو أحمرا أو ثوريا – يخدم , لا انعتاق العمال – بل تشديد عبوديتهم . حتى إذا لم يستوعب المجلس هذه الحقيقة , فإن اللعبة البائسة , التي يلعبها من وقت لآخر الجمهوريون البرجوازيون و حتى الاشتراكيون البرجوازيون سوف تفتح عيون العمال .
إن مجلس العمل , الذي يتطور بشكل أكثر كمالا في حركة العمال الأممية , يبقي نفسه بعيدا عن هذه الحيل السياسية الكئيبة , و يعرف اليوم سياسة وحيدة فقط : لكل مجموعة و لكل عامل , دعايته , توسعه و تنظيمه في العمل و النضال . في اليوم الذي يتوحد فيه قسم كبير من عمال العالم من خلال مجلس العمل , و يتنظمون على نحو ثابت من خلال مجلس العمل , و يتنظمون بشكل متماسك فوق انقساماتهم في حركة تضامنية واحدة , لن تكون أية ثورة , بمعنى الثورة العنيفة , ضرورية . من هنا سنرى أن الأناركيين لا يؤيدون العنف العقيم التي ينسبه إليه أعداؤهم . من دون عنف , ستنتصر العدالة . ستتم تصفية الاضطهاد من قبل القوة المباشرة للعمال من خلال اتحادهم . و إذا ظهرت في ذلك اليوم , دعوات نافذة الصبر و بعض المعاناة , فإنه سيكون ذنب البرجوازية التي رفضت أن تعترف بما كان يحدث بسبب مكائدهم . بالنسبة لتحقيق انتصار الثورة الاجتماعية نفسها فإن العنف لن يكون ضروريا .


ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.marxists.org/reference/archive/bakunin/works/writings/index.htm



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس
- مجموعات المقاومة في مكان العمل
- اتتوقف الحرب بين الفقراء السنة و الشيعة , و لتبدأ ضد مستغليه ...
- المجتمع المدني أو المجتمع التشاركي لأندريه غروباتشيك
- بيان شيوعي أناركي أممي , يوم الأول من ايار
- الفرص المتساوية في التعليم لميخائيل باكونين
- عن إعدام ثلاثة سوريين في السعودية...نداء من أجل إدانة و إيقا ...
- على النظام أن يتنحى أو أن تتم تنحيته من قبل الجماهير.....
- وثائق ثورة أيار مايو 1968 في فرنسا ( 2 )
- بين حق السلطة في نهبنا و قتلنا و بين حقوقنا كبشر
- مقاومة النازية
- الفاشيون يهاجمون مكتب الحزب الشيوعي
- تصور أنه لا يوجد قادة
- في تعريف الممانعة
- عن القضية الكردية في سوريا
- جحيم الحرية و -نعيم العبودية الأبدي-.....
- إلى -أخي- السلفي.....
- إسرائيل - القمع و التفوق : وهم المضطهدين....
- 17 أبريل نيسان ( يوم الجلاء في سوريا ) : من الانتداب إلى الج ...
- عن المثليين جنسيا !


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - المنظمة الحمراء لميخائيل باكونين