أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - انظرْ حولك في غضب














المزيد.....

انظرْ حولك في غضب


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 11:23
المحور: حقوق الانسان
    


أرجو ألا يؤوِّلَ أحدُ الخبثاء عنوانَ مقالي أيَّ تأويلٍ تعبويّ. "انظرْ خلفَك في غضب" هو عنوان مسرحية كتبها الإنجليزيّ جون أوزبورن عام 1956. وأنا لم أفعل سوى اقتباس العنوان، بتصرّف. مقالي ليس تعبويًّا، ليس وحسب لأنني مواطنٌ صالحٌ أحبُّ حكومتي وأؤيدها، بل لأن الشعبَ في الحقيقة لا يحتاجُ أيّةَ تعبئة. منذ الغلاء "الكوميديّ" الأخير (لم أجد نعتًا أدقَّ من هذا والله العظيم!)، لم يعد أحدٌ يبتسم. الشعبُ المصريّ المشهورُ باحتوائه المحنَ وتحويلِها إلى كوميديا، الشعبُ الساخرُ الذي يجيدُ الابتسام وخلق النكتة في أحلك اللحظات، الشعبُ الطيبُ السمحُ الجميل، لم يعد قادرا على انتزاع البسمة من داخله. في الأيام القليلة الماضية راقبتُ كلَّ الوجوه التي اعتدتُها رائقةً باشّة فوجدتُها واجمةً ساهمة. غضبٌ خبيءٌ وتحفّزٌ في عيون الكلّ تجاه الكلّ! الباعةُ يبادرونك بالتجهم كي تتراجع عن أية محاولة "فصال" حينما تفاجأ بتضاعف سعر السلعة عن أمس. يبدؤكَ بالتكشير لتعدلَ عن مجرد النقاش. وأنت بدورك ستتجهم في وجهه لأنه يسرقك. وفي وجه ابنك عند الصبح كي يتراجعَ عن احتجاجه على مصروفٍ لم يعد يكفي المواصلات. وزوجتك تتجهمُ في وجه جارتها كيلا تفكر في استلاف أنبوبة البوتاجاز لأن أنبوبتها خلصت فجأة وهي تطبخ. والبواب يتنمّر إذْ لمح في رأسك فكرةً خبيثة تراودك الآن في أن يدفع عنك فاتورة الكهرباء حتى يسهلها ربنا، فالبواب عادة أعلى دخلا من كل الموظفين قاطني العمارة. والنادلُ في المقهى يكشّرُ في وجهك كي تسترضي وجومَه ببقشيش يناسبُ كوميديا الأسعار! الكلُّ مستعدٌ للانفجار لو حككتَ له أنفَه!
والحكومةُ تؤكد أن زيادة الأسعار في صالح المواطن الفقير. وتطالبُ الإعلامَ "المغرض الشرير" ألا يُفسد "فرحة" الشعب بعلاوة الريّس. لدينا ستةُ ملايين موظف زادت مرتباتهم "الأساسية" 30%. ولابد من تدبير موازنة تضخ هذه العلاوة. وطبعا دخل قناة السويس لا يكفي! ولا دخل السياحة! ولا دخل التصدير والبترول والغاز (الذي سيتدفق في أرض الشقيقة إسرائيل لعشرين عاما قادمة!). كلُّ هذا لا يكفي ولذا لزم استجلاب نقص الموازنة من طعام الفقراء. السبعون مليونا الآخرون: الفلاحون والعاطلون والعاملون خارج المؤسسة الحكومية وأنا وأنت وكل من "على باب الله" سيدفع هذه العلاوة! تقول الحكومةُ إن زيادة سعر السولار سوف تنعكس فقط على تعريفة المواصلات! طيب وماذا عن الطماطم والخيار والأرز والسكر وغيرها مما يحتاج السولار في رحلته الطويلة من التربة حتى يد المستهلك؟ لا أدري هل تبدو علينا البلاهة مثلا حتى تظن الحكومةُ أننا نصدق أن الأغنياء وحدهم يدفعون الفاتورة؟ كأن رجالات الحكومة يعيشون في عالم آخر لا يرتادون الأسواق ولا يأكلون مما نأكل ولا يحتاجون ما نحتاج! طبعا عشرة جنيهات زيادة على علبة الكافيار لن تؤثر في سعرها الأصلي، لكن زيادة جنيهين في الطماطم والعدس والأرز والسكر، الخ، يؤثر كثيرا عليّ وعليك. وهذا مواطنٌ أرسلَ يقول: "الحكومة بتعلّم الشعب الغضب، لأنه شعب قاعد جنب الحيطة، وهمّ بيشيلوا الحيطة من جنبه!"
والشعبُ واجمٌ وجومَ ما قبل العاصفة. ولأنني مواطنٌ صالحٌ كما أسلفنا، فإنني سأبتسم نيابةً عن كل مواطني مصر الذين فقدوا القدرة على الابتسام. حتى إشعار آخر!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافةُ الوقوف في البلكونة !
- بالطباشير: فقدانُ الهالة
- داخل رحم
- الأحدب والجميلة
- ناعوت: «الهدم والبناء» في الوعي أصعب من «المعمار!-
- السوبر قارئ
- عينا الأبنودي
- اِصمتْ حتى أراك!
- كلام شُعَرا...!
- أنفي والجيرُ المبتّل
- الجميلُ الذي أخفقَ أن يكونَ عصفورًا
- بالطباشير : عزيزي الله، من رسم الخطوط حول الدول؟
- بالطباشير: آخرُ مُعتزلةِ هذا الزمان
- بالطباشير:يا باب الورد، حِصَّة وين؟
- الشَّحّاذ
- بالطباشير: -سُرَّ مَنْ رآكِ- أيتها الغيوم
- بالطباشير: يحدثُ هذا، وشكرا لفلسفة المصادفة
- بالطباشير: أنا الأديبُ الألْمَعيُّ مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوصِ ...
- بالطباشير: اِسفكسيا الجمال
- قطعة من الفراغ-قصائد إيميلي ديكينسون


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - انظرْ حولك في غضب