أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - ابرياء مدينة الثورة بين الحكومة والمليشيات















المزيد.....

ابرياء مدينة الثورة بين الحكومة والمليشيات


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 03:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يتفق معي الكثير من ان مدينة الثورة _ الصدر حالياً_ الواقعة في شرق العاصمة بغداد تعد من أكثر مناطق بغداد وربما العراق بؤساً وفقراً , اذ أنها وكما هو معروف قد عاشت في ظل النظام السابق تحت نير العيون الأمنية لهذا النظام التي كانت ترصد تحركات ابنائها ممن تعتقد الحكومة بانهم كانوا يعملون ضدها وخدمة لمشاريع معارضة تسعى لتقويض نظام الحكم القائم في العراق , فضلاً عن نقص الخدمات الأنسانية ومشاريع البناء التي كانت تلك المدينة تعاني منها بحيث أدى ذلك الى نشوء اعتقاد راسخ لدى أبناء هذا المدينة من أن ابناء هذه المدينة مستهدوفون بصورة مقصودة من قبل النظام سواء كان هذا الأستهداف أمني او متعلق بالخدمات وعدم توفيرها على نحو يليق بكرامة الأنسان فيها .
وبعد سقوط النظام السابق وبدء مرحلة تاريحية جديدة من حياة العراقيين توقع الكثير من اهالي مدينة الثورة أن الحكومات التي سوف تأتي والتي يقودها الشيعة سوف تقوم بتعويض هذه المدينة وابناءها عما لحق بهم في الزمن السابق من ظلم واضطهاد ونقص في الخدمات والمشاريع والبناء ... ولكن الذي حصل كان عكس المتوقع فلم تقف الحكومات وقفة مصيرية مع اهالي هذه المدينة ولم تتحول مدينة الثورة الى مدينة ترقى لمستوى انساني حقيقي من خلال توفير ماء صالح للشرب_ مثلاً _ وبناء مدارس جديدة والبدء بحملة تتعلق بالبنية العمرانية للمدينة من اجل تغيير معالمها التي كانت ومازالت تثير العجب العجاب,اذا يسكن في بيت واحد _عل سبيل المثال_ مساحته 80 متر اكثر من اسرة واحد وقد يصل تعدادها الى اكثر من عشر افراد .
المعركة الحالية التي تحدث في مدينة الثورة بين القوات الامريكية والقوات الحكومية من جهة ومسلحي المليشيات التابعة لجيش المهدي أمر يؤكد _ بدون شك _ أستمرار مسلسل البؤس والعذاب والوجع الذي يطال هذه المدنية , أذ اننا نسمع صباح كل يوم ولكل أسف عن مقتل مجموعة من الأشخاص اثر قصف أمريكي استهدفهم, وفي نهاية الامر يظهر ان اغلب الشهداء من الابرياء الذي تحصنت العناصر المليشياوية المجرمة قرب بيوتهم واطلقوا النار على القوات المشتركة او الاحياء السكنية او اطلقت القوات الامنية النار بناء على معلومات معينة ربما بعضها خاطئ ,فراح ضحية ذلك الكثير من الابرياء المساكين الذي ربما كان بعضهم يحلم بعراق مستقر حر فيه تتحقق قليلاً من الكرامة المسلوبة ....
العجيب في الأمر ان العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المشتركة العراقية الامريكية سوف لن تقود ولن تؤدي الى تخليص المدينة والعراق من العناصر المليشياوية التي تتحصن خلف البيوت وبينها وربما في داخلها , أذ ان الطبيعة الجغرافية لهذه المدينة تساهم في مساعدة هذه المليشيات وتجعل من الصعوبة ان لم اقل من المستحيل دحول المدينة واقتحامها والسيطرة عليها الا بعد أن يسقط مئات بل الالاف من الأبرياء من هذه المدينة كما حصل سابقا في الفلوجة ... ويبدو ان الحكومة العراقية والقوات المشتركة لم تأخذ بالعبر والدروس المستقاة من معارك الفلوجة وغيرها من المعارك الاخرى التي حصلت ...
تستطيع الحكومة العراقية ان تقوم بالقاء القبض عن المطلوبين للعدالة والمتهمين بالقيام بالكثير من العمليات الاجرامية في العراق من غير ان تمس الابرياء المدنيين بسوء عبر عمليات تقوم بها قوات خاصة تتلقى المعلومات الاستخبارية من مصادر في هذه المدينة , وهذا ممكن ان يحصل من غير ان نعمل استعراضات عسكرية للقوة وكلنا يعلم انها استعراضات غير حقيقية , اذا ان الجيش العراقي لحد الان غير جاهز وغير مستعد للدخول في قتال شوارع مع المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون التي تتواجد في الكثير من مناطق بغداد.
كما يمكن ان تقوم الحكومة العراقية باجتثاب منابع الارهاب والمليشيات في هذه المدنية عبر القيام بمشاريع أعمارية يساهام فيها ابناء هذه المدينة اذ حينها حينما سوف يرى ابن مدينة الثورة ان حكومته تقوم بالاهتمام به وتعمل على تحسين الجانب الخدمي في مدينته فانه سوف يقوم بنفسه في مواجهة العصابات المجرمة في مدينته ويحاربها ان لم يكن وجهاً لوجه فانه يقوم بذلك عبر التبليغ عن هذه العناصر للقوات الامنية العراقية التي تقوم بدورها في القيام بواجبها وفقاً للقانون والادلة الملموسة .
انني اعلم كما يعلم غيري بان الشهداء الابرياء الذين سقطوا في مدينة الثورة لايمكن ان يعوضوا باي مبلغ في العالم , لكن على الحكومة العراقية ان تعوض هؤلاء وبما يمكن ان يساهم في ت...وليس تعويض .....هذه الاسر عما حل بها من جراء الضربات الهجومية التي تعرضت لها المدينة التي تعيش البؤس منذ عشرات السنين.
ان المزايدات السياسية التي يمارسها البعض في هذه القضية هي رخيصة ورخيصة جداً وتعمل على المقامرة بالدم البريء الذي يسفك في مدينة الثورة وفي مناطق بغداد التي تسقط عليها قذائف الاجرام المنطلقة من الايدي الاثمة للعصابا الاجرامية المليشياوية في مدينة الثورة وغيرها , فلم نسمع من مسؤول حكومي عراقي أعتذار عن قتل الابرياء بصورة خاطئة من قبل القوات الامنية في مدينة الثورة ولا اعتراف من قبل انصار جيش المهدي والتيار الصدري بمسؤولية ميليشياتهم عن قتل الكثير من عناصر الاجهزة الامنية في بغداد فضلاً عن الشهداء الذين يسقطون بفعل القذائف التي تطلقها العناصر المارقة من جيش المهدي الذين اعترفوا هم انفسهم بانهم لايمثلونهم وانهم مجاميع خاصة تحمل اجندات مشبوهة ..
أن هنالك اجماع بين الكتل السياسية العقلانية على ان استتباب الامن هو من مسؤولية الحكومة العراقية وانه لاسلاح شرعي سوى سلاح الحكومة العراقية واجهزتها الامنية شرط ان تتطهر هذه الاجهزة من الطائفية والحزبية التي تخترق بعض من صفوفها وان تلتزم الحيادية والمهنية ازاء جميع العراقيين من اجل ان تُبنى اواصر من الثقة المتبادلة بينها وبين الحكومة العراقية التي عليها ان تراعي المدنيين في معاركها مع الميليشيات المارقة مادامت الاخيرة تستخدم هؤلاء المدنيين كوسيلة في قتالها الغير مشروع مع حكومة السيد نوري المالكي .
أخوتي الكرام ..أن الذي يهمني في كل ما يدور هم الابرياء من المدنيين العراقيين الذين يسقطون يومياً بالعشرات , فلايمهني الدولة ولا هيبتها ولا حتى مايسمى بسلطة فرض القانون ...الابرياء ياسادتي الكرام ... هم جوهر الموضوع ولبه ومكنونه ...فلازالت صورة الطفل الذي يتوسد تابوته في مدينة الثورة اثر القصف الامريكي على بيته ..لازالت تسبح في ذاكرتي وتطرح علي عشرات الاسئلة القيمية الكبرى حول مايجري من عبث لامعقول في هذا البلد الذي قرف اهله من أرهابييه
وميليشياته !!!



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مهمة من معتقل سعودي في العراق
- أضحوكة عبارة - أطراف خارجية لم يسمها - !
- التحليل القيمي لسلوك الانتحاري _ الجزء الثالث
- التحليل القيمي لسلوك ألأنتحاري _ الجزء الرابع -
- وهل ريتشارد باتلر أفضل من فقراء العراق ؟
- التحليل القيمي لسلوك الانتحاري الجزء الثاني
- التحليل القيمي لسلوك الأنتحاري .. الجزء الأول
- العري السياسي في أزمة البصرة
- الرسوم الدنماركية والرسوم ال( بن لادن ) يه !//
- هل نعتبر النواصب السنة من الكفار ؟
- هل سَتُنهي فضائية ال BBC المهزلة ؟
- هل نعتبر الرافضة من الكفار ؟
- بيان حكومي متأخر عدة أشهر
- الأمني...والسياسي...علاقة وجدل !!!
- عملية ديمون والفوضى الدلالية لقناة الجزيرة
- نشر الغسيل السياسي في العراق !!!
- 935 تصريح خاطئ لبوش !!!
- رثاء الأمام الحسين في بيان الهاشمي
- الأمام الحسين ...مقتولاً عام 2008 !!!
- الهاشمي العميل يلتقي المالكي العميل !!!


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - ابرياء مدينة الثورة بين الحكومة والمليشيات