أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - الأصوات















المزيد.....

الأصوات


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 09:13
المحور: الادب والفن
    



مسرحية من فصل واحد
ــــــــــــــــــــــــــ
تأليف: حكمت الحاج
عن قصة – الأصوات - للكاتب غابرييل غوزبيوفيتشي.

الشخصيـات:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجل : في العقد الرابع من عمره. ممثل مسرحي سابق.
العجوز : إمرأة في عقدها السادس. قوية البنية. ترتدي ملابس عسكرية.
الساكن : ليست له ملامح محددة. يمكن أن يكون شبحا أو ظلا أو صوتا إلا إنه بالتأكيد سيكون هـو الشيطان نفسه.

المنظـــر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرفة في طابق أعلى لمنزل قديم. على يسار المسرح ثمة باب يؤدي إلى الخارج. وعلى اليمين، شباك كبير يطل على حديقة. وإلى الوسط، في مواجهة الجمهور تماما، صورة شخصية كبيرة جدا يحيطها إطار خشبي لذلك الذي سيقوم بدور " الرجل ". ويقطع الزاوية اليسرى للصورة شريط أسود كعلامة على وفاة صاحبها. وهناك سرير معدني يستعمل للمرضى في المستشفيات، وإلى جانبه منضدة صغيرة عليها دورق ماء وقدح زجاجي. علب أدوية مختلفة الأنواع والأحجام. أوراق متناثرة على الأرض. أوراق أشجار متيبسة صفراء تحت السرير. وأمام الشباك كرسي قديم. وبكلمة واحدة فإن الجو العام هو الكآبة والظلام والضجر.
الوقت الآن بعد غروب الشمس بقليل. عند فتح الستار ، يظهر الرجل مرتديا ما يشبه بدلة العمل الموحدة الزرقاء التي يجب أن تعطي ، ما أمكن ، إحساسا لدى المتفرج بأنها ربما قد تكون في الأصل بدلة سجين، مع طاقية رأس من قماش البدلة نفسه ولونها. تظهر العجوز وفي يدها سوط أسود اللون ومميز، من النوع الذي يستعمل لترويض الجياد، وطبق طعام كبير سيبقى فارغا طيلة زمن العرض.

الرجل :[ لنفسه ] ربما لم يكن هنالك من صوت. لماذا أنا أرتعد. يجب أن أتماسك. يجب أن لا أشعر بالخوف مطلقا.
[يرتعد من الخوف]
الرجل : ربما لم يكن هنالك من صوت أبدا.
[صمت]
الرجل : كان علي أن أكتب شيئا ما. ولكن من المستحيل الآن معرفة ما إذا كان الصوت الذي أسمعه هو صوت حقيقي أم لا. إن إدراك ذلك أمر بالغ الأهمية.
[صمت]
الرجل : كم جدار للرأس ؟ إنني أتساءل. كم جدار ؟ ولكن، لماذا أسأل ؟ ومن أسأل ؟ ومم أخاف ؟ ولماذا أخاف ؟ الأصوات في رأسي، تهمس، تدق، تضرب، تثقب، تخرب، تمشي، تحرق... يااااااااااااااااه أيتها الكلمات، تراقصي في المكان الخالي.

[تدخل العجوز وهي تحمل الطعام. إنها مقطبة وعابسة]

العجوز : خذ، هذا طعامك.
الرجل : من الذي كان يغني قبل قليل؟
العجوز : يغني؟
الرجل : نعم. في الطابق الأسفل. لقد بدا لي وكأنه صوت طفل يغني.
العجوز : ربما.
الرجل : ربما ؟
العجوز : تَنَحَّ وَقِفْ جانبا. عليَّ أن أكنس الأوراق الصفراء تحت السرير.
الرجل : تفضلي.
العجوز :[ تنظر عبر النافذة ] إمتداد لانهائي من أشجار تصرخ في وجه الريح.
الرجل : أية ريح ؟
العجوز : [ وهي تصرخ ] أيتها الأشجار الخبيثة، المسنة، الشائخة، القاسية.

[ تغلق النافذة بعنف ]

الرجل : إنها لا تؤثر إذا ما عرفنا كيف نتجاهلها. وفي كل الأحوال، فإنه من الأفضل أن نتركها وشأنها .
العجوز :[تهم بالخروج] كفى. لقد تكلمت أنت كثيرا.
الرجل : بدأت اليوم أسمع أصواتا.
العجوز : أنت دائما تسمع أصواتا.
الرجل : ولكن السؤال هو: متى بدأت أسمعها ؟
العجوز : أنت لم تبدأ بسماع الأصوات. هذه أوهامك. الحقيقة هي أنها معك دائما. على أطراف حياتك دون أن تتمكن من إدراكها. فإذا ما حاولت ذلك زالت على الفور.
الرجل : ولكن، لماذا ؟ لماذا لا يمكن الإمساك بها ؟
العجوز : الأمر هكذا. لقد خلقنا هكذا. نسمع أصواتا بشكل مفاجئ وأحيانا أثناء النوم. ولكن، لو كنت ذكيا وحاولت أن تصغي، فإنك لن تسمع سوى أصوات صادرة عن جسدك.
الرجل : لا أعتقد أننا نتحدث عن نفس الأصوات.
العجوز : انتبه ها أنت ذا تجادلني وأنا لا أحب ذلك.

[ تخرج العجوز. يبقى الرجل وحيدا مرة أخرى]

الرجل :[ لنفسه ] ذات صباح شتائي، كان الأطفال يلعبون بالحجارة، تحت الأشجار، في نهاية الحديقة، بالقرب من الطريق، ليس بعيدا عن المنزل. كنت ألعب، وكان رئيس فريقنا سَميناً بعض الشئ. سألني السمين قائلا: لماذا تنظر هكذا إلى الأشجار؟
قال السمين: لا تخف من الأشجار يا أبله.
قال السمين متوسلا : ماذا ترى؟ ماذا ترى في تلك الشجرة؟
قال السمين: هذا ليس عدلا. أنا أخبرك بكل شئ، وأنت لا تخبرني بأي شئ. هذا ليس عدلا.
قال السمين: إنك تفسد علينا سعادتنا.
قال السمين للآخرين: انظروا انه لا يريد أن يخبرنا ماذا رأى في الشجرة.
قال الآخرون: هيا قل لنا ماذا رأيت.
قال أحدهم: إنه خائف، والخوف يمنعه من الكلام.
كل الفريق أنشد بصوت واحد: هيا أخبرنا ماذا رأيت؟ هيا أخبرنا اخبرنا هيا هيا هيا.
سألني السمين: لم أنت خائف؟ لاشئ هنا يدعو للخوف.
صاح أحدهم: إنه خائف من الشجرة.
سألني السمين: لماذا أنت خائف من الشجرة؟ ما الذي تخشاه، في شجرة عجوز؟
قال السمين: إما أن تخبرنا بالذي يبعث فيك الخوف، أو انك لن تلعب معنا بعد الآن.

[ صمت.. ويفضل أن يستمر الصمت لمدة تقرب من الدقيقتين أو أكثر بغية بعث الملل والترقب لدى المتفرج]

[ تدخل العجوز وبيدها طبق الطعام]

الرجل : إسمعي، لقد كتبت قصيدة.
العجوز : جئتك بالطعام.
الرجل : كنت مريضا ليلة أمس.
العجوز : أنت لست مريضا.
الرجل : إنني أسمع دائما صوت النزيل في غرفة الطابق الأسفل، كما ان هناك من يعزف موسيقى في الحديقة.
[ تنظر العجوز الى الحديقة]
الرجل : حدثيني عنه. أرجوك. أرجوك.
العجوز : ليس لدي الكثير لأقوله لك. كانت هناك حديقة تتوسطها بحيرة. وكانت الأشجار تعرش فوقها لترى صورها في الماء تلوح لها. جاء الشتاء وأحاط بالأشجار سجن من الثلوج حجب رؤية حدود أغصانها بوضوح. كانت تعلم انها مسجونة، هناك في الأسفل. وعندما طلعت الشمس الباردة البيضاء خافت الأشجار من صورها المنعكسة، لكنها لم تستطع أن تتحول عن المكان. وكان ثمة فتاة صغيرة حينها، فتجمدت على الفور بجانب الأشجار. صبية غامضة لا شكل لها. وفي الوقت الذي تسلقت فيه جدران نفسها، لم تتمكن من إشاحة وجهها بعيدا، ولم تتمكن، ولم تستطع إلا أن ترى، وظلت أبدا غير واضحة المعالم.
الرجل : ما هذا الهراء الذي أسمعه؟ أنا لم أسألك الحديث عن نفسك، بل عنه.
العجوز : وما الفرق؟ الأمر سيان. وأنت أيضا. ما الفرق؟ عنك أيضا.

[ تترك العجوز المكان ]

الرجل : ما هذا الهراء ؟ أسألها عن شخص يسكن في الطابق الأسفل ويطلق أصواتا طيلة الليل وهي تتحدث لي عن ذكريات شبابها.. هذا إذا كانت قد مرت أصلا بمرحلة الشباب. هه.

[ صـــــــمت ]

الرجل : إنها تتدخل في حياتي منذ أمد بعيد، وقد آن الأوان لتكوني ميتة. لقد تعبت من سماع الأصوات، وأريد أن أرى الأطفال يلعبون في الحديقة. ولكن الأشجار العالية تحجب عني رؤية الحديقة. وربما ابنتي هي التي تختفي. ولم لا ؟ وهل ذلك مستحيل ؟

[ تدخل العجوز]

الرجل : لقد بدأت الكلمات تصبح أثقل.
العجوز :[ بازدراء ] الكلمات ؟ كيف يمكنك التفكير بشكل مناسب، إذا كانت الكلمات تشغل رأسك دوما؟ ألا ترى أنها تندس في الطريق؟
الرجل : لا . إنها تتكاثف. إنها تتدحرج من فمي وتنزلق على صدري وتسقط على الأرض دون أن تعطيني فرصة النظر إليها أو الإحساس بها بعد ذلك.
العجوز : الكلمات مضحكة. إنها تتبدل، تتمدد، تستيقظ، تحلم.
الرجل : لقد سمعتك.
العجوز : عبر كل هذه الجدران؟
الرجل : ولكن ألم تسمعيني أنت؟

[ صـــــــمت]

العجوز : نحن لم نتكلم مع بعض كثيرا. أليس كذلك؟
الرجل :[ موافقا] كلا.
العجوز : ربما كنا نبحث طوال الوقت عن كلمة يمكن أن تنقذنا.
الرجل : تفكرين كثيرا في الإنقاذ. بينما أنت لم تسألي نفسك أبدا لماذا يجب أن تنقذنا الكلمات؟
العجوز : ذلك لأنها آخر ما نملك.
الرجل : إنها كل ما يملكه الآخرون. وكلماتهم لن تنقذنا أبدا.
العجوز : عفوا. لقد اختلط الأمر علي، إذ إنني عبرت عن أفكارك، وأنت عبرت عن أفكاري. يحصل هذا في بعض الأحيان.
الرجل : عندما يعرف شخصان بعضهما جيدا، يكون الأمر هكذا غالبا.

[ إظـــلام تام لعدة ثوان. ثم ينار المسرح بشكل فجائي. في الطابق الأسفل يظهر شبح الساكن ويتم سماع صوته فقط ]

الساكن : إنه الظلام، ذلك الذي تخشاه. إنه يستر عيوبنا دوما. جرب، أشعل النور، تظهر العيوب. جرب، أطفئ النور، تختفي العيوب.
العجوز : لا تحاول أن تغرر به، المسكين، كي يسلم، ويصدق بك. ربما لاتزال النوبات المرضية تلاحقك، إنما ذلك ليس سببا كافيا لنستنتج أننا قد تأثرنا بك.
الساكن : لا توجد طريقة لمقاومة النوبات المرضية، إلا بالقدرة على إعطاء الحياة ومنحها للآخرين.
العجوز : لكنك تجعله يخاف الآن.
الساكن : صدقيني، إنه هو من يبعث الخوف فينا.
العجوز : إذا لم تسكت فسوف أعاقبك بقسوة.
الساكن : ولماذا أسكت؟ كل شئ مثلما كان. البيت، السياج، الأشجار، الأطفال. كل شئ كما هو. فقط، ذلك الشعور عند تخوم الجسد، هو الذي تغير. إنه أكثر من شعور. إنه ظل وراء الأعين.
العجوز : وكم يبعد؟
الساكن : نفس المسافة دائما.
العجوز : أية مسافة ؟
الساكن : المسافة المستحيلة.
العجوز : ومتى بدأت الأعراض بالظهور؟
الساكن : ذات يوم. بيد أنها كانت موجودة من قبل. وهذا شئ أكيد.
العجوز : والآن قل لي ماذا أنت فاعل؟
[ صمت]
العجوز : إذا كنت لا تعرف الجواب، قل لي كي أتدبر الأمر.
الساكن : فيما بعد، فيما بعد.

[ إظــــــــــلام تام ]

الرجل : عندما يقول شخص ما انه سيقوم بعمل شئ ما فيما بعد فهذا يعني أنه سيقوم به في وقت ما. ولكن هذا الوقت يقع ما بين اللحظة التي قطع فيها الوعد على نفسه، وبين لحظة مماته. وهنا، السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه هو، أليس فيما بعد، تعني، من جملة ما تعنيه، وقت فوات الأوان؟
العجوز : آه أيها الواعظ المدهش. أيها الفقيه الفذ.
الرجل : لقد انفجر رأسي. هناك الكثير جدا من الكلمات.
العجوز : لماذا لا تأكل ؟ كُلْ.
الرجل : شئ ما ينفجر في داخلي. اتركيني أرجوك.
العجوز : ربما هي أحشاؤك. يبدو أنك لا تملك سيطرة كافية عليها.
الرجل : متى سأموت؟
العجوز : هذه ليست طريقة مناسبة للكلام؟
الرجل : هل أنت خائفة حقا؟
العجوز : من؟ أنا؟
الرجل : أخبريني. ما الذي قاله عني؟
العجوز : من ؟
الرجل : ذلك الرجل في الطابق الأسفل.
العجوز : أولا ، إنه ليس رجلا. ثانيا، إلى الجحيم أنت وهو، والطوابق كلها.
الرجل : أمور كثيرة لم أعد أفهمها، وأخشى عندما أموت أن لا أكون قد فهمتها.
العجوز : تلك هي شخصية الفنان في داخلك. لا تستطيع أن تتخلص منها مهما حاولت. فمن الذي يستطيع الهرب من قدره؟
الرجل : من الصعب دائما تقدير نسبة التهكم والسخرية عندك يا عزيزتي.

[ إظــــلام تام ]

الرجل : يبدو أنه لا يوجد أحد.
العجوز : ليس ثمة رجل يحتضر في الطابق الأرضي.
الرجل : إنه لشئ كريه، وجود شخص ما يموت في منزلك.
العجوز : كنا قال الشاعر الله في عليائه وكل شئ على ما يرام.
الرجل : لا شئ كان أو سيكون. إنما تفكيرنا هو الذي يجعله هكذا.
العجوز : آه يا شكسبيري الجميل، ايها الشاعر، عندك استشهاد على كل شئ. بينما انت عديم الرحمة في داخلك.
الرجل : نعم ، صدقت. إنه يقتل شخوصه بعيدا عن المسرح.
العجوز : من؟
الرجل : شكسبير.
العجوز : هذا الحديث عن الموت، كم هو كريه يا إلهي. إنه يبعث على الكآبة.
الرجل : لقد تبين بوضوح إن شكسبير لم يكن سعيدا منذ 1593 وحتى 1598. وانه كان حزينا منذ 1598 وحتى 1608. وانه مات صامتا منذ 1608 وحتى 1613.
العجوز : ما هذا الكلام؟ أنا لا أفهم ماذا تقصد.
الرجل : لقد ثبت ذلك فعلا. إن القوانين التي تتحكم بالأعمال الخالدة، مثل أعمال شكسبير، لا يمكن أن نختصرها ونبتسرها بأمور ساذجة، كالتي تحشى بها عقول الطلبة. إننا أكثر حكمة من آبائنا.
العجوز : لا أريد أن أقول ذلك عن نفسي.
الرجل : الأطفال أعقل دائما من آبائهم.
العجوز : لا يمكن لي أبدا أن أوافق على مثل هذا الكلام.
الرجل : الأطفال لديهم الإصرار.
العجوز : لا. إنما الآباء هم الذين يصرون.
الرجل : يبدو اننا نتكلم عن أولاد وآباء مختلفين.
العجوز : نحن دوما هكذا.

[ صمت ]

الرجل : هل هناك أحد ما في الطابق الأسفل ؟
العجوز : سألتني من قبل وأجبتك فارحمني قليلا.
الرجل : لقد سمعت صوتا آتيا من الأسفل.
العجوز : لتعلم انه تحتك تماما، وكفى. أقصد، في الأسفل، وحسب.
الرجل : وهل تظنين انه هو؟
العجوز : من هو؟
الرجل: الشيطان.
العجوز : لا. لا أظن ذلك. فما الذي يأتي بالشيطان ليسكن غرفة بائسة في الطابق الأسفل من هذا المبنى القديم؟
الرجل : كنت أعتقد بأنه هو.
العجوز : ماذا؟
الرجل : الشيطان، هناك تحت في الأعماق السفلية.
العجوز : أوه ، دعنا من هذا. تلك مسألة أخرى.

[ إظــــــــلام تام. وقع أقدام. صوت باب يفتح ثم يغلق. يظهر شبح الساكن ]

الساكن : أتيت لأريك نفسي. أتيت لأريحك من خوفك ورعبك وأسئلتك. الموت، من بين كل الأشياء، يحدث مرة واحدة فقط. أما أن تتحدث عنه وتتخيله، فذلك أمر عابث. عندما تكون الحقيقة صعبة، ومعقدة، يصبح الموت محتملا. إن التنبؤ بالموت عن طريق المخيلة هو شئ لا جدوى منه.
الرجل : كفى، أرجوك. لا تتكلم هكذا.
الساكن : شئ ممتاز أن نتكلم ونفسر. أنت متفق معي، أليس كذلك؟
الرجل : شريطة ألا نخوض في مثل هذه الأمور .
الساكن : ولماذا؟
الرجل : لأن هذا لا يجوز.
الساكن : ومن قال ان هذا لا يجوز؟
الرجل ّ: صاحب هذا المنزل قال.
الساكن :[بضحكة هستيرية] صاحب المنزل، ها ها ها.....
الرجل : إسمع. إنك ترتكب خطأ فادحا الآن. ومن واجبي أن أحذرك.
الساكن : المهم. دعنا من ذلك يا عزيزي. أريد أن أشرح لك شيئا.
الرجل : أي شئ؟
الساكن : الأشجار.
الرجل : الأشجار؟
الساكن : نعم، الأشجار يا عزيزي. وكذلك، الخوف، والرعدة، والبرد. إنه شئ بسيط تماما، وغير مؤذ. أرجو أن تثق بي.
الرجل : أنا لا أثق بالغرباء.
الساكن : ولكننا لسنا غرباء مطلقا. نحن أكثر من أقرباء.
الرجل : إبتعد عني. إنك تثيرني بكلماتك هذه.
الساكن : كلماتي؟ وهل كلماتي هي التي تثيرك؟
الرجل : أسلوبك مقزز. ورائحتك كريهة.
الساكن : رائحتي؟ وما شأن رائحتي بكلماتنا؟
الرجل : كل شئ فيك يبعث على الكراهية. إبتعد عني.
الساكن : أرجو أن تهدأ وتستريح قليلا يا عزيزي. أنت متعب جدا هذا اليوم.

[ صمت ]

الساكن : والآن، وبعد أن استمعت إليك جيدا طوال الوقت، هل بدأت تشعر بالراحة؟
الرجل : نعم. أنا أشكرك من صميم قلبي.
الساكن : الصدق في كلامك واضح ولا يحتاج إلى إثبات. هيا، نَمِ الآن قليلا. ولتكن رقدتك طويلة طويلة.

[ النهايـــــة ونزول الستار ]

ـــــــــــــــــــــــ
لندن في 4 ماي 2008



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو..شعر : رديارد كبلنغ
- سدة الهندية
- مَنْ لا يَحْضُرُهُ الفَقيهُ
- جِنْ
- صندوك الرمل مسرحية بالمحكية العراقية من فصل واحد
- -جنون- جليلة بكار وفاضل الجعايبي: رؤية جديدة للانسان والشعر ...
- تَحْفرُ الخيولُ قبرَ الفجرِ
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تسنن حسن العلوي (2-2)
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تَسَنُّن حسن العلوي (1-2)
- جنون في كتاب بعد أن كانت مسرحا
- موطني موطني نشيد بين شاعرين
- المرأة والحداثة والتفكيك والجندر في العالم العربي في حوار مع ...
- حتى نارك جنة.. الوطن بين رضا الخياط وشكري بوزيان
- الكلامُ المُسْتَعَادُ
- فن الشعر في ملحمة گلگامش
- Marcella
- ذكرى أبي القاسم
- مفاهيم سبتمبرية جديدة حول الإرهاب والحروب الإستباقية وحقوق ا ...
- د. الطيب البكوش: إن مساعدة الشعب العراقي أعسر تحت الاحتلال، ...
- بين الهندسة والبستان: قصيدة نثر طويلة عن المساءات الخمسة عشر


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - الأصوات