أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم غيلان - النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية














المزيد.....

النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عند تناول مثل هكذا محور فيه الكثير من الحساسية لابد من التأشير مقدما على (الحرب) بين من وقعت؟ ومادواعيها ونتائجها؟ ومن ثم الكيفية التي انتجت غناءً لها
بحدود التجربة العراقية ينحصر هذا الامر وتحديداً في حقبة ثمانينيات القرن الماضي حيث دارت رحى حرب شرسة مع ايران طالت ثماني سنوات بلغت خسائرها البشرية الملايين من الجانبين ناهيك عن الخسائر المادية وفي مقدمتها الاقتصادية.
واذا اردت ان استعيد الجانب المتسبب فلنناقش في الحالة هذه مضامين هذه الاغنية، فهي تدميرية من جانب وتأليهية من جانب اخر، فالتحريض على السوق لطواحين الموت المجاني تصدر هذه المضامين كـ(راح البس اهدوم الجيش والحك اخوي الوحدته) و(جنود الحك دكوهم دك) و(هاولكم وين يادجالين) دعوات صريحة منطلقة من روح عدوانية بايقاعات صاخبة شارك بها مؤلفوها وملحنوها ومنشدوها سوية لكنني اتوقف عند المؤلفين اولا واعني تحديداً الشعراء الشعبيين ممن انشدوا مبكرا هذا النمط السيئ كما في (منذور كل الشعب لعيون ابو هيثم) هذا التأليه اتسع اكثر مع بداية الحرب باعلى صراخ (اتقدم وحنه وياك اثنين جيشين لصدام حسين) فالحرب لم يكن للارض وقعا في حيثياتها لانها (قادسية صدام) بوصفه (بطل التحرير القومي) على العكس تماما من التجربة المصرية فمجموعة المطربين هناك ابان حرب حزيران 1967 انشدوا (وطني حبيبي الوطن الاكبر) وشتان مابين الانشاد للوطن والانشاد الصرائخي لقائد ارعن لم يحتل الجمال زاوية في منظومة عقله المهووس بالحروب والابادة والتدمير ومثلما ابتدأت الحرب هاتفة اغنياتها بتأليهه اختتمت كذلك في (بيان البيانات) بـ(سيدي شكد انته رائع) لان روعته تجسدت بـ(النصر المبين) واعود مرة اخرى للعناصر الصانعة لاغنية التأليه ونتساءل عن السبب الذي يدعو لمنح سيف علي بن ابي طالب (ع) لسيد مجرم مثل صدام (ياسيف الاسلام سيفك امانة..بيدين صدام سيف بامكانة) والتي عدها سعدون جابر اجمل اغنياته الثمانينية وذلك مااورده نصا في حوار نشرته صحيفة (الموعد) العام 2001!!
ان المضامين العدوانية التي اشبعت اغاني الحرب القت بظلالها على مجمل الغناء العراقي بما فيه العاطفي او الوجداني حتى بعد نهاية الحرب وكأن هذا (الفايروس) انتقل للاجيال اللاحقة مع وجود استثناءات نادرة جداً، وهذا ما نلمسه حتى يومنا هذا، فمغن شاب يسمعنا (بيوم الماشوفج انتحر!) الى اي حد تأثر بالخطاب العدواني وهل يعقل ان تخاطب الحبيبة بطريقة كهذه؟ وحتى كاظم الساهر نفسه ما الذي يدفعه ليغني لنا (حطم كسر والعب على اعصابي ثور وحول بيتي جهنم) انني هنا لا اريد الانتقاص من طاقات وابداعات المطربين العراقيين لكنني اشير لحالة انتشرت في مفصل الموسيقى والغناء واصبح المخيف من مجهولها في القادم من الايام في غاية الوضوح لاسيما في ظل انتشار الفضائيات وسهولة احتكار المطربين مع تعدد شركات الانتاج وغياب المؤسسة الفنية التي تتبنى حالة النهوض بالغناء العراقي فلم يعد بوسعها تلافي ما يحصل وهذه وحدها تؤكد موروثات النظام المباد وانعكاساتها على جميع مناحي الحياة العراقية اذ لم يحصل هذا على سبيل المثال مع الاغنية الخليجية التي راهنت على استمرارية نجاحاتها لتقف في صدارة مشهد الغناء العربي، فالذائقة ان لم تخضع لاشتراطات الجمال وتتمرن باستمرار على هذا الجمال لايمكن لها ان تتحرر من الموروثات التي اشرت اليها وهذا لا يتم الا من خلال الجهد الشخصي كما في تجربة المبدع كوكب حمزة .
واتمنى ان لا يفسر كل ما اوردتـه تحامـلا علـى الاخرين ولنا فـي القاعدة الشعبيـة والاحـترام الـذي اكتسبه الفنان فـؤاد سالـم الملـتزم خير دليل علـى مـا ذكرت فالخديعة صناعة مؤسسة تبذل كل جهدها وامكانياتها لاسقاط كل من يسهل اصطياده ولنا في مؤسسة تلفزيون (الشباب) انموذجا للخراب العارم بل ذهب الامر للاجهزة الامنية انذاك لتأسيس دوائر انتاجية متخصصة بتسويق العديد من التشوهات كما حصل في اوبريت (سيد الحكمة) وكيف لنا ان نقارن بينه وبين اوبريت (بيادر خير) على سبيل المثال.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازن لطيف علي: ظاهرة المهرجانات تعيد إلى أذهاننا الصورة المو ...
- من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟
- إذا لم تعتذر
- علي حسن الفواز: النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة ...
- الفنان الملتزم والسلطة الواعية
- يوسف المحمداوي .. مشكلة مجلس النواب
- ألشمس أبقى من قطيع الغيوم ..قراءة في قصيدة السبعينات ج4
- تحت كرسي السياسة
- المناضلة الشيوعية سميرة مزعل تدلى بجرأة افادتها امام محكمة ا ...
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3
- علي الشباني...موهبة المغامره ومغامرة الموهبه
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج2
- اعادة ترتيب...!!
- نعم يارحيم الغالبي الشمس ابقى من قطيع الغيوم
- أستغرب من رعاية ألموسسات وألكيانات للابواق ألصدئه..حوارمع رح ...
- بعد منتصف النوم


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم غيلان - النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية