أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم اليوسف - بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في .... دمشق...!














المزيد.....

بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في .... دمشق...!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:12
المحور: المجتمع المدني
    


منذ عدة أيام ، حدّثني أحد المعلمين قائلاً:
إنني لمتألم جداً، على أحد تلاميذي المتفوقين ، فقد اضطرّ منذ أيام –فحسب-والعام الدراسي يكاد ينتهي ، أن يهجر مقاعد الدراسة ، ليذهب مع أسرته إلى إحدى المدن الكبيرة ، من أجل تأمين لقمة العيش ، وراح يصف بعض دقائق نبوغ هذا التلميذ ومدى تأثر زملائه به، وهم يودعونه.......!

أمام مثل هذا الموقف الأليم، دوماً أطلب من متحدثيّ – راجياً – ألا يتوغلوا المزيد في التفاصيل، لأنّني –حقاً أحسّ بكل سكاكين العالم ، تجتمع كي تقطع جسدي، إرباُ ..... إرباً، بيد إنني وإن فعلت ذلك ، إلا إنني لم أفلح – قطّ - في لجم مخيّلتي,التي التصقت بها صورة ذلك التلميذ النّشيط,مستطرداً في التفكير بدرجة ألم أبويه وهما يقدمان على هذا القرار الخطير,لترك بيتهم,وربّما ليترك أبناء وبنات آخرون وأخريات لهم ، أو لغيرهم ، متفوقون ومتفوقات ، مقاعد الدراسة,كي يبقى كلّ ذلك محفوراً في بالي حتّى هذه اللّحظة التي أسكب فيها الحبر دمعات ساخنة على هذا القرطاس.


حقيقة ، ثمّة جوع حقيقي من حولنا,ولعلّ أبلغ صورة عنه,هو ما رواه لي أمس صديق شاعر,يمارس الرياضة,في الصباح الباكر,فرأى بأمّ عينيه كيف أنّ مواطناً ينبش في برميل القمامة ، يفرز بضاعته إلى أقسام، ليضعها في ذلك الصباح الباكر ، و قبل استيقاظ نوّم المدينة وكسالاها ، في أكياس مختلفة ، لأغراض يجيد ها تماماً ، ف :الخضار لغنمته- أو بقرته – إن وجدتا والفتات وما حوله له ، واللدائن والورق المقوّى وسوا هما للبيع ، بل الأمرّ من ذلك هو أن كلباً كان على مقربة أمتار من تلك الحاوية ينتظر دوره.......!
-لم لم تصوّر تلك اللّقطة ، إذاً ؟ سألت صاحبي
-يقيناً خشيت من ردّة فعل ذلك المواطن المغلوب على أمره .
هذه الصّورة كذلك ، لمّا تزل ترنّ في أذنيّ ، والمشهد لا يزال أكثر التصاقاً بالرّوح ، بيد أن الأمثلة ، أكثر من أن تحصى، و ربّّما بتنا نتحاشى ذكر الأكثر إيلاماً منها,ولا سيّما إذا كان هناك طفل رضيع بلا حليب,أو أسرة لم يدخل إلى منزلها الرّغيف منذ أيام,أو مريض على حافة القبر ، دون دواء....!

مئات القرى في منطقة الجزيرة,باتت تفرغ-تدريجياً-من ساكنيها,الذين يتوجّهون إلى المدن الكبيرة,كي يسكنوا هناك،في أريافها أو ضواحيها ، في مخيمات,ربّما مستأجرة,دون أيّة خدمات,يعمل ساكنوها –وهم أبناء أغنى منطقة ليس في سوريا، بل في العالم العربي، و ربّما العالم كله ، زراعةً، ونفطاً ، ويداً عاملةً ، وطبيعة ً- هكذا مجتمعة ، مقابل تأمين الرّغيف اليوميّ,فحسب ...!
وإذا كنا نتحدّث عن الهجرة الدّاخلية ، فهل يجهل أحد منا أن هناك هجرة خارجية ، حيث آلاف شبابنا يهاجرون إلى الخارج ، كي يكونوا بذلك لقمة سائغة، لسماسرة مختصين ، يعملون أمام عيون الجميع ، ولهم شركاؤهم ممّن يسهلون لهم عملية الهجرة ، فيقع هؤلاء الشباب المغتربون في وطنهم ، ضحايا لمن يقلهم أو يقتلهم لا فرق – رسمياً – من المطارات ، أو عن طريق زوارق الصيد غير الصالحة للعمل ، مما يجعلنا نسمع أولا نسمع أنباءً عن غرقى جدد في كلّ مرّة ، أنباء لا تسرّ الخاطر عن كوكبة من شبابنا الذين تضيق بهم بلادهم ، بحثاً عن الدفء ، والرّغيف ، والهواء، والاستقرار ، في ظلّ افتقاد كلّ ذلك ، كي يصبح اسم "محافظة الحسكة" على جواز السفر، بمثابة "تهمة" لمن يحمل هذا الجواز ، وهو ما عرّضني شخصياً ولأكثر مرة للمعاملة الاستثنائية الصعبة ، ككثيرين غيري ، بالتأكيد ، من أبناء هذه المحافظة ،في أكثر من مطار ، وهو معروف لكل ذي شأن.......!.
ولئلا أمضي مع الأمثلة الأكثر مرارةً ،فإنّ ثمّة طرفةً رواها لي أحد أصدقائي الظرفاء ، وهي أن محافظ مدينة دمشق ، اتصل مؤخراً بمحافظ الحسكة ،سائلاً إياه أين أنت ؟، ليجيبه محافظ الحسكة : أنا في الحسكة، طبعاً، و على رأس عملي ، فردّ عليه محافظ دمشق :
تعال ،يا أخي، إلى دمشق ، فكلّ محافظتك .......هنا..........!
وللحقيقة ، فإنه إزاء مثل هذا الواقع الأليم ، لابدّ من تضافر جهود نا جميعاً ،وبجديّة من أجل تسليط الضوء على حقيقة الواقع دون مواربة ، وقد يكون في مقدم كلّ ذلك:
- تحقيق شعار" وظيفة لكلّ عاطل عن العمل"
- تأمين الضمان الاجتماعي لعامة المواطنين
- فتح المعامل والمصانع في محافظة الحسكة، وإطلاق السوق الحرّة التي أوعد أحد المحافظين بها ، قبل أكثر من أربعة أعوام، على هامش اجتماع المحافظين بالسيّد الرئيس د. بشار الأسد، وبناء على توجيهاته –- كما قال حرفياً-في حوار معه من قبل التلفزيون السوري - وارشيف التلفزيون على كل ّ ما أقول شهيد - كي يستفيد منها- كما قال - أربعة آلاف مواطن ، إلا أن قيادة فرع حزب البعث في الحسكة- آنذاك-وقفت ضدّ هذا القرار ،لأسباب سياسية ، للأسف ، وكنت قد خصصت لذلك أكثر من مقال ، نشر في جريدة قاسيون والمواقع الألكترونية
- إطلاق الحريات العامة ، وقانوني الأحزاب والجمعيات ، والاعتراف بالكرد السوريين كثاني مكوّن رئيس في سوريا، وتأمين كافة حقوقهم .

طبعاً ، إنّ ماسبق ، وسواه ، من المطالب في ما لو تحققت ، فإنه سوف يضع حدّاً لوباء الهجرة الأليمة التي تتمّ ، كي يكون بلدنا قوياً بقوة ببنيه، يفوّت كل مؤامرة عليه، أياً كان نوعها ، وما أحوجنا إلى كلّ ذلك..........!!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المازوت أولاً
- مرثاة الدم الأخضر
- إطمئنوا ....وطمئنونا عنكم*......!
- طلب انتساب إلى إعلان دمشق...!
- هذا القائد هذا الموقف
- هذا الاجتياح الهمجيّ هذا الإجماع الكردي...!
- سامية السلوم في كتابها الجديد - صراع الآلهة -
- على هامش كتابها الثالث-صراع الآلهة- سامية السلوم: لا آلهة عل ...
- رسالة عاجلة إلى د. عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء ل ...
- -أكمة- سنجار....؟!
- من قتل صديقي الصحفي عبد الرزاق سليم ؟
- إبراهيم اليوسف
- في الوداع الأخير للشاعر كلش
- حين يرثي النّثر
- رسالة مفتوحة إلى د. نجاح العطارنائب رئيس الجمهورية للشؤون ال ...
- دواعي الاستقواء كردياً:-تهديدات الاجتياح التركيّ لحرمة كردست ...
- سعيد دوكو.. حقا إني بكيتك
- مالم أتمكّن من قوله في بضع دقائق متلفزة:
- خليل عبد القادر : راكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق....!
- خليل عبد القادرراكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق...!


المزيد.....




- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم اليوسف - بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في .... دمشق...!