أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!














المزيد.....

ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:25
المحور: كتابات ساخرة
    


أهل بيروت (الغربية من السنة) ناموا على عُمَر، فاستفاقوا على عليٍّ..
هذا هو تحديداً ما حدث في بيروت، وهذا هو معناه وجوهره وحقيقته، بحسب تصريح صحافي أدلى به احد قادة قوى الرابع عشر من آذار، أي قوى المولاة.

إنَّ "حزب الله" يقود "معسكر علي"، الذي يضم، لبنانياً، حركة "أمل"، وجماعة عون المسيحية المارونية، وقوى وجماعات وشخصيات سنية، وإقليمياً، إيران وسورية؛ أمَّا "حزب عُمَر" فيضم "تيار المستقبل"، وجنبلاط، وجعجع، وقوى وشخصيات لبنانية أخرى، كما يتَّسع في أطرافه، دولياً وإقليمياً وعربياً.

في لبنان، ليس من لون إلاَّ وفيه شيء من اللون الطائفي. حتى المنظمات السياسية اليسارية والعلمانية والقومية.. يشوبها شيء من اللون الطائفي ولو على مستوى بنيتها التنظيمية والعضوية والجماهيرية. والمقاومة الفلسطينية في لبنان، في سنوات الحرب الأهلية هناك، كان يُنْظَر إليها على أنَّها "جيش السنة". ولو تجادل اثنان من اللبنانيين في أمر التليسكوب "هابل" لَفُسِّر اختلافهما في الرأي على أنَّه اختلاف طائفي.

و"حزب الله"، الذي كان أسطورة في مقاومته ومقاتلته إسرائيل، والذي لا شكَّ ولا جدال في عدائه لها، ليس بالحزب الذي يمكن أن يشذ عن "قانون الطائفية" في لبنان، فهو حزب سياسي شيعي في المقام الأوَّل؛ على أنَّ هذا مقياس واحد فحسب من مقاييس عدة يمكننا وينبغي لنا أن نقيسه بها. وأريد ان أضيف إلى ذلك أنَّ "حزب الله"، وعلى طائفيته، أي شيعيته، في كثير من الجوانب والأمور، كتكوينه القيادي والتنظيمي وقاعدته الشعبية ـ الحزبية اللبنانية، ليس بمتَّجِر بالطائفية، ويحرص كل الحرص على أن ينأى بنفسه عن كل صراع يمكن أن يُمْسَخ مَسْخَاً طائفياً ومذهبياً.

إنَّه لمن قبيل الاستغباء للعامة من الناس، لبنانيين وعرباً، أن يصوَّر ما حدث في بيروت، وما يحدث الآن فيها وفي سائر لبنان، على أنَّه صراع طائفي ومذهبي، أو على أنَّه صراع بين "معسكر علي" و"معسكر عمر".

وإنَّه لمن النفاق والكذب والخداع والتضليل أن نتبنى في موقفنا من هذا الذي حدث ويحدث المفردات والعبارات في بعض من الخطاب الرسمي العربي، فكل ما نراه من حقائق، إذا ما نظرنا إلى الأمور بعيون يقظة لا تغشاها أوهام، إنَّما يؤكِّد أنَّ أطرافاً عربية تقف مع أحد الطرفين اللبنانيين ضد الآخر هي التي تُضمِّن خطابها الرسمي مفردات وعبارات من قبيل "حقن الدماء"، و"الحفاظ على وحدة وسيادة لبنان"، و"تجنيبه مخاطر الحرب الأهلية"، وغير ذلك من المفردات والعبارات التي لا تُعبِّر عن المواقف الحقيقية لأصحابها.

الحقيقة كل الحقيقة هي أنَّ حرباً، لا تختلف في أهدافها ودوافعها عن "حرب تموز ـ آب"، قد شنَّتها الولايات المتحدة وإسرائيل، وآخرين، على "حزب الله"، فقاتَل هذا الحزب، مع حلفائه، دفاعاً عن نفسه، وعن "مقاومته"، باذلاً جهدا جهيدا في اجتناب كل ما من شأنه أن يُفْسِد طائفياً أو مذهبياً هذا الصراع.

هذا هو إنَّما جوهر ما حدث ويحدث في بيروت، وفي سائر لبنان؛ وإنْ كان للمسألة وجه آخر، أو وجوه أخرى، فإيران وسورية ليستا بـ "سويسرا" لجهة موقفهما مما وقع، فكلتاهما تسعى في أن توظِّف النتائج بما يخدم سياستها ومصالحها وأهدافها. ونحن لا ننظر إلى "حزب الله" على أنَّه طرف يُقرِّر، ويفعل، سياسياً، بمنأى عما يراه "مصالح وأهداف ودوافع مشترَكة" مع إيران وسورية. على أنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ هذا الحزب لا يعدو كونه "حصان طروادة" للنفوذين الإيراني والسوري. واحسب أنَّ "حزب الله" من حقِّه أن ينظر إلى نفسه على أنَّه أكبر من سورية، مثلاً، في معادلة الصراع الحقيقي مع إسرائيل.

نحن ضد أن نُحْكَم بنظام حكم من نمط نظام الحكم الإيراني، وضد كثيرٍ من أوجه سياسته في العراق، وفي أجزاء أخرى من عالمنا العربي، والتي تفوح منها روائح نستكرهها؛ ولكنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أن نقف ضد "نووية إيران"، أو أن نقف إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ضد "حزب الله" بعد أن نصوِّره على أنَّه أداة في يد النفوذ الإقليمي الإيراني.

حتى في المعنى التجاري الصرف للسياسة لا نملك من سبب وجيه ومُقْنِع للوقوف من "حزب الله" مواقف تُعبِّر عن "مصلحة مشترَكة" مع الولايات المتحدة وإسرائيل، فهما لم يفعلا أي شيء يمكن أن يؤسِّس، حقَّاً، لمصلحة مشترَكة في خوض "صراعٍ مشترَك"، فالسياسة، التي تنتمي للعالم الواقعي للسياسة، قد تَحْمِلكَ على البيع والشراء، وعلى أن تفهم "المبادئ" كما يفهمها "التاجر"؛ ولكنَّها تَسْتَصْغِركَ إذا ما أخْرَجْتَ بضائعكَ السياسية من السوق، ووزَّعتها مجاناً، أو جَعَلْتها "ضريبة" تدفعها إلى "الحكومة العالمية".

الأزمة اللبنانية ليست بمستعصية على الحل إذا ما انتهت، أو أُنْهيت، "علاقتها السببية" بـ "الشرق الوسط الجديد"، وإذا ما تخطَّيْنا "الشكليات الدستورية"، فالحُكم في لبنان يمكن، ويجب، نقله، فوراً، وبدعم عربي، من حكومة السنيورة إلى الجيش، أي إلى مجلس عسكري يقوده العماد ميشال سليمان، الذي من موقعه هذا يتولى إدارة حوار بين الطرفين المتنازعين، توصُّلاً إلى الاتفاق على قانون انتخابي جديد، تجرى بموجبه انتخابات نيابية جديدة، فتؤلَّف، بما يتفق مع نتائجها، حكومة جديدة، ثمَّ يَنْتَخِب المجلس النيابي الجديد العماد سليمان رئيساً للجمهورية.

لبنان يحتاج الآن إلى "عملية طرح"، تعقبها "عملية جَمْع"، فَمِن معادلة الصراع تُحْذف حكومة السنيورة والميليشيات مع أسلحتها، ثمَّ يقوم "لبنان الانتقالي" على الجمع بين ثلاثة أشياء: "دولة موحَّدة بجيش موحَّد قوي (أمنياً وسياسياً)"، و"مقاومة قوية محتفظة بسلاحها"، و"حوار بين جميع الأطراف".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!
- من بروكسل جاء الجواب!
- طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!
- الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!
- الجوع يَحْكُم العالَم!
- أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!