أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن لطيف علي - عن الزمان .. أبعاده وبنيته















المزيد.....

عن الزمان .. أبعاده وبنيته


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في محاولة لرسم الخطوط الرئيسة لمفهوم الزمن ، والتي تمثل في حد ذاتها بنية اساسية انصب هيكله العام الذي يتأرجح بين الذاتية والموضوعية ، صدر للكاتب الدكتور عبد اللطيف الصديقي كتابه المهم "الزمان ..ابعاده وبنيته "وهي محاولة قصد من ورائها المؤلف تفهم المسألة الزمنية ونصب بنيتها الاساسية ثم تشخيص ماهيتها ، لذلك كانت رؤية المؤلف من عدة زوايا مختلفة ..فالزمان قضية اساسية بل حتمية لامناص منها ، تعايشه وتعيه جميع الكائنات على مختلف مستوياتها وتدرجها التطوري، فالحضارات جميعها على مختلف العصور والأزمان لم تهمل العصر الزمني بل أدركت حقيقته وأهميته ، وتبعا لذلك اخترعت الاساطير والرموز لتصويره ، ثم شيدت الادوات والآلات لقياسه وهكذا اصبح جزءا من حياتهم اليومية .



الجذور التاريخية لمفهوم الزمن:
اذا ماتوغلنا في الماضي السحيق فاننا سنجد حضارات كبابل واشور استخدمت انواعا عديدة من التقاويم (يعود تاريخها الى 1900 ق.م) مؤلفة من ستة شهور قائمة على الخسوفات القمرية ، ثم توصلوا الى سنة مكونة من أثني عشر شهرا قمريا "354 يوما ".
اما التقاويم الهندية التي يذكرها الدكتور عبد اللطيف في فصله الاول وهو الجانب التاريخي لمفهوم الزمن ، ويعود تارخ التقاويم الهندية الى 1500 ق. م قامت اساسا على الاشهر القمرية ، فالتصور القديم اذن للزمن عند كل من الاغريق والهنود والحضارات القديمة الاخرى شكل عند هؤلاء نوعا ما حساً زمنياً لايمكن الاستغناء عنه أو صرف النظر عنه ، وبالتالي عن الدور الفعال الذي يلعبه الزمن في حياتهم ، حتى قادهم الامر اخيرا الى ان يعتبر انه " دائري "اي متكرر على هيئة فترات منتظمة ، وتشير الدراسات المتعلقة بسلوك بعض القبائل البدائية الى انها لاتعرف اي فاصل بين الماضي والمستقبل ، أما اليونانيون فوضعهم مختلف نوعا ما اذ كانت ادوات قياس الوقت كالساعة الرملية والمائية اللتين أخذتا مكان " القضيب المقسم ".. اما الرومان فقد وضعوا نظاما للساعات الوقتية يتضمن فئة خاصة لساعات النهار محددة العدد (12 ساعة في العادة ) وفئة اخرى لساعات الظلام هي الساعات الليلية " الساعة البندولية "، في اواسط القرن السابع عشر احدث انقلابا في مفهوم الزمن..اما في العصر الحديث فهو الذي يبدأ باسحاق نيوتن ، فالزمن النيوتوني هو زمن قائم بذاته مستقبل تماماً عن الاشياء ، فالزمان كما يعتقد نيوتن أذن مطلق قائم بذاته مستقل بطبيعته عام شامل غير مرتبط بالحركة ، وهو في نهاية المطاف ماهو الا تغييرا عن الزمن الرياضي .. اما الفيلسوف "كانت" أب الفلسفة الحديثة فيعتقد ان الزمن ما هو الا صورة حدسية ، او بالاحرى احد أشكال الحدس المتفق تماما مع حواسنا الداخلية .
الزمن السيكولوجي:
اعتقد بعض علماء النفس وجود وحدات سيكولوجية محددة وثابتة في الدماغ ، تكون مسؤولة عن ادراكنا للزمن، منهم مؤسس علم النفس التجريبي " وانت ", " ايستول" ويرى الفيزيائي النمساوي ارنست ماخ أن ادراكنا مصدره الاحساس بمعنى ان احساساتنا هي التي تدلنا على الزمن وتعرفنا به..لكن لعالم النفس جاني رؤية مغايرة فهو يرى ان الزمن ما هو الا تركيبا فكريا ذهنيا ليس غير ، اما عالم النفس الشهير جان بياجيه فقد برهن ان "الوعي بالتزامن والتعاقب هو استجابات يتعلمها الطفل في طفولته كما ان الافكار عن الزمن ليست عالمية او موحدة، فلكل من اللغات المختلفة والحضارات المتباينة طرقها المتمايزة في تصور الزمن ".
يصل المؤلف الى ان ادراكنا للزمن مرجعه الذاكرة او التذكر اما وجهة نظر فرويد وبيرجسون حول سريان الزمن او جريانه فهما يبعدان تأثيره على الذاكرة رغم تساؤلاتهما المتعلقة بالنسيان والتذكر ، حيث يتساءل الاول "لم لم النسيان "اي لماذا ننسى ؟ بينما يسأل الاخر لم نتذكر؟
وفي ختام هذا الفصل يسأل المؤلف الى سؤال اخير ، هل احساسي بالزمن مماثل لأحساس غيري به ؟
الزمن الرياضي:
يعتبر التجريد الرياضي للزمن هو احد المبادئ الاساسية لعلم الحديث ،والذي يصور لنا الزمن كمحل هندسي يطلق عليه عادة "تموقع الزمن "اما جذوره السيكولوجية فتمتمد الى تصورنا الاولي للزمن ، من حيث بعده الاحادي اي ذو أحداثي واحد ..لقد اخذت بعض النظريات الرياضية كنظرية المتغيرات والاستمرارية ، التحرر من الابعاد الفرضية لهذه المفاهيم ، وذلك عندما تم التوصل الى حلول مقنعة الى حد عندما اثيرت مسألة "المفارقات "المتعلقة بالزمن والحركة التي يعود تاريخها الى عالم اليونان الأيلي زينو، فمقارنة زينو الاولى المعروفة "حركة السهم"تنص على انه "لايمكن للسهم ان يتحرك ، لانه في كل لحظة من حركته يشغل حيزا في المكان مساويا لطوله ، وتبعا لذلك تكون الحركة محالة " وقد قدم الاستاذ كرونبانم نقطة جلية حول ذرية كل من المكان والزمان قائلاً
"حيث ان الزمان والمكان مقداران شاملان ، فأن قيمتهما تنطبق على الاعداد الحقيقية ، وحيث ان مجموع هذه الاعداد يعني الاستمرارية الرياضية ، لذا فذرات كل منهما تقضي سبقا جميع المحتويات الى تشكل المجموع الكلي" وقبل ان ينهي الدكتور عبد اللطيف فصله الثالث يتطرق الى المفهوم الاحصائي للزمن الذي اساسه فكرة "سهم الزمن ""هو انه خطياً لارجعة فيه ولاعودة ويعتمد مفهومنا الاحصائي على احد المفاهيم الاساسية في الطبيعة ،الا وهو مفهوم "الانتروبي"، ان الزيادة في الانتروبي هي اتجاه الزمن ، وما الزمن الا التوصل الى انظمة طبيعية لحالات متتابعة في ارتفاع الانتروبي.
الزمن الفيزيائي:
عندما ذاع صيت النظرية النسبية حول مفهوم الزمن الفيزيائي ، انصب اهتمام الفلاسفة حول كيفية رفض النظرية للمبادئ المتعارف عليها سابقاً" الانية "على وجه التحديد، والمسألة التي اراد اينشتاين اثباتها هي اننا لانملك طريقا للهروب من عالم المظاهر الزمانية لانه لاوجود لروابط انية بين الاحداث الخارجية والمشاهد ، فالزمان وجه من أوجه العلاقة بين المشاهد والكون ، أن اول من صرح بصلة الزمان بالمكان هو عالم الرياضيات الشهير هيرمان منكوفسكي عام 1908 بعبارته الشهيرة " ومن ثم فأن المكان بذاته محكوم عليهما بالتلاشي الى مجرد ظلال غير ان نوعاً من الاتحاد بين الاثنين هو وحده الذي يبقى في واقع مستق "ويشير الباحث الى ان الزمن الكوني في حد ذاته ما هو الا مفهوما احصائيا شبيها بدرجة حرارة الغازات وهذا مما يجعله متناغما بل منسجما مع نفهوم الانتروبي، وكما نعلم ان انتروبي الكون في تزايد اقصى حد له مما يفضي الى حالة فوضى كاملة للجسيمات الموجودة فيه
الاطار الفلسفي لمفهوم الزمن
يطرح الدكتور عبد اللطيف الصديقي عددا من التساؤلات منها ، هل يمكن ادراك الزمن؟ وهل يمكن قبوله حقيقة بديهية على نمط التعبير الكانتي ؟ هل يمكن رؤيته ؟ ماهي مصادر معارفنا لفكرة الزمن ؟هل هو مجرد فكرة ، ام مفهوم مجرد ام حقيقة فيزيائية مستقلة تماماً في أذهاننا ؟ ..ألخ .
وفي ختام فصله الاخير يفدم المؤلف نبذة عن اراء الفلاسفة والمدارس الفلسفية لمفهوم الزمن .. فالزمان عند ديكارت " هو صنو المكان ، والمكان ماهو الا الزمان الطبيعي ، الاتي ، زمان الموجودات الظاهرية في العالم الخارجي " ، اما الافلاطونيون المحدثون فهم يعتبرون ان الزمن احد صفات الخالق اي من بين الاشياء الحقيقية القلائل ، والبعض ان الزمن ماهو الا ترتيبا او تسلسلا لحظيا للواقع.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية على المواطنية
- من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب
- الإعلام العراقي بين الحرية والانفلات
- إنقذوا زهير أحمد القيسي
- الروائي محمود سعيد: المؤسسات الدستورية هي من تتيح ازدهار الث ...
- المخرج العراقي جميل النفس: بعد فيلم (ابو غريب) سأوثّق جريمة ...
- مؤسسة الحوار المتمدن تصدر كتابها الرابع في العراق.. واقع الم ...
- الشاعر عبد الكريم هداد: المتغيرات الجديدة في العراق لن ينجح ...
- القارئ بين الكتاب المطبوع والإلكتروني
- راسم الجميلي.. ذكريات وانطباعات من شارع المتنبي
- بوابة التكوين الذاتي
- الهامشيون وثقافة الحرية
- اقليم كردستان وقانون النفط والغاز
- عرس الماي
- فاتن نور: الهوية الإنسانية هاجسي الأهم،اريدها ان تتصدر إنتما ...
- الحوار المتمدن في العراق
- المرأة في شعر الرصافي
- صدور الكتاب الثالث للحوار المتمدن في العراق -اربع سنوات من ا ...
- دور الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين والقوى الديمقراطية في ا ...
- اهمية موقع الحوار الحوار المتمدن واسهاماته وكتابه الشهري في ...


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن لطيف علي - عن الزمان .. أبعاده وبنيته