أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - هل الخدمة العسكرية الإجبارية ضرورية للعراق؟














المزيد.....

هل الخدمة العسكرية الإجبارية ضرورية للعراق؟


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 01:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لوحظ في المدة الأخيرة أن بعض المشتغلين بالشأن السياسي العراقي الجديد اخذوا يتحدثون عن الحاجة الى إعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية الإلزامية الذي كان سائدا ً في ظل النظام المباد والموروث عن الدولة العراقية منذ بدايات تأسيسها فما الذي توحي اليه تلك الدعوات وما المغزى من طرحها في الوقت الحاضر؟.
ينطلق الداعون الى إعادة العمل بالخدمة الإلزامية من الادعاء بان تجميع الشباب المؤهلين للخدمة العسكرية من شتى مناطق العراق في أماكن محددة خاصة تشمل المعسكرات والوحدات والمدارس العسكرية يؤدي (بالضرورة) الى زيادة اللحمة بين أبناء المجتمع من خلال ما يسمونه (انصهار الفروق الطائفية والاثنية) لتصب في شعور وطني جامع. وبعد التمعن في حقيقة ذلك الادعاء يتوضح لنا ان الأمر يشبه ما يهدف إليه القول المأثور (كلمة حق يراد بها باطل) بمعنى ان اللحمة الوطنية والشعور الوطني مطلوب تنميتها وتعزيزها ولكن أمر ذلك لم يعد مقصورا ً على العسكرية والجيش بل الغريب حقا ً ان نربط تلك الأمور الأساسية من حياة الناس بالجيش وهو ما درج عليه النظام المباد وإعلامه وفعل مثل ذلك القادة الدكتاتوريون مثل هتلر وموسوليني واضرابهما وقادوا بلدانهم وشعوبهم بنتيجة ذلك الى المصائب والويلات عن طريق تنمية الروح العدائية تجاه الأمم والشعوب الأخرى بل حتى إزاء شعوبهم مثلما فعل النظام النازي في المانيا في ما عرف بمحارق الكتب بعد ان تنامت الروح العسكرية والدكتاتورية الى الحد الذي لم يعد بالاستطاعة لجمها. والأمر ذاته حصل لدينا في العراق في أثناء حكم النظام المباد حين تم إخضاع جميع مفاصل المجتمع المدني الى الروح العسكرية عن طريق استغلال الخدمة العسكرية الإلزامية وتطويعها لصالح الفرد الدكتاتور وجرى ارتباطا ً بذلك تحويل حتى الصناعة المدنية العراقية التي كانت تمتاز بجودتها الى التصنيع العسكري وجرى قهر أحلام الشباب وإضاعة أعمارهم لسنين عدة في دهاليز العسكرية والحروب.
ان الجيش لا يمثل هدفا ً للبلد ولكنه وسيلة من ضمن الوسائل لتحقيق أهدافنا إذ لو صح ان الجيش شرط لتنمية الشعور الوطني لما أبقت أغلبية الدول الأوروبية ممن تعمل بنظام التطوع فقط على ذلك النظام ولأعادت الخدمة الإجبارية التي كانت سائدة قبل تحرر البلدان الاوروبية وبناء الديمقراطيات عقب الحرب العالمية الثانية. ان شعوب الديمقراطيات المتحضرة في اوروبا وبعد زوال أنظمتها القمعية اقترن بناؤها الجديد الذي اعقب الحروب بتنمية طاقات الشباب بإقامة آلاف المصانع لإنتاج السلع المدنية التي يحتاج اليها المجتمع وليس بتنمية الجيوش الجديدة ذلك الهدف الذي التفتت إليه لاحقا ً وليس بمجرد انتهاء الحرب. وهنا قد يقول قائل ولكن وضعنا في العراق مختلف.. نقول نعم فنحن لم نزل مهددين بالإرهاب وبأطماع الدول الخارجية ولكننا في الأقل عبرنا على القسم الأكبر من المحنة وأنشأنا جيشا ً برغم السلبيات التي اعترت تأسيه يضم اعدادا ً لا بأس بها من الشباب جلهم من المتعلمين وليس مثلما كان عليه الجيش السابق الذي كان بعيدا ً عن الحرفية والمهنية بسبب تدني مستواه وتخلف تجهيزاته وهو ما أدى الى الهزائم الكارثية في حروبه المتوالية بل الأكثر من ذلك ولو كانت الظروف في العراق تجري بصورة طبيعية لطالبنا بتقليص الجيش واستغلال طاقات الشباب الموجودين فيه بتوجيههم الى الأعمال التي ينتفعون بها وتنفع شعبهم بإقامة البنى الارتكازية للمصانع والمعامل وتنشيط الزراعة وادخال التقنية فيها بدلا ً من طغيان الوضع الاستهلاكي الذي تتميز به الجيوش. لقد كان الأولى بالسياسيين الذين يطالبون من دون وجه حق بإعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية الإلزامية أن يرأفوا بحال الأجيال العراقية الناهضة التي هدمت الحروب آمال آبائهم وحياة أجدادهم وان يتكلموا بدلا ًمن ذلك عن ضرورة فتح بوابات الحياة الاقتصادية والمستقبل الواعد أمام الأجيال الجديدة عن طريق الاتفاق مع الدول المتطورة لإقامة منشآت العمل التي يحتاجها المجتمع بدلا ً من ان نستورد كل شيء من الدول الأخرى وما يمثله ذلك من خراب مالي واقتصادي. يتوجب علينا إقامة المصانع الضخمة التي تنتج كل الأشياء التي نستوردها الآن وارض العراق واسعة بما فيه الكفاية لإقامة مثل تلك المشاريع على ضوء التجمعات السكانية كما يمكن إنشاء البيوت للشباب قرب أماكن العمل والعملية سهلة التطبيق خصوصا ً في مناطق العراق الآمنة وما أكثرها. اما الحديث عن اللحمة الوطنية وتنمية الروح الوطنية بين أبناء الشعب الواحد فتلك أمور لم تدر ولن تدور في خلد أبناء شعبنا بل انها تنبثق فقط في أذهان بعض السياسيين ومحبي نزعة التفرد والتسلط.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشاط ملحوظ للدبلوماسية العراقية
- صفقة اليمامة والصفقة الصربية
- لماذا يخشون التداول السلمي للسلطة؟!
- أحداث البصرة الدامية والحاجة الى التعالي على الأحقاد
- فائض المال .. وإملاق الحال
- هل تخلق الأموال مجتمعا مرفها ً؟!
- ما المطلوب من التشكيلات والتيارات الجديدة لتخطي الازمة؟!
- وضاع الماء في بلد النهرين .. !!
- مهزلة الكهرباء الوطنية ..
- إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها
- الحكومة والدولة وما بينهما
- فشل نظام القوائم الانتخابية .. وحان أوان استبداله
- إنفرجَ الوضع الأمني .. فضاعت الكهرباء !!
- وزارات محلية .. وزراء محليون!
- وزراء العراق الجديد يقطعون أرزاق موظفيهم
- وزارة ساركوزي ووزارة المالكي
- أضم صوتي ضد وزارة الكهرباء ولكن
- مدينة الثورة ضحية لصوص وزارة التجارة
- إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع
- بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - هل الخدمة العسكرية الإجبارية ضرورية للعراق؟