أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حامد حمودي عباس - العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص البعض من سمات عمل سفاراتنا في الخارج















المزيد.....

العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص البعض من سمات عمل سفاراتنا في الخارج


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 06:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مهما كان لعامل التخصص الاكاديمي في مجالات العلوم كافة ومنها العلوم الانسانية من اثر يعتبره البعض كافيا لتوفر عنصر التأهيل ، الا انه لا مناص من الاعتراف بان للخبرة العمليه هي الاخرى اثرها البالغ بل والفعال في ترسيخ اسس المعرفة واكساب حامل التخصص مهارة مكتملة العناصر قوية الاثر . ولكون الخبرة هي ذلك الجانب المعرفي المعتمد اساسا على طول الممارسة العملية لفن ما ، فان اكثر المصادر غزارة هو ذلك التشعب اللانهائي من الممارسات الحياتية اليومية للمجتمعات الانسانية وعلى كافة الصعد . من هنا فانني أزعم بان مجال العمل الدبلوماسي وكأي نشاط انساني اخر له مصادره المعرفية المعتمدة على الخبرة العملية . وليس هناك من شك في ان تلك الخبرة وخاصة في هذا المجال هي التي تبنى اسسها على الاختلاط اليومي بالجالية الوطنية في الخارج او التعامل مع الدوائر الرسمية ذات العلاقة في البلد المضيف .
وما يهمني في مداخلتي هذه هو العنصر الاول والمتمثل بتسيير الجالية الوطنية في الخارج وكيفية التعامل معها ورفدها بما يبقي ارتباطها بالوطن متينا وغير قلق بحكم ظروف الغربه . ولكوني امتلك قاعدة لا بأس بها من المعرفة بواقع ما يمر به المهاجر كواحد ممن قضوا وقتا ليس بالقصير في احضان الغربه ، ومن ثم فانني ادرك وعن قرب طبيعة العناصر المؤثرة في تكوين التركيبة النفسية للمغتربين جراء هذا الطيف غير المتجانس من عوامل الضغط المسلط عليهم وهم بعيدين عن جذورهم واهاليهم ، لهذا كله فقد وجدتني غير مقحم على موضوع كهذا ، وان ما ادلوا بدلوي فيه سيحمل حتما فائدة تضاف الى عملية التأهيل المهني الدقيق للعاملين في هذا القطاع .
لقد عانت جماهير المغتربين العراقيين من واقع مرير شكلته ظاهرة الانفصال البغيض بينهم وبين ما كان يسمى بالسفارات العراقيه في الخارج ، وليس هناك اقسى وامر على المرء وهو بعيد عن بلاده من ان يشعر بذلك الاحساس بالاغتراب المضاعف عن وطنه وهو يتعامل مع سفارة بلده كجهة من المفروض ان ترعى مصالحه وتحفظ له مصيره وتؤمن له بقائه في حيز الامان ، في حين عند مراجعته ( هذا اذا راجع وبحكم الضرورة ) لتلك السفارة فانه سيواجه سيلا من الاستفسارات واستمارات التحقيق لا لشيء الا لكونه يرغب بتصديق وثيقه او تمديد جواز سفر ، ناهيكم عن ذلك التعامل الفج من قبل موظف الاستعلامات عند بدء الخطوة الاولي من المراجعه .ويكمن السبب في ذلك بالاتي -
1- اعتقاد النظام السابق بل جزمه بان كل مواطن عراقي يقيم في الخارج هو بمثابة عنصرغير راضي عما يجري في الداخل ، والا فما معنى ان يكون خارج سيطرته ( المقدسه ) واللجوء الى الاحتماء بظروف يراها ذلك المهاجر افضل مما يوفرها النظام لرعاياه .
2- الخوف المتسلط على النظام متمثلا باركان سفاراته في الخارج من العراقيين كل العراقيين دون استثناء ممن لا ينتمون الى حزب السلطه ، ولذا فان موظف السفاره نادرا ما تجده يتجول في الاسواق العامه ، ولا يسمح له بالاختلاط الحر بمواطنيه من المقيمين معه في نفس الدوله ، وتجده متطيرا على الدوام ويبدو متعاليا ومنزويا ولا يرغب حتى بالتحدث مع من سواه من العراقيين خوفا من زلة لسان قد تعرضه للعقاب ، أو توجسا من الاخر لاحتمال حدوث عواقب مجهولة جراء الكره العام لدا المهاجرين العراقيين لحكومتهم .
3- الشعور بالنقص الدائم والمتأصل في نفوس العاملين في السفارات حيث ينتابهم احساس مرير بكره الاخرين لهم جراء طلاء شخصياتهم بطلاء رجال الامن وليس كموظفين مدنيين عاديين ، الامر الذي يجعل ردود افعالهم متشنجة على الدوام ( سمعت احدهم يصيح في جمع من المراجعين وهو يوجه لهم الاهانة قائلا .. احنه مكروهين مكروهين فلماذا نتساهل معكم في انجاز معاملاتكم ؟ ) .. وبكلمة واحده فان ثمة انفصال تام بين الدوائر الرسمية المسماة بالسفارات العراقية سابقا وبين العراقيين الموجودين في الخارج ، ذلك الانفصال الذي لابد وان يعاد النظر فيه من قبل المعنيين ببناء هيكل دبلوماسي يتماشى مع النهج الديمقراطي الجديد للبلاد ، وبامكاني ان اضع بعض المؤشرات التي وجدتها من خلال مراجعاتي لسفارة بلدي بعد عملية التغيير من الواجب التوقف عندها وايجاد السبل الكفيلة بالتعامل معها تعاملا مهنيا رفيعا وناجحا وهي -
1- مع ان كافة العاملين في السفارة يعكسون للمراجع ومن اول لحظة تلقيا حميما للغايه لم يعتد عليه من قبل ، غير ان بقايا من مؤثرات لا زالت مرعبة للمراجع تجري على ما اعتقد وبغير قصد ، وواحدة منها بل اكثرها تأثيرا ذلك السؤال التقليدي والجاف والمشفوع بسجل مخيف على طاولة موظف الاستعلامات وهو يباغت المراجع بالاستفسار عن اسمه ورقم تلفونه وعنوان سكنه بل واحيانا الاستفسار عن عنوانه في الداخل وتاريخ اخر مغادره له للعراق . حتى انني انبريت لهكذا حاله عندما حدثت معي بالاستفسار من الموظف المعني عما اذا كان من الموظفين القدامى ام انه من الجدد لانبهه الى ان الامر - ان كان ضروريا - فيجب اعادة صيغ طرحه على المراجع وبشكل لا يعيده الى الماضي البغيض .
2- من الطبيعي بمكان ان تتماثل التركيبة الفكرية والمذهبية للعاملين في السفارة مع ما يتشكل منه الطيف السياسي الحالي في العراق ، وما هو ضروري بمكان ان يبتعد العاملون في السلك الدبلوماسي وعلى كافة مستوياتهم في السلم الوظيفي عن معاملة مراجعيهم من العراقيين في الخارج على هذا الاساس ، باعتبار ان اختلافا طبيعيا - مذهبيا كان ام فكريا - يحمله العراقيون ولابد من محاكاة هذا الاختلاف برفعة وتجرد .
3- لقد ساهمت ظروف الجدب والحروب وظواهر القهر والتسلط على بلادنا ولسنوات طويله عايشها اكثر من جيل الى المساهمة في تشكيل الشخصية العراقيه ، والتي ظهرت على سماتها العامه علامات الخوف والتوجس والركون الى عدم الاختلاط بالاخرين خوفا من عواقب غير محموده ، وبقيت هذه السمات وللاسف الشديد موجودة ولحد الان ، فنحن العراقيين في الخارج قلما تجدنا نتزاور اونتحاور او نحيي مناسبة ما الا القليل ، ولذا فان من المجدي بمكان ان تساهم سفاراتنا بتوفير ظروف تشجع على الاختلاط وترسيخ اواصر التعاون الاجتماعي وذلك من خلال استغلال المناسبات الوطنية لاقامة الحفلات واحياء مناسبات عقد القران والزواج في قاعات تخصص لهذا الغرض داخل مبنى السفاره .
ان علاقة تؤطرها ثقة اكيدة بين الطرفين - السفارة والمواطن المغترب - من شأنها بالتأكيد ان توفر للطرف الاول معينا غنيا بالمعلومات المفيده وبما يوفر ظرفا ملائما للعمل الدبلوماسي ويسهل على العاملين فيه سبل بلوغ الغاية المرجوة من وراء اقامة علاقة دولية متطوره . انها مجرد مساهمة متواضعه اطمح من خلالها ان اعرض افكارا سالحقها باخرى معززة بامثلة حية من واقع ما كان يجري سابقا من وقائع مؤلمة مصدرها عدم التجانس بين العراقي المغترب وسفارة بلده ، كي يمكن بناء توجه يعتمد في تبينيه على مبدأ تصحيح الاخطاء وبناء جسور من الثقة الحقه بين العراقيين ومن يمثلهم في الخارج .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
- ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
- حلم في غرفه
- صيف وحب وخيال
- رساله مفتوحه اخرى الى السيده رحاب الهندي .. مع خالص التحيه
- لنعمل معا من اجل نصرة حقوق المرأة في العراق
- من افاق الذكريات


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حامد حمودي عباس - العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص البعض من سمات عمل سفاراتنا في الخارج