أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - سقطوا














المزيد.....

سقطوا


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 07:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أحسب أننا مجمعون على سلبية الأحداث الأخيرة، المواجهات في شوارع بيروت. لكن لهذه السلبية وجه أخر إيجابي، فلقد كشفت لنا هذه المعارك الصغيرة، كل الحقائق وعرت كل المواقف. جراء هذه الأحداث سقطت كل الأقنعة، الأفضل أن نقول بعضها والأيام القادمة كفيلة بكشف ما تبقى منها. لقد سقطت الأقنعة، وبان الكذب والنفاق الذي يلفنا منذ زمن، ويضعنا خارج سرب الطبيعة والمنطق. أربعة أكاذيب تلاشت، الوجوه كلها صارت سافرة، والأقنعة تدحرجت أرضاً وبانت الأمراض والعاهات التي تشوه الجسم اللبنانية وتتناتشه وتمتص دمه. أربعة حقائق، أعتقد أننا كنا نعرفها، لكننا كنا نحتاج فقد إلى دليل وبرهان. وها هي الساعة قد حانت على أساس أن الزمن هو العامل الوحيد في العالم القادر على كشف كل شيء.

القناع الأول: اللادولة..
سقطت الدولة -ولا نقصد بها الموالاة وسلطتها بحسب الخطاب المعارض-، وهي ساقطة أصلاً ولم يبق إلا بقايا منها، سقطت في اليومين الماضيين. سقطت وإنكشفت أنها عارية بلا أهمية ولا قيمة، وهي ليست إلا ستار تلهو وتعبث تحته كافة أنواع وأنماط الدول الأخرى. هي شبه دولة أو شكل دولة، أو الأصح هي هيكل دولة بلا مضمون. فارغة من الداخل، والآن صارت عارية من الخارج. كيف يمكن لدولة تحترم نفسها، وتترك مواطنيها أو الغرباء أن يخربوا حياتها؟ ويعطلوا مسيرتها؟ كيف يمكن لدولة تملك القدرة والسلاح وهي الوحيدة التي يحق لها إستعماله، أن تترك فرداً ما، أياً يكون، يستبيحها بهذه الدناءة؟ لبنان على ما أذكر كان دولة ديمقراطية. والديمقراطية -يا سيد نصرالله تحديداً- لا تعني الفوضى، أنت لم تفهم الديمقراطية بعد لأنك، مثلك مثل الأخرين من الساسة، لا تستخدمونها. الديمقراطية نقيض الفوضى، حرق الإطارات وقطع الطرقات ورفع السواتر وإطلاق النار ليسوا تعبيراً سلمياً عن رأي أو إحتجاج. أنت لا تحتاجها، نعم هذا صحيح، فولي الفقيه يقوم بكل شيء حتى ظهور الإمام... فسقطت الدولة.

القناع الثاني: العلم العسكري..
مما شاهدناه على الشاشات والمرئيات، والواضح اليوم أكثر من أي يومٍ مضى، أن تيار المستقبل لم يعد تياراً مدنياً يتفاخر بتمايزه عن بقية الشلة الحزبية اللبنانية. لا بل أصبح كجميعهم مسلحاً ومدرباً، رغم أنه لم ينفك حتى الساعة عن ترداد مقولته الشهيرة، التي صارت الآن سخيفة وبالية، أن الشهيد رفيق الحريري لم يبنِ ميليشيا بل رجال علم وثقافة ولم ينجب عسكراً بل مدنيين. ولكي لا نظلم الشهيد الحريري، نستطيع أن نقول، أن تيار المستقبل منذ إغتياله إستحال إلى ميليشيا منظمة مسلحة ومدربة متعصبة. وقد قطع الشك بما رأيناه وبما سمعناه من طلقات الرصاص. إلا إذا تحولت الكلمات إلى أدوات فتك وتجسدت رغماً عنهم على شكل أسلحة، تضغط على زنادها فتطلق النار. ومسيرة التسلح هذه، شاملة لكل فرق الموالاة على ما يبدو، أو ما يسمون أنفسهم ظلماً وعدواناً بقوى ثورة الأرز أو إنتفاضة الإستقلال.

القناع الثالث: الحجة الواهية، أو ما يسمى المقاومة..
من قبل كنا لا نجرؤ، نحن المواطنون العاديون، على نعت حزب الله بالميليشيا المنظمة. أما الآن فأصبح بمقدوري على الأقل، أنا شخصياً، أن أقولها بكل راحة ضمير مستنداً لما رأيته وسمعته ولما قاله أمين عام حزب الله نفسه، في مؤتمره الصحفي الأخير. سقطت حجة المقاومة، وظهر لنا أن المشروع الذي يسعى حزب الله إليه ليس فقط تحدي العدو الإسرائيلي ودحره حتى البحر، بل أيضاً دحر كل البقية الموجودة على هذه المساحة الضيفة الموصوفة بالـ10452 كلم2. المقاومة سقطت في شوارع بيروت، كمقدس يصعب المساس به أو الحديث عنه ونقده. الآن فقط الآن، صرنا نخاف من هذا السلاح المتكاثر القوي. لأنه كما يبدو يصعب ضبطه. سقطت كما سقط الجميع. كنا نعرف مسبقاً هذه الحقيقة، لكن كنا نخفيها خوفاً، أما الآن فلا داعي لذلك فقد كشف أصحابها عن وجوههم. فهذا السلاح وجه إلى الداخل بشكل صريح وعلني بحجة المقاومة مرة أخرى. وبان لنا على لسان السيد نصرالله نفسه، أن السلاح نفسه، كرصاص وحديد ومعدن هو الغاية القصوى.. وهذا أمر مستغرب حقاً!!

القناع الرابع: أننا أغبياء..
هو أمر معروف من قبل ومكشوف أصلاً، لكن الآن ظهر إلى العلن بشكل فاضح ومخزي. نحن أغبياء، نفرح عندما نقتل الأخر ونحتل مواقعه، ونستكبر عليه. أننا أغبياء وحثالة وزبالة... نعم إننا هكذا.. سقط المواطن اللبناني.

إني مقتنع تماماً أن باقي الأقنعة -الكثيرة- ستسقط قريباً.. إن كان من خلال إحراق الإطارات ورفع السواتر، أو من خلال إحراق البلد كله. تصبحون على وطن.



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائل النقد والمجتمعات الغيبية المقدسة
- كابوس
- الكذبة الحقيقية
- في شؤون -المحادل- والديمقراطية
- ساقطة.. ساقطة.. ساقطة
- شهداء مجانين
- بل بحبل مشنقة
- -الحسبة- والمواطن السعودي
- الله إلكترونياً: تسعيرات واضحة!
- تضامناً مع وفاء سلطان:ماذا عن الرأي الآخر؟
- هي لحظة
- ماذا عن ميشال سورا؟
- لا أريد أن أموت
- الزواج المدني: الخطوة الأولى
- بيروت،أدب وفن
- حالة حب (قصة قصيرة)
- بيروت:-مملكة الغرباء-
- غزة فوق الحصار
- ثقافة -حرق الإطارات-
- أسئلة وقبلة


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - سقطوا