أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - النوم على سرير (برنامج سياسي) مريح















المزيد.....

النوم على سرير (برنامج سياسي) مريح


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 04:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 أمر غريب حقا – لدى حزب العمل برنامج سياسي، يشبه قبعة المتشرد.

     يتضح بأن عمر هذا البرنامج قد بلغ الشهرين، ولكني لم أعلم بوجوده حتى قام أحدهم، مشكورا، بإرساله إلي بالفاكس.

     هذا هو حزب العمل ذاته الذي يفكر في تمديد فترة تولي شمعون بيرس لرئاسة الحزب لسنة أو لسنتين. شمعون بيرس، هو هو، الذي عمل كوزير للخارجية لدى شارون والذي يتوق الآن للعودة إلى الحكومة.

     إذا ماذا لدى هذا الحزب ليقدمه؟ أشياء جيدة فقط.

     فها هو يبدأ بما يلي: "المستوطنات والسيطرة على الشعب الفلسطيني يؤديان إلى المس بأمن الدولة ومواطنيها. يلحق التوازن الديمغرافي بين النهر والبحر خطرا محدقا بدولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية. لذلك فإن الانفصال السياسي والديمغرافي بين الكيانين الوطنيين هو أساس رئيسي في كل تسوية".

     ماذا ينقص هذا البند؟ ليست هناك أي كلمة واحدة عن الأخلاق والعدل. فالأخلاق والعدل لا يناسبان السوق، وكل من يخاف على نفسه يبتعد عنهما. ليست هناك أي كلمة عن ظلم الاحتلال، فالظلم أيضا لا يتماشى مع متطلبات السوق. أي خبير في مجال الإعلانات سيوافق على التحدث عن ذلك الظلم عندما يكون الأمر متعلقا باليهود فقط. الفلسطينيات ينجبن أولادا أكثر مما يجب.

     إذا ما هو الحل؟ الانفصال. "نحن هنا وهم هناك". لن نعيش معا في دولتين صديقتين. لا للمصالحة. وبالتأكيد لا للحدود المفتوحة. حتى وإن كان ذلك مجرد رؤيا مستقبلية. الانفصال والانفصال فقط. أما المفكر الرئيسي في هذا الحزب فكان وسيظل إيهود براك.

      "سيعم السلام بين إسرائيل والدولة الفلسطينية عن طريق المحادثات السياسية فقط. ولكن طالما استمرت الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل ستبذل إسرائيل، دون توان ودون قيد أو شرط، كل ما في وسعها..."

     هذه كل تعاليم شارون باختصار. أم الخطايا ليست واقع الاحتلال، بل النضال ضد الاحتلال. فكلما تواجد هذا النضال ضد الاحتلال والمسمى "إرهاب"، يجب زيادة القمع. وطالما بقي الإرهاب، فمن غير المجدي الشروع بالمحادثات.

     بالمناسبة، يجدر بنا أن ننتبه إلى كلمة "ولكن". فهذه الكلمة مستعملة كثيرا. نحن نريد السلام "ولكن" نفعل العكس.

    هل لدى حزب العمل " مبادئ لتسوية سلمية"؟ ليس من الواضح تماما.

    الأول هو "وقف الأعمال القتالية والإرهاب على أنواعه". ولكن ليس وقف الاحتلال لا سمح الله، فهذا الأمر يمكنه الانتظار. يجب أولا وقف الإرهاب. شارون بكل جلاله.

    "سيتم رسم الحدود الآمنة والمعترف بها بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، على أساس حدود الرابع من حزيران 1967" جميل جدا. ولكن البقية تأتي حالا: "وستشمل تغييرات لا بد منها لأسباب أمنية ولضم الكتل الاستيطانية اليهودية لتقع تحت سلطة إسرائيل، على أساس مبدأ تبادل الأراضي بين الدولتين".

     إذن ليس هذا هو الخط الأخضر بعينه، فهناك "احتياجات أمنية"، ستحددها بالطبع حكومة إسرائيل. ما هي هذه الاحتياجات؟ توسيع الخاصرتين الضيقتين للدولة؟ توسيع غور الأردن؟ مناطق أخرى؟ أما بالنسبة "للكتل الاستيطانية اليهودية" – فهذا نوع من إضفاء الشرعية على المستوطنات، ابتداءً من مستوطنة كدوميم في قلب الضفة الغربية (التي أقامها شمعون بيرس المذكور) وانتهاءً بكريات أربع (التي أقامها يغآل ألون).

     "أورشليم الكبرى ستكون عاصمة إسرائيل". هذا أمر لا ينتطح فيه عنزان. "أورشليم الكبرى" هو مصطلح معروف، فهي تضم كل القدس الشرقية. ولكن الفذلكة الكلامية التي يتمتع بها إعلاميو حزب العمل تتغلب على هذه المشكلة بسهولة: "سترتكز الترتيبات في القدس الشرقية على المبدأ: "ما لليهود لليهود، وما للعرب للعرب". إذن ستكون الأحياء العربية في القدس الشرقية عاصمة لدولة إسرائيل وَ "للعرب" أيضا. هل هذا واضح؟ واضح جدا!

     "لن تكون هناك عودة للاجئين الفلسطينيين إلى مناطق دولة إسرائيل". هذا هو أكثر البنود وضوحا في المستند كله، وهذا هو التطرق الوحيد لأربعة ملايين فلسطيني. فهم لن يؤخذوا بالحسبان. لا يجدر بنا أن نمنحهم شيئاً. لا حل ولا أي اعتذار أو اعتراف شفوي. سنصنع السلام مع نصف الشعب الفلسطيني وليذهب الباقون إلى الجحيم. غير أن على زعماء الشعب الفلسطيني الإعلان، بالطبع، أن هذه هي "نهاية النزاع"، كما ورد في البند التالي. لن يكون باستطاعة إيهود براك نص هذا البند بأفضل من ذلك.

     "ترتيبات أمنية خاصة ستضمن المصالح الأمنية لدولة إسرائيل". بطبيعة الحال ليست للفلسطينيين أية مصالح أمنية. حتى وإن كانت لديهم مصالح كهذه، فمن يأبه لها.

     والأهم هو: "سيعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي". أي أن الفلسطينيين سيصادقوا على أن دولة إسرائيل هي دولة يهود بروكلين ودولة الإثيوبيين في إثيوبيا، في الوقت الذي لن تصادق فيه إسرائيل على أن دولة فلسطين هي دولة اللاجئين في صبرا وشاتيلا أيضا.

     إلى هنا " مبادئ التسوية السلمية". وماذا بشأن "الخطوات أحادية الجانب" التي ينتهجها شارون؟ لا تقلقوا، فإنها تتصدر مكانة مرموقة في البرنامج السياسي لحزب العمل.

     "في حال عدم التوصل إلى تسوية سياسية ستتخذ إسرائيل خطوات مرحلية أحادية الجانب لتضمن مصالحها السياسية، الأمنية والاقتصادية"، وعلى رأسها "الانفصال أحادي الجانب".

     أما في قطاع غزة على سبيل المثال، فسيتم "تطوير وتحسين الجدار الأمني". ستبقي إسرائيل "السيطرة الجوية والبحرية تحت سيطرتها". هذا يعني أن غزة ستكون بمثابة سجن كبير.

     إن لم يكفِ هذا كله، فهناك المزيد: "سيتم توسيع وتقوية المنطقة الأمنية بين قطاع غزة ومصر". أي: هدم المزيد من الأحياء في رفح وذلك لعزل قطاع غزة عن أي تواصل بالعالم.

     هناك أيضا صيغة بديلة: "بعد وقف الإرهاب في غزة ومنها" ستحدث أمورا إيجابية مختلفة. وفي ما يلي تسلسل هذه الأمور: لن يؤدي إخلاء المستوطنات إلى وقف العمليات الانتحارية، بل على العكس: يجب أن تتوقف العمليات أولا، ومن ثم يتم إخلاء المستوطنات. طوبى للفلسطيني الذي سيصدق ذلك.

    ماذا تَبَقّى لدينا؟ الجدار بالطبع. هذا الجدار الذي اخترعه في البداية زعماء حزب العمل، وحوله شارون إلى وحش مفترس. ماذا يقول حزب العمل عن ذلك الآن؟

     "سيتم بناء جدار أمني متواصل، دون تأجيل، على امتداد الخط الأخضر. سيشمل الجدار الأمني هذا البلدات الإسرائيلية المتاخمة للخط الأخضر مباشرة".

     بلدات إسرائيلية؟ هذه مستوطنات أقيمت على أراض فلسطينية. وما معنى "متاخمة مباشرة"؟ هل هو كيلومتر واحد؟ عشرة كيلومترات؟ ألفي منشي؟ الكناه؟ غوش عتصيون؟ إفراتا؟ معاليه أدوميم؟ أريئيل؟ كدوميم؟ وفيما يختلف ذلك عن الأفعى الملتوية التي أقامها شارون؟

     ولكن لا تجزعوا. لأنه في هذه الأثناء سيتم اتخاذ "خطوات ملموسة لتخفيف العبء على حياة المواطنين". تماما كما نسمع في أي خطاب يلقيه شارون.

     بقي سؤال واحد فقط: من هو ذا الذي سيختار هذا الوضع؟ من المؤكد أنهم ليسوا دعاة السلام ولا الناخبين من "المركز" الذي هو من نسج الخيال. من يبحث عن فذلكة كلامية لتمويه استمرار الاحتلال فسيجد الكثير منها لدى شارون. فلا حاجة في ذلك لبيرس. لماذا نبحث عن التقليد بينما الأصل لدينا؟

     هذا ليس برنامج سياسي. إنه فِراش لسرير مريح في حكومة شارون.



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمر المُطلق
- صدام إلى هاغ!
- بالونات
- وما زالت دواليب الهواء تدور
- شجار في ليشبونه
- الخطاب الذي ألقيته في الحفل التكريمي لي ولسري نسيبة بمناسبة ...
- سبعون حورية ليعلون
- مطلوب: شارون يساري
- نقائل السرطان
- من تصدقون؟
- الدرع البشري
- خيانة كامب ديفيد
- بطل الحرب والسلام
- ثورة الضباط
- من سينقذ أبا مازن؟
- صوت لأسيادهم
- نحن الوطنيون
- افضل مسرحية في المدينة
- هم يُقتلون
- الآباء يأكلون الحصرم


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - النوم على سرير (برنامج سياسي) مريح