أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - جنبلاط يدق ناقوس الخطر















المزيد.....

جنبلاط يدق ناقوس الخطر


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايمكن اعتبار ما أعلنه رئيس اللقاء الديموقراطي اللبناني السيد وليد جنبلاط في مؤتمره الصحافي قبل أيام حول مضي حزب الله قدما نحو استكمال بناء دويلته داخل الدولة من باب المنافسات الحزبية أو – الحرتقات - الجانبية التي تحدث عادة في بلد مثل لبنان المعروف بتقاليده الديموقراطية بل يجب التمعن طويلا في المغزى السياسي والميداني في خطوة حزب الله في الظروف اللبنانية المشخصة وأبعادها الاقليمية المتعلقة أساسا بتوجهات المحور الايراني – السوري ومشروعه تجاه بلدان المنطقة وقضاياها الساخنة في أكثر من ساحة ولا شك أن المعلومات التي أفصح عنها الزعيم الوطني اللبناني والوثائق التي كشف عنها وأبرزها لوسائل الاعلام كانت في منتهى الدقة والصراحة حول مسألتين الأولى قيام الحزب الذي يجسد الطائفية السياسية بامتياز بتركيب كاميرات لمراقبة المطار في حي الأوزاعي ذات الغالبية الشيعية الموالية للسيد حسن نصرالله والملاصقة لمطار بيروت – مطار رفيق الحريري – وبتقنيات عالية من غير المستبعد أن تكون ذات صلة بمسلسل الاغيالات السياسية التي تقف من ورائها أجهزة النظام السوري وحلفائها اللبنانيين وخاصة حزب الله ولغايات مرتبطة بصراع القوى في لبنان وخدمة أجندة المعارضة المتمردة على الشرعية البرلمانية المنتخبة والحكومة المنبثقة عنها والثانية قيام الحزب نفسه وبدعم مادي وتقني ايراني تركيب شبكة اتصالات خاصة به في مختلف المناطق اللبنانية بدء من بيروت مرورا بالجنوب وانتهاء بعكار والبقاع وصولا الى الأراضي السورية بحجة حماية المقاومة ( مقاومة من بعد الخروج الاسرائيلي من كافة المناطق ؟ ) ان صدقية المعلومات المقرونة بالدلائل الموثقة قد هزت الرأي العام اللبناني وأحدثت حالة من الذهول لدى الأوساط الاقليمية والدولية المتابعة للوضع في الشرق الأوسط المتوتر بالأساس وقد كان من نتائجها السريعة والمباشرة ما تمخضت عنها قرارات اجتماع الحكومة اللبنانية الذي كان أطول جلسة في تاريخ حكومات لبنان حيث دام احدى عشرة ساعة حول اعتبار تصرفات حزب الله ضد السيادة والدستور والشرعية وملاحقة المتورطين حزبا كان أم أفرادا أو مجموعات واقالة مدير أمن المطار المحسوب على حزب الله والمتواطىء معه وادانة التورط الايراني ورفع ملف خاص حول تفاصيل الموضوع بما فيها شكوى ضد نظام جمهورية ايران الاسلامية الى جامعة الدول العربية التي ترعى الحوار الداخلي صاحبة المبادرة العربية في تطبيع الوضع بانتخاب الرئيس التوافقي واعادة الروح الى المؤسسات الشرعية كما أن قوى الرابع عشر من آذار وبعد اجتماعها الطارىء أدانت تصرفات حزب الله والتواطىء الايراني ودعت الدول العربية الى انقاذ لبنان من المخاطر المحدقة وفي المقدمة محاولات ضمه الى نظام ولاية الفقيه .
ابتليت شعوب منطقتنا منذ ظهور وتمدد الأصولية بجناحيها القوموي البعثي والديني – المذهبي ابتداء من ستينات القرن الماضي عندما سيطر الأول على مقاليد السلطة في عدد من البلدان وجنح الثاني نحو حمل السلاح واعلان الجهاد وممارسة الارهاب تجاه الآخر المختلف بل وتكفيره الى أن جاء وقت بعد ثورة الخميني وازدهار ظاهرة المجاهدين تحت عباء الامبريالية والغرب في نشأتها الأولى بزعامة أسامة بن لادن انفرطت فيه التحالفات السابقة لتحل محلها نوع آخر من الاصطفاف سمته البارزة التقارب السياسي المصلحي بين الجناحين ليشكلا معا محور " الممانعة " الذي وبالرغم من اختلاف الجذور والمنابع والمنطلقات وفي أحيان كثيرة الأهداف بين المكونين المتلاحمين في المرحلة الراهنة فهناك ما يوحدهما ويجمعهما وهو ثقافة التضليل والغدر في العلاقة مع الآخر لايهم من يكون قريبا أو بعيدا صديقا أو عدوا شعبا أو فردا وفي جميع المستويات أو ما يوصف بنهج – الباطنية السياسية – الذي يحمل منظومة من قواعد السلوك لايمكن لها البقاء والعيش الا في بيئة الفردية المطلقة حاكما عسكريا شموليا أو أميرا دينيا وليا كلاهما يتمتعان بالتخويل واحد من الأرض وآخر من السماء فالأصولي العلماني الحاكم في حالة حزب البعث عندما تسلط على مقاليد الحكم في سوريا والعراق اعتبر أن ثورة الجماهير الشعبية أنجبته وولته كقائد الضرورة للانفراد بتسيير الدولة والمجتمع وهو في الحالة هذه سيفعل أي شيء من أجل قضية الشعب لن يردعه قانون أو مبدأ أو أخلاق في سلوكه وتعامله مع الآخرين حسب المبدأ الميكيافيلي : الغاية تبرر الواسطة ولايهم أن ضلل أو أخفى الحقيقة عن الشعب أو الدول أو هيئة الأمم المتحدة أما الأصولي الاسلامي حاكما كان أو محكوما فانطلاقا من كونه ظل الله على الأرض ووكيل شريعته وحافظ سره وماسك بكل مفاصل الحقيقة له أن يفعل مايشاء تجاه الآخر القومي أو الديني أو المذهبي الداخلي والخارجي فبما أنه على حق والآخر على باطل لذلك يجوز أن يقتل وينهب ويكذب ويماطل ويفجر ويفخخ ومن ثم يناور .
نعم هذه الثقافة – الظاهرة الغريبة منتشرة في معظم بلدان المنطقة في مواجهة ثقافة المجتمعات الأصيلة والنقية ومشاريعها النهضوية من أجل التغيير الديموقراطي وبناء دول المؤسسات والقانون والتوافق الاجتماعي وحل المسألتين الوطنية بما هي قضية الحرية والتقدم والتنمية والقومية بما هي قضية رفع الاضطهاد والغبن عن كاهل الشعوب المحرومة من حقوقها مثل الشعب الكردي والتسليم بحقوقها المشروعة حسب ارادتها الحرة تلك المشاريع المعبرة عن مطامح وآمال ومصالح الغالبية الشعبية والمتوافقة مع منطق العصر ومتطلبات شروط المستقبل الزاهر ففي سورية دأب النظام على اطلاق الوعود للاصلاح والحريات والعمل بعكسها وشن حملات الاعتقال ضد معارضيه ونفيها ورفع الشعارات القومية المزايدة حول الجولان وفلسطين وممارسة ما يناقضها واعلان الالتزام بالعمل العربي المشترك والانخراط في المشروع الايراني التوسعي ضد المصالح العربية أما نظام ولاية الفقيه في ايران فحدث ولا حرج حيث ضرب رقما قياسيا في اخفاء الحقائق والتضليل تجاه شعوب ايران والمجتمع الدولي والنهج الباطني في ممارساته اليومية تماما مثل المنظمات الاصولية الاسلامية السنية والشيعية المنتشرة في العراق ولبنان وفلسطين والتي الى جانب سلوكها التضليلي وخططها الخفية تمارس العنف والارهاب في سبيل تنفيذ أجندتها وفرض آيديولوجيتها لعجزها عن تحقيق أهدافها عبر الوسائل المشروعة والاقناع والمنافسة السلمية وهذا ما يظهر بشكل أوضح في طبيعة وتصرفات حزب الله الذي يتزعم ما يسمى بالمعارضة والتي كشفت عنها القوى الديموقراطية في لبنان ممثلة ببيان قوى الرابع عشر من آذار والحكومة الشرعية .
لقد دق السيد جنبلاط ناقوس الخطر المحدق أولا بلبنان وبكل بلدان المنطقة وشعوبها وقواها الديموقراطية الأصيلة التي عليها الاصطفاف في جبهة واسعة لتدارك المخاطر ووضع حد لانتشار الثقافة الأصولية المهددة للأوطان والشعوب والعمل الموحد في سبيل تحقيق المشروع الوطني الديموقراطي الكفيل بحل الأزمات واعادة الأمور الى نصابها وتوفير الأمن المجتمعي والوحدة الوطنية والعدل والمساواة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكويعة - الممانعة - بين الاستراتيجية والتكتيك
- بمناسبة الأول من أيار : الطبقة العاملة والمعارضة السورية غيا ...
- ومازال الناطق الرسمي السوري - ينفي - ...
- أي - أمن قومي ووطني - أمن النظام أم أمن الشعب ؟
- يا أكراد سورية .. قمة دمشق بانتظاركم
- عندما هب كرد سوريا في وجه الاستبداد
- البرلمانييون العرب في كردستان
- بمناسبة عيد المرأة العالمي كفى استضعاف المرأة فهي الأقوى
- - كول - .. واشكر
- ثنائية الديني والقومي في استقلال كوسوفا
- محاولة في فهم أبعاد مقتل – مغنية - بدمشق
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية- 4 -
- - فيدرالييو -هولير و- كونفيدرالييو- بغداد
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية - 3 -
- المعارضة السورية ودول - الاعتدال - العربي
- عاصمتنا رهينة ثقافة الاستبداد
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية - 2 -
- زيارة بوش في مرمى سهام - الممانعات -
- فلنرفع علم صلاح الدين
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - جنبلاط يدق ناقوس الخطر