أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - رسائل محيرة من مدينة الصدر والبصرة تكشف انشقاقاً خطيراً















المزيد.....

رسائل محيرة من مدينة الصدر والبصرة تكشف انشقاقاً خطيراً


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على إثر مقالتي المعنونة "توفير الوقت اللازم للقتلة" (1) وردتني عدة رسائل من العراق بين مؤيد متحمس لما جاء في المقالة ومعترض بشدة، بعضها من معارف أثق بهم وأخرى من قراء لم يسبق لي معرفتهم تفضلوا بإبداء رأيهم بالأمر. تناقض هذه الرسائل يوجب مراجعة وإعادة تقييم الموقف ومحاولة استشفاف ما كان منه صحيحاً وما كان خطأ. ورغم أن كل نصوص الرسائل تستحق العرض، إلا انها كثيرة لذا توجب انتقاء قسم منها. لنقرأ معا بعض المقاطع من تلك الرسائل :

لنبدأ برسالتين تؤيدان إجراءات الحكومة وتشرح الأسباب، هذه رسالة وصلتني من البصرة:

"...الترتيب كله امريكي,لان كل الممارسات التي مورست من قبل كل التيارات تحت انظارهم ,دون ردع.....نعم اني معك هناك من كان المفروض شمولهم بالحمله,اسوة بالتيارات المسلحه,التي انا شخصيا اعتبرها غبيه سياسيا,من نواحي عده,اولها ,اعتمدت الكم دون النوع ,فلمت في صفوفها سقط المتاع , والمتدني اجتماعيا , ولا يشفع لها رفع شعارات تعتبر بديهيه ,على المستوى النظري,اما عمليا فان الممارسات استهدفت الناس , ومشاعرهم , وحريتهم الشخصيه والاجتماعيه,وحتى لقمة العيش , وصل حد الخوف من ممارساتهم,الى تجنب حتى نقد ادنى عنصر اخلاقيا في صفوفهم...هل تبرر شعاراتهم ,اخذ زمام المبادره في فرض ارائهم بشكل قسري على بنات الجامعه , في فرض نوع الحجاب وليس التحجب,فقط,ام في منع ملابس الجينز على الفتيان,من اعطاهم السلطه التنفيذيه في ممارسات يوميه امام انظار الناس,والشرطه دون رادع , لا بل ان جل جهاز الشرطه اصبح يخافهم ,اذا لم يكن منهم. اخي ان الحمله جائت متاخره جدا , لان الامور وصلت الى الاختطاف العلني امام الناس , وطلب الفديه لتمويل تيارهم....
اما كان الاجدر بزعماء التيار تنظيف صفوفهم من اي شخص يسئ ويشوه سمعة التيار امام الناس لكي يكون النوع على حساب الكم من الانصار؟
ادرك ما قلته عن التيارات الاخرى التي تملك ميليشيات,نعم انا معك ,لكنها تتصرف بذكاء ,اكثر من التيار الصدري الذي حصل امام انظارنا ,اتت قوات عراقيه كان هدفها استلام الامور الامنيه من الشرطه التي اصبح الشعب بخدمتها وليس العكس..تصدت لها ميلشيات , بسلاح اقوى من سلاحها , يا عزيزي امام انظارنا استهدفت القوات العراقيه ,بالعبوات,اشتشهد من الجنود العراقيين بسلاحهم , من منطقتنا..وامام انظارنا دون ان تتعرض لهم القوات بالنار ...احتلت مراكز شرطه , قتل الجنود ,يتختلون بين بيوتنا , فيطلقون النار على القوات التي لم ترد لان المتضرر سيكون الناس الامنين , وللاسف الطرف الاخر اعتبر ذلك انتصار , فراح يتمادى"

"الحمله كان لها ان تبدأ منذ ان تصدى المتخلفون منهم لسفرة طلاب وطالبات كلية الهندسه في البصره , التي غض النظر عنها , حينها , فقويت شوكة المتخلفين , كان يجب ان تبدأ منذ ان خطت اول لافته ,على احد مراكز الشرطه,تحذر الفتيات من عدم التحجب , وتهددهم بالقتل,كان المفروض ان تبدأ منذ ن قتلت اول فتاة غير محجبه بحجة التبرج,كان من المفروض ان تبدأ منذ ان خطف اول مواطن , واطلق سراحه لقاء فديه ماديه.....ما فائدة الشعارات اذا..؟؟ مجيء القوات كان بسبب وجيه معلن ., فرض القانون ........واني شخصيا اايده .و ثق بان 90% من هالي البصره مع الخطه , ولو كانت صادره من شخص او حزب او تيار لا التقي معه فكريا.....لكننا نشعر بانه حقق شيئا,كنا بامس الحاجه له. يا اخي ا لشعارات لا تفي بالغرض , انها تجارة كلام , المهم ماذا جنى الشعب منها."
"ثق يا اخي لا استطيع ان اصور لك مقدار معاناتنا , وتعبنا............اصبحنا لا نطيق حتى رؤية عمامه, سوداء او بيضاء اصبحنا نتوق لرؤية ذقن حليق......تعال وانظر اكوام القمامه ,بدل شتلات الزهور......الملابس السوداء بدل ,الزاهيه .....بصرتنا حزينه ............حزينه ,اما من مغيث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
ثق يا عزيزي.......اقليم الجنوب مشروع لا يحضى بقبول الناس هنا ....ولا اعتقد انه من الامور التي ,سيتمكن المحتل من فرضه علينا.....لاني لم اجد من يسانده عندنا ,الا جهة واحده, ولا اتصور انه سيفلح بذلك

بالختام ,ارجو ان يكون كلامي , الصريح جدا , بين صديقين,حميمين,لم ارغب بقوله كما ورد لان هاجس الخوف مازال مسيطر علينا.......من المجهول لغايه هذا اليوم.

وهذه رسالة من صديق من سكنة الثورة – مدينة الصدر


"تاكد بان اهل المدينة لا يعانون من اي شي فقط يخافون من ان يتنازل المالكي عن وعده بالقضاء على الميليشيات، اما بخصوص خوفك عليهم من الجوع والمرض والابادة فتاكد بانهم ياكلون جيدا ويتمتعون بالكهرباء اكثر من بقية احياء بغداد وتاكد ايضا بان الحصار الوحيد الذي يعانونه يعانونه من جيش الغضب. نحن في المدينة لدينا كل شيء يا صائب لا تخف علينا فقط كف عن التكلم باسمنا وانت لا تعرف حقيقة معاناتنا. يا صائب رجاء، رجاء استحلفك بدماء الاطفال الذين تدعي الحرص عليهم اترك الجيش العراقي يخلصنا من عصابات القتل، اتركونا نبني العراق رجاء.
اوكد لك الضحايا في المدينة او الثورة اغلبهم من عصابات جيش المهدي، هذا ليس خيال، بل حقيقه ليس هناك ضحايا من الاطفال كما تقول. الا في حالات قليلة جدا جدا المستشفى الذي تم قصفه قبل ايام كان عبارة عن ثكنة عسكرية لجيش المهدي حيث انهم يتخذون من اجساد المرضى دروعا بشرية، وفي هذا المستشفى يعمل احد اصدقائي المقربين جدا، وقد اخبرني بمجزة حدثت قبل ايام حيث اعدم على باب هذا المستشفى ما يقرب من خمسة وعشرين من افراد الحرس الوطني، فلماذا لم تكتب عنهم يا صائب. ام ان افراد الحرس الوطني تحولوا لخونة بنظرك. انا متاكد بانك لا تقبل ان يخرق اي احد من مواطني البلد الذي تعيش فيه النظام لكنك ترقص وتهلل عندما تجد بان عصابات الموت ترفع السلاح ضد الدولة العراقية. لماذا يا صائب."
"الذين تدعون بأن السماء انطبقت عليهم هم اطفالي وانا اقبل ان تنطبق السماء عليهم وينزل فوقهم ملائكة الجحيم في سبيل ان تنتهي مهزلة جيش الغضب. اهلي في الثورة يا صائب وأطفالي الآن محرومين من الدراسة واخوتي مهددين بالابادة ومع ذلك اقف بشدة بجانب ما يسمى بصولة الفرسان لست وحدي من يقف بصفها بل أكثر من خمسة وتسعون بالمائة من أهل المدينة هل تريد ان تبقى الثورة رهينة العصابات، ما بالك يا صائب، حقيقة لا اعرف ماذا دهاك، هل تعتقد بان الموضوع يمكن اختصاره بشعار رفض الحرب هل تعرف ماذا يعني جيش المهدي. لماذا لا تقرا صحف بغداد لتعرف ماذا يقول اهل بغداد بل اهل الثورة عن الحرب التي تقف ضدها ثم يمكن لك بعد ذلك ان تفهم الموضوع. لو كنت في العراق لاتهمتك بانك تسعى للفوز باصوات التيار الصدري...لماذا لا تترك امر الكتابة عن داخل العراق لمن يعيش داخل العراق ويتنفس الدخان فيه وتشغل نفسك بامور انت ادرى بها منا.
يا عزيزي نحن ندفع الضرائب هنا وننتظر بفارغ الصبر الوقت الذي تنتهي فيه العصابات وانت تكتب من البلاد الباردة مقالات تذيقنا السم الزعاف."

ثم يعدد الصديق اسماء شيوخ ذو مكانة عالية في التيار الصدري تركوه وهربوا خارج مدينة الثورة مثل الشبخ عدنان الشحماني، والسيد احسان الغرابي...(خمسة أسماء اخرى اتحفظ على نشرها) ...

" وهذه الاسماء تمثل نخبة التيار واكثر المقربين من السيد محمد الصدر في حياته. اوف يا صائب لو تعرف حجم الدمار الذي يتسبب به هؤلاء. عن ماذا احدثك".
ليصل القول بأن حتى البعض من نواب التيار الصدري يكرهون مقتدى ويخشون التصفية من قبل جيش المهدي.

وهذه رسالة من نفس المنطقة تناقض ما جاء في الرسالة السابقة، ومن صديق اثق به وبصدقه تماماً:

تحياتي
ان جميع مقالاتكم ممتازة و مقروءة بكثرة من داخل العراق , و لكن مقالتكم هذه لها وقع خاص , فالوضع في مدينة الثورة-الصدر يؤدي حتما الى سقوط الدمع لاسباب مختلفة و متناقضة , فهناك الفخر و الاعتزاز و رفعة الراس , في هذه الايام المرة , من الاعمال البطولية و الشجاعة لابناءها , من الرجال و النساء و الاطفال و الشيوخ , و انا اعرف ما اقول فأنا قريب منهم جدا قلبا و موقعا ايضا و اراهم يوميا . هناك في الجانب الاخر الموقف المخزي و المعيب من الحكومة و حلفائها الحاليين . تأكد يوميا تقصف المدينة بعدد هائل من القنابل بالاضافة الى القناصة الاميركان في اعلى البنايات يترصدون الرضع و امهاتهم , و كذلك الاف الاطلاقات , و في ليلة عددت عدد القنابل التي اسقطت على المدينة ووصلت الى 78 قنبلة و توقفت , لان القصف اللئيم استمر , و تعتقد ان في اليوم الثاني ستستسلم المدينة , و اذا العكس يحدث فالكل يتحدث عن عدد الهامرات و الدبابات المحروقة للمحتل الوحش , و الاطفال المقتولين و الثأر لهم . الان يتحدث المحتل و الحكومة العميلة عن اكتساح مدينة الفقراء هذه ولا اعرف كيف ستكون الوحشية , اذ ما تم من وحشية لحد الان فاق اي شئ رأيته في العراق , و انا فيه دائما . هناك تعتيم هائل عما يجري , و لكن ما تكتبه يزيل جزء من هذا التعتيم و هذه العتمة

وهذه وصلتني من مصدر لي به ثقة تامة من بغداد:

"إحدى الزميلات التي تسكن جميلة قالت ان الوضع هناك خطر جدا , الطائرات تقصف البيوت ليل نهار ولا يستطيع احد الخروج إلى الشارع خصوصا الشباب , وان البيت المجاور لبيتهم قصف بصاروخ وتهدم على ساكنيه وان أصوات الأنين كان تسمع من تحت الأنقاض (!) وهذا الوضع تكرر مع بيوت كثيرة جدا ومعظم الضحايا لايتم البحث عنهم وإنقاذ المصاب منهم , بعدها حدثتني عن طريقة خروجها وعائلتها من المنطقة حيث كانوا يمشون بجوار الجدران وبحذر شديد لان الطائرة الأمريكية تضرب أي شخص يتحرك في الشارع وكان ابن أختها وهو شاب يرفع علم ابيض ويرفع ملابسه حتى يظهر أن لا سلاح تحتها ..فسألتها انأ أن كان هناك مقاومة أو رد من قبل المسلحين فردت بالنفي وقالت لي لقد أصبحنا فلوجه ثانية فالدمار والقتل شيء لا يصدق !- زميلتي هذه لم تحضر بعد هذا النقاش إلى العمل ولا اعرف ما التطورات-
أما الزميلة الأخرى التي تسكن في مدينة الصدر كانت تسأل عن الذنب الذي ارتكبه الأبرياء ليعاملوا بهذه الطريقة فقد عاشوا في بداية ألازمة أيام عصيبة من الحصار وبعدها سمحوا للنساء فقط بالخروج لشراء الضروريات لكن قناصا كان بانتظارهن! القناص كان يستهدف الوجه بالذات فيقتل ويشوه معالم وجه المرأة !! (تقول بحرقة :ليش ليش ..هو هذا جزاء المرأة العراقية!!).. الوضع ألان هناك أفضل قليلا لكن هناك قصف بين حين وأخر خصوصا أثناء الليل .. سألتها أنا عن المقاتلين هناك هل ترى أنهم أفضل من الحكومة فقالت طبعا (هو منو حاميها للمدينة غيرهم ؟) بعدها حدثتني عن مجموعات من المقاتلين منتشرين في المدينة, كل مجموعة تقع تحت أمرة شخص معروف (نفس طريقة تشكيلات القاعدة!) وان هناك مجموعة كانت بإمرة احدهم, كانت تسيطر على إحدى محطات الوقود في المدينة لكن قائد مجموعة ثانية طلب منه أن يخليها له ولمجموعته فرفض الأول وحدثت بينهما سلسلة من المعارك بين المجموعتين بمختلف أنواع الأسلحة انتهت بانتصار الثاني وفرض سيطرته على محطة الوقود وإصابة الأول أثناء عبوره احد الجسور هناك ونجاته من الموت بأعجوبة.. كلتا الزميلتان تقولان أن لا ميول سياسية لأي منهما لكن قتل الأبرياء بهذه الطريقة يجعلهن يتخذن موقف من الحكومة .. زميلة أخرى كانت ترى أنها الطريقة الوحيدة للتعامل معهم وأنهم مجرد مخربين لا يريدون للحكومة أن تنجح وان تقدم شيء للناس وان نقص الخدمات سببه هؤلاء لأنهم لا يتركون فرصة لزعزعة الأوضاع وإرباك الحكومة ألا استغلوها وان إتباع التيار أنما هم مجموعة من الخارجين عن القانون سيسيئون إلى مستقبل العراق بشكل خطير وأعطت مثل عن ذلك أن طالب -ينتمي للتيار- مع ابنها في احد المدارس الثانوية هدد مدير المدرسة أمام جميع الطلاب (لسبب لم اعرفه) ولم يستطع المدير أن ينطق بكلمة ( طبعا لا اشك ابدآ في كلامها لكن بالمقابل حدثني ابن آخي الطالب في مدرسة متوسطة في منطقتنا عن مدير المدرس الذي قام بضرب احد الطلاب بعصا ضربا مؤلما فقام الطالب بدفع المدير في حركة أتصور أنها كانت رد فعل للدفاع عن النفس فذهب المدير إلى مكتب التيار الذي يقع بجوار المدرسة مباشرة واحضر عدد منهم فاخرجوا الطالب إلى وسط ساحة المدرسة وجمعوا كل طلاب المدرسة وانهالوا عليه ضربا بالعصي أمام بقية الطلاب والطالب يستغيث ويبكي ولم يخلصه منهم إلا المدير نفسه والأدهى أنهم بعد أن انتهوا من عملهم هذا قاموا بمعانقة الطالب ومصالحته مع تذكيره أنهم قاموا بهذا الفعل حتى لا يتكرر فعله لكنهم رفضوا أن يسمحوا له بمغادرة المدرسة حتى يتوقف عن البكاء ويهدأ لكن الطالب رفض أن يعود لصفه وقضى بقية اليوم في غرفة حارس المدرسة."

من هذه الرسائل الحادة الألوان، والمتباعدة في تصويرها للحال، نستطيع ان نستشف صورة ما عن الحقيقة بدرجة ما. إنها تعكس التطرف والدوافع وتعكس كيف يرى كل طرف "ساحة المعركة" وكيف يرى الآخر. إنها أصوات متناقضة متعارضة, ورغم ذلك فليس لدي شك بصدق من قالها وصدق نواياهم، فكيف ذلك؟ من الممكن أن ننقض الكلام عن "جودة حال اهل الثورة" فالحكومة نفسها تعترف بالمجاعة فيها وإنها أرسلت إليها الطعام والأدوية العاجلة للنجدة ، وكذلك ليس من المعقول أن تكون نسبة الأطفال المقتولين "قليلة جداً جداً" كما ذكرت احدى الرسائل فقنابل الطائرات لاتستثني الأطفال، وكذلك أشارت اليونسيف ان 60% من ضحايا مدينة الصدر- الثورة هم من الأطفال، ولا غرابة في ذلك فعوائل مدينة الصدر الفقيرة كثيرة الأطفال، ويمكن النظر الى هذا الرابط لرؤية صور مأساوية (ولكن مقززة مؤلمة فيرجى الإنتباه) لضحايا القصف والقنص، اغلبهم من الأطفال (2).

كذلك من المشكوك فيه تقديرات المؤيدين للإجراء الحكومي بأن 90% و 95% من الناس يؤيدونها، وأن من تحاربه الحكومة من الخارجين عن القانون واللصوص فقط، فكل يتحدث عن المحيط الذي يعيش فيه، ولو كان هذا صحيحاً بشكل عام لما أمكن لهؤلاء اللصوص أن يصمدوا بمساندة هذه الخمسة او العشرة بالمئة، أمام هجمة امريكية حكومية قوية كل هذا الوقت.
من الناحية الثانية فلا شك أن هناك فساداً شديداً مستشريا ً في جيش المهدي وشعوراً بالسلطة والغرور يتواجد دائماً مع الفئات التي تجد السلاح في يدها فجأة، فتتصور أن الله منحها سلطة على الناس وأن لهم ان يقرروا ما يجب أن يفعله هؤلاء الناس وما لايفعلونه ويحددوا لهم الأخلاق ويتدخلون في ملابسهم وامورهم الشخصية ويأخذون منهم الأتاوات. لقد كلف هذا الإتجاه شديد الخطأ التيار الصدري وجيش المهدي الكثير الكثير من السمعة لدى الناس الذين يقول إنه جاء من أجلهم، فكرهوه الى درجة لايمكن له ان يتصورها، فتمنوا التخلص منه بأي ثمن، بالرغم من ان شعارات ومواقف التيار الصدري هي الأكثر شعبية من أية فئة أو حزب آخر في العراق، فهل ان ما يقوم به جيش المهدي من تدخلات شخصية او ما يتساهل قادته به مع بعضهم ومرؤوسيهم من اعتداءات على الناس، يستحق كل تلك الخسارة الهائلة؟

حقيقة اخرى هي أن جيش المهدي مخترق بشكل شديد ويبدو لي أن هذا الإختراق منظم جداً وقوي ولديه القدرة على توجيه الكثير من تصرفات جيش المهدي وتحديد صورته لدى الناس. من الواضح أن إجراءات التيار الصدري وقادة جيش المهدي لم تكن كافية للتصدي لمثل هذا، ومما لاشك فيه أن مثل هذا الإختراق قد يكون قاتلاً في هذه الظروف.
كذلك ننبه إلى أننا اعتبرنا البصرة ومدينة الصدر (وجميلة) أجزاء من "صولة الفرسان" لكن من المحتمل جداً أنها لاتتشابه كثيراً في ظروفها وأن ما يصح على واحدة لاينطبق بالضرورة على غيرها.

نكتفي بهذا العرض العام ونترك التحليل للمقالة التالية، أما هنا فأردنا التركيز على حقيقة خطيرة هي حقيقة انقسام الشعب العراقي انقساماً حاداً إلى قسمين يرى كل منهما الآخر يقف في طريق حياته، ويخشى منه على حياته وحياة عائلته. كل لديه كل الإستعداد لترك الآخر يقتل، إن لم يكن لديه الإستعداد لقتله بنفسه، ولايهمه سقوط ضحايا بريئة كثيرة في هذا الصراغ. هذه الحالة الخطيرة للغاية في انقسام المجتمع إلى طرفين متعاديين الى درجة الحياة أو الموت، وكل منهما يرى أنه صاحب حق واضح وأنه صادق تماماً فيما يقول وأن الطرف الأخر مجرم وقاتل. "الحقيقة" التي في الرؤوس متناقضة بشكل لم يسبق له مثيل حتى في أشد فترات التوتر الطائفي في العراق، وهذه الحالة الخطيرة هي ما نود هنا أن نحذر منها ونبقيها في أذهاننا، قبل محاولة تحليل الأمر بأي تفصيل وأي اقتراح لحلول.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=133510 (1)

http://a7bab1allah.jeeran.com/ (2)



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام وكتابة التأريخ
- توفير الوقت اللازم للقتلة
- صديقي الذي قضى في بشتاشان، حلبجة العرب
- ألليبرالية: ثورة عمال سرقتها الشركات وقلبتها على رأسها
- نحو علاقة حميمة وعهد شرف مع أسئلة رؤوسنا
- ممثلونا يفاوضون اصدقاءنا على حقهم بقتلنا
- نظام القائمة المرنة- مقترح لنظام انتخابات أفضل
- المالكي وسيناريو السادات
- هدية مشاغبة متأخرة بعيد الشيوعي العراقي: السفير والسكرتير
- من قال ان بدر ليست ميليشيا وان البيشمركة لم تشتبك مع الحكومة ...
- سرقة آشتي لحقول النفط ليست جزء من الخلاف الدستوري بين بغداد ...
- حل سريالي لمشكلة كركوك
- كيف تتخذ قراراً في الضوضاء؟ البحث عن الرهان الأفضل
- بعد خمس سنين –حكومة الإحتلال ام صدام، ايهما -افضل- للعراقيين ...
- حين تغني الحكومة للإنحطاط، تذكروا هذه النكتة
- حكاية المعلم الذي تحول جنرالاً
- محاولة للتفاهم بين مؤيدي صولة الفرسان ومعارضيها – شروط اولية ...
- الإعلام وخطابات حميد مجيد والدباغ والمالكي
- المالكي يحقق اقدم وعوده الإنتخابية ويخرس متهميه بالطائفية
- حرب عصابات وعصابات وليست حرباً بين حكومة وعصابات


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - رسائل محيرة من مدينة الصدر والبصرة تكشف انشقاقاً خطيراً