أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - الاسلاميون ليس لديهم مشروع سياسي حضاري















المزيد.....

الاسلاميون ليس لديهم مشروع سياسي حضاري


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النظام في السعودية نظام اسلامي ويحكم منذ عشرات السنين. فأي مشروع حضاري في السعودية يطبق او ينشر خارجها غير المشروع الوهابي الرجعي المتخلف ؟ واي رقي حضاري بلغته السعودية تحت ظل الحكم الاسلامي الوهابي , وهي البلاد الغنية بالنفط ؟ فلا رقي روحي ومعنوي ولا تقدم مادي. فهي بلد ومجتمع مستهلك مطلق لا ينتج شيئا محسوسا سوى فتاوى الخبث والفتنة وفكرالارهاب . الشركات الاجنبية تستخرج النفط وتجني الارباح وتتمتع العائلة الحاكمة بالخيرات والاموال . اما الشعب السعودي فما زال فقيرا. وقد لاحظنا قبل سنوات في جولة للملك عبد الله في احياء سكنية في وسط العاصمة وهي في غاية الفقر والاهمال , ولا اعرف كيف صورها مصورالتلفزيون وكيف عرضتها القنوات التلفزيونية السعودية . جل ما انتجته فكرا وهابيا وممارسة ارهابية متمثلة في ابن لادن وتنظيم القاعدة وتفرعاته التي ما زالت تعيش في السعودية وبعض الدول العربية والاسلامية.
اما ايران فهي كذلك ,فمنذ ثلاثين سنة .. لا مشروع حضاري ايراني ولا حضور دولي مقبول او مؤثر , بل العكس بناء جوامع ومساجد واضرحة لأئمة وهميين تنتشر في جميع بقع ايران , يزورها البسطاء من الناس للبكاء ولتفريغ الاحزان والهموم , وتصدير العنف والازمات , بالاضافة الى عزلة دولية قاتلة وكبح جماح الشعب الايراني ذو الثقافة الواسعة والحضارة القديمة , وانخفاض شديدة في قيمة العملة الايرانية , ومعاناة للشعب الايراني في معيشته اليومية . حاولت ان تصدر ثورة اسلامية الى العراق , فصنعت حربا لثمانية سنوات , دمرت نفسها وشعبها والعراق . ثم اشترت من الدول الأخرى مفاعلات نوعية محتارة في كيفية تسويق برنامجها النووي الذي تدعي انه للأغراض السلمية , للمجتمع الدولي وقبوله من قبل دول العالم . اما على مستوى احزاب الاسلام السياسي فهي متورطة في الحكم في العراق , لا تعرف لأزماتها المتعددة مخرجا .ومتورط حزب الله في لبنان , لا يعرف الا تأزيم الوضع الداخلي اللبناني وحالة اللاحرب واللا سلم مع اسرائيل. وكذلك حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين فقذ اضرا الشعب الفلسطيني اكثر مما نفعاه .. فالمعاناة المعيشية في تفاقم , كذلك عزلة دولية وشعبية خانقة . اما الاحزاب الاسلامية المنتشرة في المغرب والجزائر ومصر والاردن وغيرها , فلم نسمع عنها الا اخبار اعمال الارهاب والقتل والتكفير . فأية ملائمة لهذه الاحزاب الاسلامية مع الحياة العصرية والحضارة الحديثة ؟ فهي احزاب وحكومات في احسن احوالها رجعية قديمة متخلفة في تسلطها ودكتاتوريتها , غير قابلة للعيش في عالم اليوم , الا ان تعزل شعوبها وتتركها تتخلف او تضعها في مأزق بعد مأزق. المثال واضح في العراق من خلال تدخل ايران وسكوت الحكومة العراقية , لوجود مصالح مذهبية طائفية مشتركة . وما زيارة وفد برلماني عراقي من قائمة الائتلاف , الا دليل على تخبط الحكومة في تعاملها مع من يتدخل في شؤؤن بلادها واضعاف هيبتها بين البلدان في المنطقة والعالم . العجيب في الامر ان هادي العامري مسؤؤل لجنة الامن في البرلمان يشترك في هذا الوفد , علما بانه مسؤؤل احدى الميليشيات الاسلامية التي تأتمر بأوامر ايران وتنفذ سياسيتها في العراق وهي منظمة بدر التي كانت وما زالت قوة عسكرية ايرانية ترتبط ماليا وعسكريا واداريا بحرس الثورة الايراني , وكان قادتها و اتباعها يتقاضون الرواتب من هذه الجهة الايرانية المتنفذة والمرتبطة مباشرة بالسيد على الخامنئي , وباشراف امني مباشر من قبل وزارة الاطلاعات الايرانية. كيف يمكن للشعب العراقي ان يثق بان السيد العامري سيتجرأ على اسياد نعمته في ايران ويقول لهم انكم تتدخلون في شؤؤن بلادنا .. وهو لا يقر ولا يعترف بوجود تدخل ايراني . ثم انه كيف لا يعلم بان ايران تدعم جيش المهدي ماليا وعسكريا , وهو رجل امني محترف , تدرب على ايدي الاطلاعات وكان مسؤؤل امن فيلق بدر عندما كان في ايران .. انه شارك في الوفد لينقل اخبارا امنية جديدة الى ايران وليمتص نقمة الشارع العراقي وبعض اعضاء البرلمان من تمادي ايران في تدخلها المستمر , والذي قد يربك الحكومة العراقية في خطتها الحالية لقمع عناصر جيش المهدي وتهميش دور التيار الصدري وتحجيم تأثيره و حضوره السياسي في انتخابات مجالس المحافظات القادمة . وهنا تلتقي المصالح السياسية للطرفين المجلس الاسلامي الاعلى ومنظمة بدر من جهة والحكومة الايرانية من جهة اخرى . او انه استشعر خطرا امريكيا على ايران فراح يخبرها , ولو ان القنوات الامنية والمخابراتية مع الحكومة الايرانية غير منقطعة . ان ايران الشاهنشاهية وايران الاسلامية الحالية تسلك نفس السياسة القومية الشوفينية في تحقيق مصالحها على حساب شعوب المنطقة, ومنها العراق , ولم يحسن استلام الحكم في البلدين من قبل حكومتين اسلاميتين من نفس المذهب الديني والطائفة لان الاحساس والاستجابة للقومية يفوق الايمان الديني والمذهبي . تسلك تلك السياسة التي في بعض وجوهها تشبه السياسة البريطانية( فرق تسد) فهي تدعم وتؤيد جميع الاحزاب الاسلامية العراقية بدرجات مختلفة , رغم صراع هذه الاحزاب بعضها مع بعض , والمثال واضح في الصراع الحالي لحزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى التي سيطرت ميليشياتهما على الجيش والشرطة والامن ضد التيار الصدري الذي انتقل من صراع سياسي الى صراع عسكري مسلح , لانها( أي ايران ) تكسب من الجميع , الخاسر قبل ان يخسر والرابح بعد ان يربح . وعملية الصراع هذه ستبقى مستمرة وقادم الايام سينبأ عن صراع مسلح اخر دعوتي - مجلسي.
انا اسأل ماذا حقق السيد العامري والوفد البرلماني من زيارته الى ايران؟ هل اعترفت ايران بتدخلها في العراق؟ وهل اعتذرت؟ وهل تعهدت بايقاف ذلك التدخل؟ لماذا لا تضغط ايران على اطراف الاسلام السياسي وتوحد جهودها لخدمة العراق , بدل ان تعدد تابعيتها لها وتستخدمها في ادوار مختلفة تصب في المصلحة الايرانية في لعبة المصالح السياسية البعيدة كل البعد عن القيم الانسانية والدينية التي ينادون بها ولا يطبقون منها شيئا على ارض العراق.؟ لو كان السيد العامري يسعى الى وقف العنف في العراق , لأعلن امام الشعب وعبر البرلمان الذي كلفه برئاسة لجنته الامنية , بان ايران تتدخل سلبيا في العراق وهذا مستوى وحجم تدخلها واضح وبالصور الملونة , وانه ليتبرأ من اية علاقة روحية او مادية معها . ويعلن ايضا بان السعودية تتدخل وهذا حجم تدخلها وبالصور الملونة , ويطالب الاخرين ايقاف علاقتهم معها . وهكذا فقط يستطيع ان يثبت للعراقيين انه انسان وطني يفضل مصلحة بلاده وشعبه لا مصلحة ايران وحكومتها ومخابراتها وهكذا فقط يفعل لجنة البرلمان الامنية ويضيف للحكومة وللدولة العراقية هيبتها . حتى سكوته عن تدخل السعودية وغيرها , القصد منه عدم فتح باب التدخل الايراني الاشد فضاعة وايلاما للعراقيين. لكن العلاقة الدينية المذهبية الحميمة للعامري وتقليده المباشر للسيد علي الخامنئي واعتباره وليه وولي امر المسلمين وواجب عليه اطاعة اوامره , تمنعه عن التعبير الصادق عن ما يحصل وعن ما يشهد. فهو شاهد على عصر عذابات العراقيين من تدخل دول الجوار بالاضافة الى الاحتلال الامريكي. والتدخل الايراني من ضمن اوامر الخامنئي نفسه وبصورة مباشرة والعامري يطيع وينفذ ويسكت , بالاضافة الى ارتباطه المصيري والوظيفي بالاطلاعات والحرس الايراني لا يمكن القفز عليه. وهو اول اسلامي سياسي عراقي في فيلق بدر يحصل على الجنسية الايرانية ويسكن في دار تابعة لقادة الحرس الثوري الايراني في كرمنشاه وهو المفضل على قادة الفيلق الاخرين ولا يعلو عليه حتى السيد محمد باقر الحكيم الذي اراد ان يعزله من مسؤؤلياته في الفيلق مرة ولكن تدخل قيادة الحرس الثوري والاطلاعات حال دون ذلك. فالثقة الايرانية الرسمية قوية بالسيد العامري وهو ذراعها الامني الفعال كما ان ذراعها العسكري السيد مقتدى الصدر. فكيف يذهب مع وفد الى ايران ليقدم لهم الدليل على تدخلهم في شؤؤن العراق او ليطلب منهم عدم دعم الخارجين على القانون ؟ لهذا يتدهور امننا ويتخلف عسكرنا . وتبقى الحال كما هي الحال الى ان يتوحد ابناء شعبنا على اساس الوطنية رافضين الطائفية الايرانية والطائفية السعودية والاحتلال الامريكي .



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيارات العنفية
- الاضرار بالاقتصادالوطني العراقي سياسة ايرانية قديمة
- دعوات العالم لوحدة اليسار الماركسي
- فشل اليسار الايطالي ليس فقط في الانتخابات الاخيرة
- ثمانون علامة استفهام...لماذا؟؟
- تحية لعمال العراق بمناسبة الأول من آيار
- لماذا التركيزعلى اعفاء العراق من ديونه وفتح سفارات العرب في ...
- السيد صباح زيارة الموسوي... نقطة تحول
- ظاهرة تقديم الوعظ والنصائح في السياسة
- ما ليس في الحسبان.. هشاسة محاور السياسة في الغراق
- الدين والليبرالية ... هل يلتقيان؟؟
- الحكيم شاهد على العصر في العراق
- فلم مرعب ولا مثله اشد افلام الرعب الامريكية
- فلنتحاور مع اسلامي الهوى ليبرالي الميول
- في العراق ..دولة مدنية ام دولة دينية ام لا دولة؟
- اسلامي الهوى ..ليبرالي الميول .. ينتقد الحزب الشيوعي العراقي
- لا يواجه العنف الطائفي بعنف طائفي
- الحرية تتحول الى احتلال والمحرر يتحول الى محتلولكن بموجب( ال ...
- السيد السيستاني ومقتدى الصدر والحكومة العراقية.. المسؤؤلية ا ...
- لا بد من تنظيم سياسي بساري عراقي جديد


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - الاسلاميون ليس لديهم مشروع سياسي حضاري