أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير كاظم عبود - احتراق غابة العقارب















المزيد.....



احتراق غابة العقارب


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 03:32
المحور: الادب والفن
    


المساهمون  من ( عائلة الدراويش ) في اوبريت احتراق غابة العقارب :
وئام الملا سلمان الدلال
روافد الياسري
صبا محمد طالب محمد البوسطجي
نورا محمد الصائغ
داوود الحسيني
الدكتور احمد النعمان
يوسف ابو الفوز
حامد الحمداني
زهير كاظم عبود
ضياء الحافظ
حيال الأسدي
بهاء الدين البطاح
الدكتور سلمان شمسة
الدكتور عبدالإله الصائغ
تقديـــم :
ايها الدراويش الساحرون
اعزائي أحبابي أصدقائي االطيبين
يا من تعرفت عليكم في الغربة فاصبحتم اقرب الاقرباء الى قلبي وعقلي ووجداني
كل عام وأ نتم  بخير, و االعراق الجميل المتحضر المسالم بحرية واستقلال وديموقراطية.
لكم ولعوائلكم الكريمة اجمل الاماني واحلى التهاني. ليكن عام 2004 عام هدوء واستقرار وشعر وفن وحب.
ايها العاشقون اتحدوا
اذا تشابكت الايدي فاي يد سيقطعون؟! واذا تواصلت القلوب فاي قلب سيوقفون
الفنان الدكتور احمد النعمان


إلى الدراويش جميعأ
أهنئكم بانقضاء أجمل عام - عام القضاء على الطاغية وتمريغه بوحل أفعاله المشينة
أهنئ كل ضحايا الطاغية من شهداء ومنكوبين ومستباحين ومغتربين  وأقول لهم جميعأ ها هو الله ينتبه لمحنتكم التي طالت دهرأ وهاهو الله يمنح  ثأركم كما تتمنون وربما أكثر... إنه الله حقأ، ذلك الذي يمهل ولا  يهمل بعد  أن كاد بعضنا يكفر بعدالته جراء مهلته التي طالت عقودأ
 هل أنتم مثلي فرحون يا أيها الدراويش
      أيها الأحبة . بالنسبة لي إنها أطول فرحة في حياتي وهي ما زالت
في تصاعد حتى يتخلص شعبنا من آخر آثار ذلك
أهنئكم أحبتي بمقدم عام جديد رقمه 2004 وعنوانه عام ما بعد الخلاص من الطاغية الأجرب
 وسمة 2004 الأوضح زيارات  حميمة وجميلة للأهل لبث الفرح في
    قلوبهم وقلوبنا
أخوكم الدرويش الدكتور سلمان شمسة 

مدخـــل  :
احتراق غابة العقارب أوبريت عراقي يؤديه عراقيات وعراقيون يتحدثون عن فساد الأمكنة في الزمن الأسود الذي ابتدأ  بالثامن من فبروري شباط  1963  وانتهى بالتاسع من ابريل نيسان  2003 والفكرة المركزية ان الممسوسين الفاشيين  الغرباء عن تراب العراق وفراتيه حولوا الوطن الى غابة شيطانية  الأشجار نحاسية  الأوراق والأغصان !! فغادرها الإنسان حين اكتشف انها مأوى العقارب الصفر والسود والزرق !! وكان الفاشست حين يصطادون عراقية او عراقيا فإن المصير  لهما هو ان يكون جسداهما ملعبين للعقارب الفاشية !! كل مُؤدٍ غنى رؤيته وفق تجربته ولغته فنحن لم نقترح عليه شكلا معينا من الكتابة او الرؤية !!
ان فكرة احتراق غابة العقارب ليست ابنة اليوم إطلاقا !! ولكن العراقيين حين اشتجرت غابة الرجال العقارب احرقوها 9 ابريل نيسان 2003 والتقطوا العقرب الكبرى 13 ديسمبر كانون اول 2003 !! انتبه العراقيون قبل ميلاد السيد المسيح بثلاثة آلاف سنة !! ثمة  خمبابا الشبيه بصدام حسين وثمة الرجال العقارب الذين يظنون أنهم يحرسون الجبل الذي يحفظ كل يوم شروق الشمس  وغروبها !! ملحمة جلجامش ( الألف الثالث قبل الميلاد ) وحين انسحب الشعب السومري الوديع الى المجهول احتفظ بها الشعب البابلي فترجمها الى لغته وحفظها عن ان تضيع في الغياهب !! وجاء جواد سليم واستلهم روحها !! ثمة دائما امتان لاسعون وملسوعون !! جبناء وفرسان  !! قارن الآتي في ملحمة جلجامش :
( .....فخاطب جلجامش انكيدو وقال له : يسكن في الغابة خمبابا الرهيب فلنقتله كلانا ونزيل الشر من على الأرض !!
فتح انكيدو فاه وقال لجلجامش : يا صديقي لقد علمت حينما كنت أجول مع الحيوانات في التلال والبراري الواسعة أن الغابة تمتد مسافة عشرة آلاف ساعة في كل جهة ! فكيف نجرؤ على الإيغال في داخلها !! وخمبابا زئيره عباب الطوفان ! تنبعث من فمه النار ! ونفسه الموت الزؤام !! فعلام ترغب في القيام بهذا الأمر وخمبابا لا قبل لأحد بهجومه ؟ ففتح جلجامش فاه وقال : عزمت لأرتقين جبال الأرز وأدخل الغابة مسكن خمبابا ! وسآخذ معي فأساً لأستعين بها في القتال ........
جلجامش بلغ الجبل ( ماشو ) الجبل الذي يحرس كل يوم شروق الشمس وغروبها والذي يبلغ علوه سمك السماء ويحرس بابه البشر العقارب الذين يبعثون الرعي والهلع !! ونظراتهم الموت ! ويطغى جلالهمالمرعب على الجبال الذين يحرسون الشمس في شروقها وغروبها !! ولما ابصرهم جلجامش اصفر وجهه فزعا وهلعا !! ولكن الظلام لم يزل دامسا فلم يستطع أن يبصر ما أمامه وما خلفه .....) إ . هـ
غابة العقارب احترقت في العراق ويقينا ستحترق كل غابات العقارب في الأفق العربي والآسيوي والعالم طرا !!
مليكة الدراويش الشاعرة وئام الملا سلمان ادركت بحسها النضالي ان اسطورة القائد الأسطورة إن هي إلا نكتة سمجة دموية كلفت العراق اولاده وبناته !! تغرب من استطاع الإفلات وتعوق من لم يهزز وسطه لعقارب الزمن البعثي الأصفر !! واستشهد الأشداء من المناضلين المتدينين والعلمانيين !! وغُيِّبَ فريق كبير من العراقيات والعراقيين في سراديب المجهول الأزلي !! ثواكل وأرامل وأيتام وهلع وجوع وعواصف وزمازم وحروب وأرض محروقة !! فجأة يظهر النعال العراقي النجيب ليمحو كل ما كتبه خمبابا وليحرق هذا النعال النبيل الرومانسي غابة كاملة للعقارب !! وئام بحس المناضلة رأت ان القائد الأضحوكة خاو من قبل ومن بعد !! وتذكرت ام داوود الدلال السيدة المناضلة المقعدة لترسم لها صورة الأم التي خسرت عمرها  وسنوات اولادها وبناتها لتربح الرهان الديموقراطي في الأخير !!
إقرأ معي وئام الملا سلمان !! :


القائد خاوٍ
قبل..... و بعد اليوم
من هامته...حتى قدميه
ولى عصر جنون العظمه
لا يملك غير الذل رصيدا
ونعيب البوم
امـّا نحن
فلدينا الامل الآتي
وعراق اليوم
تدخل كل كواه الشمس
لااحدا يخشى ظله
زاه من حب الناس
يعبق بالآس
ورائحة الدفلى
ما عاد
 لزوما للحراس ولا ألقتله
القصر غدا من غير اساس
آخر عقربة حبلى بالقبح
احترقت في آتون الشعب
والغربان انكفأت من دون نعيق
افرد جنحيك
وغنِّ لبلاد الحب
يا عصفور الوطن المشتاق الى التحليق
نحن نرددها
 وأياك
اغنية ألـ لا.....لا لا لا لا لا لا ..............
لا مقصلة بعد
 اليوم
ولا انشوطة
لا مثرمة
تتركني طعما للاسماك
لا احدا يحبس
 صوتي
لا يـُفرض قبل أواني موتي
ما تحت الارض ردمناه
لا قبوا للبشر
ولاسـُلـّّمة واحدة للسرداب
احرارا في المعتقد
وبالفكر........
الكل
 يصلي في الوطن المحراب
الاّ العبد المؤمن
ذاك الاّفاق على اسم الله
في جحر وحجاب
ملعون لا ولدا أو جـــاها
آن اوان ركعوك للشعب
إشهدْ يوما
 .....اهلي فيه شهود
وصبر عقود
ومقبرة ... تنـُشر اجمعها
تصدر حكم
 الاعدام على الطاغوت
حتى امي المتعبة
انتفضت من قعدتها
جاءت
 تأخذ ثأراً
اوجعها دهرا
سرقوها مرغمة
للارض شهيد
وللفكر شريد
وللعـِرق طريد
جمعتهم فوق وسادتها
صورا غنتـْهم ليلا
بين الخوف وبين الباب الموصد
ائتلفت احداثيات العمر
بكفٍ لا تقوى كسر رغيف
ومهد يهتز.....خال
الاّ من اسماء تهمسها سرا
بين الدمع
وهدهدة مرثيه
 ((( يا ويلاد وين الربه وينه
اشلون المفارك تغفه عينه
انا الوالده المسـّت
 حزينه
ريتن ينوبه المر علينه )))
يا اللـــه .... الحكم العادل
ازف الوعد..وحق الحمد
سجدت امي...شكرا
غنت حبات الرمل
للشهداء
لمن
 غابوا
للقتلى
للمنفيين
وفجر آت
المجد ... المجد .... المجد ( إ . هـ )
لكن الدرويش داوود الحسيني يقاضي الزمن البعثي من أليفه إلى يائه
ابو عاتكة !! وابن الأهوار الذي غادر جنته كما يغادر المذعور جهنم الفاشست يكظم غيظه ليسلسل وجعه ويؤثث فوضاه التي القت عليه بظلالها في غربة طالت اكثر مما ينبغي  وناله منها عذاب اسطوري !!
داوود يرسم صورا فنية جزلة بيد انها حارة كخبز العلوية أمه !! صورا فنية حركية كحركية الحياة في اعماق الأهوار !! ان رؤية الحسيني
لكبير العقارب هي رؤية عائلة الدراويش قاطبة !! انهم يعلمون ان البعث اكذوبة ولكنها كلفت العراق ليلا طويلا وشتاءا ثقيلا !! لن يهدأ النص حتى تهدأ ارواح الموتى !! لن يهدأ النص حتى تحترق كل عقارب العراق من كان مع صدام بالقلم العريض ومن ركب موجة المعارضة بالقلم المهيظ !! هكذا اذن تكلم الحسيني :

 
 

                 

1

 غمسَ الوجلُ الموبوء ُ بوشم ِالليل
سطراً في  ماء الروح
وتراقصَ حول ضياعي العشاق
باهلني صبرُ الطين .. ورائحة ُالأموات
وبقايا من قصب ٍمحروق
وحبا نحو خيالي طيفٌ مخنوق
كان يرددُ في صمت ٍ.. آياتِ البوح
ويشيرُ لشاهدةِ القبر المنبوش
وعظامٍ تدمع ُعينا مَن يجمعُها
وبقايا من طهر مبثوث
الفجرُ الأحمر .. أرواحٌ تتلمس خصر الآه
ووجوه أحرقها دمعُ السهد ..
الفجر الأحمر
 يمحو
ليلَ الموت الأسود
ويعرِّي قاتلنا الدجال
فرعونُ  يغازلُ  فرعون
يعانقــُه ُ.. تاريخ ٌواحد
ومصيرٌ واحد
الجسد الطافي فوق الماء
تـنقرُ عورته والبطنَ المنفوخَ
طيورُ الغا ق
ويضحكُ جند الربِّ عليه
وهنا...  قبوٌ أو قبرٌ محفورٌ
 يرقد في أسفلهِ حقدُ الأرض
وقانونُ الغا بِ
وأحقابُ القهر
زمنُ الخوفِ ينامُ بجحر ٍ ... يشبهُ فأرا
يخرجُ محشوّا بالعارِ
ذليلاً
ترمقـُه الأحداق
أين الجبروت المصبوغ  بذاك الزهو ؟ وأين الحرسُ الجمهوري
 وأقبية ُالتعذيب
يستسلمُ في غنج سلطاني ..  لمغول ٍ أدخلهم
 بغداد  ... وحجرة نومه
جيش ُالقدس وفدائييوصدام ومن باعوا
جماجمهم بالدولار هربوا
والقائد غادرنا نحو الجحر .. وغاب هناك

                    2

قال  القوادون سيخرج يوما
يذبح فيه الويل ويقهر فيه الموت
انتظروا !! سيعود البطل القومي
زيفاً وضلالاً ما قالوا
القائدُ في مخبأه منبوذ
يأكل ويبول بذات الماعون
قائدكم أجبنُ من أن يرفعَ سيفاَ
او رمحا
قائدكم شبحٌ من خزفٍ  موهوم
قائدكم  ملح في ماء
والأيام تدور
ورأينا والعالم ُمهزلة الدنيا
الشبح المنصور .. يخرج من قبو الذل
وجحر الخوف
يرفع رايته البيضاء
كانوا يحشون بهيكلهِ الفارغ
حمورابي .. ونبوخذ نصر والقعقاع
وتبين بعد سنين النفخ بأن القائد
فأر في جحر ورقيم !! تحت القاع
 لم يقدر أن يحمي نفسه

              3

يا ذل الأعراب وتجار الماس الصداميِّ
يا ذل حرامي بغداد واصحاب الفيل
(وكوبونات) النفط
أحبطهم ان يستسلم طاغوت الليل
عملوا منه حصانا من خشب ٍمكسور
قالوا قاتل َحتى آخر ذيله
وحين فضحتهم كذبتهم
قالوا خدره  طباخ القصر الجمهوري!!
يا ضيعتهم .. كيف يقود الحقد
وحُبُّ المال لحاهم نحو  الزيف المجنون
يا  مهزلة القبو المحفور

          4

غنوا يا اطفال الشهداء
غنوا ذهب الفرعون ..  ولّى الفرعون
 فرعون ُالجحرِ وفرعون ُالماء
اصبح تاريخاً يتندر فيه الناس
اليوم تعود البسمة للأيتام
والفجر يسافر في الأحلام
وبلادي تتوردُ عشقاَ
والأحباب
هاهم عادوا من ليل منافيهم
بعد غياب
ضحكت أغصان الأشجار
وأسماك الأنهار
وبدأنا نركض في أيام الله
نرقص بين عصافير الشعر
وصبايا وجدٍ مكبوت
على انغام القيثار
حُلمي أن أتمشـّى
ليلا فوق شوارع ذي قار
حُلمي يا ذي قار!!


اما الدرويش والفنان التشكيلي الكبير الدكتور احمد النعمان فهو لم يرسل نصا  لأوبريت احتراق غابة العقارب ولكنه ارسل جدارية مرسومة بالكلمات !! هو يلغي الأمكنة والأزمنة ويصنع التراسل بين القديسين والألوان والموت والحياة واللوفر واسواق النخاسين ليؤسس ان القتال بين امتي الخير والشر كان وما زال وسيستمر فلا نتوقع ان يلقي عدونا المدجج بالفكر السلفي سلاحه ولا يتوقع عاقل ان الديموقراطيين سيلقون السلاح او يغفلون عن مهمتهم التاريخية !! اجدادنا قاتلوا أجدادهم وآباؤنا نازلوا آباءهم ونحن نلاويهم ايدينا من لحم وعظم وأيديهم من حديد وجمر لكننا نلويهم ونخلع اكتافهم !! الجدارية الومضة تؤكد ان اولادنا سيقفون ضد اولادهم وأحفادنا سيزرعون ليل احفادهم بالأناشيد العراقية والأممية والدائرة تدور من الأزل الى الأبد !! نعم ما زال إله الشمس في متحف اللوفر يعطي لحكورابي قوانين الحياة !! لكن النعمان يصرخ في برية إله الشمس أن محمدا العظيم ما مات فهم يصلبون كل يوم قيمه حين يصلب المناضلون على بوابة تموز !! احمد النعمان الفنان التشكيلي والمنظر الجمالي يقرأ التاريخ بعيونه هو ويرى فيه ما لا يراه الآخرون ويكتشف ويبتكر ثم يبتهج حين ينجزاللوحة النص :


مازل الهُ الشَمسِ في (اللوفرِ) يُعطيْ
لحمورابي قوانين الحياهْ
. . .
يا الهَ الشمسِ قد كَذبَ الزمانُ
فان محمدا ما ماتْ
ما زال مصلوباً على بوابةِ تموزَ
 في البابِ المُعظمْ
يَتيَممْ
 بدموعِ الفقراءْ
والثكالى والجنودِ الرافضينْ
ما زالَ يتلو آيةً تَناساها عثمانُ
 في قرآنهِ المنسوخِ
من اجل السياسةِ والرِئآسهْ:
(هي امتي بغي
 تباع في سوق النخاسه
وتستباحْ
وفي بلادِ الشمسِ يُغتالُ الصباحْ ( إ. هـ )


يوسف أبو الفوز اجترح وسيلة اخرى لمقاربة الهم المركزي لغابة العقارب فمن خلال المعادل الموضوعي ( اي ان يعرض صورة لتشي بأخرى تعميقا للمعنى وتركيزا للرؤيا !! تخيل ان العام 2004 يطرق بابك محملا بهدايا الخير والآمال وهي صو رة تتناصص مع بابا نوئيل ! وهي على اية حال صورة محفورة في الذاكرة العراقية لم تستطع عقارب شباط 1963 وتموز 1968 محوها لأنها جزء من ذاطكرتنا الجمعية !! يستطيع يوسف ابو الفوز صناعة حركة اهليليجية بين عدد من صور الذاكرة الجمعية بما يفتح النص على شعرية مونقة !! قارن :
1/ حصان جواد سليم يترجل من نصب الحرية ليملأ شوارع العراق صهيلا !!
2/ تموز ينهض من عالم الموتى لتعود الحياة الى الأرض !! ذلك يعني على راي ابي الفوز وفق المسكوت عنه اندحار بريسفون آلهة العالم السفلي فهي التي ىاختطفت فتى الرلبيع والخصب فبكاه العراقيون مر البكاء !! .
3/ جلجامش يعيد اكتشاف سر الخلود !! والمسكوت عنه ان الحية لن تسرق عشبة الخلود والفرح وان يقظة جلجامش الجديدة ربتما تجنبه موت انكيدو !! .
4/ ثمة في النص صباحات وأمنيات وأحفاد بما يخلِّق بانوراما للفرح ولكن ابا الفوز وفق طقوسنا العراقية القديمة الجديدة يريد ان يفرح أن يقهقه فيبكي !! ولم تشفع كوميديا عام القرد الطالعة توا من التقويم الياباني حيث الفرح والمرح والسلام !! وفق المعادل الموضوعي ( الذي اسسه إيزرا باوند وهو يحاول تفسير الأرض اليباب التي ابدعها تي أ س اليوت ) فاننا نشم رائحة احتراق العقارب من خلال النقاط الأربع أعلاه فابو الفوز يهتك الزمن البعثي المتكيء على إنحراف الرؤية القومية والدينية لدى عقارب صدام حسين !! قارن معي :

عام جديد يطرق الأبواب .
انه عام الخير والآمال.
التقويم الياباني يقول انه " عام القرد " ، وسيكون عاما مليئا بالحركة والنشاط والمرح والتالف بين الناس.
من لا يؤمن بالأبراج سيرى ان التقويم العراقي يقول له انه عام " حصان جواد سليم " وقد ترجل من " نصب الحرية " وملأ شوارع عراقنا صهيلا .
وهاهو تموز ينهض من عالم الموتى ، لتعود الحياة إلى الأرض ، وهاهو شعبنا يتلاحم لينثر الخصب في ربوع ما بين النهرين .
هاهو جلجاميش يعيد اكتشاف سر الخلود ، ليشيد العراقيون خلودهم بالعمل المنتج البناء وبكنس سياسة الطغيان .
وهاهم أبناءنا وأحفادنا يتطلعون لنا ، هل حقا سنفي لهم بالوعد بأن لا تمر عليهم غمامات الحزن وكوابيس الموت التي سلبتنا فرحنا لسنين طوال ؟
عام جديد يطرق الأبواب ...
وبدأ عصر جديد وعراق جديد .
ولى دون رجعة كابوس الديكتاتورية والاضطهاد والموت !
سقط المجرمون القتلة ، وجاءت صباحات الشعب الجميلة ، صباحات الفرح والعمل والبناء .
يا أهلنا ...
يا كل الأصدقاء...
يا كل الأحبة ...
بمناسبة العام الجديد ، أقدم لكم دمعة فرح على كف أمنية طيبة محاطة بريش القلب المحب ، وعسى ان يكون  العام الجديد عام العراق الديمقراطي الفيدرالي .
اجمل الأمنيات بالمزيد من النجاحات ، وعسى ان نلتقي يوما تحت سماء اجمل وطن ، سماء العراق ، وانتم بأتم الصحة ، أعزة  ، واحبة .
وابو الفوز ليس بعيدا عن ميكانزم الشعر ففي قطعة له قديمة  موسكو 1991 يتدفق البحر المتدارك : فعلن 0101  تم تم وستلاحظ الثيمات تتوالد وتتناسخ بطريق مدهشة من نحو : دمعة العين / تراب الوطن / تحولات الزمن / تناصات الصور الفنية من نحو : وناخ طويلا على قلبي الوجع / قارن هذا التقابل بين الأضداد في غنائية شجية :
في هذا الصمت الشائك ،
في هذا البعد الثقيل ،
في هذا الليل النائح ،
في هذي الغربة .
ليس للعين إلا دمعها !
ليس للكف إلا عد الأيام !
ليس للقلب إلا استقبال الأحزان !
ليس للمنفي من وسادة غير الشجن !
ليس من كتاب غير الذكريات ،
وليس من حبيب سوى الوطن !
***
أبتزتني السماوات الغريبة ،
يا وطني ،
وناخ طويلا على قلبي الوجع .
تململت جروحي ،
اشتكت ،
وناحت .
لا من درى ولا من سمع !
لا ينفع في اليوم الأسود ،
غير ترابك يا وطني .
لا ابيض في هذا العالم سواك .
وما سواك يعرف داء القلب ،
ومحطات الشجن .
ذر لي جروحي بملح الصبر ،
مد لي على ساقية العين ،
قنطرة للأحلام .
علي أرى في رقراق الدمع
طلعة فجر جديد !( إ. هـ )

ومن يجهل شيخ الدراويش الأستاذ حامد الحمداني ابن الموصل الذي وهب كل سنوات العمر لساعة درامية فإذا القصور خراب والمزارع البعثية الغناء يباب والحلم القومي الطائفي الإرهابي سراب !! وما زال هاجس الدرويش ابي ناهض كهاجس عائلة الدراويش فهو يدري ان القناع الذي وضعه الجلاد على وجهه وطلب الى رفاقه في الهتيكة والدمار ان يفعلوا فعله !! وظنوا انهم مانعتهم حصونهم وأن الزمان قال لهم ناموا رغدا فقد انتهى شيء اسمه العراقيون !! منذ 1963 والعقارب كأنشط ما تكون !! وزعت الأدوار لتحتل المكان والزمان والكبرياء العراقي !! يصرخ الحمداني الذي بدأ مشوار النضال والعذاب منذ خمسينات القرن العشرين الكالح !! وما زال متمترسا وراء تاريخ الديمقراطية !! يصرخ الحمداني : سقط القناع ومزقت استار العقارب وهتكت أسرار القتلة ولا مفر !! ضاقت بهم الأرض على سعتها فهم مطلوبون للعراقيين !! واختار ابو ناهض البحر الكامل إيقاعا لبانوراما رسمها بنفسه لتوريخ الفرح العراقي وتحريق الحلم البعثي الكابوسي !! كان ينبغي ان يسقط القناع قبل هذه الساعة لكي يرى رفاق دربه سقوط القناع الذي انتظروه طويلا ! الدكتور صلاح خالص والدكتور مهدي المخزومي والدكتور طه باقر والدكتور علي جواد الطاهر !! والشموسي وسريع وقزانجي وما اطول قائمة القديسين الذين سيحفظ لهم الزمن العراقي الجديد مقاماتهم ويحيلهم الى معان في النشيد الوطني القادم

  
سـقطَ القِنـاعُ و مُـِزقتْ أسـتارُ
        
                                 وتَكشفتْ عن جرمك الأسرار
         وتكشفتْ للشعبِ أبشـعَ سوأةٍ           
                                              فـــإذا فعـــــالُكَ كُـلها أوزارُ

نصّبـتَ نَفسكَ للعـروبةِ رائـدا   
                           كــذباً وزوراً أيـها السمسارُ

ومضيتَ تنصبُ في البلادِ مشانقاً   
        فكـأنما للشـعبِ عِنـــدكَ ثــارُ

         هذي الضحـايا وهي  تملأ ارضـنا   
شـُـلت  يمينك  أيــها الجــزارُ

أشـعلتَ حـرباً فاستشاط  لهيـبها        
                           كيما يعم الـرافدينِ دَمـارُ

         هـذا العِراق تقُطــّعتْ أوصُـالهُ   
                          كي ما يؤبد حُكمكَ المنـهارُ

والجــوعُ ينشبُ  نابه ليذلنا  
                         فانظر صنيعَكَ أيـها الغـــدارُ
 
        هذي  قـوى الشرِّ القديم تكالبتْ   
                            تبـغي الخـَراب  ومـجدهُ ينهارُ
 
حَقـدٌ يُصبُّ على العراقِ وشعبهِ          
                      ولسوف يمحق ايها الأمار

مـن العــدالةِ أن يجوع شعبنا             أ
كي ينعم السكين والجزار

لا بـد للأحرار إن طال المـدى      
 تلوى رقابهمو ويغسل عار .  ( إ . هـ )                        

لكن  الدرويش الدؤوب ضياء الحافظ باحث عن ذكرى طفولته التي اهرقها في الزمن الأسود ! ولن يعيد البكاء ما فات !! وسيظل حلم الحافظ ان يمتد الي السهل من اعلى جبل في الوطن ليصرخ لماذا سرق الفاشست حتى آخر ما تبقى من العمر ؟؟ ويرتد اليه الصدى : لماذا لماذا !! فيقرر ان يرقص وحيدا ليغيض الأشباح المتوجسة من الغضب العراقي !! وعزاء ضياء الحافظ ان الشبح الأكبر الذي اسس غابة العقارب عثر عليه مستترا في جحر مكتظ بالعقارب !! حلم ضياء الحافظ استنادا الى النص حلم وجودي بلا حدود ولا ضفاف !! لكنه يتمحور عند جبين الإنسان اينما كان ! الأنسان العصي على الهزيمة ! ينكسر ينجرح يتغرب يجوع يعرى  يغرق في البحر او الرمل سيان لكنه لن يهزم !! قارن كلمات ضياء الحافظ :
ان امتد كفجر الله بين يديك بغير قرار
بغير بكاء
وتمتمة الاب المشدوه وحيدا عند الاسحار
سيدتي ذي قار:
حلمي ان امتد اليك بلا قهر ٍاو قبح ٍمن اعلى جبل في وطني
حتى آخر سهل في البصرة
ابحث عن ذكرى مدرستي ،
ولماذا ياوطني لاتبقى شاهدة تحفظ ذاكرتي ،
سرق الباغون حتى آخر عمري
رقصوا فوق ضلوعي
كتبوا فوق الجدران شاهد موتي
وغبت آخر وقت في اقصى المنافي
2/ ابحث عن حلم سرقه الباغون
بل ابحث عن موت يحميني من حزني الابدي
الآن اراقصُ وجدي
اتمتم يالله
وياللاقدار
الشبح النائم دهرا بين الاحجار
يقبضه الموت وحيدا كالجرذ داخل قبو
النار......


  مسارات نصية للواعج الهم المركب
 
      1    
مدوا " الحرف " باعلاه
اتركوا من ظلّ في غابة الصهيل
وانشدوا حتى تفزع المياه !
     2 
صوتوا للنخيل
للنهر...
للأزقة المحطمة
لبقايا الفزع
لدهشة(علي حسن حافظ)
  المقتول في بنجوين عام1983
   في احدى المعارك
     3
الشعراء الغادرون
صنعوا قنبلة عام1963
انفجرت غداً
    4
كيف أتيت في لحظة غير لحظة هروبك القديم " خائفاً يترقب"
سأعيد قراءتك بأثر رجعي حتى عام 1979
    5
يا " كريم عبد" :
هناك " أمير الدراجي"
والصائغ عبد الاله - في ناشفيل
وبعض الاحبة في " نيوكاسل"
وعلى طول الساحل الشمالي
وبعض من لانعرف
لاتنس ذلك ياكريم
قبل أن تعود الى الوطن
    6
ما اعظم الفجيعة
والمفجوع...
والشعراء الكسالى
    7
الاشجار كلها استحالت في وطني رمادا
وتطهرت من اكذوبة الحطب
مع ان النفط حبلى به الارض
     8
" المسارات النصية" في عنوان القصيدة تقابل المضمر
وتخالف المضمور...
ما اقبح الضمور !
    9
نحن هنا...
ولدنا من جديد ...
جيل الثورة !!
لم نمت من عام 1980الى عام 2003العظيم !!
بصقنا بوجه " القائد الضرورة"
ولم نمت !!
   10
لا تحزن لأنّ " الغذامي" سرق مساراتك النقدية
فقد سرقوا قبل ذلك العراق !
لا تحزن... انت مولود في عام 1952
لا زلت شاباً ايها الورد ...
تكسوك ملامح الزهد
    11
الشعراء الكهول
  المترفون !
ينامون حتى ساعة متأخرة من الليل
ن. ن يفعل ذلك ايضاً
رايت ذلك بعيني
  ايضاً
ويجيء قاضي الدراويش وحامل شعلتهم  زهير كاظم عبود ليرصد الغابة العقاربية بعينين حذرتين !! حتى يجمع أحزانه وما تبقى من أيامه لغاية كامنة في الحلم العراقي المتعدد الألوان !! لا شيء غير المطر فهو الأقدر على ان يطهر المدينة مما حاق بها من زناة التاريخ وخبراء الأقبية السرية !! المطر المطر مقترن في الذاكرة الإبداعية بالخضرة والربيع الممرع !! وفي اللوحة ثمة طير يعلن احتراق غابة العقارب ولكن وفق رمزية شفيفة مؤداها ان الشهداء نهضوا من اغفاءتهم وان قيامة العراق قد قامت !! لننشد مع زهير كاظم عبود عذابات الحلم الجميل :

أجمع كل أحزان روحي
وأجمع مايتبقى من أيامي
أركض في الشوارع اكتب حزني فوق  ورق الشجر الشتوي
تبللني غيمة
يغسل وجهي مطر الله
يطهر روحي مطر الله
يمحو كل الحزن المترسب في قاع الروح
يخبرني طيرا ان الشهداء قاموا ...
وأن العراق قام  !!
كيف ؟؟
لكنه قام فجراً
وبان الصبح على الخفاش فماعادت لديه القدرة على الأبصار
بات معميا في العين وفي الروح وفي القلب
صار عاجزاً عن كل شيء
عادت للماء طهارته
وللضوء نقاوته
وللشمس عذريتها
ولطيور الماء أحتفالاتها
وللعراق بهجته كلها
أجمع فرحي وأخلطه بما يتبق لي من أيام العمر
وأصيح  :  ياأيام العمر الباقي
وصباحات الفجر
ياكل عراقي
وقبلة أشراقي
يا كل أحبتي  وأصدقائي
يبللنا مطر الله
ندياً كقطرة ماء
يغفو في الليل
يمنحنا طيفاً  وفرح
يمنحنا عمراً آخر 
انه العراق يعود من جديد
يسري بين عروقنا وفي نسائم الهواء .( إ . هـ )

لقد جعلتنا زوايا الإلتقاط في قصيدتي الدرويشة المبدعة روافد الياسري نرتب دورها وفق ما هو عليه !! كأن روافد كانت تصغي الى اخوتها الدراويش وئام والحسيني والنعمان وزهير والحافظ وتدون في مخيالها الشعري عذابات عائلة الدراويش وهي في صميمها وتزن اوجاع الدراويش الذين سبقوها وتلمح في عيونهم تعب الطريق وغبار سنوات الغربة كل ذلك من اجل ان يحكم حزب متخلف عقليا واخلاقيا وحضاريا وطنا كالعراق وشعبا كالعراقيين !! كأنها تخاطب كل مروءة عراقية ان لا تنتظر ! فكل يوم يمضي والقتلة ينعمون بسجون متوفرة على امتيازات لم يكونوا ليمنحوها للعراقيين او لم يكونوا ليتوقعوا ان القتلة سيمنحون وقتا للتفكير والتدبير والتجول بين دول الخليج والعراق !! السيدة روافد وهي سليلة اهل البيت رضوان الله عليهم تمتاز بشيء من صفاتهم وهو القرار الحاسم  في اللحظات الحاسمة !! فتطلقها صرخة في برية العراقيين : حاكموهم قبل فوات الأوان !! يبدو ان الجلاد الذي سرق احلام العراق بنفاقه وأراق دماءنا بطاغوته واعتدى على عذارى العراق بسفالته !! بل ان ثار روافد الياسري الذي لا ولم ولن تتنازل عنه هو ان الجلاد سرق الطفولة من الطفولة وافرغ الوطن من بريق عيون الأطفال ورنين قهقهاتهم الملائكية !! الطفولة بكائية الياسري وحرائقها البركانية ولن يقر للشاعرة الدرويشة قرار قبل ان يحاكم  الرجل الجبان الذي ضرب مثلا في الإتساخ قارن وتأمل لماذا انتقت الشاعرة إيقاعات بحر الرمل فاعلاتن -  فاعلاتن
0101101 – 0101101
متحرك ساكن ( سبب خفيف ) متحركان فساكن ( وتد مجموع ) فمتحرك وساكن ( سبب خفيف ) وتضرب بالنقر هكذا تم ت تم تم – تم ت تم تم
وتلبثت عند الإيقاع لأننا سنفاجأ ان منولوج النخلة الذي سيأتي لاحقا مؤسس على بحر الرمل فهل قرأت الشاعرة رأي عبد القاهر الجرجاني في مناسبة هذا البحر للفرح الذي لا يطيقه الشاعر ؟ :
حاكموه ُ وأشفوا قلبي
سرق الجلاد أحلام العراق
حاكموه كان رمزاً للنفاق
دمنا كان بأيديه يُراق
حاكموه  فرحوا .. أمي التي تشكو
الفراق
حاكموه ُ يا غيارى
وأهتفوا هيا جميعا ً
يا لثارات العذارى
يا لثارات الغيارى
كان للطغيان رمزأًَ وشعارا
كان عاراً وشنارا
حاكموهُ... فرحوا تلكَ النساء
مَنْ بَكَيّنَ في القباء
مَنْ صُلِبنَ في العراء
مَنْ دُفنَّ في الفلاء
حاكموه إننا منه براء
حاكموه... قتلَ فينا الطفولة
سرق بسمتنا.. تلك الخجولة
لعب في البطش أدوار البطولة ( إ . هـ )
أفهل تكتفي الشاعرة روافد الياسري بصرخة ( حاكموه حاكموه واشفوا غليلي ........!!! )  لا إطلاقا فهذه الشاعرة تمتلك طفولة مسروقة مثلها في ذلك مثل كل العراقيين الصابرين والعراقيات الصابرات !! وهنا لا حقا تصنع تناصا بينها وبين النخلة العراقية !! النخلة عمتنا !! ولكن البعث ورجال مخابراته العلنيين والسريين يمقتون النخلة ويزعمون انهم يعشقونها !!  يقطعون النخل كما يقطعون رقاب نسائنا ورجالنا ثم يتغنون بالنخلة !! يا لهذا النفاق المهين ! روافد الياسري تصنع استعارة فهي المشبه الغائب والنخلة هي المشبه به الظاهر على سبيل الإستعارة التصريحية !!  مؤداها أن خلاص العراق من صدام هو ميقات خلاص النخلة من شقاواته وبعضهم ركب موجة المعارضة ليضمن استمرارية إعدام النخلة !! ملعون من يمقت النخلة ! ملعون من يتغنى بالنخلة وهو قاتلها او مهددها بالقتل عند اول فرصة !! لقد صنعت روافد مونولوجا بينها ( انا الشاعرة ) وبين النخلة ( أنا الشاعرة ايضا ) وفي علم البلاغة يسمى مثل هذا النحو التجريد !! وقد برع فيه الشعراء القبسلاميون مثلا الأعشى الكبير يخاطب رجلا غريبا هو الأعشى ذاته :
ودع هريرة ان الركب مرتحل       وهل تطيق وداعا ايها الرجل
تسأل النخلة أحقا تحررت من المنبعجة فحولتهم  الطويلة السنتهم  الشتيمة وجوههم  المثلومة طفولتهم !! أفحقا صرت يانخلة ياشامخة  يامعذقة طليقة ؟؟؟ فتجيبها النخلة (إبشري هذي الحقيقة ) وهذا السلوك يسمى في علم النقد الحديث الأنسنة أو التجسيد اي انك تجعل لسانا للمخلوقات غير الناطقة لتجري حوارا معها اي تونسن غير العاقل ! وكان عبد الرحمن الداخل صقر قريش قد بكى حين شاهد نخلة في اسبانيا او الأندلس وهو يدري انها مزروعة في غير ارضها ةيأكل من تمرها السفلة والعلوج !! فهمس للنخلة :
يانخل أنت غريبة مثلي     في الأفق نائية عن الأهل
وغربة النخلة او روافد غربتان وفرحتها بسقوط الوثن البعثي ولطمه بالنعال فرحتان :
أَوَ حقا ً إنكِ عدتِ
 طليقة؟؟؟
أنت ِ يا نخلة َ
أوطاني العريقة
فأجابت أبْشِري
هذي الحقيقة
حرةُ أبقى فما
 عدت غريقة
فلقد ضلًّ جلادي
 طريقة
سكنَ الجٌحرَ ذليلا ً
ومهانا
بات َ كالجرذ ِ وقد صك
 لسانا
أسدأ كان علينا
وعلى الغير جبانا
يا سمائي زغردي
 آن الأوان
وارسلي للشمس ِ
أصداء ندانا
رددي نخلة َ قومي...لن تُهانا .( إ .هـ )

 بهاء الدين البطاح شاعر مغاير فهو زمنذ قصيدة نبي ضال يستعمل ميكانزم التداعي الحر !! الصور الفنية الحارة تنثال في مساحة المعنى في سيناريو معد سلفا !! الغراب معادل رمزي للشؤم حتى اسمته العرب ( حاتم ) اي يحتم بالفراق ! وليت الغراب كان حالة فردية لهان الأمر على الشاعر وعلينا وعليك!!ّ لكن الغراب هوى على العراق وتحققت الطيرة او التطير فقد حدث كل شيء ليناسب مشهد الغراب والمفاجأة ان الغراب هوى على العراق ميتا هذه المرة فالجماهير تنتسم في ذهول ملحمي !! الذهول الذهول ولابد من صوت يوقظ الجماهير من ذهولها !! فصرخ ضمير المتكلم في النص والمفارقة الثانية هي ( صرخت في نفسي ) الصراخ الصامت صورة كابوسية !! والعراق في النص رجل مذهول فيناديه النص انهض ياوطني شامخا متألقا وأخلع رداءك البالي الممزق !! والإشارة الى احتراق غابة العقارب هي ( هذي جهنم ... ) ثمة حرائق اذن يتصاعد لهبها بعد ان زال غبار البعث الأصفر
  .... مذ هوى غراب السوء في بلدي
بعاره يتجه
وصار الشعب في الرافدين
مبتهجا بذهول ٍ يتبسم
وصرخت في نفسي ان
قم يا عراقُ شامخاً متألقا
واخلع رداءاً باليا متمزقا
هذي جهنم ضجت تستغيث بربها
من نار (صدام) وحزبه تتألم
وحقيقة الاشياء تبدو يا سيدي
 بما عليه تُختتمُ و تُحسمْ
اواه من غدر الزمان وحيفه
اواه من نوب الطغاة
إذ برقاب اخيار الورى تتحكّم
يا سيدي ما نُبدي
ما يُبدى
وما نكتمُ ما يُكتم
هذي جراحُ بلادي
والجذرُ لما يسلم
في كل شبر ترى حرائق
ونواحاً ودموعاً ومأتم
ما خلّفَ الانجاس في بلدٍ
دانت له الامجادُ
، سوى ارزاء لها الاكونُ تدّاكُّ وتُهدمْ
يا سيدي يا رفيق فجيعتي في بلدي
وما لم ابده انكى واعظم
طفولتي الموؤدة
 وشبابي واحلامي
وشيخوختي
هذي امجادي وشموخي
و تاريخي الطويل تحطم
فصار يغزوني كلُّ ذي طمعٍ
ليسلبَ عزتي ووحدة شعبي
 فكم من الآلام يا سيدي تريدني اتجشم
وكم مع الارزاء يبلغ صبري وحلمي
وهذا بلدي لأوصالٍ يتقسّمْ
انوء بثقل المآسي مذ عصورٍ
طويلة موغلة في العتمة 
اما لجرحي من دواء  يا سيدي وبلسم
آه يا أنت  لو اُبدي لك لوعتي
لما جفتْ مآقيك
على طول المدى
من قبل ان تعلم  .( إ . هـ )

 


حيال محمد الأسدي قارب موضوع احتراق غابة العقارب من خلال صور شعرية فنية جميلة لقائد يمقت الفن والجمال !! شيء من الفلاش باك والكرومكي وهما ميكانزمان تلفزيونيان او سينميان او حتى روائيان !! قرب لنا القائد الشعث الشعر واجلسه داخل قفص الإتهام وسلط عليه قاضيا فولاذي الإرادة عجائبي الذاكرة وهو معادل موضوعي اي القاضي لصوت الشعب !! ثمة امور يعرفها العراقيون عن العقرب الكبرى او القائد الضرورة يعرفونها كما يعرفون اسماءهم منها ان صدام مولود من اسرة فقيرة ومتردية اخلاقيا فأبوه مثلا غير معروف وهناك وثائق !! اما طفولته فهي مرعبة حتى اصطكاك الأسنان ! طفل في العاشرة يقتل معلمه بضربة مكَوار ذات ليل داج في احد ازقة تكريت محلة عبد السطيح !! شبابه حدث ولا تتحرج !! كهولته إياك أن تخبيء شيئا منها !! لم يشأ حيال محمد الأسدي تعداد كل الملفات التي نضدها القائد المؤمن من شرف العراقيين وعرقهم وأعمارهم وأموالهم !! شاء الأسدي أن يظهر صوت القاضي وصوت المتهم معتمدا على إنفلات لا وعي المتهم فهو مثلا ( صدّام ) اي صيغة ( فعال ) وأقرب الدلالات الى فعال هي ( هدّام ) اما اسم ابيه وهو ( حسين ) فأقرب الأوزان اليه هو ( حصين ) لتكون المقابلة قابلة فضلا عن ان حسن صار لازمة القافية من نحو ستين قدمين دفين مبين مسكين ..... الخ قارن حيال محمد الأسدي :
 ما اسمك ؟
هدّام حصين ....
كم عمرك ؟
جاوزت الستين .....
فسِّر بالواضح ........ ؟؟؟
كنتُ غلاما حافي القدمين
يوخزني الشك بأبوة ( حصين ) ...
و( صبحة ) لم اعلم شيئا عن
سرِّها الدفين
فسِّرْ بالواضح المبين ؟؟؟
وكانَ أولَ ضَحيَةٍ…
مديرُ مدرسةٍ مسكينْ!!
وخرَجْتُ من القضيةِ
كالشَعْرَةِ من العَجينْ!!
يسندُنِي ويُؤازِرُنِي
(خالي) الفذُّ اللعينْ!!
وبغدادُ جئْتُها ضائعاً
أَبْحَثُ عن صَيدٍ سَمينْ
وكان (المخَطَطُ) موجوداً
جاهزاً..رصينْ!!
وفرضْتُ إعتمادي
على (الرفاقِ) المتآمرينْ!!
وكان صيدُنا
(زعيمُ) الشعْبِ المسكينْ!!
وفي (الكنانةِ) احتوانِي
حضْنٌ دافيءٌ أمينْ ..
وابتدأ الدرسُ
وَنَجَحَ (الأصدقاءُ)
في التلقينْ!!..
وصرْتُ (مناضلاً)
على العَهْدِ أمينْ!!
وَأَوْصَلَنا (الأصدقاءُ)
الى العراقِ (حاكمين)ْ!!
ومُهمَتي الأُولى
كانتْ (جهازُ حُنَينْ)!!
باكورةُ الغَدْرِ..
وتصفيةُ (المتآمرينْ)!!
وكانَ (أبو هيثم)..
قطةً مُغمضةَ العينينْ!!
فغادرَ (الكرسيَ)
(مريضا)ً..مُسْتكينْ!!
فباشَرْتُ (قادسيَتِي)
وأنا خيُر (الفاتِحينْ)!!
وما تأَخَّرَ (الأصدقاءُ)
بالإسنادِ والتموينْ ..
و(لعَهْدِهِم) وَفيْتُ
فقتلتُ الملايينْ!!
وأطرَبَنِي العراقيونَ
بالدَمْعِ والأنينْ!!
(رائعٌ) عويلُ الثكالى
وأنا (صامدٌ) متينْ!!
وازدحَمَتِ الصدورُ
أَوْسِمةً ونياشينْ!!
وارتأى (الأصدقاءُ) نَهايةً
أو (استراحةً) الى حينْ!!
فَتَوَقَّفَ الشلالُ
وكان ليَ نصرٌ (مبينْ)!!
ورَكَبَتْنِي (إرْهاصَةٌ)
فَقَرَّرْتُ (اللَّعِبَ على الحبلينْ)!!
فالعقولُ (متوفرةٌ)..
وأَوْكَلْتُ (السوطَ) الى (حسينْ)!!
فـ(أبن صفيّة) شديدٌ
وهو كلبِي الأمينْ!!
ولم أنسَ الشعبَ..
فقصُورُهُ شامِخَةٌ على (الصوبينْ)!!
ولم أنسَ القضيةَ..
فصيامي وصَلاتِي فلسطينْ!!
و(الأخوةُ الأكرادُ) لَهُم
في (المكْرُماتِ) سَهْمٌ سَمينْ!!
فأرسَلْتُ لَهُم (مُعَطِّرَ جوٍ)..
فتكوموا فوقَ بعضٍ جاثِمِينْ!!
وأخِفْتُ (الجوارَ)..
فهبوا إليَ طائعين!!
(أسلحَتِي) و(غازاتِي)
ذاعَ صِيتُها في العالَمينْ
و(الأصدقاءُ) حائرون..
بمِخَطَطي (اللَّعينْ)..
وسَأَلْتُهم المشورةَ
في (تأْديبِ) جارٍ مسكينْ!!
فما كانوا مُمانعينْ..
والى (حكمَتِي) كانوا راكنينْ ..
فسالَ لعابِي..
وامتشقْتُ (حَرَسِي) الأمينْ
وصباحاً كانوا هناك ظافرينْ!!
وبعودةِ (الفرْعِ) للأصلِ مقتنعينْ!!
وقلتُ للعالمِ إنها (نَخْوَةٌ)..
و(مساعَدَة) لأخوةٍ (ثائرينْ)
فَتَزَلزَلَ الكونُ..
وكانَ الرفضُ مبينْ
وما همَّنِي سخطٌ لأنِي
واثقٌ بذاكَ (اليمينْ)!!
وهيَّأَ (الأصدقاءُ) قوَّتَهم
مِنْ كلِّ حَدْبٍ وصوبٍ عازمينْ
وتَوَسَلَ العالَمُ بِي
رجعةً عن فعْليَ المشينْ
لكنَّ آذانِي كانتْ
(واحدةً طينٌ وأخرى عجينْ)!!
وأنذَرَنِي (الأصدقاءُ) بشدَّةٍ
وكنتُ أظنُّهم مازحينْ!!
لكنهم (غدروا) وللعهدِ
كانوا (خائنينْ )..
وزُلْزِلَتِ الأرضُ
في ذلكَ الفَجْرِ المبينْ
وما شَفعَتْ (أمُّ المعارك)
في صَدِّ (الغادرينْ)!!
وتَبَيَّنَ إنَّها عاهرٌ
رغمَ الأستارِ والتبطينْ..
ومارَفَّ لي جفنٌ
أو نَدَى لي جبينْ
فأنا سالِمٌ غانِمٌ..
وماشأْنِي بالآخرينْ؟
وشُدِّدَ على الشعبِ حصارٌ
كان حقاً لي معينْ!!
في كَسْبِ ودِّ الآخرينْ
وزادَ عددُ (الرادِحينْ)
والْتَهَمَ الأطفالَ
وأنْهى حياةَ كثيرينْ!!
لكنَّنِي باقٍ..
وهذا (نصرٌ مبينْ)!!

 

 

 صبــا محمد طالب محمد البوسطجي  ارادت ان تسهم في هذا الأوبريت ! ربما هي معروفة كشاعرة في الجزائر مسقط رأسها لأب عراقي وأم جزائرية !! وتشاء المقادير ان تمتد يد السفارة العراقية والسلفيين لتغتال اباها في مدينة جيجل وهو يتهيأ لمغادرة الجزائر والإنضمام هو وأسرته اليَّ !! ولبثت صبا التي انجزت الماجستير وتدرس الدكتوراه الآن وفية لوطنها العراق ووصية ابيها ( اذا صار عليا شي خودي الأولاد والبنات للعراق ) ومن لا يعرف شهيد العراق الخالد محمد طالب محمد البوسطجي الذي انجز اعمالا شعرية كبرى بينها مثلا ( التسول في ارتفاع النهار ) وبكاه الشاعر سعدي يوسف مرَّ البكاء وخصص عددين من المدى لرثاء هذا الرمز التقدمي ابن البصرة !! قلت لها يا ابنتي نحن دراويش فقالت وانا درويشة !! إذن ما عادت الشاعرة صغيرة فقد زارت العراق وتعرضت واسرتها الى مصائب لا تعد ولا تحصى !! لكن بغداد حلم ابيها فهي حلمها ايضا!! ياللهول كأني بها تستحضر تمثال ابيها الذي اقترحه عدد من الفنانين وتطلقه في بغداد ثم ترصد خطاه !! من احق من ابنة الشهيد بالإحتفاء بإحتراق غابة العقارب !!
بغداد
امتلات الرفوف
و امتلا قلبك معها
وجدته ذات يوم
يسال العابرين  عن الطريق
حائراً بين الجميع
ينحني ليخفي عن عينيه كلَّ من خذلوه
كل من صنع له هذا الماضي المريع
تتذكرينهم جميعا
مخيلتك تسع كل الذكريات
كل العاشقين كل الجناة
تضع الجميع في مقلة واحدة
كانت الوجوه تصعد وتنزل
 تصطدم بالنخل
 و النهر
و البؤس في عيون اطفال
حفاة
مخيلتك ارادت ان تفهم الجميع
شيأ
تعريفا
قضية
ارهاصات
لكنها اكتفت بالصمت
ابدا لم يفهموا هذه الروح
ابدا لم يفهموا
كيف لك
ان تري احباءك بعد ان اصبحوا
رفاة
كيف تحترفين الحزن
و كيف تصبح الحرية بالنسبة لك
هي كل متطلبات الحياة
 
الرقاب مشرئبة
تتطلع الى ما وراء ...
... السماء
بغداد تنظر الجميع
بعيون.... كالليل
بعيون ... كالغربة
بعيون ... كالروح
تلف النور بالعتمة
طلقات
طلقات
ينتهي المشهد
ليبدأ مشهد جديد
بغداد لا تابه بالزمن و الاعمار
الكل هناك ابطال
الكل هناك ضحايا
الكل هناك اطفال
الكل هناك يرتمي في حضن الجميع
يمرغ شعره في تراب القبر
و يختفي بين الافكار
يلطم على راس الموتى المجاورين
و يتوقف عن التنفس
الكل هناك ينام في فم الجميع
يبني صورته داخل صدره
يتساءل عن سبب لم يكن ...له سبب
بغداد بكت كطفل ضائع
كغريب ضاع منه الزمن
عاد  الغريب الى ارض الوطن
وكأنه غادره الاسبوع المنصرم ( إ . هـ )
نورا محمد علي الصائغ وهي التي لم تغادر بغداد مرة واحدة وكتب عليها ان تكبت النحيب في روحها حين ذهبت مع اخيها مثنى الى الجامعة وغفلت عنه هنيهة واكتشفت انها خسرت اخاها العبقري الوسيم فكتبت عددا من القصائد في غياب الفارس مثنى !! لعل اشهرها ( انتظرك ) التي نشرت في موقع الحالم بغد افضل بل وطتب اليها عملاق الأدب الأستاذ داوود الحسيني وكتب اليها المناضل الدكتور سلمان شمسة ونشرت الردود في موقع الحالم وموقع الصائغ !! قلت لها واه وانت لم تكملي الثلاثين كيف تتدروشين !! فقالت انا امتلك حقا كحق الشاعرة وئام الملا سلمان وهي صديقتي بالمراسلة في ان انتمي لعيلة الدراويش التي تضم كبار المبدعين والمفكرين والمناضلين :  السد داوود الحسيني والدكتور احمد النعمان والقاضي زهير كاظم عبود وضياء الحافظ ووئام الملة سلمان وروافد الياسري ,,,! .
النص فيه اصرار كبير على مواجهة هؤلاء الذين سرقوا البريق من العيون  والبسمة من الشفاه والمعنى من الحياة وفي قصيدة نورا إشارة واضحة الى احتراق غابة العقارب البعثية وتصلي حتى لا يغفل الشعب عن بعض العقارب الفارة من لهيب الحرائق !!

نواجه الحياة رغم هؤلاء
كيف تواجه الحياة مع
هؤلاء
اذا ظمئت فليس لك قطرة ماء
ومن لاشيء يصنعون البلاء
أدراجهم للمجد رؤوس الضعفاء
عامة الشعب وعظام الابرياء
صعاليك بزي الحكماء
أو عقارب في غابة الرخاء
يرتدون جلود شعبهم
ويسكرون برائحة الدماء
*      *        *
يصنعون لهم اصنام
ويرفعون بفخر محزن الاعلام
وعيونهم للشر مفتوحة لاتنم
هؤلاء حكمونا.....هؤلاء حكام
هؤلاء حرمونا.....وهم لايعرفون الحرام
بعثيون ....حزبيون .....وثلة من أنعام صدام
لكن
اسقطت الاصنام
ونكست الاعلام
أحترقت غابة الفخر....وباتت غابة الظلام
التي رغم ادغالها...رغم عقاربها      
( إ . هـ ) ؟.    ورودها تصبوا الى الشمس....وتبغي السلام

النشيد الأخير لأوبريت غابة العقارب كتبه عبدالإله الصائغ ويبدأ من ( غابة من عقارب آهلة للخراب )  لينتهي عند واحة مغدقة وهي ( ليدخله زمن النخل والهور والجبل السامق والدبكات
زمن من هبات ) ...
1/ غابةٌ  مِنْ عقاربَ آهلةٍ  للخرابْ
غابة من ضباب
يتها اللحظة الهاربة
يتها الأمة الخائبة
يتها الفتية السائبة
هوذا عقرب الساعة منفلتٌ ومنصلتٌ
واليباب
به وشمَ الزمنُ الغِرُّ اهلي
ونخلي
بقيةَ مقبرةٍ جنْبَ صبيرةٍ عثَّها النمل ُ ابيضَ
مثل طقوس كوكبة هبطت  من فضاء
ومثل مفارق جدي قبل الخضاب
غابة كالعِقاب
ملأت رحبها بالجماجم ! وَقْعَها بالزمازم
كانت أناشيدُ يعربَ ميسمَها الأزلي
وكنا نئن بلاد القوافي والزيت والعَرُوبات*
مدي يدا نحو اهلي
افتحي باب معراجك البدوي فثمة شعبٌ يموت
بلاد الطحالب والأشنات
تناديكِ دجلةُ ناضبةً والفرات
تناديك غاداتنا المتعبات
منائرنا
كنائسنا
الكامدات !! نقول افتحي للعراق ابوابك السودَ
فقد مسَّنا الضُّرُ واستامنا الوثنيُّ
فأين نولِّي  وأنت القريبةُ مِنْ غابةٍ للعقارب
العقارب تلسع تلسع لا تستكين
وناعورةٌ تدور بماء السنين
وحشرجة من أنين
بني عمنا لستم وطنا للقريب
بني عمنا بالوجوه الشتيمة كنتم
ترشون غاباتهم بالحياة
وتجنون عن ويلنا والعذاب
هباتٍ من الزيت والعهر والعسس المبهمين
بني عمنا  ها كَفَرْنا
بِعِرْقٍ يشدُّ دمانا اليكم
بأصل يذكرنا بإنتماء الضحية للقاتلين
بني عمنا الأبعدين
تعالوا حدود بلادي
 واشهدوا من بعيد
دخان العقارب !! الأقارب
غابات وادي النفاق أفانين جمر
تعالوا تروا عقربا كنتمو عابديه
وكنتم ذويه
يواري الهتيكة بالخدر المرِّ شأن الـ......حاب
تعالوا تروا شعبنا من طيوف ملونة
مثل قوس القزح
وقد مسنا وهجٌ من فرح
تعالوا انشدوا معنا للسلام ......
(( الكورد في الأعالي والعرب في السهوب
والتركمان نغمي المحبوب
كلدان ياشعبا يحب الشمس والربيع
آشور ياشعب الذرى والخير للجميع
ياكتبي العظيمةَ القرآن والتوراة والكنزا
والإنجيل
نمنحها وئآمنا والحب والتبجيل  ))
 
2/ غابة من عقارب طاعنة في السموم
غابة العقارب احترقت والدخان
تصاعد
تصاعد
لا وطنا للعقارب والأقارب
هذا زمان العراقيِّ يرفل بالفرح الأرجوان 
 سنقفل بابك ياوطني في وجوه الأقارب والعقارب
ليدخله زمنٌ الطفل والأهل والعاشقين 
ملائكة تستحي من علاها
نجوم تراقصنا في ذراها
ليدخله زمن النخل والهور والجبل السامق
والدبكات
زمن من هبات .( إ . هـ )
* العروبات مفردها العروب وهي المرأة المغتلمة  للرجل وقيل لزوجها حسب !! .
انتهى اوبريت احتراق غابة العقارب وكل شهيق والعراقيون بخير وكل زفير والعراقيون  بخير .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة
- بيان بأعتزال الكتابة مؤقتاً في مواقع الأنترنيت
- نقد أماراتي لأداء وسائل الأعلام العربية
- ماذا يريد مجلس الحكم من قناة ( العربية ) ؟
- الخلاف والأختلاف
- الناصرية .. شجرة لكنها عبقة وأصيلة


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير كاظم عبود - احتراق غابة العقارب