أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!














المزيد.....

كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 10:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هل تقرَّر عبر قرار حكومة السنيورة الزج بسلاح "حزب الله" في حرب بين اللبنانيين تذليلاً لعقبة سياسية كبرى من الطريق الدولية ـ الإقليمية المؤدية، أي التي يمكن أن تؤدي، على ما يتوقع أصحاب القرار غير الظاهرين في الصورة، إلى نزع السلاح من يده؟ القرار إذا ما نُفِّذ (على استحالة تنفيذه بغير الحديد والنار) إنَّما يصيب مقتلاً من القدرة العسكرية والأمنية لـ "حزب الله"، فشبكة الاتصالات الخاصة به، والتي لا يتفق وجودها مع منطق سيادة الدولة اللبنانية لو كان الحرص على سيادتها هو الدافع الحقيقي وجوهر القضية، إنَّما هي من أهم مكوِّنات وعناصر قدرته العسكرية والأمنية، التي فشلت إسرائيل، على جبروتها العسكري والأمني في النيل منها، والتي لا يمكن تفسير قرار إعلان الحرب (القضائية حتى الآن وعلى ما قيل رسمياً) على أنَّه إجراء لبناني حكومي سيادي ضد النفوذ الإيراني، أو النفوذ السوري، أو ضد محاولة مبذولة لـ "الهيمنة الشيعية"، ذلك لأنَّ "حُسْن النيَّات" الكامنة في هذا القرار، وعلى افتراض وجودها، لا يمكنها أن تطمس حقيقة موضوعية واضحة جلية هي أنَّ رياح "الأزمة الجديدة" لن تجري إلاَّ بما تشتهي سفينة إسرائيل، التي تتحيَّن الفرص، وتُعِدُّ العدَّة، لهدم قلعة "حزب الله"، وإعادة بناء هيبة جيشها، وقوته الرادعة، من حجارة تلك القلعة.

إذا كانت "السيادة" هي القضية؛ ونحن نعلم المعنى الحقيقي لانتصار الحكومات لسيادة الدولة في عالمنا العربي، فإنَّ السؤال الكبير الذي يثيره "القرار"، والذي ينبغي لحكومة السنيورة إجابته، هو: "هل في مقدورها أن تنفِّذ هذا القرار بقواها السيادية الذاتية، ومن غير أن تلجأ إلى وسائل أقل ما يمكن أن يقال فيها إنَّها أسوأ خرق وانتهاك لسيادة لبنان"؟!

حكومة السنيورة مع حلفائها في الداخل لا تملك من الوسائل والقوى ما يمكِّنها من أن تضع هذا القرار موضع التنفيذ، فهل اتَّخذته، أي تبنَّته، لتؤكِّد وتُثبت، عندما يتحدَّاها الواقع على تنفيذه، أنَّها أضعف من أن تدخل في مواجهة عسكرية مع "حزب الله" وحلفائه، توصُّلاً إلى تنفيذه؟!

كلاَّ، لم تتَّخذه وتتبناه لتجعله، أو لتجعل تنفيذه، ينتهي إلى نتائج تذهب بكل ما توقَّعت، فهذا أمر لا يَقْدِم عليه إلاَّ من توهَّم أنَّ السياسة أقرب إلى التنجيم منها إلى علم الحساب.
لقد اتَّخذته وتبنته؛ لأنَّ أعداء "حزب الله"، على المستويين الإقليمي والدولي، قد قرَّروا الزج بقواهم وأسلحتهم في الحرب عليه.

خيارهم وقع أخيراً على تلك "الشبكة" التي يعلمون علم اليقين أنَّ كل إجراء ضدها هو ما يمكن أن يضطَّر "حزب الله" إلى تحليل ما حرَّمه دائما، ومن قبل، وهو استعمال سلاحه في صراعٍ سياسي داخلي؛ مع أنَّه ليس بداخلي إلاَّ جزئياً، وفي الظاهر في المقام الأول.

وأحسبُ أنَّ مطار بيروت الدولي هو الذي من أجل السيطرة عليه سيشتعل فتيل الحرب في جولتها الأولى، إذا ما اشتعل، فسيطرة حكومة السنيورة على هذا الموقع الاستراتيجي هي المبتدأ في السعي إلى تنفيذ هذا القرار، أو إلى تنفيذ ما لم يشتمل عليه هذا القرار في سطوره.
كانت "المواصلات"، أي باص عين الرمانة، هي شرارة الحرب الأهلية؛ أمَّا الآن فيراد لـ "الاتصالات"، أي شبكة الاتصالات الخاصة بـ "حزب الله"، أن تكون هي الشرارة لحربٍ جديدة، المشترَك بينها وبين القديمة هو ارتداء لبوس الحرب الأهلية، فالأطراف والقوى والأهداف والدوافع ظلت في كلتيهما إقليمية ـ دولية في المقام الأول.

ولقد تهيأ لـ "حزب الله" وحلفائه من الظروف الداخلية اللبنانية ما يمكن أن يمنع الحرب، إذا ما وقعت، من أن تَظْهَر على أنَّها حرب أهلية، أو اقتتال ديني أو طائفي أو مذهبي، فقرار الاتحاد العمالي الإضراب والتظاهر ضد الغلاء ومسبِّبيه قد يشعل فتيل حرب اجتماعية قبل إشعال، أو اشتعال، فتيل الحرب العسكرية ـ السياسية المُعَدُّ لها إقليمياً ودولياً.

وقد ينجح هذا التزاوج بين هذا الصراع وذاك في إفساد "الخُطط"، أو في جَعْل تنفيذها يعطي نتائج مضادة للأهداف التي من أجلها افْتُعِلت "أزمة شبكة الاتصالات والكاميرات".

ويبدو واضحاً أنَّ التفجير انطلاقاً من لبنان ما زال هو الطريق التي تفضِّل رايس السير فيها، وصولاً إلى الشرق الأوسط الجديد، فهي قرَّرت أن تفهم فشل "حرب تموز ـ آب" على أنَّه تأكيد للحاجة إلى أن يبدأ "الخلق الجديد" انطلاقاً من لبنان؛ وهل من دولة عربية غيره تصلح طريقاً إلى بناء الشرق الأوسط الجديد، أو إلى هدم الشرق الأوسط القديم، وإعادة بنائه بما يهدم مزيداً من مواقع الولايات المتحدة فيه.

"حزب الله" لا يملك أبداً، وليس في مقدوره أن يملك، خيار "التنازل عن شبكته من أجل اجتناب الحرب"، فحكومة السنيورة هي التي ينبغي لها أن تفاضِل الآن بين أن تتراجع، مُظْهِرةً ومؤكِّدةً، بالتالي، ضعفها، وبين أن تمضي قُدُماً، مُدْخِلةً لبنان في حرب، ضحيتها الأولى هي "التوقُّع" الذي زيَّن لها اتِّخاذ، أو تبني، هذا القرار، الذي لولا ذِكْر كلمة "السيادة" فيه لتعذَّر علينا أن نقف على شيء من معانيها فيه.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!
- من بروكسل جاء الجواب!
- طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!
- الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!
- الجوع يَحْكُم العالَم!
- أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!
- -نجاح- لم يُبْقِ من معنى ل -الفشل-!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!