أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة














المزيد.....

دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 10:23
المحور: الادب والفن
    



على طريق بسنادا أنحدر، ذهابا وإيابا، بلا كلل.
دخل أيار من جديد، ومعه أدخل في العدم الأبدي.
هل كانت الأزمنة في الماضي، أكثر سوءا؟
هل ستكون الأزمنة في القادم، أقلّ سوءا؟
.
.
سأوقف تلفوني الشخصيّ اللعين.
ينظر إليّ الأصحاب، بغيرة وحسد، ...حبيبتي، وأخرج وأكمل المكالمة، لأستقبل البهدلة وتمسيح الأرض بي إلى الآخر. لا أستمتع بالإهانة أبدا.
ليتني نجحت، كما فعل المعذّبون في الأرض قبلي... وليس جان جينيه آخرهم ولا أولهم، السلالة تمتدّ مع امتداد الغباء، مع امتداد التوالد وهوس السيطرة، وأقصى ما نريده أن نترك وشأننا.
يتاجرون بنا، بأحلامنا، بآهاتنا، بالنفس الحارق مع كلّ حرف وهمسة.
أكلة لحوم بشر، هم، نسوة يكتبن الشعر....هكذا، رجال جوف يجيدون اللعب والتلاعب، أهل ثقافة وكلام، .....هم وهنّ أشباهنا، من بعيد وعلى السطوح، آباؤنا وأمهاتنا إخوتنا...وأقصى ما نريد، أن نترك وشأننا، فليذهبوا كيفما يشاؤون.
*
اللعنة على الموبايل وعلى الأنترنيت، اللعنة على كلّ ما يصلني بها.
.
.
على طريق بسنادا أنحدر بلا توقف.
شجر لطيف محايد، نباح كلب دافئ وحنون، خربشة زواحف تؤنس وتصغي.
كنت هنا وكنت هناك.
الأمس لعين.
اليوم لعين.
الغد لعين.
نعم، هكذا....صرت أعرف، وأمتلك الأجوبة الشافية.
*
لو نجحت في الوصول إلى قبرص، لبصقت عليهنّ وعليهم ، وعلى نفسي أولا.
ماذا عساي أفعل؟
هنا صناديق مقفلة يتآكلها العفن والدود، صناديق فاسدة خارجها جحيم وداخلها جحيم.
ماذا بوسع الشاعر أن يفعل؟!
يشرب العرق، أجل. يوم وشهر وسنة وعشرين، ماذا بعد؟
لمن تثرثر؟ لمن تشكو؟
ما الذي ترجوه يا حسين في هذا القفر؟
*
لا يصفح القاضي عن جريمة، هو نفسه يرغب بارتكابها.
-هل تسأل أم تجيب؟
بين البول والخراء والأمزجة الكريهة وقطع العظام واللحم، يوجد الحبّ، ربما....
*
لا تنظر إلى الأعلى
أرجوك
لا تنظر إلى أبعد من أنفك
أرجوك
قطعة قماش على العينين، وخشبة داخل الفم وإلى آخر الحلق، وانتظر أحلام اليقظة.
انتظر مئة سنة وأكثر، انتظر وأجمد في الطابور خلف بوذا.
انتظر كما فعل أسلافك.
انتظر كما سيفعل الباقون.
لا أمل ولا وعد، لا صوت لا حركة، ....إلا صليل الحديد على الجنبين، والقتلة يجهزون على من ينازع.
لا تتنفّس
أجمد كالضفدع المذعور، تنتفخ وجنتاك في الهواء الفارغ، ....أو، ... تعرف الباقي.
*
كأن الحبّ مرّ من هنا.
لمحته، شممت هواه، كأنني أعرف هذا الصوت،
كأنني كنت عذابه وعذوبته.
من ينادي؟
من يستمع؟
تساقط زهر اللوز إلى آخره، ذبلت الضحكات في كأسي، شرابي عكر ونفسي وهواي.
*
كيف تجمّعت كل هذه المرارة في عقلك يا حسين؟
ألا تسمع صوت الكلب على ساقية بسنادا، هل تصغي جيدا؟
تحت ضوء النجمة الخالدة أنت.
في الهواء الأبدي، الأثير، النعومة....الضحكات تنتظر من يصغي ويستمع.
ما الذي خرّب حياتك هكذا؟
إنه الموبايل مع الأنترنيت.... يا سيدي.
اكسرها، حطّمها....وأخرج إلى سلامك العميق.
.
.
كأنني سمعت هذا الصوت.
كأنني لمست هاته اليدين.
.
.
كأنني عرفت الحبّ يوما، كأنني شربت مائه وطرت في هواه،
كأنني كنت الصبي
وكنت الكلام.
*
لا تصدّق يا حسين.
هي مصيدة جديدة.
الساحرات....أجل.
بلا رحمة يدخلنك في الصندوق، ويباشرن سلخ جلدك، وتقطيع اللحم والعظم.
انتبه لنفسك.
لا تأمن خديعة العتبة.
*
الشقاء في الذهن والسلام في الذهن، يقول بوذا.
في إخماد الرغبة تتوقف المعاناة.
في الهدوء السلبي، يعني أن تتحول وبمحض إرادتك إلى حجر.
والحياة يا سيدي؟
الشغف، المكابدة، التجارب، الطرق الجديدة....؟
جميعها أبواب المعاناة.
أعرف يا سيد بوذا، عليك اللعنة....أنت أيضا امرأة ناسلة اللون.
.
.
سأرمي بنفسي إلى قلب المعاناة من جديد.
إن ابتسمت لي امرأة.
إن دعاني صديق إلى كأس.
إن صادفت كتابا أو حكاية في طريقي.
.
.
يا سيد بوذا، أحمل وصاياك وأغرب عن وجهي.
ما دام سيدي ومعلّمي، قادر على الانتصاب، أنت في طريق وأنا في عكسه.
_على فكرة، صرت اقتني العسل الياشوطي العظيم، ملعقة كل صباح....
وما أجمل الحياة، ....حتى بدون زرع وبلا حصاد.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة
- حوافّ خشنة_ثرثرة
- علينا أن نواجه_ثرثرة
- عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة