أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهيل أحمد بهجت - العراقيون و تداعيات الكوارث الفكرية














المزيد.....

العراقيون و تداعيات الكوارث الفكرية


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 09:13
المحور: المجتمع المدني
    


لو كان الإنسان قصير النظر لما تطورت البشرية إلى هذا المستوى من التطور و الرقي الحضاري، فسقراط حينما تجرع السم و المسيح حينما صلب و الحسين بن علي حينما أخذته السيوف و غيلان الدمشقي الذي ذبح لإيمانه بالحرية و الحلاج و برونو حينما أحرقا و فرج فودة الذي اغتاله عُبّــاد السلف، كل هؤلاء الذين رضوا أن يموتوا في سبيل خلق مستقبل أفضل للبشرية كانوا يمتلكون بصيرة نافذة ترى المستقبل البعيد دون أن يتأثروا برؤيتهم للواقع المرّ و الأليم.
إن خلق التغيير يتم عبر أناس معدودين يستطيعون أن يستثمروا مشاعر المظلومين و إحساسهم بالمرارة من استغلال المستغلين و التفاوت الطبقي الكبير الذي يخلقه المستبدون و مصاصوا الدم الذين يستلمون كراسي الحكم بالطرق الشرعية و غير الشرعية، و الدكتاتوريون و المتسلطون غالبا ما يلجأون إلى خلق أفكار بديلة للفكر الذي يدعو إلى التحرر و كرامة الإنسان، فالحسين خرج ثائرا على المستبد فأسرع المستبدون إلى خلق دين آخر يناقض ذلك الذي كان يدعو إلى إسقاط المستبد، دين يكون مخدرا للعقل لا مثيرا لمكامن التغيير فيه، التغيير الذي سينطلق من العقل إلى المجتمع ليجسد واقعا جديدا.
و حينما خرج هيجل بفلسفته التي جعلت "الحرية" محور التغيير، استغل الماركسيون فلسفته و قلبوها لتصبح أداة في يد الدكتاتور الحاكم باسم الشعب، و نحن في العراق الآن بحاجة إلى من ينتقد أفكار الشهيد باقر الصدر لا بعنوان أن النقد يعني موقفا سلبيا، بل لمنع استغلال فكره المبدع و بالتالي تحويله إلى أداة بيد المؤدلجين الدينيين و الحاكمين باسم الله، لأن الصدر هو ابن مرحلته التاريخية و لو كان حاضرا لكان لزاما عليه أن يواكب روح العصر و المرحلة و الحاجة الإنسانية إلى الإبداع المستمر.
قديما قيل أن على الإنسان أن يتشبه بالله و أن من صفات الله طبعا الحرية و الإبداع، و قديما أيضا اتهم فقهاء السلطان فقهاء "المـــعتزلة" بأنهم مارقون و زنادقة لأنهم قالوا: يجب على الله كذا و كذا.."!! و استغل فقهاء السلطة هذه الكلمات لإثارة العامة ضدهم فقد كان عامة الشعب في زمن لا إنترنت و لا تلفزيون أو أي مخترع آخر وجود يجهل كل هذه المصطلحات العلمية، بينما كان المعتزلة يرمون إلى أن الله بعظيم جلاله متقيد بقانون لأن الله لا يفعل ما هو مشين، و للأسف فإن هذه العقلية الاعتزالية العبقرية لو كان قدر لها النجاح و لو وجد بضعة رجال متنورين كالخليفة "المأمون" العباسي لكانت الطفرة التاريخية في تغيير العقل البشري حصلت قبل 800 عام من الآن، و لكان العقل الابداعي في خلق ديمقراطية قانونية نجح هنا في بغداد و العراق.
لكن سلسلة من الحكام المستبدين و فئة من فقهاء التخلف و بحجة "سد باب الذرائع" و أن كل ما أدى إلى حرام فهو حرام و بحجة أن قادة المذاهب الذين واراهم الثرى قد بلغوا قمة العقل الفقهي فتم سد باب الاجتهاد في الدين، جعل من التدين و الدين يتجه اتجاها آخر، نحو الخضوع و التكفير و محاكمة الفكر الآخر ـ ملحدا كان أم مؤمنا ـ و هو الأمر الذي تجاوزه الأوروبيون بينما نحن أبناء الشرق لا نزال نعاني من تداعيات كوارثنا الفكرية إلى الآن، و لأننا نفتقد إلى العمل الحقيقي على خلق منظومة فكرية سليمة للإصلاح الديني و توجيه الخطاب الديني نحو تنمية الفرد لأنه و بدون ذلك لن يكون هناك أي تغيير.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الائتلافيون.. ألا تستحون؟
- نحو -أُمم ديمقراطية متحدة-!!
- الثقافة العراقية و الطريق إلى الحداثة
- حربنا المصيرية ضد الإرهاب
- فليأكل الجياع -الكعك-!!
- الأحزاب -الشعاراتية- العابرة للحدود
- العراق و النقلة الحضارية
- العراق .. نحو -الهوية الإنسانية-!!
- المواطن العراقي .. و حكم الأقلية الفاسدة
- سؤال حيَّر العراقيين!!
- حياة ثقافية.. للرجال فقط!!
- لبننة العراق و عرقنة لبنان!!
- المشهداني: -وا معتصماه.. وا صدّاماه-!!
- لن ننسى جرائم البعث.. و لن يخدعنا المسئولون الجدد
- تحيّة إلى أهل الجنوب..
- لا عيون و لا آذان..
- حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة
- لا لقوانين الصحافة..
- حول دعوة مقتدى الصدر للتظاهر.. -ضحايا-!! يبكون على صدام..
- وعي المواطن العراقي للإنتخاب!!


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهيل أحمد بهجت - العراقيون و تداعيات الكوارث الفكرية